الموضوع: الحجاج بن يوسف
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-11-2012, 12:15 AM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
23 الحجاج بن يوسف


81.gif

الحجاج بن يوسف
اسمه : هو الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل أبو محمد الثقفي ( 41-95هـ)

مولده :
ولد في أيام معاوية سنة 41هـ وقيل 42هـ

تعليمه :
نشأ شابا لبيبا فصيحا بليغا حافظا للقرآن، قال بعض السلف: كان الحجاج يقرأ القرآن في كل ليلة . علم الغلمان ، ثم جاء إلى الشام واتصل بروح بن زنباع الجذامي وزير عبدالملك بن مروان ، فكان في شرطته .

سمع ابن عباس وروى عن أنس، وسمرة بن جندب، وعبد الملك بن مروان، وأبي بردة بن أبي موسى. وروى عنه أنس بن مالك، وثابت البناني، وحميد الطويل، ومالك بن دينار، وجراد بن مجالد، وقتيبة بن مسلم، وسعيد بن أبي عروبة، قاله ابن عساكر.

محطات :
- أن الحجاج كان مع أبيه بمصر في جامعها، فاجتاز بهما سليم بن عتر هذا، فنهض إليه أبو الحجاج فسلم عليه، وقال له: إني ذاهب إلى أمير المؤمنين، فهل من حاجة لك عنده؟ قال: نعم، تسأله أن يعزلني عن القضاء. فقال: سبحان الله! والله لا أعلم قاضيا اليوم خيرا منك. ثم رجع إلى ابنه الحجاج، فقال له ابنه:

يا أبه، أتقوم إلى رجل من تجيب وأنت ثقفي؟ فقال له: يا بني والله إني لأحسب أن الناس إنما يرحمون بهذا وأمثاله.
فقال الحجاج:
والله ما على أمير المؤمنين أضر من هذا وأمثاله. فقال: ولم يا بني؟ قال: لأن هذا وأمثاله يجتمع الناس إليهم فيحدثونهم عن سيرة أبي بكر وعمر، فيحقر الناس سيرة أمير المؤمنين ولا يرونها شيئا عند سيرتهما، فيخلعونه ويخرجون عليه ويبغضونه ولا يرون طاعته، والله لو خلص إلي من الأمر شيء لأضربن عنق هذا وأمثاله.

فقال له أبوه:
يا بني، والله إني لأظن أن الله عز وجل خلقك شقيا. وهذا يدل على أن أباه كان ذا وجاهة عند الخليفة، وأنه كان ذا فراسة صحيحة؛ فإنه تفرس في ابنه ما آل إليه أمره بعد ذلك.


- فروى أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن كثير - ابن أخي إسماعيل بن جعفر المديني - ما معناه أن الحجاج بن يوسف صلى مرة بجنب سعيد بن المسيب - وذلك قبل أن يلي شيئا - فجعل يرفع قبل الإمام ويقع قبله في السجود، فلما سلم أخذ سعيد بطرف ردائه - وكان له ذكر يقوله بعد الصلاة - فما زال الحجاج ينازعه رداءه حتى قضى سعيد ذكره، ثم أقبل عليه سعيد فقال له:

يا سارق يا خائن، تصلي هذه الصلاة! لقد هممت أن أضرب بهذا النعل وجهك. فلم يرد عليه، ثم مضى الحجاج إلى الحج، ثم رجع فعاد إلى الشام ثم جاء نائبا على الحجاز، فلما قتل ابن الزبير كر راجعا إلى المدينة نائبا عليها، فلما دخل المسجد إذا مجلس سعيد بن المسيب فقصده الحجاج فخشي الناس على سعيد منه، فجاء حتى جلس بين يديه، فقال له:
أنت صاحب الكلمات؟ فضرب سعيد صدره بيده وقال: نعم. قال: فجزاك الله من معلم ومؤدب خيرا، ما صليت بعدك صلاة إلا وأنا أذكر قولك. ثم قام ومضى.


- أن عبد الملك لما قتل مصعب بن الزبير سنة ثلاث وسبعين بعث الحجاج إلى أخيه عبد الله بمكة فحاصره بها، وأقام للناس الحج عامئذ، ولم يتمكن الحجاج ومن معه من الطواف بالبيت، ولا تمكن ابن الزبير ومن عنده من الوقوف بعرفة، ولم يزل محاصره حتى ظفر به في جمادى سنة ثلاث وسبعين ثم استنابه عبد الملك على مكة والمدينة والطائف واليمن، ثم ولاه عبد الملك العراق بعد موت أخيه بشر، فدخل الكوفة ، فأقام بين ظهرانيهم عشرين سنة كاملة. وفتح فيها فتوحات كثيرة هائلة منتشرة، حتى وصلت خيوله إلى بلاد الهند والسند، ففتح فيها جملة مدن وأقاليم، ووصلت خيوله أيضا إلى قريب من بلاد الصين.


