عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-18-2012, 03:05 AM
الصورة الرمزية جاسم داود
جاسم داود غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: سوريا
المشاركات: 1,456
سؤال الكيف قبل الكـم


بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الكيف قبل الكـم





ميزان الله سبحانه وتعالى يختلف عن موازين البشر، فقد يكون العمل قليلاً فيدخل صاحبه الجنة، أو يكون من آخرين كثيراً، ولكنه يدخلهم النار، والفيصل في ذلك هو نوع العمل؛ الكيف وليس الكم.

ولقد حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك الرجل الذي يأتي يوم القيامة بأعمال كجبال تهامة بيضاء فينسفها ربي نسفاً، والسبب في ذلك أنه كان إذا خلا بمحارم الله انتهكها، أي لم يكن ذلك العمل الكثير الذي أتى به خالصاً لوجه الله تعالى.
وعندما تصفو الأعمال لله وحده، فإن الله يبارك فيها، وإن كانت قليلة، وينصر القليل على الكثير عندما يرى الإخلاص، ونقاء العمل، لكنه يقدِّر الهزيمة على الكثيرين عندما يختلط عملهم، وتشوبه الشوائب.

ولقد اشترط الله تعالى الإخلاص، وهو نوع العمل، لقبول العمل، ولم يشترط كثرة العمل في قبوله.





يقول التابعي الجليل محمد بن كعب القرطبي: "لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح ((إذا زلزلت الأرض زلزالها)) أو ((القارعة)) لا أزيد عليهما، وأتفكر فيهما، وأتردد أحب إليَّ من أن أهز القرآن هزاً، أو قال أنثره نثراً (صفة الصفوة 2-133).





فليست العبرة بختم القرآن، وإنما بالتفكر في آيات الله تعالى، فإنه لا يغير هذه النفس ويقرِّبها إلى الله مثل التفكر في هذه الآيات، وهو نوع من الاهتمام بالنوع لا بالكم، وما هذا التراجع الذي كانت تعانيه الحركة الإسلامية أحياناً إلا بسبب اهتمامها بالكم على حساب الكيف.




دمتم برعاية الله وحفظه

المصدر: ملتقى شذرات

__________________

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59