عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-18-2012, 07:53 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

فالتعريب يغني اللغة بذخيرة من الكلمات التي تعبّر عن كل ظلال المعاني الإنسانية ، كما أنه يمدنا بفيض من المصطلحات العلمية الحديثة ، التي لا نستغني عنها في نهضتنا العلمية . فلا بد من إباحة التعريب بأوجهه المختلفة ، ونقل الأسماء الأعجمية إلى اللغة العربية بحروفها وذلك مثل أسماء العلام الأعجمية ، واللباس والطعام و الشراب و الأثاث والعقاقير الطبية و أسماء الحيوانات و النبات ، مما لم يعرفه العرب وليست في بلادهم .

ولعل من الواجب أن تتعاون جميع المؤسسات اللغوية على أصول يمكن اتخاذها قواعد للتعريب ، يقاس عليها ويجري على نسقها ، لكي تتوحد المصطلحات ، فيسهل العلم ويعمَّ نشره في جميع الأقطار العربية .

د/ النقل المجازي :

وهو طريقة في التوسع اللغوي ، إذ قد يستعمل لفظ في معنى على سبيل المجاز ، حتى يصير المجازي هو الذي ينصرف إليه الذهن عند الإطلاق . و من هنا يمكن بعث الكلمات القديمة للدلالة على معان حديثة بطرق النقل المجازي . ولا يلبث اللفظ – لكثرة استعمال المجازي – ألا يفهم منه إلا هذا المعنى المجازي .

5/ لماذا التعليم باللغة العربية :

تعمل الجامعات في العالم العربي والإسلامي لاعداد القدرات الفكرية والعلمية للحاجة المتزايدة لذلك وهذا يقتضي أن تهدف الجامعات و مراكز البحوث العلمية إلى استنبات القدرات الذاتية وتكوين الباحثين العلميين ، وإيجاد التجانس الفكري تحقيقا لمتطلبات التنمية ، وتأصيلا للقيم الحياتية ولما كان معظم أعضاء الهيئات التدريسية قد تلقت تأهيلها في الجامعات الأجنبية فقد نتج عن ذلك تعدد المدارس الفكرية والاتجاهات المنهجية التي أورثت الطالب الجامعي بلبلة فكرية ، وتنازعا نفسيا وتعددا في الرؤى و الاتجاهات مما جعل تعريب التعليم الجامعي والدراسات العليا أمرا ضروريا نادت به المنظمات العربية وقادة التعليم والفكر لأن تكوين القيادات في مجالات الحياة المختلفة لا تتم إلا بتأصيل العلم والتقنية في اللغة العربية في مجال التعليم والبحث والإنتاج العلمي وذلك بتنمية اللغة العربية باعتبارها لغة عالمية معاصرة وتنميتها تكون بتطوير أساليب تعليمها ، وتحسين قدراتها وتجديد طاقاتها وإبراز عبقريتها الإبداعية .

إن أبرز مقومات الشخصية الإسلامية بجانب قيمها الإنسانية والروحية نظامها اللغوي فحول اللغة تقوم الحضارة وباللغة تبلغ الأمة رسالتها الخاتمة وتنشر ثقافتها وتراثها الذي لم تبلغه أمة في التاريخ الإنساني نوعا وحجما وكما وكيفا وانفعالا وتفاعلا وتأثرا وتأثيرا في المعرفة الإنسانية .

اللغة إبداع إنساني يلبي الحاجات الطبيعية والروحية والاجتماعية وهي قابلة دائما لاستيعاب الجديد وهي منهج فكر وأسلوب تصوّر لأننا نفكر بلغتنا التي تعبر عن هويتنا وحكتنا وتجارب حياتنا وفلسفتنا وتراثنا وبصيرتنا مما يؤكد قدرتها على مواصلة دورها الحضاري واستيعابها للمعرفة البشرية في كل زمان.

والذي جعل العربية لغة العلم والتكنولوجيا في الماضي وقابليتها لذلك في المستقبل ما تنفرد به من إمكانات وسمات قلّ أن تتوفر في لغة أخرى منها :

1- مرونة اللغة العربية وقدرتها على التفاعل مع غيرها حيث استوعبت العلوم الإنسانية كلها ترجمة ثم حفظا وإضافة وابتكارا ، وعندما نزل القرآن الكريم كان سببا في توسيع دائرة الألفاظ ومدلولاتها واكتسبت الألفاظ مرونة كبيرة وصلاحيات واسعة لتعبر عن المعاني الجديدة والحياة الجديدة ثم تستوعب بعد ذلك كل مستحدث في العلم أو جديد في الفكر وأصبحت اللغة العربية تحمل المعاني اللغوية التي كانت عليها والمعاني الاصطلاحية التي طرأت عليها وثبتت فيها فكان القران بذلك إضافة ضخمة و ثروة هائلة أثرت العربية كما أن اللغة النبوية والبلاغة المحمدية في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عززت المصطلحات الجديدة والمعاني المستحدثة للألفاظ والتراكيب العربية .

وتتمثل هذه المرونة في بروز ظاهرتي اللغة الأدبية واللغة العلمية فالعربية عاشت لغة أدبية برز فيها الخطباء والشعراء حيث كان الشعر ديوان العرب وإن قواعدها أسست على مستوى اللغة الأدبية واستمرت طرائق التعبير معتمدة على المقاييس الأدبية المتعارفة بين الشعراء والكتّاب والتي ظلت عن طريق الرواية حتى نهاية القرن الثالث الهجري حيث بدأت اللغة العلمية تبرز باعتبارها مستوى خاصا في التعبير عن وصف الأشياء لتعيين ماهيتها على اعتبار أن يراد ب " الأشياء كل ما يدخل في نطاق الحواس الإنسانية من مخلوقات ويراد بالوصف كل جهد يأخذ شكل التقرير أو التحليل أو التركيب العلمي " (13).

