الموضوع: الشمس والمطر
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-26-2012, 01:52 AM
الصورة الرمزية جاسم داود
جاسم داود غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: سوريا
المشاركات: 1,456
سؤال الشمس والمطر


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشمس والمطر

حين تتسلل الشمس إلى قلب الحُجُرات, تُداعِبُ روحَنا , وتنشُرُ أشعتها الذهبيّة لتتأرجح بخيوطها أحلامنا .. ولربّما نرقص طرباً بشمسنا وإشراقها .. فلا أجمل منها زائرة ..
حين نصافح الشمس..ونُعانقها ..إنما نُعانق أحلامنا .. وآمالَنا بغدٍ مُشْرِقٍ يُنادي علينا ليضمنا في أحضانه , وتمضي بنا وبه عقارب الساعة .
وعلى أجنحة الحرف , وعلى خيوط الشمس تتراقصُ أحلامي .. وتتبعثر حيناً .. وتعودُ خيوطُ الشمسِ تجمعُها ..
ويُطلّ قوس قُزح ما بين أهداب الشمس وجَفْن المطَر ، ويُحرّك شعوراً جميلاً في داخِلي ، كطفلٍ يُبهِجه وَقْع المطر على الشبابيك ، والأرض والشجر، وحبّات الثمر وتَبدأ العَزفَ على إيقاع المطر ، ويفتَح له الباب بكُلّ الحُب كي يَدخُل ويُشاركه الرَقص ، ولكن هَيهاتَ هَيْهات أن تنتقِل سماؤه إلى داخل الحجرات المُغلَقَة !
ويَنقُر لها على الشبّاك يُناديه، فيلَبّي النّداء دونَما حَذَر ، فقد سَبى مِنه الروحَ والفِكَر .
ويأخُذ بالرّقص كما الفراشةُ تحت المطر الذي بدأ يَنهَمِر أكثَر ، ويلفّ تَدورُ ، والفرَح في قلبه استقَر ، وما هَمّه أنْ يَبتَل بالمطر
فحبّاتُهُ له ، ولقَلبه ، كَما الدّرَر .


أيا طِفلا يعشَق الحياةَ وتغنّي للشمس والمطَر ، حتى أغدَقَ المطرُ جبينَك بالقُبلات ، والشمسُ أهدَتك ألوانَها !
ومِن شِدّة عِشقِك للمَطر ، حَرَّكتِ فيه لَوْناً آخَرَ لِلعِشقِ ، فعَشِقَ المَطَر !


وما أجمَل أنْ نَزِفّ الشمسَ إلى القمر في عُرسٍ يُبهِج النّظَر!
فابتسَمَتْ لك الشمسُ وهي تُعانِق المطر ، فإذا بِقَوسِ قُزحٍ على صَفَحاتِ السَماء نَطَق !
وعرائسُ السّماء ، بالزّغاريد يملأنَ رَحْبَ الفَضاءِ ، والعيون من بَهاء المنظَر ، تقولُ :


(( الّلهُ أكبَر ))، والألسُنُ تُرَدّد : (( سُبحانَ مَن خلَق )) .


دمتم برعاية الله وحفظه
منقول بتصرف


المصدر: ملتقى شذرات

__________________

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59