عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-23-2014, 01:25 PM
الصورة الرمزية محمد خطاب
محمد خطاب غير متواجد حالياً
كاتب ومفكر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: فلسطين
المشاركات: 533
افتراضي هل من ربيع عربي آخر


الثورة في العراق على المالكي القادم على ظهر دبابة امريكية تتصاعد وتسجل الانتصارات ويسطر الثوار الابطال في بلاد الرافدين نصرا بعد نصر ويسيطرون على مدينة تلو الأخرى ، الآن والآن فقط تبدأ بعض الدول العربية مثل الاردن وغيرها بقيادة كيري الامريكي لاحتواء الثورة في العراق تحت مسمى حكومة وطنية تحوى كل الاطياف وتعديل المسار الديمقراطي فيها ، والحراك هذا لا شك يخضع للأوامر الأمريكية ، فليس من السهل ان تتخلي امريكا عن العراق بعدما خسرت المليارات لاحتلالها ، ولكننا لاننسى أبدا أن من ساعد في احتلال العراق والحرب عليها هم نفس الدول العربية التي تساعد الادارة الامريكية الان لاحتواء الثورة وإدخالها في متاهات التفاوض والحوارات التي لا يتمخض عنها سوى الانقسامات ، وضياع بوصلة الثورة ، ومتاهات ومتاهات تؤدي الى عبثية الثورة لاحقا .
الكل يحاول ان يجعل الثورة في العراق لصيقة بدولة العراق والشام الاسلامية ، ولكن الحقيقة انها ثورة تحمل جميع الاطياف من السنة في العراق الذين لحق بهم الظلم والتهميش والقتل على الهوية بفرق اتت من ايران الفارسية التي تبحث حلم قديم يعبد النار وحمل في احشائه كره العرب قولا وعملا .
الحراك الثائر في العراق يحمل الى الأمة العربية ربيعا جديدا ولكنه في هذه المرة يحمل السلاح والايدولوجية بعد ان فشل الربيع الأول الخالي من الايدولوجيات والفكر تحت ضربات ازلام الانظمة القديمة ولذلك هو مخيف أكثر ووجب افشاله ، ففي مصر عاد مبارك بعد ان تقمص شخصية السيسي ، وخرج بالقضاء المصري الشامخ المستقل خرج مبارك بريئا لا خطأ عليه وكذلك ابناءه ، فكانت هذه محاكمة للربيع المصري في يناير لتقول ان ما حدث كان خطأ وأن أي اعتراض على الحكم السابق يجب ان يحاكم ليصل الى الإعدام بالمئات والقتل في الشوارع والميادين بالالاف ، وهذا نفس الحال في سوريا فالثورة كان ممكن ان تنتصر بعد عام واحد لولا وقوف ايران وحزبها في لبنان بالقوة والسلاح مع نظام علوي فاشل يستمد جذورة الفكرية والعقدية في التشيع الذي بُني على الانتقام والكره لكل من هو عربي ، وكذلك تقاعس العرب عن نصرة الثورة السورية بالمال والسلاح ، وفي ليبيا الحال اسوأ ، كل مدينة تقيم دولة وتفرض قوانينها ، ويعمل المجلس المنتخب على سرقة اكبر قدر ممكن من ثروات البلاد ، وتحتل بعض الكتائب حقول النفط للحصول على اتاوة بالملايين ، والحكومة تمارس تماما ما مارسه القذافي على شعبه سابقا فالوقود مفقود والكهرباء تقطع كل يوم بالساعات الطوال في ايام الصيف القائض ، الكل يتاجر بمعاناة الشعب ، والكل يريد اجره على انه هتف ضد القذافي افرادا وجماعات ولا استثني احدا إلا تحلة القسم .
في فلسطين محمود عباس يقول ان لن يسمح بانتفاضة على المحتل إلا على جثته ( اسال الله ان يتم ذلك وعلى جثته ) ، وفي خطابه الاخير يقول ان المختطفين من المستوطنين الصهاينة اولاد ناس ولهم اهل ينتظرون عودتهم ، ولكن هذا الفاشل لم يعرف ان للفلسطينيين اسرى اطفال ونساء في سجون الاحتلال لهم أهل ايضا ينتظرون عودتهم ، وانهم اولاد الناس الذين يجب ان يتباكى عليهم .
هذا هو المطلوب إذن اجهاض كل الثورات وقمع كل محاولات التغيير ، وقتل الاسلام قولا وعملا في بلادنا العربية ‘ فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اصبحت طائفية وارهابا في مصر السيسي .
امريكا وايران وسأعود الى اللفظ والصفة القديمة ( والرجعية العربية ) ، تتكافل كلها لاجهاض اي تحرك وثورة في العالم العربي المطلوب ان يبقى الحال على ما هو عليه ، لامريكا مصالحها وايران لها مصالحها ايضا للحكام العرب كراسيهم التي يجب ان يحافظوا عليها وليذهب الجميع الى الجحيم .
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
محمد خطاب
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59