- وقال الأصمعي: سمعت عمي يقول: بلغني أن الحجاج لما فرغ من ابن الزبير وقدم إلى المدينة لقي شيخا خارجا من المدينة فسأله عن حال أهل المدينة فقال: بشر حال؛ قتل ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الحجاج: ومن قتله؟ قال: الفاجر اللعين الحجاج عليه لعائن الله وتهلكته؛ من قليل المراقبة لله، فغضب الحجاج غضبا شديدا ثم قال: أيها الشيخ أتعرف الحجاج إذا رأيته؟ قال: نعم. فلا عرفه الله خيرا، ولا وقاه ضرا. فكشف الحجاج عن لثامه وقال: ستعلم أيها الشيخ الآن إذا سال دمك الساعة. فلما تحقق الشيخ الجد، قال: والله إن هذا لهو العجب يا حجاج، لو كنت تعرفني ما قلت هذه المقالة، أنا العباس بن أبي داود أصرع كل يوم خمس مرات فقال الحجاج: انطلق فلا شفى الله الأبعد من جنونه ولا عافاه.


- وقال الأصمعي وغيره: كتب عبد الملك إلى الحجاج يسأله عن أمس واليوم وغد، فقال للرسول: أكان خويلد بن يزيد بن معاوية عنده؟ قال: نعم. فكتب الحجاج إلى عبد الملك: أما أمس فأجل، وأما اليوم فعمل، وأما غدا فأمل.


- وروى الرياشي، عن الأصمعي وأبي زيد، عن معاذ بن العلاء - أخي أبي عمرو بن العلاء - قال: لما قتل الحجاج ابن الزبير ارتجت مكة بالبكاء، فأمر الناس فجمعوا في المسجد، ثم صعد المنبر، فقال بعد حمد الله والثناء عليه: يا أهل مكة بلغني إكباركم قتل ابن الزبير، ألا وإن ابن الزبير كان من خيار هذه الأمة، حتى رغب في الخلافة ونازع فيها أهلها، فنزع طاعة الله واستكن بحرم الله ولو كان شيء مانع العصاة لمنعت آدم حرمة الله، إن الله خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته وأباح له كرامته، وأسكنه جنته، فلما أخطأ أخرجه من الجنة بخطيئته، وآدم أكرم على الله من ابن الزبير والجنة أعظم حرمة من الكعبة، اذكروا الله يذكركم.


ما قاله النقاد :
وقال أبو العلاء: ما رأيت أفصح منه ومن الحسن البصري، وكان الحسن أفصح منه.
قال( عتبة بن عمرو): ما رأيت عقول الناس إلا قريبا بعضها من بعض، إلا الحجاج وإياس بن معاوية، فإن عقولهما كانت ترجح على عقول الناس.


قال ا(لشعبي): سمعت الحجاج تكلم بكلام ما سبقه إليه أحد؛ يقول: أما بعد، فإن الله تعالى كتب على الدنيا الفناء، وعلى الآخرة البقاء، فلا فناء لما كتب عليه البقاء ولا بقاء لما كتب عليه الفناء، فلا يغرنكم شاهد الدنيا عن غائب الآخرة، واقهروا طول الأمل بقصر الأجل.


(الحسن البصري )يقول: وقذتني كلمة سمعتها من الحجاج سمعته يقول على هذه الأعواد: إن امرأ ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له لحري أن تطول عليها حسرته إلى يوم القيامة.
يقول ( الحسن البصري ) : تشبه زياد بعمر فأفرط ، وتشبه الحجاج بزياد فأهلك .


وقال عبدالملك لبنيه لما حضرته الوفاة : أكرموا الحجاج فإنه الذي وطألكم المنابر ، ودوخ لكم البلاد ، وأذل الأعداء .


ويعلق ( بطرس البستاني ) في القولين السابقين قائلاً : ألا وأن في كلا القولين لأصدق وصف للحجاج ، فإن هذا الجبار كان شديد الإعجاب بزياد ، فتأثره مقتفراً رسومه ، ففاقه في تهديده ، وفلقه في أحكامه ، ولولا هو لذهب ملك بني أمية بعد معاوية وبنيه , فإنه وطد لهم العرش وأزال خلافة ابن الزبير ، ورد عنهم الخوارج ، وكان قلبه ولسانه يجريان إلى نحور أعدائه فرسي رهان .


يقول عنه ( بطرس البستاني ) " ليس بحجارة المنجنيق بأشد وقعاً على الناس من خطب الحجاج في تهديده ووعيده ، فقد أوتي براعة شديدة في تصريف الكلام ، على جرأة نادرة تتضاءل دونها جرأة زياد ، فترى في جمله القصيرة المقطعة قوة لا تراها في غيره ، ويبدو لك في ألفاظه خشونة البداوة يزيد تعابيره عنفاً على عنف.
وهو في خطبه كثير الاقتباس من القرآن ، كثير الاستشهاد بالأشعار ، ظاهر الحجة ، يستهوي سامعيه ويملك إرادتهم ، فيريهم ظلمه عدلا وعقابه رحمة ، فإذا أردت أن تتبين بلاغة الحجاج ودهاءه وشدة بأسه ، فعليك بخطبته في أهل العراق .


مؤلفاته :
طائفة من الخطب أكثرها في التهديد وأشهرها خطبة عند قدومه العراق ، وأخرى بعد واقعة دير الجماجم .
ومن مآثره أنه أكثر من نسخ مصاحف عثمان ، وأوعز إلى كتابة نصر بن عاصم بإعجام الحروف للتمييز بين المتشابه منها .


وفاته :
قيل أنه هلك بأكلة في بطنة وأصيب بالزمهرير وأقام على ذلك خمسة عشر يوماً ثم توفي

المصدر: ملتقى شذرات

__________________


رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59