محبة النبي صلى الله عليه وسلم
--------------------------------

ـ أوجب الله عز وجل على الأمة محبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، ولا يتم إيمان العبد حتى
يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه
من والده وولده والناس أجمعين .

ـ ولقد تحقق ذلك في جيل الصحابة رضي الله
عنهم فكانوا يحبون رسول الله صلى الله عليه
وسلم أكثر من آبائهم وأبنائهم وإخوانهم وزوجاتهم،
وكانوا يفدون رسول الله صلى الله عليه وسلم بآبائهم
وأمهاتهم .

ـ قُتل يوم أحد زوج امرأة وأبوها وأخوها ،
فقالت : كيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقيل لها: هو على خير ما تحبين ،
فقالت: دعوني أنظر إليه ، فلما نظرت إليه قالت :
كل مصيبة دونك جلل يا رسول الله ،
أي: أنها إذا أصيبت بأي أحد فإن هذا يهون عندما
يَسْلَم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

ـ وهذا طلحة بن عبيد الله ، أحد العشرة المبشرين وقى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يوم أحد فشلت يده،
وهذا أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه ، جعل ظهره
طرساً لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد .

ـ هذا خبيب بن عدي لما أسره المشركون وقالوا : أتحب
أن محمداً مكانك وأنك معافى في أهلك ومالك، فقال :
والله ما أحب أنني معافاً في أهلي ومالي ويشاك محمد
صلى الله عليه وسلم بشوكة ، أي : وهو أيضاً معافاً في
أهله وماله وفي ذلك قيل :

ـ أسرت قريش مسلماً فمضى بلا وجل إلى السياف ،
سألوه : هل يرضيك أنك سالم ولك النبي فدا من الإتلاف؟
فقال : كلا لا سلمت من الردى ، ويصاب أنف محمد برعاف.

ـ فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم عقد من عقود الإيمان ،
لا يتم إيمان عبد حتى يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
---------------------------------------------------------
{ م: محبة النبي صلى الله عليه وسلم ـ دكتور/ أحمد فريدـ
حفظه الله ـ } .
-----------------------------------------------------------