وإذا كان الأسلوب الأدبي يتميز بالذوق والجمال فإن الأسلوب العلمي لا يخلو من جانب جمالي لا يطغى على تميزه بالدقة في استعمال الكلمات والجمل والرحابة والمرونة وتجنب الصور البلاغية والمحسنات البديعية .

2- قدرة اللغة على الابتكار والتوسع في المصطلحات العلمية فلغة العلم في الإسلام تطورت عبر أزمنة حيث كان القرن الأول عصر المصطلحات الفقهية والتشريعية ومصطلحات علوم التفسير والحديث وعلم الكلام ثم جاء القرن الثاني ليكون عصر المصطلحات اللغوية والأدبية والتاريخية والسياسية ثم استكملت العلوم لغتها ومصطلحاتها التي عمت العالم الإسلامي ونمت في القرن الرابع الهجري وظهرت المصطلحات في معاجم " واستعان المسلمون على وضع هذه المصطلحات بوسيلتين هامتين : أولهما (النقل ) وهو منهج مألوف في اللغات جميعها فتنقل الكلمة من مدلولها الأصلي إلى مدلول جديد له به صلة وتستقر فيه بحيث تصبح حقيقة عرفية وقد ينسى المدلول القديم ويحل محله المدلول الجديد وحده ، والأمثلة على ذلك كثيرة نذكر من بينها الصلاة والصيام والزكاة في الفقه ، والتمييز والاستثناء في النحو والجامد والمشتق في علم الصرف . والفرق بين الدلالة اللفظية والدلالة الاصطلاحية لهذه الكلمات واضح و معروف .

والوسيلة الثانية من وسائل تكوين المصطلح العلمي هي الوضع ، ويراد به خلق لفظ جديد لأداء معنى خاص بالنحت والاختراع أو التركيب والجمع وأوضح صوره الاشتقاق والعربية ولا شك لغة اشتقاقية "(14) .

3- التعليم الجامعي باللغة العربية يتناسب مع القدرات المعرفية وطاقات الإدراك لدى الطالب الجامعي لأنها اللغة التي يتعامل بها في حياته اليومية ويعبر بها عن حاجاته و مشاعره وهي قبل ذلك مرتبطة بدينه وعقيدته والقناعة العقلية والنفسية بأهمية التعليم باللغة العربية يحقق عملية التفاعل بين الطالب والأستاذ ويسهل عملية الفهم والإفهام " لأن من أهم مقومات النجاح وأعمقها قبول التعريب نفسيا من المجتمع والطالب والأستاذ وخلق الاستعداد النفسي والاجتماعي في تقبل الدراسة باللغة العربية ضرورة من ضرورات الإبداع وخلق الثقة بقابلية العرب في استيعاب العلوم الحديثة وهضم الحضارة الجديدة لتكون وحدة روحية تزرع الثقة العميقة بأصالة العربية والاعتداد بالتراث الإسلامي وبالتالي إعادة الثقة بقابلية الطالب العربي والاعتداد بالمستوى العلمي للأستاذ "(15) .

وبما أن اللغة – كما ذكرنا – هي أداة التواصل الإنساني فإن البعد النفسي للتدريس بالعربية يساعد على الإبداع والأصالة العلمية والقضاء على الحواجز النفسية التي تنشأ عن التعلم بلغة أجنبية لأن التعليم بها يفقد الطالب البعد النفسي المطلوب في العملية التعليمية ويضيع الإحساس بهوية الطالب وذاتيته المعززين بلغة دينه وأمته ، كما أن التعليم باللغة الأجنبية يعمق لدى الطالب الإحساس بالتبعية الفكرية ، والدونية بل إنه يعمم هذا الإحساس على أساتذته الذي يتعاملون معه بلغة غريبة على مجتمعه و دينه وهويته الأمر الذي قد تكون له آثاره السالبة في مجالات التفكير والإبداع .

وعندما ننظر إلى الأمم المعاصرة كاليابان و كوريا وغيرهما ممن حققوا وجودا لهم في الحياة العلمية المعاصرة فإننا نجد أن سرّ نهضتها أنها نقلت العلوم والتكنولوجيا إلى لغاتها التي بها استوعبت وتمثلت وأنتجت في الحضارة الإنسانية المعاصرة ، وما بنى المسلمون حضارتهم التي أسست الحضارة المعاصرة إلا باللغة العربية .

واليهود أحيوا لغتهم العبرية و جعلوها لغة التعليم الجامعي منذ أن أنشئوا الجامعة العبرية عام 1918م ولم ينتظروا حتى تكتمل الجامعة وتنمو بل جعلوا العبرية لغة التدريس في الطب والهندسة والعلوم وغيرها وقد ذكر الأستاذ اسحق موسى الحسيني تفاصيل ذلك في بحثه الذي قدمه لمجمع اللغة العربية في القاهرة عام 1985م حيث ذكر أن الجامعات التي أنشئت في إسرائيل كلها مع مراكز البحوث العلمية والتاريخية تتخذ العبرية لغة للتدريس ليس للطلبة اليهود فحسب بل حتى للعرب الذين يدرسون فيها فاليهودي يتطوّر في مجال العلوم والفنون والآداب بلغته التي يراها لغة العلم والتقنية والآداب بينما يظن بعض العرب والمسلمين أنهم لن يتطوروا بالعربية التي فرضوا حضارتهم بها وأثبتوا بها وجودهم في العالم القديم .

