عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04-20-2012, 12:23 PM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
افتراضي

تحديات التربية المعاصرة:
يمكن أن نقسم هذه التحديات إلى قسمين:
الأول: التحديات من جهة البيئة وفيها:
1 - كثرة وتنوع المؤثرات: فاليوم لم بعد التأثير مقصورًا على الوالدين ولا على المعلمين والمعلمات، بل ولا على الدعاة، فقد كثرت وسائل التأثير؛ فهناك القنوات الفضائية والموجات الإذاعية والشبكة العنكبوتية والأسفار السياحية والبعثات التعليمية والعلاقات الدبلوماسية وغير ذلك في قائمة طويلة.

2 - قوة وعمق التأثير: هذه الوسائل تفاعلية؛ فهي بذلك مرغبة ومحفزة وجاذبة ومؤثرة، وفيها أيضا الوسائط الجامعة بين الصوت والصورة، مع التقنيات التي تجعل ما يُعرض أقوى وأوضح من الأشياء على طبيعتها وفي واقعها الحقيقي.

3 - مخالفة واختلال البيئة: فالتربية تدعو إلى المعالي إيمانًا وعبادةً وسلوكًا، وترى البيئة وهي تهون من ذلك أو تثبط عنه، بل تعارضه وتناقضه وتدعو إلى ما يبطله ويمنعه، فالأمر أظهر من أن يبسط القول فيه، فالصدق جمود وتعقيد، والكذب (شطارة) ومهارة، والتستر والحشمة كبت وانغلاق، والعري والفسق تقدم وانطلاق.

القسم الثاني: التحديات من جهة المربين:

1 - قلة المربين: كانت أمتنا في أزمنة سابقة مليئة بالعلماء الربانيين والوعاظ المؤثرين والخطباء البارعين والآباء المؤدبين والأمهات المربيات، واليوم نرى كثيرًا من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات غير مؤهلين لتربية الجيل لا من الناحية العلمية ولا من الناحية السلوكية، والدعاة والعلماء قلة أيضًا.

2 - ضعف المربين: مع قلة الدعاة المربين فإن كفاءتهم فيها ضعف، وقدرتهم التأثيرية محدودة، فضلاً عن ضعفهم في أخذهم أنفسهم بسمت المربين وتميزهم وارتقائهم.

صعوبة مهمة التربية

مما يوضح صعوبة هذه المهمة:
1 - ميدان عمل التربية: إذ هي في الأساس تتعامل مع النفوس والأرواح لا مع الجسوم والأشباح، والنفس البشرية عالم من الغرائب والعجائب، وهي من أعظم مخلوقات الله المعجزة فقد جعلت في كفة وآيات الكون في كفة أخرى كما يتضح من قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53]، وفي سياق آيات خلق الله العظيمة قال تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]، وصدق القائل:
وتحسب أنك جِرْم صغير وفيك انطوى العالمُ الأكبرُ
فهذه النفس البشرية تجمع المتناقضات، مع سرعة في التغيرات والتقلبات، وقد أوجز ابن القيم وصفًا رائعًا يكشف طبائع النفس البشرية حين قال: \"سبحان الله! في النفس كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتو عاد، وطغيان ثمود، واستطالة فرعون، وبغي قارون،.... وفيها من أخلاق البهائم حرص الغراب، وشره الكلب، ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل، وعقوق الضب، وحقد الجمل، ووثوب الفهد، وصولة الأسد، وفسق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد،... غير أن الرياضة والمجاهدة تذهب ذلك\" [الفوائد ص 98].
هذه هي النفس في ذاتها، فكيف للمرء أن يربيها ويهذبها حتى يتسنى له أن يتأهل لتربية النفوس.

2- رهافة النفس وسرعة تأثرها: فالنفس تتأثر بما حولها، وإليك وصف هذه المؤثرات في مقولة أخرى لابن القيم؛ يقول: \"كيف يسلم من له زوجة لا ترحمه، وولد لا يعذره، وجار لا يأمنه، وصاحب لا ينصحه، وشريك لا ينصفه، وعدو لا ينام عن معاداته، ونفس أمارة بالسوء، ودنيا متزينة، وهوى مُرْدٍ، وشهوة غالبة له، وغضب قاهر، وشيطان مزين، وضعف مستولٍ عليه، فإن من تولاه الله وجذبه إليه انقهرت له هذه كلها، وإن تخلى عنه إلى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة\" [الفوائد ص 63].
واليوم ونحن في عصر العولمة والقرية الكونية أضف إلى ما سبق ما تبثه الفضائيات ومواقع الإنترنت من المؤثرات في الأفكار والسلوكيات، مع ما في العالم من سعار الشهوات، وغزو الثقافات، وشذوذ الانحرافات الخلقية، وشطط الشطحات الفكرية، ومع ذلك فالتربية والتهذيب الفكري والروحي والسلوكي هي سفينة النجاح، ومفتاح الصلاح؛ لأن تغييرها الإيجابي مؤذن بالتغيير العام؛ {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].

