عاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لملاطفة دول الخليج العربي وإعلان استعداده "لمسافة السكة" عند أي تهديد للخليج، وذلك بعد يومين من تصريحاته التي أعلن فيها رفضه لأي تدخل عسكري في سوريا لمجلة "جون أفريكانز" الناطقة بالفرنسية، والتي أثارت شكوكاً حول توافقه مع السعودية التي ترغب في إنهاء الملف السوري بتدخل بري يقره التحالف الدولي.
السيسي أثناء استقباله وفداً من الصحفيين والإعلاميين الكويتيين، مساء الأربعاء 17 فبراير/شباط 2016، قال إن مصر على أهبة الاستعداد للدفاع عن أشقاء الخليج حال تعرضهم لتهديد مباشر، وأكد أن جيش مصر هو جيش كل العرب، وأنه مستعد بقدر "مسافة السكة" في حال تطلب الأمر.
وقال إن مصر "تحترم إرادة الشعوب ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولكنها قادرة على صد أي هجوم، والرد على أي اعتداء أو تهديد مباشر سواء عليها أو على أشقائها".
وأكد أنه "لا توجد أفضال بين الأشقاء، وإنما كل الحب والتقدير والاحترام، وأن مصر لو كان لديها ما يكفي من الإمكانيات لما كانت ستتوانى عن تقديم كل الدعم لأشقائها العرب".
تصريحات السيسي الجديدة تأتي عقب التصريح السابق له الذي أعلن فيه رفض مصر التدخل العسكري في سوريا والذي جاء لأول مرة كإعلان صريح لمخالفة السيسي لتوجهات السعودية، كما جاء بعد إعلان الرياض وأنقرة رغبتهما في عملٍ بري في سوريا بقيادة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

كما تأتي التصريحات عقب إعلان الرياض عن زيارة مرتقبة للملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة 4 أبريل/نيسان المقبل، في ظل ظروف دولية وإقليمية صعبة تحيط بمنطقة الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط كاملة، تسعى فيها الرياض لجمع حلفائها بالمنطقة.
تصريحات السيسي أثارت موجة من الجدل على الشبكات الاجتماعية عبر هاشتاغ #مسافة_السكة، ما بين السخرية والنقد.

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)