نظرية يعتقد أصحابها بأن معظم الأحداث العالمية الكبرى لم تحدث فجأة، ولكنها من تدبير قوى سياسية كبيرة، استطاعت إدارة الأحداث بالتضليل والأكاذيب التي قامت بتسويقها عبر قنواتها العديدة. في عالمنا العربي تزدهر هذه النظرية، ولها كثير من المؤيدين الذين يجزمون بأن ما مرت وتمر به الأمة العربية، ليس سوى مؤامرة كبرى خططها ورتبها أعداء الأمة الغربيون، أما المعارضون والمشككون بهذه النظرية، فيرون أن المجتمعات العربية ابتدعت هذه النظرية لتكون مشجبا لكل إخفاقاتها وأخطائها التي حدثت على مدى السنين الماضية.
ان المتابع للأحداث التي مرت بها الأمة العربية خلال الـ 25 سنة الماضية، لابد أن يميل إلى جانب معسكر أصحاب «نظرية المؤامرة» بدون شك. فمنذ الغزو العراقي للكويت في الثاني من أغسطس 1990، ومنطقتنا العربية لم تر الهدوء ولا الأمن، فقد تبع ذلك سنين من المد والجزر والتوتر المستمر إلى أن جاءت الحرب على العراق لإزالة صدام حسين الذي اعتبره جورج بوش الابن «قطعة الشطرنج التي يجب التخلص منها لتطبيق الاستراتيجية الكبرى في العالم العربي»، وما إن تم التخلص من صدام، حتى بدأت فصول المؤامرة تتضح. العراق تقسم وتم تسليم غالبه لإيران، وأصبح مرتعا وبؤرة للجماعات الإرهابية، وظهر لنا أبو مصعب الزرقاوي وجماعته وجماعات أخرى، وظهرت لنا داعش التي تحولت إلى جيش جرار لا يشق له غبار، تهبط عليه الأسلحة في ظلمة الليل من طائرات مجهولة الهوية، وتهابه الدول العظمى. ثم بدأت موجات الربيع العربي المزعوم الذي تم دعمه بسرعة البرق من قبل الدول الغربية، وساهم في تدمير بعض الدول العربية وزعزعة أخرى، وما زال العالم العربي يعاني منه. والحكم بعد المداولة كما يقولون.
• يقال إن فاتورة العلاج بالخارج لعام 2016 قد تفوق المليار دولار بمباركة الحكومة لإرضاء بعض نواب الأمة الذين نسوا هموم الأمة من أجل مصالحهم الشخصية، لكن نحن الكويتيين نستاهل، لأننا أفضل من يتحلطم وينتقد في مجالسنا ودواويننا أمور البلد وحكومته ومجلسه، ولكن عند صناديق الاقتراع نعود ونصوت لنفس الأشخاص الفاسدين لأن هذا من حزبي، وهذا من طائفتي، وهذا من مذهبي، وننسى مصالحنا الأساسية.
فيصل محمد بن سبت
binsabt33@