صحيح البخاري
ـــــــــــــــــــــــ
{(10) كتاب الأذان }
ـــــــــــــــــــــــــ
ـ باب وُجوب القراءَةِ للإمامِ والمأْمومِ في الصَّلواتِ كلِّها
في الْحَضَرِ والسَّفَرِ ، وما يُجهَرُ فيها وما يُخافَتُ ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
755 ـ حدّثنا موسى قال حدَّثَنا أبو عَوانةَ قال حدَّثَنا عبدُ الملكِ بنِ عُمير عن جابرِ بنِ سَمُرةَ قال (( شَكَا أهلُ الكوفةِ سَعداً إلى عمرَ رضيَ اللهُ عنه ، فعزَلَهُ ، واستعملَ عليهم عَمَّاراً ، فشَكوا حتى ذَكروا أنَّهُ لا يُحسِنُ يُصلِّي . فأرسلَ إليه فقال : يا أبا إسحاقَ إن هؤلاءِ يَزعُمونَ أنَّكَ لا تُحسِنُ تُصلِّي. قال أبو إسحاقَ : أمَّا أنا واللهِ فإني كنتُ أُصلِّي بهم صلاةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ما أُخرمُ عنها ، أُصلِّي صلاةَ العِشاءِ فأركُدُ في الأُولَيَيْنِ وَأُخِفُّ في الأُخرَيَينِ . قال : ذاكَ الظنُّ بكَ يا أبا إسحاقَ . فأرسلَ معه رجُلاً ـ أو رجالاً ـ إلى الكوفةِ فسألَ عنه أهل الكوفةِ ، ولم يَدَعْ مَسجداً إلا سَألَ عنه ، وَيُثنون مَعروفاً . حتى دخلَ مسجداً لِبني عبس ، فقامَ رجلٌ منهم يُقالُ له أُسامةُ بنُ قَتادةَ يُكْنى أبا سَعدةَ قال : أمَّا إذ نَشَدْتَنا فإنَّ سَعداً كان لا يَسيرُ بالسَّرِيَّةِ ، ولا يَقسِمُ بالسَّويَّة ، ولا يَعدِلُ في القَضِيَّة . قال سعدٌ : أمَّا وَاللهِ لأدْعُوَنَّ بثَلاثٍ : اللَّهمَّ إن كان عبدُكَ هذا كاذبًا قامَ رِياءً وَسُمعةً فأطِلْ عمرَهُ ، وَأطِلْ فقرَهُ ، وَعَرِّضْهُ بالفِتَنِ . وكان بَعدُ إذا سُئلَ يقول : شَيخٌ كبيرٌ مَفتون ، أصابَتْني دَعوةُ سعد . قال عبدُ الملكِ : فأنا رأيتُه بعدُ قد سَقطَ حاجِباهُ عَلَى عَينيهِ منَ الكِبَرِ ، وإنه ليَتعرَّضُ للجواري في الطُّرقِ يَغمِزُهنَّ )) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|