3- استمرارية التربية: التربية بمفهومها السابق ليست مجرد معلومات تدرس، فهي ليست كالتعليم له في كل مرحلة مستوى ويتوقف، فالتعليم: معلومات، مهارات، وسائل، اختبارات، لكن التربية: تحويل معلومات التعليم ومهارات المعلم إلى: (نضج فكري، استقرار نفسي، تميز سلوكي)، ومعنى ذلك أن التربية مهمة مستمرة لا تتوقف عند زمن أو سن معين ولا عند مستوى محدد من العلم والإدراك.
فالطريق طويل والمهمة صعبة، ومع ذلك، فبين العبد وبين السعادة والفلاح قوة عزيمة وصبر ساعة وشجاعة نفس وثبات قلب، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم\" [مدارج السالكين لابن القيم].

4- حاجة الجميع إلى التربية: فالجميع صغارًا وكبارًا رجالا ونساء متعلمين وغير متعلمين محتاجون إلى التربية.

5- التربية مهمة الجميع: إنها مهمة منوطة بالآباء والأمهات، وواجبة على المعلمين والمعلمات، ولازمة للدعاة والداعيات.

ولعلي أختم مفهوم التربية وأوجُه صعوبتها بهذه الكلمات النافعة لابن القيم؛ إذ قال:
جهاد النفس أربع مراتب:
1- أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق.
2- أن يجاهدها على العمل بهذا العلم الذي علمه.
3- أن يجاهدها على الدعوة إليه.
4- أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله\".

إنها مهمة تصدَّى لها الأنبياء، واضطلع بها أئمة العلماء، وحمل عبأها الخلّص من الدعاة الأصفياء، إنها مهمة جليلة، غاياتها نبيلة، وآثارها جميلة، لكنها مهمة ثقيلة، ومع ذلك يدّعي الانتسابَ إليها جماهيرُ غفيرة، وأنتم معاشر الدعاة أهلها والقائمون بها فافهموها واعرفوا ثقلها وتهيأوا وتأهلوا لها.

طرق وقاية الأبناء من آثار الانفتاح:

فكيف نحمي أبناءنا من هذا الانفتاح؟؟!
1- أثر الأسرة في حماية الأطفال:
إن أثر الأسرة لا ينتهي عند وضع الطفل أمام الجهاز، ولا أن تنتظر من وسائل الإعلام أن تقوم بعمل المربي بالنيابة عنها. إن الاهتمام بالطفل قبل السادسة والحفاظ عليه من كل ما يمكن أن يكون له أثر سلبي في شخصيته يندرج تحت عمل الأسرة الكبير الذي يتمثل في تفعيل الأثر التربوي للأبوين، وتقنين استخدام وسائل الإعلام المختلفة داخل البيت، فلا يسمح للأطفال بالبقاء لمدة طويلة أمام هذه الوسائل دون رقيب، وتقليص الزمن بالتدريج وأن تترك الأجهزة في مكان اجتماع الأسرة بحيث لا يخلو بها الطفل في غرفته.
ويصبح من الضروري أن يشاهد الكبير مع الصغير، وأن يقرأ الوالدان مع الأبناء، ولا يترك الصغار هدفًا للتأثيرات غير المرغوبة لثقافات غريبة عن مجتمعنا العربي المسلم، ونقف نحن الكبار نشكو من الغزو الثقافي للأمة، فالرقابة على ما يعرض للأطفال، والبقاء معهم في أثناء العرض من أجل توجيه النقد ينمي لدى الطفل القدرة على النقد وعدم التلقي السلبي، ولا ينبغي أن تغفل وسائل الترفيه الأخرى كالخروج، والنزهات، واللعب الجماعي وغيرها، فلها أثرها في عدم المتابعة، وعدم الالتصاق بهذه الوسائل الإعلامية، وتقليل حجم التأثر السلبي.

