عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-31-2012, 10:44 PM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
23 شرخ في جدار الوطن


74.gif

شرخ في جدار الوطن

لا أحد يستطيع أن ينكر وجود شرخ في جدران الوطن‏,‏ بعد أن أكدت نتائج انتخابات الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية وما تبعها من ردود فعل ذلك‏.‏


فقد دخل النقيضان( د.محمد مرسي والفريق أحمد شفيق) جولة الإعادة, ولم يعد هناك بد من الاختيار بين الأبيض والأسود( حسب رؤية كل شخص للأبيض والأسود), وقد سقطت كل الرموز( حمدين صباحي, وعبدالمنعم أبوالفتوح, وعمرو موسي), الذين كانوا من الممكن أن يكونوا البديل الآمن والموضوعي لما يقرب من50% من الناخبين, الذين أدلوا بأصواتهم في المرحلة الأولي, حيث حصل الثلاثة علي عدد أصوات بلغ 11مليون و474 ألفا و362 صوتا, في حين حصل محمد مرسي وأحمد شفيق علي 11 مليون و270 ألفا و11 صوتا طبقا للنتائج التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات, بعد أن احتل محمد مرسي المركز الأول بعدد أصوات5.764.952 صوتا يليه أحمد شفيق بعدد أصوات5.505.327 صوتا.

المشكلة أن جولة الإعادة تشهد حالة استقطاب وشحن حادة بين المعسكرين, وهذه هي أخطر الظواهر التي سوف تتصاعد خلال الأيام المقبلة والتي تحتاج الي نظرة موضوعية هادئة من كلا الفريقين, لأن صب الزيت علي النيران لن يفيد الوطن, وسوف يزيد الموقف تعقيدا وتأزما بغض النظر عن الفائز, وأعتقد أن أيا منهما لن يكون سعيدا اذا فاز ونصف المجتمع رافضا له وغاضبا منه, ولديه شعور كامن أو ظاهر بالمرارة تجاهه.

قوي التطرف وحملة المباخر وأصحاب المصالح من كلا الجانبين, يريدونها حربا لا انتخابات, بغض النظر عن مصلحة الوطن وإرادة المواطنين, فالمهم لدي هؤلاء هو تحقيق الفوز تحت أي مسمي وإلحاق الهزيمة بالعدو وليس المنافس.

صحيح أننا في سنة أولي ديمقراطية, وأننا لم نتعود بعد علي النهج الديمقراطي, والاعتراف بالمنافس وحقوقه, واعتباره إضافة لمصلحة الوطن في كل الأحوال, كما تفعل الدول الديمقراطية العريقة, فالمنافسة لابد أن تكون شريفة, والفائز يمد يده للمنافس الخاسر في النهاية ويحاول الاستفادة من أفكاره ورؤاه للمصلحة العامة, وتلك هي المبادئ التي يجب أن تحكم الممارسة الديمقراطية اذا كنا جادين في تأصيل الفكر الديمقراطي, أما اذا كان أي من الفريقين يريدها درجة مؤقتة للقفز علي السلطة لنعود الي عصور الاستبداد السياسي أو الديني, فذلك هو الخطر بعينه, وعلي د.محمد مرسي وأحمد شفيق تقع المسئولية في تهذيب مشاعر ونفوس أنصارهما, والتأكيد أنها معركة سياسية وليست معركة حربية دون تجريح أو تخوين أو استفزاز للمعسكر الآخر.

ما حدث مساء الاثنين الماضي وقيام البعض بإحراق مقر المرشح أحمد شفيق مرفوض جملة وتفصيلا, ولا ينبئ بخير, كما أنه لا يمت للديمقراطية بصلة, وإنما هو فعل إجرامي خسيس يجب أن يعاقب كل من شارك فيه أو قام بالتحريض عليه.

لا نريد للشرخ أن يتسع أو يتجذر في المجتمع المصري, والبداية تبدأ من د.محمد مرسي وأحمد شفيق وعليهما تقع مسئولية طمأنة أنصار الطرف الآخر باعتبارهم مواطنين أولا, ومشاركين في بناء الوطن ثانيا, وكلما زاد تطرف وانفعال طرف كان رد العنف علي المستوي نفسه, والمجتمع الآن يحتاج الي من يستطيع تضميد جراحه ولم شمله في إطار التوجه نحو المستقبل لبناء دولة مصر الديمقراطية الحديثة, التي كان ولايزال يحلم بها كل أبناء مصر بكل فئاتهم وطوائفهم وقواهم السياسية حتي يتحقق لكل مواطن الحياة الكريمة اللائقة به, والأهم أن تتحقق أهم مطالب ثورة25 يناير... الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية.. ذلك الثالوث الذي لا ينفصل, فلا حياة كريمة دون توفير مقوماتها الأساسية في مختلف المجالات في إطار من العدالة الاجتماعية, ولا قيمة لتلك الحياة اذا فقد الإنسان أمنه وحريته وكرامته, ولايمكن أن تكون هناك حرية في مناخ تسوده الكراهية والتوترات والايذاء النفسي والمعنوي للآخرين.

نريد لجولة الإعادة أن تكون البداية لمرحلة جديدة من مسيرة الديمقراطية لنصل بها الي بر الأمان.. فهل نفعل؟!
الأيام القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دمتم بخير

المصدر: ملتقى شذرات

__________________


رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59