عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-04-2013, 06:36 PM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,139
29 أول من وضع نظام جوازات السفر


المسلمون أول من وضع نظام جوازات السفر !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

( أبو معاوية البيروتي )
---------------


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه .

أما بعد، فلعل أول ما ورد في هذا الباب ما كان يتميّز به حامله من علامات فارقة في جسمه وسيرته، وإليك نصًّا من كتاب " ملوك الشرق " ( طبعة سنة 1938 م / ص 120 ) ( قال أبو معاوية البيروتي : لم يذكر كاتب المقالة اسم مؤلف الكتاب، ولم أعرفه، وذُكِرَ في الويكيبيديا أنه كتاب تركي )، ونصه هذا الذي أُخِذَ بالصورة الشمسية وهو :

===========================

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب من عبد الله بن عبيد الله عامل
الأمير عبيد الله بن الحبحاب على أهل أشمون

لقسطنطين ببسطلس، شاب أبِطٌ خدّه أثر وبعنقه خالان، سبط من أهل بَسقنون من أعلى أشمون، إني أذنت له أن يعمل بأسفل أشمون لوفاء جزْيته والتماس معيشته، وأجّلته شهرين من مستهلّ ذي الحجة إلى انسلاخ المحرّم سنة ست عشرة ومائة، فمن لقيه من عمّال الأمير أو غيرهم فلا يتعرّض له في ذلك من الأجل إلاّ بخير، والسلام على من اتّبع الهدى،
وكتب طليق في مستهلّ ذي الحجة تمام ستة عشرة ومائة .

===========================

من هذا تعلم الدقة في كتابة جواز السفر،
أولاً أن يكون طالب الجواز حسن السيرة والسلوك،
وأن تكون ذمّته بريئة من الضرائب وذلك قبل إعطائه الجواز،
ثم إثبات ما بجسمه من العلامات الفارقة بأنه شاب أبِط ( أي حسن الخلق ) وسَبْط ( أي مستقيم الجسم ) وفي خدّه وعنقه فوارق يتميّز بها عن غيره،
ثم إعطائه مدّة معلومة؛ شهرين،
وأنه لا يُعطى الجواز من مدينة داخل البلاد إلى أخرى داخلها - وهذا أمر لم يعهد في المدنية الحاضرة إلا في حالة أسموها في عصرنا الحاضر حالة طوارئ -.( بأن لا يرخص لأحد بالإقامة في بلد داخل بلاده إلا بإذن خاص حالة الدخول وحالة الخروج )
عدا التوصية بحامل الجواز كما هي أجوزة السفر في أيامنا .

إذن، فالجواز ليس من ثمرات المدنية الحاضرة، وقد نشأ جواز السفر ( صك المسافر ) - كما يعبّر عنه في " القاموس " و " أساس البلاغة "، ويجمعونه على أجوزة، ويُقال : خذوا أجوزتكم لئلاّ يُتعَرَّض لكم، وما أحدثه الناس إلا من الحالات التي تُهدِّد كيان بلدٍ ما أو مملكة ما تتسرّب إليه الغرباء خلسة وتتغلغل في أنحائها لكشف خفاياها واستقصاء أسرارها، فكم من دولة ابتُلِيَت بالغرباء المتجسّسين إلا ذهبت ضحيّتهم سواء في العصور القديمة أو الحديثة وهم أشد بلاء .

وكما أنه ظهر في القرن الثاني الهجري في مصر، فقد كان في ديار المشرق في العراق والشام ثم في البلاد الإسلامية الأخرى، ويظهر من سياق الروايات التاريخية أن الجواز لم يكن متّخذاً في المئة الثانية للهجرة في ديار المشرق، وخصوصاً العراق والشام إلا بعد هذا التاريخ بقليل .

وأفصح نبإٍ في هذا الشأن ما ورد في ترجمة المؤمّل بن أُميل المحاربي ، وهو شاعر كوفي من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، وكان لم يحمل جوازاً وهو خارج من الري متوجّهاً إلى بغداد، فأجلس أبو جعفر أحد قوّاده على جسر النهر ( وأمره ) أن يتصفّح الناس رجلاً رجلاً ويسأله عن اسمه حتى ظفر بالمؤمل .

كتبه عبد الرؤوف المصري أبو رزق
مجلة التمدن الإسلامي
رجب 1375 هـ
شباط 1956 م
.......................

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ{ يتبع }
{ ملتقى أهل الحديث }
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59