2- أثر المتخصصين في أقسام برامج الأطفال:

لا ننكر في هذا المقام الأثر الذي لوسائل الإعلام في إعداد البرامج المحلية بالاستعانة بتربوية استشارية ومتخصصين في أقسام برامج الأطفال، وإعداد المواد الإعلامية التي تتناسب مع المراحل المختلفة، وتطوير الإنتاج المحلي على أساس عقائدي وبيئي وتربوي يُناسب الأطفال وحاجاتهم.
إن على القائمين بالاتصال بالطفل عبر وسائل الإعلام عملاً كبيرًا في الاهتمام بالطفل وفي الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية لأطفالنا من خلال توفير البديل الإعلامي والثقافي الإسلامي ليكون موجودًا جنبًا إلى جنب مع المنتج الإعلامي الثقافي الأجنبي في عصر الفضاء وعصر المعلومات.
ويكون ذلك عبر إبراز التاريخ الإسلامي وأبطاله الذين تحفل الصفحات بأحداثهم وخبراتهم، وليكن القصص القرآني الكريم النبع الأول الذي تستقى منه هذه البطولات وصور القدرة مثل قصة فرعون وموسى.
ويمكن أن تحل شخصيات إسلامية مثل عمر بن عبد العزيز والأئمة الأربعة وكبار العلماء والمسلمين محل \"بات مان\" و\"سوبر مان\" و\"أبطال الديجيتال\" في نفوس وعقول أبنائنا، فإن الأبناء عندما يعيشون في أجواء الصالحين سيكبرون وهم يحملون همهم وطموحهم وأحلامهم.

3- أثر الرقابة:

ومهما بلغ حجم الدعوة لإطلاق الحريات فإن على الدولة أن تتحرى الأمانة في اختيار الأنظمة التقنية المناسبة التي تحمي المجتمع قبل فوات الأوان وأن تضطلع بمسؤوليتها كاملة في تقدير حدود الانفتاح والتوجيه والرقابة لتحقيق التوازن، كما أن مراقبة البرامج المستوردة تمنع ما يتعارض مع المثل والقيم الدينية والاجتماعية والحقائق التاريخية، والاتجاهات الفكرية الطبيعية المتعارف عليها.
وهكذا تكون وسائل الإعلام مطوعة للحفاظ على الموروث الحضاري، وتضيف إليه كل جاد ونافع بطرق فعالة تستولي على العقول وتحول دون استلاب ثقافي إعلامي يهيمن على الطفل، ويدخل عليه بما يخالف دينه وقيمه وتقاليد بيئته ونشأته وعقيدته، وبذلك تكون وسائل الإعلام مؤثرة إيجابًا في تكوين اتجاهات الطفل وميوله وقيمه ونمط شخصيته، بما يعكس التميز والتنوع الثقافي العربي والإسلامي، حتى لا نكون أمة متفرجة في الصفوف الأخيرة، أمة قد تضحك من جهلها الأمم.

4- أثر العلم الشرعي:

ينبغي أن نحرص كل الحرص على حث الأبناء على تعلم العلم الشرعي من عقيدة وما يتبعها من علوم كمعرفة المذاهب المعاصرة المخالفة للعقيدة الصحيحة، وما نقاط المخالفة فيها بالتحديد حتى يحذر منها، فالأبناء يسمعون بالشيوعية والعولمة والليبرالية وغيرها من المذاهب الهدامة، ولا يعلمون ما المراد بها، لذا فإنه يجب إعطاء الابن نبذة تناسب سنه وفكره وعقله وفهمه وثقافته حتى يعرفها ويكون على حذر منها. ثم يبدأ الابن - إذا كبر وكان ذكيًّا - يبحث هو بنفسه ويقرأ ويحذر.

5- الأساسيات التي يزود بها الوالدان أولادهم منذ أول نشأتهم:

التأذين في أذنه اليمنى والإقامة في اليسرى، وأن يبدأ تطبيق المفهوم العقدي منذ الصغر أي منذ أن يبدأ الطفل بنطق بعض الحروف والكلمات يحاول الوالدان أن يلقناه الشهادة باستمرار، وعدم الكذب عليه حتى لا يتعلم هذا الخلق الذميم، وأمره بالصلاة إذا بلغ سبع سنين، وضربه عليها إذا بلغ العاشرة ولم يحافظ عليها، والتفريق بين الأبناء في المضاجع، وآداب الاستئذان، وتعليم أساسيات العقيدة (من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟)، أين الله، كل هذه الأمور التي كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعلمها ويطبقها.

