الموضوع: مواقف
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-25-2015, 02:27 PM
الصورة الرمزية يحــــــي عباسي
يحــــــي عباسي غير متواجد حالياً
كاتب وأديب قدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2015
الدولة: سليم / الجلفة / الجزائر
المشاركات: 26
افتراضي مواقف



أوقفتني في مقام النور و قالت :
- أوقد لي مصابيح النور
- فأوقفتها على منصة العشق في نقطة يختلي فيها النور بذاته , بذرتها كحبات وهج قادم من السماء على صفحة مرآة فتناثرت تنير ظلمتى , لحظة الوقوف هي لحظة الوجود , و مقامها الساكن في قطرة الندى الهادئة ينزلق في ذاتي فيلينها كغصن البان الرقيق .
- أوقفتني في مقام الحضور و قالت :
- كن حضورا بعد الغياب
أوقفتها في دائرة الساعة و جمعت لها الأزمان كواسطة عقد على جيدها , أفرغت قطع الروح في قارورة الزمن ثم رججتها فكنت و هو نفسا واحدة .فإن غبت احتوتها كما كان يفعل الزمن .
أوقفتني في مقام الجنون وقالت :
- صبرا على حبيبتك
- أوقفتها في عصف الجنون فلما اشتمت نسائم العقل , احتارت , إن ما ترينه جنون في عالم الشهود هو رجفة العقل في عالم المحبوب , يكتبني الجنون بحبر حضورك في نفسي فيزهر سطرا يكشف عن حفر قديم برسم اسمك.
- أوقفتني في مقام الوطن و قالت :
- استحضرني في قلبك وطنا
- أوقفتها على قمة الصبا فلم تر إلا نفسها , ثم ترقيت بها على طيش الشباب فلم تر إلا نفسها . ثم على معراج الكهولة فلم تر إلا نفسها, من أول يوم افترشتك وطنا و تدثرت بك وطنا, و تلقيت الأمنية الشاردة كي تكوني أبدا و طنا . الوطن هبة لحظات الجنون و التعقل و أنت لم تكوني إلا هذه التوأمة .
- أوقفتني في مقام النساء و قالت :
- في النساء بديل فاختر خليفة لي على عرشك
- أوقفتها على طرز منديلها لم يكن في البياض إلا رسم حرفها الإفرنجي , إن النساء مسجونة فيه, لا أرى منهن إ لا حرفا في منديل , سكنت عيني على صورة وجهك فحجب عني خيالات النساء , مقام شهود هذا مقام كجدار قديم متهدم
- أوقفتني في مقام البعد و قالت :
- ليتك تكون قريبا
- أوقفتها في حضرة الوجود فلم المح إلا البعد يلاعبه القرب كأنهما طفلين يتسابقان نحو نصب وجهك , أنا فيك أين تسكت دقات الساعة في لحظة ولدت فيها .
-

المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59