فاليهود خططوا لاحياء لغتهم بفكر ديني ربط بين البعث الحضاري اليهودي والوسيلة التي يعتمد عليها وهي اللغة العبرية التي نظروا إليها باعتبارها أداة بعث و عنوان نهضة لليهودية العالمية وليست مجرد أداة تواصل إنساني لغوي بين الناس بل اعتبروها ضرورة دينية ذات تأثير مباشر على الأمة أولاً و الآخرين ثانيا ، فاليهود بعد شتاتهم وفقدان هويتهم أوجدوا هويتهم وبعثوا وجودهم باللغة العبرية التي أصبحت لغة التعليم في المراحل المختلفة ولغة المنتديات والأنشطة الثقافية والاجتماعية .

إنهم كما خططوا لإنشاء دولتهم خططوا لاحياء لغتهم لتكون لغة قومية تعبر عن دولتهم وكيانهم السياسي فشجعوا الحديث بها في بيوتهم وكتبوا بها صحفهم ونشراتهم وجعلوها لغة منتدياتهم وتجمعاتهم ووصفوا معجمهم اللغوي العبري كل ذلك قبل قيام دولتهم التي وجدتهم جاهزين بلغتهم.

5- تعمل التربية الإسلامية لإيجاد الإنسان الصالح المتعلم الحاصل على معرفة منظمة والقادر على تطوير مهاراته الفكرية وبصيرته و ذوقه الحسي والجمالي ووسيلة التربية في تحقيق تلك الأهداف هي اللغة السهلة التي يفهمها الطالب العربي المسلم وهذه لا تتوافر إلا في اللغة العربية التي كرّمها الله سبحانه وتعالى بالقران الكريم الذي جعل علاقة المسلم بها علاقة تعبدية إيمانية تجعل العالم المسلم يتعامل مع العلوم الطبيعية والإنسانية باعتبارها من علوم الدين الاستدلالية وأن تعليم العلوم باللغة العربية من فروض الكفاية التي قد ترقى لفروض العين أحياناً لأن الطالب عندما يتعلم بلغته والمعلم عندما يعلّم بلغته يتحقق لهما معا التواؤم النفسي والديني لأنهما يتعاملان بلغة القرآن الكريم الذي حقق بها المسلمون مشروعهم الحضاري الإسلامي في الماضي وبها يستطيعون تقديم مشروعهم للعالم المعاصر، ولارتباط العربية بالدين قال ابن سيرين : " إن العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " .

ولما كانت اللغة هي أداة التواصل والوصل بين الأستاذ والطالب فإن ثقتهما وتعاملهما باللغة التي يعرفانها ويعتزان بها ستقضي على كل جوانب القصور والضعف في عملية التواصل والتفاعل بينهما ، بالإضافة إلى تحقيق الأصالة العلمية وتذويب الفارق النفسي والعقلي عند التعامل بلغة غير العربية لأن " أهم مقومات النجاح وأعمقها قبول التعريب نفسيا من المجتمع والطالب والأستاذ وخلق الاستعداد النفسي والاجتماعي في تقبل الدراسة باللغة العربية ضرورة من ضرورات الإبداع وخلق الثقة بقابلية العربية في استيعاب العلوم الحديثة وهضم الحضارة الجديدة لتكون وحدة روحية تزرع الثقة العميقة بأصالة العربية والاعتداد بالتراث الإسلامي وبالتالي إعادة الثقة بقابلية الطالب العربي والاعتداد بالمستوى العلمي للأستاذ " (16) .

13- إن تطوير الأداء للأستاذ الجامعي يتطلب أولا إجادته للغته العربية وإيمانه به دينا وقناعته وحرصا على التعليم بها لأنها الوسيلة الوحيدة لإحداث التفاعل بينه وبين طلابه " لأنه لا سبيل لقيام حركة علمية حقيقية في بلد إلا إن اعتمدت على اللغة الوطنية وبودّنا أن يعرب العلم والتكنولوجيا في الدرس والمحاضرة في قاعة البحث والمعمل في المصنع والمزرعة " (17)، والذي يحقق ذلك هو الاستعداد النفسي لدى الأستاذ بالإيمان بالتدريس بالعربية والإيمان بقدرتها على تسهيل عملية الاستيعاب لدى الطلاب وإسقاط الحاجز العقلي والنفسي واللغوي بينه وبين طلابه عندما يدرسهم باللغة التي درسوا بها في المراحل الدراسية السابقة ، والتدريس بالعربية وسيلة أيضا إلى الإبداع العلمي ورفع المستوى الثقافي والعلمي للأمة وتقوية الصلة بين التفكير والتعبير وتقوية الصلة أيضا بين الجامعة والمجتمع وذلك مع مضاعفة الاهتمام باللغات الأجنبية لأنها وسيلتنا لتواصل العلمي والتفاعل الحضاري .

إن العربية استوعبت – كما ذكرنا – ثقافات الشعوب كلها عن طريق الترجمة وتمثلتها و هضمتها ثم تجاوزتها فأضافت إليها وأبدعت فأصبحت لغة العلوم الحيوية " فالقضية المثارة حول تعريب التعليم الجامعي والبحوث العلمية اليوم كانت مثارة في أوربا قبل ثلاثة قرون بصورة عكسية فقد كانت كتب الطب العربية هي التي تدرس في الجامعات الأوربية وكان هناك من العلماء الأوربيين من يرى أنه لا يمكن دراسة العلوم والرياضيات والفلك والطب إلا باللغة العربية لأنها لغة العلوم وكانوا يطلبون ذلك في الجامعات العربية في غرناطة و قرطبة وسالرنو كما يحدث اليوم بالنسبة إلى العرب الذين يطلبون العلم في الخارج وهم الذين يرون استحالة دراسة العلوم باللغة العربية لأنهم تعلموا في بلاد أخرى ولقنوا ما لقنوا بلغة أجنبية "(18).

