الموضوع: حب و وفاء
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-11-2012, 08:17 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,222
ورقة حب و وفاء


حبٌ وَ وَفَاء
----------
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في مرض موته وخطب
المسلمين؛وكان مما قاله :( إن الله عز وجل خَيَّرَ عبداً بين
الدنيا وبين ما عنده،فاختار ذلك العبد ما عنده )
فانفجر أبو بكر يبكي حتى أبكى لبكائه وتأثره وقال : فديناك
بآبائنا وأمهاتنا،وعجب جمع من الحاضرين من بكائه وقولته
لأنهم لم يدركوا ما أدركه أبو بكر من كلام الرسول صلى الله
عليه وسلم؛وبعد أن توفي الرسول صلى الله عليه وسلم علموا
أن الذي خيره الله هو رسوله فاختار ما عند الله وعرفوا أن
أبا بكر كان أعلمهم بما يرمي إليه الرسول صلى الله عليه وسلم.

لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حبيباً إلى أصحابه ولكن
أبا بكر كان أعظمهم حباً له ؛ وأكثرهم ارتباطاً به ، وأكثرهم
علماً وفقهاً ولذلك كان أسرع الصحابة إلى الإيمان والتصديق،
وبذل ماله ووقته في سبيل الإسلام،ولذلك نظر الرسول صلى
الله عليه وسلم إلى أبي بكر عندما رأى تأثره وقال :
( إن من أَمَنِّ الناس عليَّ في ماله وصحبته أبا بكر ولو كنت
متخذاً خليلاً من أمتي لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن ود وإخاء
وإيمان – مرتين أو ثلاثاً – وإن صاحبكم خليل الله عز وجل).
ثم أمر أن تغلق جميع الأبواب التي فتحها أصحاب البيوت
الملاصقة إلى المسجد إلا باب أبي بكر ( سدوا كل خوخة إلا
خوخة أبي بكر ) .

إن هذا الحب وذاك الود والإخاء الذي ربط بين قلب الرسول
- صلى الله عليه وسلم - وقلب صاحبه لشيء سامٍ وعظيم ،
- ولمثل هذا فليسع الساعون ، اجتماع على محبة الله ،ولقاء
- على بذل الوقت والمال والنفس والنفيس في سبيل الله ،
- رفقة على تحقيق منهج الله وشرعه.
- إنها لرحلة فريدة،ورفقة حميدة،حققا خلالها خيراً كبيراً في
- هذه الأرض، أرضيا ربهما ، ونفعا البشرية، وحق
- لأبي بكر أن يبكي ، فالقلب معلق برسوله وقائده ومعلمه،
- ولقد كانت كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم شهادة
- رائعة لأبي بكر تحمل في طياتها الوفاء والحب الكبير .
- نعم هكذا يكون القادة ، وهكذا يكون الأتباع ،أما أن يكفر
- الأتباع بالقادة،والقادة بالأتباع،ويلعن بعضهم بعضاً ويسفك
- بعضهم دم بعض في الحياة قبل الممات،كما يحدث في
- كثير من الجماعات والدعوات والقيادات ففي ذلك دليل لكل
- ذي عينين أن الهدف قريب ،وأن المصالح عرض زائل ،
- وهم عليها متهافتون وما دعواهم الإصلاح إلا مجرد
- دعوى ليس لها من الصحة نصيب ، وكل يوم يبين شيء
- من تلك المخازي ، ولكن الناس لا يتعظون ولا يعتبرون .
- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
- {م:مواقف ذات عبر ـ د/ عمر الأشقر ـ حفظه الله ـ }21_52cf88ecc0_thumb.gif
- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59