الموضوع: تفسير السعدي
عرض مشاركة واحدة
  #434  
قديم 01-21-2014, 07:47 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,217
ورقة

تفسير سورة المؤمنون
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مكية
ـــــــــــ

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ( 12 ) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ( 13 ) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ( 14 ) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ( 15 ) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ( 16 ) .
ذكر الله في هذه الآيات أطوار الآدمي وتنقلاته، من ابتداء خلقه إلى آخر ما يصير إليه، فذكر ابتداء خلق أبي النوع البشري آدم عليه السلام، وأنه ( مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ) أي: قد سلت، وأخذت من جميع الأرض، ولذلك جاء بنوه على قدر الأرض، منهم الطيب والخبيث، وبين ذلك، والسهل والحزن، وبين ذلك.
( ثُمَّ جَعَلْنَاهُ ) أي: جنس الآدميين ( نُطْفَةً ) تخرج من بين الصلب والترائب، فتستقر ( فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ) وهو الرحم، محفوظة من الفساد والريح وغير ذلك.
( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ ) التي قد استقرت قبل ( عَلَقَةً ) أي: دما أحمر، بعد مضي أربعين يوما من النطفة، ( فخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ ) بعد أربعين يوما ( مُضْغَةً ) أي: قطعة لحم صغيرة، بقدر ما يمضغ من صغرها.
( فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ ) اللينة ( عِظَامًا ) صلبة، قد تخللت اللحم، بحسب حاجة البدن إليها، ( فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ) أي: جعلنا اللحم، كسوة للعظام، كما جعلنا العظام، عمادا للحم، وذلك في الأربعين الثالثة، ( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) نفخ فيه الروح، فانتقل من كونه جمادا، إلى أن صار حيوانا، ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ ) أي: تعالى وتعاظم وكثر خيره ( أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ فخلقه كله حسن، والإنسان من أحسن مخلوقاته، بل هو أحسنها على الإطلاق، كما قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ولهذا كان خواصه أفضل المخلوقات وأكملها.
( ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ ) الخلق، ونفخ الروح ( لَمَيِّتُونَ ) في أحد أطواركم وتنقلاتكم ( ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ) فتجازون بأعمالكم، حسنها وسيئها. قال تعالى: أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى

-------------------------------------
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59