6/ تجربة تعريب التعليم العالي :

قضية تعريب التعليم الجامعي من القضايا التي شغلت العلماء والباحثين في العالم العربي والإسلامي حيث عقدت مؤتمرات و ندوات متعددة حول التعريب وأهميته بدءا من مؤتمر بغداد عام 1978 حيث ركزت البحوث على أهمية تعريب التعليم الجامعي وحيث أثبتت التجارب في الجامعات العربية أن التدريس باللغة العربية أكثر نفعا وأعم فائدة للطلبة والأساتذة في استيعاب العلوم وتعليمها . وكانت الدعوة لتعريب التعليم مرتبطة بالتحرر من العقلية الاستعمارية التي روجت لعجز العربية أن تكون لغة علم وحضارة وبحيث روّج الكثيرون لهذه الفكرة الكثيرون ممن رفضوا التعريب وحاربوه والمعروف أن اللغة التي يتعلم بها المرء يفكر بها والتعليم الجامعي بغير اللغة الأم فصل بين التفكير واللسان وتعزيز للتبعية الثقافية والسياسية وتكريس للتخلف والعزلة بين أبناء الأمة ولغتهم وحضارتهم وتاريخهم . وقد أوضحت نتائج الاستفتاء المتعددة لمكتب تنسيق التعريب أن اللغة العربية هي الأداة الطبيعية للتعليم الجامعي في مختلف المواد ضرورة قومية و دعامة لوحدة الأمة.

الإيمان بحتمية التعريب للتعليم العالي جعل التفكير منصبا على تذليل المشكلات التي تحول دون تحقيقه من حيث المصطلح العربي الموحد والكتاب الجامعي المترجم أو المؤلف والأستاذ المؤهل القادر على التدريس بالعربية . ومع ذلك فقد كان رأي اتحاد الجامعات العربية في مؤتمرهم الرابع في مايو 1982م " أن تعريب التعليم الجامعي قد تأخر كثيرا من الأقطار العربية ولابد من قرار سياسي و خطوة حازمة تتجاوز عوامل التردد والقصور " (19) .

وعن أهمية تعريب التعليم الجامعي في مواكبة العصر ومواجهة سيل المعلومات المتسارع يقول الأستاذ نبيل علي " يصعب تصور إمكان لحاقنا بعصر المعلومات .. عصر انفجار المعرفة دون ترسيخ العلم في وجدان الإنسان العربي وعقله وهو هدف دون تحقيقه تقاعسنا في تعريب العلوم والحجة القائلة بأن تعريب العلوم يقطع صلة طلبتنا بالمراجع الأصلية لهذه العلوم يتعارض مع تعدد مصادر المعرفة في عصر المعلومات "(20) .

والمعروف تاريخيا أن أول كلية طب أنشأها محمد علي باشا في مصر عام 1826 كان التدريس فيها باللغة العربية واستمرت على ذلك حتى خضوع الحكومة المصرية للضغوط السياسية من المحتلين حيث غيرت لغة التعليم إلى الإنجليزية عام 1887 بعد أن كانت حركة التعريب للعلوم المختلفة قد سارت بخطى ثابتة حيث ألف عدد من العلماء في مجال النبات والحيوان والفيزياء والجيولوجيا والرياضيات والصيدلة والنجوم والفلك (21) .

أ- التجربة السورية :

تعتبر الجامعات السورية صاحبة الريادة في تعريب التعليم الجامعي حيث تم تطبيق التعريب في كلية الطب بجامعة دمشق عام 1919م حيث اشترطوا على عضو هيئة التدريس إتقان اللغة العربية للالتحاق بها ونتيجة للدروس الخاصة في اللغة استطاع عدد كبير منهم إتقان اللغة واستخدامها بدلا من اللغة التركية وتواصلت عملية التعريب في الكليات الأخرى كالصيدلة والهندسة والزراعة و غيرها وتبع ذلك حركة تأليف وترجمة لمصادر وتصنيف عدد كبير من المصطلحات وتأهيل الأساتذة في مجال التعريب حيث ظلت حركة التعريب مستمرة وألّفت كمية كبيرة من المصادر التي تعتمد عليها بعض الجامعات اليوم .

وفي رسالة دكتوراه مقدمة لجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بعنوان (تعريب الكليات العلمية في جامعات الدول العربية ) للباحثة "رجاء محمود أبو بكر" أجرت مقارنة بين الجامعات السورية والسودانية من خلال استبانة تناولت عددا من الأسئلة وجهت إلى 208 من الطلبة السودانيين الذين استجابوا للفحص وعدد 1023 طالبا سوريا ثم 57 أستاذا سودانيا في مقابلة 62 أستاذا سوريا فكانت النتائج في خلاصتها كالآتي :



المؤيدون للتعريب

أساتذة سودانيون 75.3 %

أساتذة سوريون 100 %

أسباب المعارضة لا ترجع إلى عدم كفاءة اللغة العربية ولا صعوبة التدريس بها وانما ترجع إلى عدم وجود المراجع العربية 91.3 % عدم وجود الكتاب الدراسي المعرب 49.1% عدم توافر المصطلح العربي 24.6 % أما بالنسبة للغة التي يفضل الطالب إن يدرس بها فان النسبة كاملة لدى السوريين بينما هي 70.1% لدى السودانيين والسبب في نزول تلك النسبة أن بعض الطلاب ممن درسوا في المدارس الأجنبية وبعضهم من أبناء الجنوب لذلك يفضلون الإنجليزية التي درسوا بها على العربية .

