المجتمع المسلم مصير واحد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ـ يشكل العمل الاجتماعي في الرؤية الإسلامية باباً عظيماً من أبواب التقرب إلى اللهِ ـ تعالى ـ ويظهر ذلك من خلال النصوص الكثيرة في صوره وأشكاله المختلفة على نحو ما نجده في تفريج الكروب عن المسلمين ، وفي إطعام الجائعين وكفالة اليتامى والأرامل ، وعلى ما نجده في زيارة الأصدقاء وعيادة المرضى وقضاء حاجات المحتاجين ...

*ـ ومن هنا فإن الجهد الذي يُبذل في سبيل إصلاح المجتمع الإسلامي وتحسين أوضاع المسلمين يشكّل نوعاً من النجاح في الابتلاء المكتوب علينا ، ومع وضوح هذا المعنى وتألّقه في أذهان كثير من المسلمين إلا أننا لا نجد ما يخدمه ويرسخه في السلوك على مستوى التربية الأسرية وعلى مستوى التوجيه في وسائل الإعلام وفي المدارس ؛ والدليل على هذا :
ـ قلّة المؤسسات الخيرية والمبادرات والأنشطة الطوعية لدينا، ويظهر ذلك جلياً عند مقارنة الأعداد المنخرطة في الأعمال الإغاثية في العالم العربي ـ مثلاً ـ مع الأعداد في الولايات المتحدة الأميركية ، كما يظهر في الفرق الشديد بين حجم الأموال الذي يجمع هناك لصالح العمل الخيري وبين الأموال التي يتبرّع بها العرب ! .

*ـ إنَّ مصيرنا في المجتمع المسلم مصير واحد ، وينبغي أن نربّي صغارنا على هذا الأساس ، فالإنسان المسلم مطالب بمساعدة إخوانه المسلمين على الصلاح والاستقامة ، كما أنّه مطالب بأن يكون صالحاً ومستقيماً في ذاته ؛ وهو مطالب بالمحافظة على أموال المسلمين وأعراضهم ودمائهم ومساندتهم لنيل حقوقهم تماماً كما أنَّه مطالب بالمحافظة على دمه وعرضه وماله ...
ـ وهذا ينبغي أن يكون واضحاً وحاضراً في أذهان الآباء والأمهات والمربّين والمربّيات . (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(*) من أجل الدين والأمة ـ
ـ د/ عبد الكريم بكار ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