قافلة
الغرباء
ــــــــــــــــــ
*ـ الدكتور/ صابر عبد الدايم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالشاعرُ إذْ يصدقُ تقتلهُ كلماتُ السُّفهاءْ !!!
والشاعرُ إذْ يُشرقُ تخنقُهُ ظلماتُ الجهلاءْ !!!
والشاعرُ إذْ يَسْبَحُ تبلَعُهُ حِيتانُ البلهاءْ !!!
والشاعرُ إذْ يتمرّد يُسْجَنُ في قافيةِ الجبناءْ !!
والشاعرُ عندَك يا من جئتَ بمِلَّتكَ السمحاءْ !!
حطَّابٌ يحمل فأسًا في الصحراءْ
يُجْري فيها الأنهارَ .. وينسُجُ للعُرْيانِ كِسَاءْ
والشاعر سلطانٌ يحمل فوقَ الظَّهْرِ إلى الأطفال غذاءْ
سيفٌ مسْلولٌ في وجْه الأقذاءْ
قلبٌ بأذانِ الحقِّ خفُوقٌ يُورِقُ بالأمل الوضَّاءْ
لا يُحرقُهُ الجمْر الملقَى فوق الأندَاءْ
والشاعرُ صَدِّيقٌ .. ينزع سيفَ الرِّدةِ مِن ظلِّ الأعداءْ
يجعل مُلْكَ المتنبِّي في طوفانِ الريحِ هَبَاءْ
ويُطارِدْ جيشَ مُسْيلمةَ الكذابِ بكلِّ الأجْواءْ
مِنْ فوّهة الموتِ يجيء .. يُشيِّدُ ملحمة الشهداءْ
ويُقيمُ مِنَ الجثَثِ العابرةِ زمانَ الوهْمِ جسورَ بقاءْ
يَصْرَعُ جِيلَ الباطل يجعَلُهُ سفْحًا من أشلاءْ
يَمْسخُ شيطانَ النقمةِ .. يَجعلُهُ بعضَ دماءْ
والشاعرُ كوْنٌ مفتوحٌ .. بنُبتُ في خضرتِهِ البُسَطَاءْ
الشاعرُ كَنزُ نُبوءاتٍ لا يدركها إلا من يقتحم الأرجاءْ
هل يَفهمُ هذا الشعراءْ ؟!
هل يَفهمُ هذا الشعراءْ ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