معجزة انشقاق القمر
-------------------
في مقابلة تليفزيونية للأستاذ الدكتور زغلول النجار سأله مقدم
البرنامج عن الآية ؛ { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انشَقَّ الْقَمَرُ } [ القمر: 1 ]:
هل فيها إعجاز قرآني علمي ؟ فأجاب الدكتور زغلول قائلاً : هذه
الآية لها معي قصة . فمنذ فترة كنت أحاضر في جامعة كارديف
( Cardif ) غرب بريطانيا ، وكان الحضور خليطاً من المسلمين
وغير المسلمين، وكان هناك حوار حي للغاية عن الأعجاز العلمي
في القرآن الكريم، وفي أثناء الحوار وقف شاب من المسلمين وقال :
يا سيدي ! هل ترى في قول الحق ـ تبارك وتعالى ـ : { اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ } لمحة من لمحات الإعجاز العلمي في القرآن
الكريم ؟ فأجبته : لا ؛ فالإعجاز العلمي يفسره العلم، أما المعجزات
فلا يستطيع العلم أن يفسرها ، فالمعجزة أمر خارق للعادة فلا تستطيع
السنن أن تفسرها ، وانشقاق القمر معجزة حدثت لرسول الله صلى الله
عليه وسلم تشهد له بالنبوة والرسالة، والمعجزات الحسية شهادة صدق
على من رآها ولولا ورودها في كتاب الله ـ تعالى ـ وفي سنة رسوله
صلى الله عليه وسلم ما كان علينا ـ نحن مسلمي هذا العصر ـ أن
نؤمن بها ولكننا نؤمن بها لورودها في كتاب الله ـ تعالى ـ وفي سنة رسوله
صلى الله عليه وسلم ؛ ولأن الله ـ تعالى ـ قادر على كل شيء،
قال : ثم ذكرت لهم الروايات الثابتة في انشقاق القمر .
ــ يقول الدكتور زغلول : وبعد أن أتممت حديثي وقف شاب مسلم بريطاني
عرف بنفسه وقال : أنا داود موسى بيتكول رئيس الحزب الإسلامي
البريطاني ، ثم قال : يا سيدي! هل تسمح لي بإضافة ؟ قلت له تفضل .
قال : وأنا أبحث عن الأديان ـ قبل أن يسلم ـ أهداني أحد الطلاب المسلمين
ترجمة لمعاني القرآن الكريم ، فشكرته عليها وأخذتها إلى البيت ، وحين
فتحت هذه الترجمة كانت أول سورة اطَّلعت عليها سورة القمر ، وقرأت :
{ اقْرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انشَقَّ الْقَمَرُ } فقلت : هل يعقل هذا الكلام ؟! هل يمكن
للقمر أن ينشق ثم يلتحم؟! وأي قوة تستطيع عمل ذلك ؟!
يقول الرجل:فصدَّتني هذه الآية عن مواصلة القراءة، وانشغلت بأمور
الحياة ، لكن الله ـ تعالى ـ يعلم مدى إخلاصي في البحث عن الحقيقة,
فأجلسني ربي أمام التلفاز البريطاني ، وكان هناك حوار يدور بين معلق
بريطاني وثلاثة من علماء الفضاء الأمريكيين ، وكان هذا المذيع يعاتب
هؤلاء العلماء على الإنفاق الشديد على رحلات الفضاء ، في الوقت الذي
تمتلئ فيه الأرض بمشكلات الجوع والفقر والتخلف ، وكان يقول : لو
أنفق على عمران الأرض لكان أجدى وأنفع ، وجلس العلماء الثلاثة
يدافعون عن وجهة نظرهم ، ويقولون: إن هذه التقنية تطبق في نواحٍ
كثيرة في الحياة ، حيث إنها تطبق في الطب والصناعة والزراعة ،
فهذا المال ليس مالاً مهدراً ، لكنه أعاننا على تطوير تقنيات متقدمة
للغاية ... في خلال هذا الحوار جاء ذكر رحلة إنزال رجل على سطح
القمر باعتبار أنها أكثر رحلات الفضاء كلفة ؛ فقد تكلفت أكثر من مئة
ألف مليون دولار ، فصرخ فيهم المذيع البريطاني وقال : أيُ سفه هذا؟!
ـ مائة ألف مليون دولار لكي تضعوا العَلَم الأمريكي على سطح القمر؟
فقالوا : لا ، لم يكن الهدف وضع العَلم الأمريكي فوق سطح القمر، كنا
ندرس التركيب الداخلي للقمر فوجدنا حقيقة لو أنفقنا أضعاف هذا المال
لإقناع الناس بها ما صدقنا أحد، فقال لهم : ما هذه الحقيقة ؟
ـ قالوا : هذا القمر انشق في من الأيام ثم التحم . قال لهم كيف عرفتم
ذلك ؟
ـ قالوا : وجدنا حزاماً من الصخور المتحولة يقطع القمر من سطحه
إلى جوفه إلى سطحه ، فاستشرنا علماء الأرض وعلماء الجيولوجيا ،
ـ فقالوا : لا يمكن أن يكون هذا قد حدث إلا إذا كان هذا القمر قد انشق
ثم التحم !!
ـ يقول الرجل المسلم ( رئيس الحزب الإسلامي البريطاني ) :
فقفزت من الكرسي الذي أجلس عليه وقلت :
معجزة تحدث لمحمد صلى الله عليه وسلم قبل ألف و أربعمائة سنة
يسخر الله ـ تعالى ـ الأمريكان لإنفاق أكثر من مائة ألف مليون دولار
لإثباتها للمسلمين ؟!
ـ لابد أن يكون هذا الدين حقاً . يقول :
ـ فعدت إلى المصحف ، وتلوت سورة القمر، وكانت مدخلاً لقبول
الإسلام ديناً ) .
----------------------------------------------------------------------
{ م: الأدلة الجليّة على صدق خير البرية صلى الله عليه وسلم } .
ــ( د / عبد المحسن بن زين المطيري )ـــ
----------------------------------------------------------------------