وإذا كان التعريب في سوريا يتم وفق ضوابط و معايير لغوية صرفية استعانة بالقواميس ومعاجم اللغة العربية فان التعريب في السودان يعتمد على المصطلح والكتاب المعرب في البلاد العربية الأخرى .

أما أوضح السلبيات في واقع التعريب فتتمثل في أن الملخصات و المذكرات في الجامعات السودانية تكتب باللغة العربية الفصحى المتيسرة مع بعض المصطلحات الأجنبية بنسبة 93.% بينما بالعربية الفصحى المتيسرة هي بنسبة 100% في الجامعات السورية .

وبينما تجاوزت الجامعات السورية الصعوبات في مجال التعريب فان التعريب في السودان يواجه ضعف الاعتمادات المالية المتعلقة بتوفير الموسوعات والمصادر والمعاجم العربية والحوافز المشجعة للعمل .

أما بالنسبة للفرضية القائلة بضرورة التعريب في التعليم الجامعي فيؤكد ذلك أن نسبة 96% من السوريين و 94% من السودانيين قد تلقوا تعليمهم في المرحلة الثانوية في بلادهم باللغة العربية ويعزّز هذه الفرضية الإجابة عن كيفية استيعاب للمواد باللغة العربية إجماع الطلاب في القطرين على أنها جيدة أو جيدة جدا .

واهم السلبيات التي تواجه التعريب في السودان دون سوريا تتمثل في عدم توافر المراجع العلمية العربية بصورة مرضية بالإضافة إلى عدم توافر الكتاب الجامعي لارتباطه بالسلبية السابقة ولقصور أساليب التعريب وضعف الاقتناع بالتعريب وبخاصة في وضع المصطلح فحين يجد قلة من الطلاب السوريين 0.3% صعوبة في حفظ المصطلح العربي نجد أن 96.6% السودانيين يجدون صعوبة في ذلك ولعل ذلك راجع إلى أن الأساتذة لا يذكرون المصطلح بالعربية إلاّ نادرا و مع المصطلح الإنجليزي وبالنسبة للغة التي يفضلها لدراسة المصطلح بالعربية 1005 بالنسبة للسوريين في حين يفضل 92% من الطلبة السودانيين دراسة المصطلح باللغة الإنجليزية وهذه من سلبيات واقع التعريب في الجامعات السودانية لأن الطالب السوداني يجد أن المصطلح الأجنبي أكثر دقة وأيسر فهما وان المصطلح العربي معقد لعدم توافر المراجع بالعربية وسهولة الحصول عليها باللغة الإنجليزية.

ب - التجربة السودانية :

المعروف أن الاحتلال البريطاني قد فرض لغته على التعليم العام والجامعي بحيث يدرس الطالب العلوم كلها في المرحلة الثانوية باللغة الإنجليزية حيث كانت امتحانات الثانوية مرتبطة بجامعتي "كمبردج و أكسفورد" حيث تصحح الامتحانات هناك ثم ظهرت الدعوة إلى جعل اللغة العربية لغة التعليم بعد الاستقلال حيث انتهى تعريب التعليم الثانوي في عام 1970م غير أن الأمر كان متعسرا في التعليم الجامعي حيث لا زالت بعض المواد في كليات الطب والهندسة تدرس باللغة الإنجليزية التي تعلم بها أساتذة الجامعات الذين لا زال البعض يناهض عملية التعريب ولا يؤمن بها .

وقد انعكست آراء الأساتذة على الطلاب الذين يفضلون الدراسة باللغة الإنجليزية لأنها الوسيلة للانفتاح على العالم الخارجي وأن التعريب قد يقف دون ذلك زيادة على أنهم يعتبرون اللغة العربية لغتهم الأصلية التي يعرفونها ويجيدونها وأن التعريب يعيقه ندرة الكتاب الدراسي والمصطلح العلمي العربي مع اعترافهم بأن العربية هي لغة القرآن الكريم واللغة القومية الممثلة لهويتهم وذاتيتهم .

ولأن الأساتذة السودانيين تلقوا تعليمهم الجامعي والعالي باللغة الإنجليزية فإنهم يعتمدون على المراجع الأجنبية ولا يطلبون العربية إلا بنسبة 20% بينما يطلب 83% من الأساتذة السوريين المراجع العربية من المكتبات .

ومن السلبيات التي تشكل ضعفا في أساليب التعريب أن الجامعات السودانية والسورية لا تستخدم أجهزة الحاسوب وبنوك المصطلحات بصورة واسعة ومفيدة مع توافرها بكثرة في الجامعات حيث تستغل في تصنيف الكتب وبرامج الاختبارات وفي أقسام التخصص في الحاسوب وكلية الهندسة أحيانا وفي الغالب تقوم هذه الجامعات بتعريف طلابها بالحاسوب واستخداماته دون تفعيله في معرفة المصطلحات العلمية المعربة والمعلومات المعينة على ذلك فهناك قصور في الاستفادة من معطيات التقانة الحديثة في التعريب وخلافه .

