الله أكبر هذا النصر والظفر === يسمو بغزة والعدوان يندحر
هذا الصمود فلا والله ما شهدت === ساح الوغى أسداً في الحق تنكسر
طوبى لغزة في الميدان قد حفلت === بالمخلصين فما زاغوا ولا نكروا
المؤمنون إذا ما مسهم غضب === رجّت لغضبتهم من هولها سقر
إن الميامين لو جابوا الحمى غلبوا === واهتزّ تحتهمُ البركان إن زأروا
رادوا المواقع فرساناً وما وهنوا === والأرض من مرجٍ تغلي وتستعر
لو أُرغموا رفضوا أو زلزلوا صمدوا === أو أُجهدوا نهضوا أو أُحصروا نفروا
لو أردفوا هرعوا من فوق سابعة === هذي ملائكة القهار أم بشر
يا للأشاوس قناصٌ ومقتحم ٌ === هذا شهيد وهذا راح ينتظر
إحدى اثنتين فإما النصر يدركه === أو جنة الخلد حيث الماء والشجر
والمرجفون من الأعراب ما فلحوا === والمغرضون بما نال القنا قهروا
أما العدو فما ينفك منهزماً === ذاك الدعي وذاك الكاذب الأشر
سل ليل أشدودٍ كم أمطرت حمماً === أو سيدَروتَ لظىً يهمي وينهمر
كم من مجنزرة دُكّت بأطقمها === أو من مصفحة ينتابها الشرر
أين الذيّن من الفولاذ درعهم === قد أُصْهِرتْ بهمُ جمراً فما اعتبروا
تلك الأتون التي زُجوا بفوهتها === لو أنهم قدروا ما حرها جأروا
لو أنهم خبروا ما سرُّ قوّتِنا === لكنهم عمهوا أو غرّهم بطر
نحن الذين إذا كادت لنا أمم === الله أكبرُ , كيدُ الله ينتصر
من كان محتسباً, لله منتقماً === =بالله معتصماً ما مسّه ضرر
تلك الجراحات التي نأسو تعلمنا === أن الكفاح هو المستقبل النضر
فيضُ الدماء التي روّت ثرى وطني === قد أدهشت أمماً والكون ينبهر
لكنها قبس في درب عزتنا === فهي الضياء لنا والشمس والقمر
والغرس أثمر من بذل وتضحية === هيا ألا انطلقوا , وليجمع الثمرُ
يا أهل غزة حق الحق فابتهجوا === هذا الكيان هوى والآن يُحتَضَر
أرض البطولة إنّ الفجر ما صنعت === فيك الملاحم . والتاريخ يُخْتَصر