عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-31-2015, 06:18 PM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي

أما حال الصديق أبي بكر -رضي الله عنه-وهو المُبشر بالجنة لما احتضر -رضي الله عنه- تمثلت عائشة -رضي الله عنها- بهذا البيت:
أعاذل ما يغني الحذار عن الفتى
إذا حشرجت يومًا وضاق بها الصدر[/
الأنفاس الأخيرة

الأنفاس الأخيرة
فقال أبو بكر رضي الله عنه: ليس كذلك يا بنية ولكن قولي: وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ.ثم قال: انظروا ثوبي هذين فاغسلوهما ثم كفنوني فيهما فإن الحي أحوج إلى الجديد من الميت


وهذا فاروق الأمة وثاني الخلفاء الراشدين والمُبشر بالجنة ..واللهِ كلماته عند موته تدمى قلبــى هذه حاله وهذا خوفه من الله -عز وجل-
فقد قال عبد الله بن الزبير: ما أصابنا حزنٌ منذ اجتمع عقلي مثل حزن أصابنا على عمر بن الخطاب ليلة طُعن،
قال: صلى بنا الظهر والعصر والمغرب والعشاء، أسر الناس وأحسنهم حالاً.
فلما كانت صلاة الفجر صلى بنا رجل أنكرنا تكبيره، فإذا هو عبد الرحمن بن عوف، الأنفاس الأخيرة

فلما انصرفنا قيل: طُعن أمير المؤمنين. قال: فانصرف الناس وهو في دمه لم يُصل الفجر بعد،
فخرج ثم جاء، فقال: يا أمير المؤمنين أبشر بالجنة، لا والله ما رأيت عينًا تطرف من خلق من ذكر أو أنثى..إلا باكية عليك، يفدونك بالآباء والأمهات، طعنك عبُد المغيرة بن شعبة، وطعن معك اثنا عشر رجلاً فهم في دمائهم
حتى يقضي الله فيهم ما هو قاض، تَهْنَك يا أمير المؤمنين الجنة..
الأنفاس الأخيرة

قال: غُر بهذا غيري يابن عباس، فقال ابن عباس: ولِمَ لا أقول لك يا أمير المؤمنين؟ فوالله إن كان إسلامك لعزًا، وإن كانت هجرتك لفتحًا،
وإن كانت ولايتك لعدلاً، ولقد قتلت مظلومًا،
ثم التفت إلى ابن عباس فقال: تشهد بذلك عند الله يوم القيامة؟ فكأنه تلكأ.
قال: فقال علي بن أبي طالب وكان بجانبه: نعم يا أمير المؤمنين نشهد لك عند الله يوم القيامة،
قال: ثم التفت إلى ابنه عبد الله بن عمر

الأنفاس الأخيرة


فقال: ضع خدي إلى الأرض يا بني، ثم قالها مرة أخرى:
ضع خدي إلى الأرض يا بني، فلم أفعل، ثم قال لي: المرة الثالثة: ضع خدي إلى الأرض فوضعت خده إلى الأرض حتى نظرت إلى أطراف شعر لحيته خارجة من بين أضغاث التراب،
قال: وبكى حتى نظرت إلى الطين قد لصق بعينيه، قال:
واصغيت بأذنين لأسمع ما يقول: قال: فسمعته وهو يقول: يا ويل عمر وويل أمه إن لم يتجاوز الله عنه
;اللحظات الاخيرة في حياة الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه

ولما احتضر عثمان بن عفان رضي الله عنه جعل يقول ودمه يسيل..لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم إني أستعين بك على أموري، وأسألك الصبر على بلائي.

هؤلاء أصابتهم شدة الموت وسكراته وهم الصحابة الأجلاء والرفقاء الأخلاء..
خلفاء الأمة الراشدون والمبشرون بالجنة.. فما بالك بحالنا وكيف إذا نزل بساحتنا؟! فالله المستعان.

وبكى أبو هريرة في مرضه فقيل له: ما يبكيك؟ فقال:
أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكني أبكي على بعد سفري وقلة زادي، وأني أصبحت في صعود مُهبطٌ على جنة ونار، ولا أدري أيهما يؤخذ بي
الأنفاس الأخيرة

وهذه فاطمة بنت عبد الملك بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز تقول : كنت أسمع عمر في مرضه الذي مات فيه يقول:
اللهم أخفِ عليهم موتي ولو ساعة من نهار، فلما كان اليوم الذي قبض فيه،
خرجت من عنده فجلست في بيت آخر وبيني وبينه باب وهو في قبة له فسمعته يقول:
تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ سورة القصص، الآية: 83.

ثم هدأ فجعلت لا أسمع حركة ولا كلامًا، فقلت لوصيفٍ له: انظر أنائمٌ هو؟ فلما دخل صاح، فوثبت فإذا هو ميت

الأنفاس الأخيرة

الله أكبر
ما أسرع قدوم تلك اللحظات إلينا قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ
نعم أينما اتجهنا ومهما اختفينا فإنه ملاقينا يومًا ما..
ولو قيل إنه سيقدم علينا بعد مئات السنين لأهمنا نقص اليوم والليلة لأن ذلك يقربنا إليه ويدنينا منه
وكيف وأعمارنا دون المائة وتقارب الستين.. بل وربما نؤخذ ونحن في زهرة الشباب أو دون ذلك.
يتبع
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59