عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-25-2015, 08:33 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة هل هي حرب غربية على الإسلام؟


هل هي حرب غربية على الإسلام؟*
ــــــــــــــــــ

6 / 5 / 1436 هــ
25 / 2 / 2015 م
ــــــــــــ

الإسلام؟ _11127.jpg

يحلو للمؤيدين للتوجهات الغربية نفي أي عداء ديني بين الغرب والإسلام، زاعمين أن ما يحدث من قبل الغرب من تدخلات سافرة في شؤون المسلمين الخاصة والعامة، وما تقترفه آلة القتل الغربية في الغرب وفي البلدان الإسلامية- على السواء- بحق المسلمين ليس وراءه أية دوافع دينية، بل غاية ما في الأمر أن الغرب (الديمقراطي!) يسعى إلى نشر مبادئ التسامح والحرية والإخاء، ولو تم ذلك على جثث أطفال المسلمين!!

لكن الحقيقة خلاف ذلك، وفي الغرب عقلاء ومتعصبون (ساسة وكتاب) يقرون بوجود حالة من العداء الحقيقي بين الغرب والإسلام، وهذا العداء موجه بالأساس إلى الإسلام ذاته لا إلى المسلمين وتوجهاتهم الفكرية فحسب، ولهذا فحروب الغرب تجاه الإسلام والمسلمين لم تتوقف يوماً من الأيام، ولن تتوقف طالماً ظل الغرب يفكر بذات الطريقة التي يسلكها الآن تجاه ديننا وقضايانا.

إذاً فهناك حرب حقيقة (غير معلنة) بين الغرب والإسلام، وهي حرب لا شك فيها، وما يحدث في العراق وسوريا واليمن، وما ينتهج من سياسات تجاه المسلمين أوضح شاهد وأصدق دليل على وجود هذه الحرب، وإن أنكر البعض وادعى غير ذلك.

وهو الأمر الذي اعترف به الكاتب البريطاني "روجر كوهين" في مقال أخير له، نشر بصحيفة "نيويورك تايمز"، حيث اعترف فيه "كوهين" بوجود حرب حقيقة على الإسلام من قبل الغرب.

يقول "كوهين" في مقدمة مقاله: "بعد مقتل مخرج سينمائي دانمركي خلال ندوة تناولت الفن وحرية التعبير والتجديف، وبعد إطلاق الرصاص على حارس دنماركي في كنيس يهودي وقتلة أيضاً، أدلى هيل ثورلنغ رئيس الحكومة الدنماركية بتصريح مألوف قال فيه: إننا لسنا في معركة بين الإسلام والغرب. إنها ليست معركة بين المسلمين وغير المسلمين، بل هي معركة بين قيم تستند إلى حرية الفرد وبين أيديولوجية مظلمة.

بيد أن هذا التصريح- وما يماثله من أقوال صدرت عن الرئيس أوباما في نفس هذا الإطار- يجافي الحقيقة بل ليس له أساس على أرض الواقع.

فهناك مناطق واسعة في سورية والعراق، وفي أفغانستان وباكستان واليمن، كان الغرب فيها- ولا يزال- في حالة حرب أو شبه حرب مع العالم الإسلامي، وذلك في سعي فاشل منه لاستئصال حركة إسلامية تكن كراهية شديدة للحضارة الغربية".

بهذه الكلمات يبدأ كوهين مقاله الصادق في كثير من آرائه، والصادم لكل الادعاءات والتزييفات التي تسعى جاهدة إلى تحسين صورة الغرب، ورسم صورة مغايرة لما هو عليه الآن تجاه الإسلام.

وهذا لا يعني رفض "كوهين" لهذه الحرب، أو الاعتراض على أسبابها، وإنما غاية ما هناك أنه يرفض التدليسات الغربية والادعاءات التي تنفي وجود هذه الحرب، فهو يريدها صريحة معلنة، لا أنه يرفضها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59