عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-08-2012, 10:53 AM
الصورة الرمزية الامير الفقير
الامير الفقير غير متواجد حالياً
كاتب ومفكر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 96
كوول هنيئا لأشـراف روما ... !!!


هنيئا لأشـراف روما ... !!!




التقيته في الأردن الشقيق بعد فراق ناهز الثلاث سنوات ... وبعد الأحضان والقـُبل ودموع فرحة اللقاء والسؤال عن الأهل والأحبة وتراب الوطن ... بادرني بسؤاله الساخر ... كيف حال أشراف روما ؟؟؟

ابتسمت ابتسامة ملء الدنيا ... لأنطباق الحال وهذا الوصف عليهم فعلا ... وجاء في خيالي كيف أصبح هذا المثل البغدادي يطلق للسخرية من أحدهم عندما يكون لا يستحق المكانة الأجتماعية التي وضعها فيها ( الزمان ) فيقولون هذا من أشـراف روما

وتذكرت قصة رائد المسرح المصري العملاق جورج أبيض عندما زار العراق في العشرينيات أو الثلاثينيات من القرن الماضي مع فرقته المسرحيه لعرض مسرحية ( يوليوس قيصر ) في بغداد ونشر الوعي المسرحي والثقافي في ذلك الحين ... ولأن نفقات السفر كانت مكلفة تلك الأيام وصعوبة الحصول على وسائط النقل فقد قرر الفنان أبيض أن يستصحب معه الممثلون الأساسيون في المسرحيه فقط على أن يمنح أدوار ( الكومبارس ) الى ممثلين محليين من بغداد ... وهذا ماحدث

طبعا كانت المصاعب كبيرة أمام المخرج في ايجاد عناصر الكومبارس بسبب النظرة الرديئة والتي ينظر فيها المجتمع الى الفن ذلك الحين ... وحتى أدوار النساء في المسرحيه فقد كانت تعطى للرجال بعد أن يلبسوهم الأزياء النسائيه ويحلقوا لهم الشوارب واللحى ...

المهم لم يوافق على العمل في المسرحيه أحد في البداية فاضطر المخرج الى الذهاب الى منطقة ( الميدان ) في بغداد للبحث عن طلبه ... وأهل العراق يعرفون أن تلك المنطقه في حينه كانت وكرا لـ ( مباغي ) بغداد ومرتعا للصوص والخارجين عن القانون وسماسرة البغاء وبيوت الدعارة وحانات السكارى ... فوجد مجموعة لا بأس بها من هؤلاء بعد أن وافقوا على القيام بدور الكومبارس مقابل مبالغ نقديه

وفي يوم العرض الأول حيث كان يوليوس قيصر يجلس على عرشه وسط المسرح وفي منتصف المسرحيه صاح الحاجب بصوت مدوي مما شد انتباه الجمهور الحاضر وقال ... يتقدم الآن أشـراف روما للسلام على القيصر ... فدخل ( الأشراف ) مرتدين الأزياء الرومانيه وحاملين السيوف ومكللة رؤوسهم بأغصان الغار ...

لحظات وبدأت تتعالى ضحكات الجمهور ... أي أشراف هؤلاء ... فهذا شعلان ابن سليمه ( السمسارة ) وذاك رزوقي الحرامي وخريج السجون والآخر شحاذ يتواجد في مرآب السيارات ومعروف للجميع وزميله ... الى آخره من حثالة المجتمع مما اضطر المخرج لغلق الستار نتيجة الضحك والأستهزاء الكبير الذي بدر من الجمهور بعد أن رأوا أن أشراف روما هم سفلة مجتمع بغداد

عدت الى صاحبي وقلت له مجاوبا على تساؤله ... لقد حصلوا على كل شيء إلا صفة الأشراف ... ولو ملك أحدهم كنوز الدنيا من السحت الحرام لا يمكن له أن يصبح شريفا من أشراف روما

المصدر: ملتقى شذرات

__________________

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59