كانت المشكلة الأولى في طريق التعريب هو الأستاذ الجامعي الذي درس بالإنجليزية واعتمد علي المصادر الأجنبية غير إن هذه الظاهرة بدأت تتلاشى بعد عشر سنوات من التجربة التي اعتمدت في البداية منهجا سهلا يقوم على التدريس باللغة الفصحى الميسرة ودراسة بعض المواد بالإنجليزية والإبقاء على الرموز والصيغ الرياضية في صورتها الأجنبية وقد اكتمل التعريب في عدد من المواد في العلوم الطبية والرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء والهندسة وغيرها ولا زالت اللجان تعمل على المستوى القومي ومستوى الجامعات وتأخذ التجربة طريقها في تحقيق أهداف التعريب .

ج - التجربة الليبية :

في بحث للدكتور "نوفل الأحمد" الأستاذ في جامعة تشرين السورية قدم تجربة في الجامعات الليبية تستحق الدراسة والاستفادة منها في تعريب التدريس في الجامعات ، نشرة مجلة " التعريب " العد السادس كانون أول ديسمبر 1993م وبعد أن وصف المراحل التي مرت بها التجربة حتى مرحلة التعريب الشامل يقول : " لقد ظهرت بوادر الارتياح والانفراج على الطالب وأصبحت ثقته بنفسه كبيرة وتفاؤله بالمستقبل كبيراً ، لأنه بدأ يستوعب المحاضرات ويناقش بها ويشعر بتحسن مستواه العلمي ، ومن الجدير بالذكر أن التغير كان فجائياً أي أن الطالب الذي كان يتلقى علومه باللغة الإنجليزية في الفصل الماضي أصبح الآن يتلقاها باللغة العربية وقد أجرينا استبانة آراء الطلبة حول هذه العملية فطرحنا عليهم أسئلة كانت كما يلي :

س1: هل ازداد حجم المعلومات أثناء المحاضرة أكثر مما كان عليه باللغة الإنجليزية ؟

الجواب: 88% نعم ، 12 % لا .

س2 : هل أصبح الاستيعاب والفهم أكثر مما كان عليه ؟

الجواب : 85 % نعم ، 15 % لا .

س3 : هل ازدادت مشاركة الطلاب في عمليات التدريس من خلال المناقشة ؟

الجواب : 80 % نعم ، 20% لا .

س4 : هل قلت زيارتك للمكتبة ؟

الجواب : 65% نعم 35% لا .

وطلب في نهاية الاستبانة أن يكتب كل طالب رأيه حول التعريب وملاحظاته واقتراحاته التي من شأنها دفع عملية التعريب إلى الأمام وأخذت (100) ورقة عشوائية فكانت الاقتراحات كما يلي :

70 % يطالبون بتعميق هذه الخطوة القومية والاستمرار بها .

33 % يطالبون بالمراجع العلمية المعرّبة .

20% يطالبون بتوفير المصطلحات واعطائها أثناء المحاضرة .

18% يطالبون بتوفير الكتاب العلمي العربي .

8 % يطالبون بالأستاذ الجامعي الكفي .

7 % يطالبون بتنفيذ التعريب على مراحل .

5 % يطالبون بإلقاء المحاضرات باللغة العربية و كتابتها باللغة الإنجليزية .

4 % خائفون من الصعوبات التي سوف تعترضهم عند الالتحاق بالشركات لأن هذه الشركات معظمها أجنبية .

3 % مشككون بالتعريب و لا يحبذونه ويطالبون بالرجوع إلى الإنجليزية(22) .

أما في مصر فالتجارب كثيرة نذكر منها تجربة الدكتور "عبد الملك أبو عوف" الأستاذ بكلية الصيدلة والذي انتدب للتدريس في جامعة دمشق إذ يقول : " وما أحب أن أركز عليه هو حسن النتائج التي أحرزها الطلاب بالنسبة لنتائج أقرانهم طلاب كلية الصيدلة بالقاهرة وكثافة التحصيل وحسن الاستيعاب الذي توصلوا إليه لن نفهم الطالب للغة المحاضرة وشرحها كان يعفيه من بذل مجهود مضاعف ينصرف نصفه لفهم اللغة والتعرّف على المفردات الصعبة في اللغة الأجنبية التي يدرس بها وينصرف النصف الآخر من الجهد لاستيعاب المادة العلمية نفسها فضلا عما يعتور ذهن الطالب أحيانا من غموض في المعنى أو نقص فيه يختل معه بناء المعلومات أو تنتقل إليه بغير الصورة المقصودة من المحاضرة " (23).

7/ اللغة العربية في الدول الإسلامية الناطقة بغيرها

الحرب التي وجهت للغة العربية و عدم صلاحيتها لاستيعاب علوم العصر كانت معركة موجهة للإسلام وللأمم الأفريقية والآسيوية التي تتطلع للكتابة بالحروف العربية حتى تبتعد هذه الأمم عن عقيدتها واللغة التي تمثلها وهي لغة القرآن الكريم وإيهامهم بان العربية عاجزة عن أن تكون لغة علم وثقافة تستوعب معطيات العصر ومستجدات العلوم . وحمل لواء هذه الدعوات كتاب عرب نصارى ومسلمون رأوا أن البديل هو التوجه نحو الغرب بلغته وثقافته و جعل العربية لغة شعائر دينية وليست لغة فكر وعلوم لأن كثيرا من الأمم لها لغتها التي تفكر بها ولغتها الدينية التي تتعبد بها وتقرأ بها كتابها المقدّس كاللاتينية واليونانية والقبطية والسوريانية . وتذكر الدراسات أن ستين لغة آسيوية وأفريقية لأمم إسلامية كانت تكتب بالحرف العربي حتى جاء الاحتلال وأنهاها " إن الحرف العربي الذي نكتب به لغة إسلامية من شانه أن يكون حلقة الوصل بينهم وبين القرآن الكريم المكتوب بالحرف ذاته ، وهو مدخل سهل لتعلم القرآن ولغته ، فالذي يتعلم كيف يكتب لغته بالحرف العربي يستطيع قراءة القرآن بأقل جهد ، أما إذا كتبت اللغة بالحرف غير عربي انقطعت الصلة بين متكلميها ، وبين قراءة القرآن " (24).