6- عدم إيقاع الأبناء في الحيرة من أمرهم:

وذلك بسبب تناقض الوالدين؛ فتجد بعض الآباء والأمهات يقولون ما لا يفعلون، فيجب على الوالدين أن يعلما الأبناء ويطبقا في الوقت نفسه حتى يرسخ المبدأ العقدي في ذهن الأبناء.

7- نحصنهم بأن نعلمهم سير الصحابة نساء ورجالا:

خاصة الشباب منهم لبيان كيف أنهم كانوا على قوة كبيرة من الثبات أمام المغريات أو التهديد والوعيد، كقصة سعد بن أبي وقاص ومصعب بن عمير وخبيب بن عدي وغيرهم كثير رضي الله عنهم جميعًا.

8- نزرع في نفوسهم المراقبة الذاتية:

بتذكيرهم بالجنة والنار، فعندما يتصور الابن نعيم الجنة، وعذاب جهنم فإنه سيبتعد تلقائيًّا عن هذه الأمور حتى لا يحرم نعيم الجنة ولا يعذب بنار جهنم.

9 - كذلك يبين للابن أن للمعصية شؤمًا في الحياة:

وأنه كلما زادت مراقبته لله بعدم النظر إلى هذه القنوات فإنه سيزداد توفيقًا من الله وهداية ورزقًا وصلاحا.

10- بالبيان والتوضيح والتحذير والتنبيه:

فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))، فبيَّن - صلى الله عليه وسلم - أن الفراغ نعمة من الله، إلا أن صاحبها مغبون فيها أي مغلوب فيها وليس بغالب لكي يحافظ على وقته. وأما عن التقليد الأعمى فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتموه))، فهذا تحذير من تقليد الكفار بجميع أصنافهم؛ لأن تقليدهم يؤدي إلى التشبه بهم في دينهم، ((ومن تشبه بقوم فهو منهم)).

11- أن نخبر الجيل الناشئ بحقيقة الأمر ونوضح لهم طريق الخير والشر:

لأننا إذا سكتنا فقد يعلمون من خلال الأصدقاء أو القنوات وغيرها.

12- كما يجب علينا أن نقوي الوازع الديني:

أي نربي فيهم الخوف من الله واحترام رسول الله ومحبته - صلى الله عليه وسلم - كما يجب أن نترك لهم مجال من الحرية؛ لأننا إذا ضيقنا عليهم فسوف يسعون للخلاص من الأهل ويتهمونهم بالسيطرة والانغلاق، كما يجب دائمًا على الأهل التكلم مع أبنائهم بسوى النصائح أو (صليت؟- أكلت؟- ذاكرت؟). لا بد بلا شك أن ننصحهم ولكن لا نجعل كلامنا معهم فقط أوامر ونصائح بل تقيم علاقة صداقة.

13- تقديم البدائل:

مفهوم حيوي في التربية أن نعوّد أبناءنا على الاختيار بين بدائل عدة، فلقد انقضى عهد الإجابات الجاهزة والحلول المفصلة التي نمليها على أبنائنا: \"افعل هذا فقط، وإن فعلت غيره فستتعرض للعقاب\". لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفرض على أبنائنا أسلوب حياتهم وأن نختار لهم أي سبيل يسلكونه. إن عملنا الأساسي هو تزويدهم بالقيم الإسلامية الصحيحة وتعريفهم بالحلال والحرام، ولكن الأهم أن نترك لهم مسئولية الاختيار. لا مكان لتربية تقوم على الإرهاب أو الزجر، بل لا بد أن يتدرب أبناؤنا منذ نعومة أظفارهم على الاختيار في أيسر الأمور مع تقويم هذا الاختيار. من المهم أن يعبروا عن آرائهم وميولهم واهتمامهم. إن إعطاء الأبناء المسئولية في الاختيار هو الأساس الذي سيكسبهم القوة والعزيمة في مواجهة كل ما يخبئه لهم هذا المستقبل المليء بالمفاجآت الثقافية والاجتماعية والسياسية.
__________________


رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59