الأحمر يليق بك ؟!
تنظر تلكم الحمامة إلى ساقية الدم القاني وتقول لكم :
نحن معشر الطيور ، منذ أن قام أخوكم الأول قابيل ، بقتل أخيكم الآخر هابيل ، اختار الله فصيلاً منّا يبحث في الأرض ليعلّمكم كيف توارون جثة أخيكم ، لا أن تسكبوا دمه في الطرقات .
ليتكم حفظتم للغراب " إنسانيّـته " ولم تجعلوا منه سوى مَثَل للتشاؤم !
سخّر الله فصيلاً منّا يدلّ نبيّاً منكم على مواطن المياه ، وكان سليمان - عليه السلام - يتفقد ذاك الطير ويسأل عنه ، فنحن لم نبخل بإرشادكم إلى الماء الذي فيه حياتكم ، وعندما تملكّني العطش ، وبحثت عن بقايا مائكم ، ما رأيت سوى ساقية الدم الذي بإراقته مماتكم ؟؟
سخّر الله حمامة من جنسي لتضل المشركين عن الوصول إلى نبيّكم محمد وصاحبه في الغار ، فما بالكم جعلتم من الدم آثاراً تدل كل تائه على إجرامكم ؟
ثم يقول شاعركم الذي لم ينظر إلى الأحمر في حياته :
أَبَـكَتْ تِـلْكُمُ الـحَمَامَةُ أمْ غَنَّـت ..... عَـلى فَـرْعِ غُصْنِها المَيّادِ
قولوا للمعرّي : لستُ أبكي ، ولستُ أغنّي ، وهل أبقيتم لنا من الشجر أغصاناً عليها نبكي ، أو على الفروع أعشاشاً فيها نغنّي ؟
سوريّون أنتم ؟؟
والهوى أمويّ ؟
في قرآنكم أنّ المجرم فيكم يقول يوم القيامة : " يا ليتني كنت تراباً " ، وأقول نيابة عن بني جنسي :
يا ليتني كنت تراباً في الدّنيا لأنثُر فوق هذا الدّم الطاهر ! خذوا رىيشي وانثروه ، قطعوا جسدي وفوق الدّم ألقوه ، خذوا عينيّ فكل السواقي أصبحت في نظري دماء !
ماذا أقول لفراخ زغب الريش إن سألوني عن الماء ؟
أأقول مررتُ بقوم عوقبوا بالدّم كبني إسرائيل ، فتحولت مياههم للأحمر القاني ؟
إلى متى والسامريّ يصنع لكم من " الممانعة " عجلاً جسداً له خوار ؟
متى تحرّقونه وتنسفونه في اليمّ نسفاً ؟
أيليق بكم الأحمر !
آخر تعديل بواسطة عابر ، 09-04-2013 الساعة 12:55 PM
|