تـمـيُّـز المنهج الإسـلامي(*)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ ينبغي أن يكون واضحاً في أذهاننا عند مقارنة المفاهيم الإسلامية بغيرها ، أن المنهج
الإسلامي منهج متميز ومتفرِّد عـن غيـره مـن المناهج والفلسفات ، لكنه قـد يلتقي مع بعضها فـي تـقـريـر بعـض المبادئ والأهداف ؛ ومع ذلك فلا يجوز أن نصف المنهج
الإسلامي ونعرِّفه بغيره من المناهج .
ـ فمثلاً لا يـجـوز أن نقـول : ( الرأسمالية الإسـلامية ) لمـجـرد أن الإسـلام يقرر حـق الملكية الفـردية . ولا أن نقـول : ( الاشتراكية الإسلامية ) لمجرد أن الإسلام يدعو إلى العدالة الاجتماعية وتقليل
( لا انعدام ) الفجوات بين الطبقات الاجتماعية . ولا نصف المنهج
الإسلامي في الإصلاح والتغيير بـ ( المنهج الثوري ) . كما تصف بعض الكتابات الآن ـ بعد نجاح ثورتَي ( تونس ومصر ) ـ القرآن الكريم بأنه ( دعوة ثورية ) ، أو ( ثورة سياسية ) أو ( ثورة تشريعية ) !
ـ أقول(*) : لا يجوز ذلك ؛ لأن وصف الإسلام وإلحاقه بغيره من المناهج ( الرأسمالية أو الاشتراكية أو الثورية ) يقتضي التطابق التام بينه وبينها ، في حين أن الإسلام منهج قائم بذاته ومتفرد ومتميز ؛ ولا شك أن هذا الوصف والإلحاق يُحَمِّل الإسلامَ الصورة السلبية التي تكون مطبوعة في أذهان بعض الناس عن تلك المناهج ؛ وحينئذ فنحن نظلم الإسلام من حيث أردنا إبراز محاسنه .
ـ كما أنه حتى لو التقى الإسلام مع غيره في تقرير بعض المبادئ ، فإنه أيضاً يكون متفرداً ومتميزاً في نظرته لتحقيق تلك المبادئ المشتركة ؛ فمثلاً لا يمكن أبداً أن يكون تصور الإسلام لتقرير
( الحقوق الفردية ) متطابقاً مع تصور الرأسمالية لتقرير تلك الحقوق؛ ومثلُ ذلك يقال في ( العدالة الاجتماعية ) وفي غيرها من المبادئ .
ـ ثم إن الانسياق وراء كل منهج أو مصطلح ومحاولة إلصاق الإسلام به ، رغبة في مسايرة تطور الفكر البشري ؛ هو أمر ينمُّ بصورة ما عن حالة من الانهزامية الثقافية ، وفقدان الثقة بالنفس وبأصالة المنهج الرباني الذي نؤمن به .(**)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) الإسلام بين (الإصلاح ) و ( الثورة ) ..
(*) السنوسي محمد السنوسي .
(**) م : البيان ـ ع : 293 ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