التدين الشكلي
(كلام في الصميم)
درر ثمينة تعكس واقعنا اليوم
كان عمر بن الخطّابِ (رضي الله عنه) يعرِفُ أنّ المرءَ من الممكن أن يخلعَ دينه على عتبةِ المسجد.. ثم ينتعلَ حذاءَه.. ويخرجَ للدّنيا مسعوراً.. يأكلُ مالَ هذا.. وينهشُ عرض ذاك !
ولكن في المقابل، أن كثيراً من المصلين يمثلون الدين في كل خطوة من خطواتهم.. ويتمثلون قول النبي (صلى الله عليه وسلم): [ليسَ المؤمنُ بطعَّانٍ ولا لعَّانٍ ولا فاحِشٍ ولا بَذيءٍ].. [رَحِمَ اللهُ عبدًا سَمْحًا إذا باعَ.. سَمْحًا إذا اشْتَرى.. سَمْحًا إذا قَضَى.. سَمْحًا إذا اقْتَضَى]..
كان يعرفُ أن اللحى من الممكنِ أن تصبحَ متاريسَ، يختبىء خلفها لصوصٌ كُثر..
ولكن في المقابل، أن كثيراً من اللحى، دليل ورع وتقوى..
وأنّ العباءة السّوداء، ليس بالضرورة تحتها امرأةٌ فاضلة !
ولكن في المقابل، أن هناك كثير من العباءات السّوداء تحتها نساء ورعات ملتزمات فضليات..
كان يعرفُ أن السِّواكَ قد يغدو مِسنّاً، نشحذ فيه أسناننا، ونأكل لحوم بعض..ولكن في المقابل، أن كثير ممن تستعمل السواك، إلتزام بالسنة، وتقرب إلى الله..
كان يعرفُ أن الصلاةَ من الممكنِ أن تصبحَ مظهراً أنيقاً لمحتال..
ولكن في المقابل، أن كثيراً من المصلين قد نهتهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر..
وأنّ الحجّ من الممكنِ أن يصبحَ عباءةً اجتماعية مرموقة لوضيعٍ !
ولكن في المقابل، أن كثيراً من الحجيج يرجعون بحج مبرور، ويعودون كيوم ولدتهم أمهاتهم..
كان يؤمنُ أنّ التّديّنَ الذي لا ينعكسُ أثراً في السُّلوكِ، هو تديّنٌ أجوف !
ولكن في المقابل، أن كثيراً من المتدينين خيرين، يمشون بيننا وقد كان خلقهم القرآن..
فليس الإيمان بالتمني، ولا بالتحلي.. ولكن ما وقر في القلب صدقه العمل..
أندونيسيا لم يفتحها المحاربُون بسيوفهم، وإنما فتحها التُّجارُ المسلمونَ بأخلاقهم وأماناتهم !
فلم يكونوا يبيعون بضائعهم بدينهم، لهذا أُعجبَ النّاسُ بهم وقالوا: "يا له من دين !"..
الايمان الكاذب، أسوأ من الكُفر الصّريح. وفي كليهما شرّ !
والتعاملُ مع الآخرين، هو محكُّ التّديّنِ الصحيح..
إذا لم يلحظ الناسُ الفرقَ بين التّاجر المتديّنِ والتّاجرِ غير المُتديّن، فما فائدة التّدينِ إذاً..
وإذا لم تلحظ الزّوجةُ الفرقَ بين الزّوجِ المُتديّنِ والزّوجِ غير المتديّنِ، فما قيمة هذا التّديّن..
منقول
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
|