عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-02-2015, 08:49 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,192
ورقة لماذا يهاجم مركز "يقين" المكافح للإلحاد واللادينية؟!!

لماذا يهاجم مركز "يقين" المكافح للإلحاد واللادينية؟!!*
ـــــــــــــــــــــــــــ

11 / 3 / 1436 هــ
2 / 1 / 2015 م
ــــــــــــ



لقد خسر المسلمون الكثير نتيجة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المنهج السلفي في فهم الشريعة الإسلامية، وهو توجه سعى الغرب إلى تعميقه منذ أزمنة بعيدة، كما سعت إلى ذلك- من قبل- الفرق الكلامية والجماعات الحزبية، وهو شغل العلمانيين الشاغل- ومن سار في ركابهم- هذه الأيام، وهو الأمر الذي أحدث- للأسف الشديد- فجوة كبيرة بين كثير من المسلمين وبين الطرح السلفي لقضايا العقيدة والشريعة.

ويتجلى هذا بشكل سافر- أيضاً- في كتابات الكثيرين من الرافضين للنهج السلفي، وهو للأسف الشديد توجه تتزعمه جماعة كبيرة من الكتاب المعاصرين، وهو توجه مبني في الأساس على عدائهم الشديد لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله، لا لشيء آخر، وهو عداء مبني على صورة ذهنية غير صحيحة.

ولهذا فهم يتعمدون في خطاباتهم تسويق مصطلح "الوهابية"، لتجهيز عقلية المتلقي، حتى يتقبل كل ما يقال في حق المنهج السلفي ودعاته وعلماءه في هذا العصر من مثالب، وما يُدَّعى عليهم من ادعاءات.

ومن نماذج هذا الطرح البعيد كل البُعد عن الموضوعية والمهنية، ذلك النقد الموجه من أحد الكتاب([1]) لقرار إنشاء مركز (يقين) لمكافحة الإلحاد، حيث اعتبر "أن قرار إنشاء مركز (يقين) لمكافحة الإلحاد مثار سخرية كلّ عاقل"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستساهم في إنتاج المزيد من الملحدين!!

وقد علل الكاتب وجهة نظرة بعلتين، أولهما أن المركز تابع للجامعة الإسلامية في المدينة، وثانيهما أن هذا القرار جاء بعد بيان وزارة الداخلية في مارس الماضي الذي وضع الإلحاد على رأس قائمة الأفكار والمناهج التي ستبدأ الدولة بمكافحتها.

فالكاتب يدعي أن كافة جهود هذا المركز ستبوء بالفشل الذريع، وذلك لأن المشرف على هذا المركز مؤسسةٌ (وهابية) كالجامعة الإسلامية؛ وهذه المؤسسة- بحسب زعمه- لا تمتلك الأدوات الكافية ولا الأرضية المشتركة التي يمكن أن تقف عليها لمناقشة أصغر ملحد.

فالكاتب من ناحية يرى أنه من اللازم إعطاء الأمان لكل من يظهر إلحاده، وينكر وجود الله، أو يسبه- عياذا بالله- أو يضلل خلقه، وألا يوضع هذا الملحد في موضع الملاحقة القانونية، حتى يكون هناك موضوعية – بحسب رأيه-!!.

وقد تغافل الكاتب عن بيان نقطة مهمة، وهي أن للتواصل بين المركز ومن لديه شبه إلحادية أو متلبس بالإلحاد له سبل عديدة- قد ذكرها المركز- منها على سبيل المثال:

1- غرفة المحادثة (الشات) عبر أيقونة: المحادثة (Chat) بالموقع.

2- إنشاء صفحة خاصة بالسائل عبر أيقونة: (اسأل يقين) دون الحاجة للإدلاء بأي معلومات عن نفسه.

3- المراسلة بالبريد الإلكتروني عبر أيقونة: (اتصل بنا).

من ناحية أخرى يرى الكاتب أن العقل السلفي غير مؤهل أو قادر على الوقوف أمام منطق مغاير له تماماً، يتكلّم بالحقيقة العلمية وحدها، ويدفع بالبراهين العقلية التي يمتعض منها الوعي السلفي عادةً، ويفضّل عليها دائماً الاستشهاد بالأقوال والآثار والمرويات الاجتهادية التراثية.

وفي هذا المقام نؤكد على أن الفكر السلفي لا يعارض العقل، ولا يتصادم معه، وإنما يعارض العقل المناقض للنصوص الشرعية الصحيحة، كما أن الفلسفة يحتفي بها الكاتب لم ولن تكون السبيل للدعوة الصحيحة أو مواجهة الإلحاد.

ولو كلف الكاتب نفسه ونظر إلى الوثيقة التعريفية بالموقع بإنصاف لبان له تجنيه وبعده عن الموضوعية والإنصاف، بل لقد كذب الكاتب ودلس حينما قال:

"مما قرأته في موقع مركز يقين الذي لا يزال تحت الإنشاء والتكوين أن من الوسائل المتّبعة فيما يسمّى (مواجهة) الإلحاد: المخطوطات، والمحاضرات، والكتب ..إلخ! وهنا لنا أن نضحك فعلاً، فهاهي أدوات (مرحلة الصحوة) نفسها التي كانت سبباً في الإلحاد ستكون هي السبيل في تلك (المواجهة)!".

فكلمة (مخطوطات) التي دسها الكاتب دساً لا أصل لها في الموقع وإنما جاء بها من عند نفسه لإيصال إيحاء سلبي للقارئ عن المركز، بأنه يستخدم وسائل قديمة وطرق بالية لمواجهة الإلحاد، رغم تنوع الوسائل الذي ذكرها المركز والتي منها:

1- تأليف الكتب والرسائل والمطويات التي تواجه التيار الإلحادي وتعالج مسبباته وتناقش شبهاته وتحصن الشباب من الوقوع فيه، ونشرها في الوسائل المختلفة.

2- إقامة المحاضرات والندوات والمؤتمرات التي تناقش هذا الفكر.

3- رصد روافد النزعة الإلحادية، واقتراح سبل مواجهتها.

4- التواصل المباشر مع المتأثرين بهذا التيار عن طريق الشبكة وغيرها؛ للسعي في إصلاحهم.

5- إنتاج الأفلام والمقاطع المرئية والصوتية التي تعالج هذا الفكر ونشرها بالوسائل المختلفة.

6- إنشاء المواقع الشبكية المتخصصة في نقض الأطروحات الإلحادية.

7- إعداد الدورات التأهيلية وورش العمل لتأهيل الدعاة للتصدي لهذا التيار.

8- التواصل والتنسيق بين المختصين في دراسة هذا الفكر ومعالجته بما يخدم هدف المشروع.

9- التواصل مع الجهات الرسمية وتقديم المقترحات والخطط الاستراتيجية التي تخدم هدف المشروع.

10- تقديم الاستشارات في مجال عمل المشروع.

وختاماً نتساءل، لماذا كل هذا الهجوم على مركز خصص جهوده لمواجهة الفكر الإلحادي، دون أن نرى منه أية سلبيات، بل لم يبدأ عمله بعد؟ ونقول للكاتب: دع تدليسك، وتخفف من تجنيك، وتواصل مع القائمين على المركز، واطرح له رؤيتك إن كان ثمة رؤية عندك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

([1]) وهو الكاتب: وحيد الغامدي، الكاتب بصحيفة التقرير، وعنوان مقاله موضوع كلامنا: "الحقيقة الغائبة في (مكافحة) الإلحاد!".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــ
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59