و قد حارب المحتل اللغة السواحيلية التي يتكلم بها شعوب شرقي إفريقيا ولغة الهوسا التي يتكلم بها شعوب غرب إفريقيا ومع ذلك انتشرت العربية في هذه البلاد ويتقنها معظم المتعلمين الذين درسوا في الجامعات العربية في الأزهر والسودان والسعودية وغيرها وهم الذين يدعون للعودة بالكتابة بالحرف العربي الذي" كريم توري " الهدف من الكتابة به في النقاط الآتية :

1- المحافظة على التراث الحضاري في إفريقيا واستمراره .

2- التعبير عن أغراض الحياة المعاصرة التعليمية والدينية و الثقافية وأغراض الحياة اليومية .

3- الاتصال بمصادر الحضارة العربية الإسلامية .

4- محو الأمية الحضارية والمساعدة على التنمية المحلية .

و مع الحرب التي وجهت للحرف العربي إلا أن اللغة العربية تمثل اللغة الثانية في البلاد الإسلامية ، وإذا كان العالم كله يتعلم الإنجليزية والفرنسية وغيرهما ويجعلانهما لغة تعلم وثقافة فيمكن للبلاد الإسلامية أن تجعل العربية لغة دينها وثقافتها وتعليمها في ظل الجهود المبذولة لتسهيل تعلم العربية وتحديث الأساليب والطرق والاستفادة من معطيات التقنية المعاصرة .

8/ و أخيراً ..

لقد أصبح التعريب في عدد من الجامعات واقعا معيشا يتطور ويتكيّف مع المستجدات ويستجيب للحاجات وأصبحت لهذه التجربة نتائج تشجع على تعميمها والعمل بها في الجامعات الإسلامية والعربية وأبرز هذه النتائج تتمثل فيما يلي :

أولاً : اللغة هي وسيلة التأصيل للأمة ، تأصيل فكرها وروح الإبداع فيها ووسيلتها لتمكين هويتها والمحافظة على شخصيتها ومقومات وجودها ثم هي وسيلة الأمة في توحيد أفرادها وتسهيل التواصل بين الماضي والحاضر وبها تتحقق عملية التقدم والرّقي فإذا كانت اللغة العربية قد سايرت النهضة العلمية العالمية التي قادها المسلمون في العصور الوسطى فهي في طريقها لاعادة ذلك الدور اهتماما بالعلم وعناية بالبحث وحملا لمفاهيم الحضارة والتعبير عنها.

ثانياً : أصبح المستوى العلمي للطلاب في تقدم مستمر لأن التدريس بالعربية ربطهم بأصولهم اللغوية وسهل لهم المادة التي يتعلمونها وأصبحت ثقتهم في أنفسهم ولغتهم قوية فهم يتقنون المادة التي يتعلمونها واللغة التي بها يتعلمون .

ثالثاً : التعليم باللغة العربية جعل ارتباطهم بدينهم ووطنهم أقوى وأعمق لأن قرار التعريب قرار سياسي تربوي يحقق مصلحة الأمة ويدعم وجودها ويجعلها أكثر استشرافا للمستقبل ، وتطلعا إلى الحسن والأفضل واعتزازا بالنفس .

رابعاً : أصبح استيعاب الطالب للمادة العلمية مرضيا من حيث الكم والكيف لأنه يتلقى المادة بلغته التي يفهمها ومن أستاذه العربي الذي يمثل حضارته ولا يضيع وقته في معالجة مفردات اللغة الأجنبية التي يتعلم بها .

خامساً : أحس الطالب بأنه متحرر من التبعية الثقافية والهيمنة الفكرية التي يحس بها من يتلقى تعليما بلغة أجنبية فهو مستعل بإيمانه ولغته و حضارته وليس مستجديا لحضارة غيره ولغة غيره مما يعمق إحساسه بالدونية أمام استعلاء الآخرين بحضارتهم ولغتهم .

سادساً : التعريب وسيلة الأمة لتنمية الشخصية المبدعة المتميزة القادرة عن طريق اللغة – على التفاعل والمشاركة والوفاء بمطالب التواصل الحضاري والإبداع العلمي والرّقي الاجتماعي – لأن اللغة العربية تحمل الخصائص الإبداعية من خلال طرائق نموها المتمثلة في القياس اللغوي و مجالاته والاشتقاق وأنواعه وطريقة صوغ المصطلح العلمي عن طريق الإلصاق المعتمد على السوابق واللواحق والدواخل الى جانب طرائق النحت والتركيب والاختصار ثم المعرّب والمولد والمحدث وغير ذلك .

سابعاً : لم يعد المصطلح العلمي مشكلة ، حيث توافرت المعاجم وتنوعت وارتبطت بحركة التنسيق والاختبار وأصبح الكتاب العلمي الجامعي والمصطلح العلمي ملبيا لمطلوبات العلوم والتقنية ووجدت الحلول لكثير من المشكلات التي كانت تعوق مسيرة التعريب عن طريق المجامع اللغوية والجهود العلمية في الجامعات العربية والمنظمة العربية للتربية والعلوم ومكتب تنسيق التعريب .

