كتاب
الاقتراح في أصول النحو*
ـــــــــــــــــ
30 / 1 / 1437 هــ
12 / 11 / 2015 م
ــــــــــ
كتاب
الاقتراح في أصول النحو
للسيوطي
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول العبد الفقير إلى الله تعالى , عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي :
الحمد لله الذي أرشد لابتكار هذا النمط وتفضل بالعفو عما صدر عن العبد على وجه السهو والغلط ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , شهادة لا وكس فيها ولا شطط , وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله , أفضل من عليه جبرئيل بالوحي هبط , صلى الله عليه وسلم , وعلى آله وصحبه الذين هم لأتباعهم خير فرط , وبعد ..
فهذا كتاب غريب الوضع , عجيب الصنع , لطيف المعنى , طريف المبنى , لم تسمح قريحة بمثاله , ولم ينسج ناسج على منواله , في علم لم أسبق إلى ترتيبه , ولم أتقدم إلى تهذيبه , وهو أصول النحو , الذي هو بالنسبة إلى النحو كأصول الفقه بالنسبة إلى الفقه , وإن وقع في متفرقات كلام بعض المؤلفين , وتشتت في أثناء كتب المصنفين , فجمعه وترتيبه صنع مخترع , وتأصيله وتبويبه وضع مبتدع , لأبرز في كل حين للطالبين , ما تبتهج به أنفس الراغبين .
وقد سميته بـ (
الاقتراح في علم أصول النحو )
ورتبته على مقدمات وسبعة كتب .
واعلم أني قد استمديت في هذا الكتاب كثيرا من كتاب الخصائص لابن جني , فإنه وضعه في هذا المعنى , ليس مرتبا , وفيه الغث والسمين , والاستطرادات , فلخصت منه جميع ما يتعلق بهذا المعنى , بأوجز عبارة , وأرشقها , وأوضحها , معزوا إليه , وضممت إليه نفائس أخر , ظفرت بها في متفرقات كتب اللغة , والعربية , والأدب , وأصول الفقه , وبدائع استخرجتها بفكري .
ورتبته على نحو ترتيب أصول الفقه في الأبواب والفصول والتراجم , كما ستراه واضحا بينا , إن شاء الله تعالى .
ثم بعد تمامه رأيت الكمال ابن الأنباري قال في كتابه ( نزهة الأنباء في طبقات الأدباء ) :
" علوم الأدب ثمانية : اللغة , والنحو, والتصريف , والعروض , والقوافي , وصنعة الشعر , وأخبار العرب , وأنسابهم " .
ثم قال : " وألحقنا بالعلوم الثمانية علمين وضعناهما : علم الجدل في النحو , وعلم أصول النحو , فيعرف به القياس وتركيبه وأقسامه , من قياس العله , وقياس الشبه , وقياس الطرد , إلى غير ذلك على حد أصول الفقه , فإن بينهما من المناسبة ما لا خفاء به , لأن النحو معقول من منقول , كما أن الفقه معقول من منقول " .
هذه عبارته .
فتطلبت هذين الكتابين , حتى وقفت عليهما فإذا هما لطيفان جدا , وإذا في كتابي هذا من القواعد الفقهيه والفوائد , ما لم يسبق إليه أحد , ولم يعرج في واحد منهما عليه .
فأما الذي في أصول النحو , فإنه في كراستين صغيرتين , سماه ( لمع الأدلة ) ورتبه على ثلاثين فصلا :
الأول : في معنى أصول النحو وفائدته .
الثاني : في أقسام أدلة النحو .
الثالث : في النقل .
الرابع : في انقسام النقل .
الخامس : في شرط نقل المتواتر .
السادس : في شرط نقل الآحاد .
السابع : في قبول نقل أهل الأهواء .
الثامن : في قبول المرسل والمجهول .
التاسع : في جواز الإجازة .
العاشر : في القياس .
الحادي عشر : في تركيب القياس .
الثاني عشر : في الرد على من أنكر القياس .
الثالث عشر : في حل شبه تورد على القياس .
الرابع عشر : في أقسام القياس .
الخامس عشر : في قياس الطرد .
السادس عشر : في كون الطرد شرطا في العله .
السابع عشر : في كون العكس شرطا في العله .
الثامن عشر : في جواز تعليل الحكم بعلتين فصاعدا .
التاسع عشر : في إثبات الحكم في محل النقل , بماذا يثبت : بالنقل أم بالقياس ؟
العشرون : في العلة القاصرة .
الحادي والعشرون : في إبراز الإخالة والمبارزة عند المطالبة .
الثاني والعشرون : في الأصل الذي يرد إليه الفرع , إذا كان مختلفا فيه .
الثالث والعشرون : في إلحاق الوصف بالعلة مع عدم الإخالة .
الرابع والعشرون : في ذكر ما يلحق بالقياس , ويتفرع عليه من وجوه الاستدلال .
الخامس والعشرون : في الاستحسان .
السادس والعشرون : في المعارضة .
السابع والعشرون : في معارضة النقل بالنقل .
الثامن والعشرون : في معارضة القياس بالقياس .
التاسع والعشرون : في استصحاب الحال .
الثلاثون : في الاستدلال بعدم الدليل بالشيء على نفيه .
------------------