ثامناً : الأستاذ الجامعي لم يعد عائقا بل أصبح فاعلا مفيدا باعتباره العنصر الذي يحقق نجاح التجربة أو فشلها فقد أصبح كثير من الأساتذة الذي تلقوا دراستهم وكتبوا بحوثهم في جامعات الغرب يقدمون أعمالا مفيدة في مجال التعريب حيث تغلبوا على كثير من الصعوبات بقناعتهم وارادتهم القوية وإيمانهم بدورهم الريادي والقيادي في هذا المجال .

تاسعا : الكتاب الجامعي لم يعد مشكلة بعد أن شجعت وزارة التعليم العالي تأليف الكتاب الجامعي بدل الكتاب الأجنبي بالتشجيع المادي والمعنوي سواء أكان التأليف جماعيا أو فرديا وإن كان التأليف الجماعي أكثر فائدة وأشمل لمفردات المنهج .

عاشراً : لم يكن من أهداف التعريب إهمال اللغات العالمية التي بها يحقق الطالب عملية التواصل الإنساني والانفتاح على العلوم والثقافات لدى الأمم المتقدمة في مجال التطور العلمي والتقني واللغات الأجنبية هي التي تساعد على مواكبة التسارع الرهيب في مجال المعلومات لذلك تهتم الجامعات بأن يتقن الطالب لغة من اللغات العالمية .

المراجع :

1- د. إبراهيم مدكور-مجلة مجمع اللغة العربية – ج 33 – مايو 1974م .

2- الأمير مصطفى الشهابي – المصطلحات العلمية في اللغة العربية – دمشق 1988م .

3- رجاء محمود أبو بكر – تعريب الكليات العلمية في جامعات الدول العربية " رسالة دكتوراه " 1997م .

4- د. السيد احمد فرج – تعريب التعليم الجامعي فريضة علمية و إسلامية – دار الصحوة القاهرة 1993م .

5- د. عبد الحليم منتصر – أثر العرب والإسلام في النهضة الأوربية .

6- د. عبد الصبور شاهين – العربية لغة العلوم والتقنية – دار الاعتصام القاهرة – ط2 –1986م .

7- احمد بن علي القلقشندي – صبح الأعشى في صناعة الإنشاء –دار الكتب العلمية –بيروت 1987 – طبعة أولى .

8- د. عبد النبي محمد علي و د. عباس محجوب – المهارات اللغوية – طبعة أولى –الخرطوم 1995م .

9- د. عباس محجوب – مشكلات تعليم اللغة العربية – قطر 1986م – دار الثقافة .

10- مجلة اللسان العربي – العد 20 – 1982م .

11- نبيل علي – العرب وعصر المعلومات – سلسلة عالم المعرفة – الكويت 1994م .

12- د. نوفل احمد – مجلة التعريب – العدد الثامن – ديسمبر 1999م .

(1) د. عباس محجوب – مشكلات تعليم اللغة العربية – ص11 – قطر ، الدوحة 1986- دار الثقافة .

(2) القلقشندي – صبح الأعشى ص 183 –ج1 – دار الكتب العلمية –بيروت – 1987 – طبعة أولى .

(3) د. عبد الحليم منتصر – أثر العرب والإسلام في النهضة الأوربية – ص 195 .

(4) د. إبراهيم مدكور – مجلة مجمع اللغة العربية –ص19-20 – ج33 مايو 1974 .

(5) د. محي الدين صابر – من قضايا الثقافة العربية المعاصرة – ص 30 – المكتبة العصرية 1987 –ط ثانية – بيروت .

(6) نقلا عن د. عبد الصبور شاهين – العربية لغة العلوم والتقنية ص328-329 .

(7) المصدر السابق – ص 329 .

(8) راجع مجلة " لسان العرب " المجلد الثاني عشر ص 54-55 .

(9) راجع الكتيب بعنوان " الهيئة العليا للتعريب " يناير 1994م .

(10) نقلا عن كتاب (المهارات اللغوية ) د. عبد النبي محمد علي و د. عباس محجوب – ص 216-219 .

(11) المصدر السابق .

راجع مجلة " لسان العرب " المجلد الثاني عشر ص 57-58 .(12)

(13) د. عبد الصبور شاهين-العربية لغة العلوم والتقنية – ص 78 – دار الاعتصام .

(14) د. إبراهيم مدكور –مجلة مجمع اللغة العربية – ص 17-ج33 مايو 1974 .

(15) د. يوسف عز الدين – الأثر النفسي والاجتماعي من تعريب التعليم – مجلة مجمع اللغة العربية – ص 146-147-ج51 .

(16) د. يوسف عز الدين – مجلة مجمع اللغة العربية ص 146-147- ج 51 .

(17) د. إبراهيم مدكور – مجلة مجمع اللغة العربية – ص 20 ج33 – مايو 1974م .

(18) د. محي الدين صابر – من قضايا الثقافة العربية المعاصرة – ص 67 .

(19) مجلة اللسان العربي ص 205 العدد 20 1982م .

(20) العرب وعصر المعلومات – ص 292 سلسلة عالم المعرفة الكويت 1994م .

(21) راجع الأمير مصطفى الشهابي – المصطلحات العلمية في اللغة العربية – ص 63 – دمشق 1988م .

(22) التعريب – العدد السادس – ديسمبر 1993 ص 24 –25 .

(23) نقلا عن د. السيد احمد فرج – تعريب التعليم الجامعي ضرورة علمية وإسلامية – ص 82 .

(24) د. يوسف الخليفة أبوبكر –الحرف العربي واللغات الإفريقية .

* رئيس قسم الدراسات العليا بجامعة القرآن الكريم

المصدر: شبكة المشكاة الإسلامية
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59