الموضوع: سيرة حافظ
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-19-2018, 08:09 AM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي سيرة حافظ





مرت صديقتنا وجدان بمرحلة عصيبة بسبب خطأ ارتكبته في الحفظ، فما هو هذا الخطأ، وكيف عالجته؟

تروي ذلك في القصة قائلة:

كانت البداية بعد تخرجي من الثانوية في العطلة الصيفية، حيث بدأت الحفظ من الجزء ٢٧ إلى جزء عمَّ وحدي في المنزل، وبعد إتمامي الأجزاء الأربعة بدأت الجامعة وانشغلت بالدراسة،
ولكن بقيت أمنية حفظ القرآن تحلق في أفقي حتى تخرجت من الجامعة فاقترحت علي صديقتي المُقربة -جزاها الله خيرًا- بالإلتحاق بالدار ودخلنا سويَّا وبدأت من سورة الزمر، فحفظت الزمر وغافر،
ولكن للأسف الشديد أهملت المراجعة بتقصير مني، ثم تركت الدار بسبب مرض أمي ثم لما توفاها الله أثر ذلك في حياتي أثرًا كبيرًا وسبب لي فراغ كفراغ قلب أم موسى، " وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا .." حقا إنه أبلغ وصف لكل شخص فقد حبيبًا..
بعد استعادتي لقوتي وصحتي استرجعت ذلك الحُلم وتلك الأمنية وزاد عزيمتي أن أحفظ القرآن برا بوالدتي -رحمها الله- ولكي ألبسها تاج الوقار،

أخبرتني صديقتي عن معهدٍ لإعداد معلمات القرآن يتم فيه حفظ القرآن خلال ٣ سنوات، لكن التسجيل كان قد فاتني فتحسرت، وفي السنة التالية لما فتح باب التسجيل تواصلت مع المعهد وكان التسجيل خلال البريد الإلكتروني، فلما لم يصلني رد، أيقنت أني غير مقبولة، حتى جاءت السنة الثالثة فذهبت بنفسي إلى المعهد وسألتهم عن عدم التواصل عبر بريدهم الإلكتروني، فقالوا أن به مشكلة !
وكان هذا التأخير فيه خيرة أن الله جمعني بصحبة بنفس عمري ومثل طموحي، وأن المعهد زاد تطوره وأضيفت فيه الكثير من المواد الشرعية والعلمية والثقافية والتي لم تكن موجودة في السنوات السابقة.

وهنا بدأت أول عقباتي في الطريق، إذ أني قد دخلت إليهم وأنا كلي ثقة بصحة تلاوتي وحفظي للبقرة كان أكبر داعم لأرى نفسي بمنظر الطالبة المتفوقة، لكن خابت تلك النظرة لما بدأت أسرد على المعلمة جزئية الحفظ وظهرت أخطاء كثير كُنت أجهلها، عانيت منها إلى حد البكاء، فعلمت أن اعتمادي على نفسي في الحفظ طيلة السنوات الماضية كان خطأ كبيرا ارتكبته، إذ لم تكن لدي خلفية في التجويد واعتمدت فيه على نفسي بدون معلمة فلم يأتِ في بالي أن تلاوتي تحمل الكثير من اللحون الجلية (إبدال حركة بحركة أخرى).

كنت أسرد على معلمتي وتصحح خطئي ويأتي اليوم الثاني فأقع في نفس الخطأ! تحملتني المعلمة طوال الأسبوع حتى قالت -بمعنى كلامها-: "أنتِ لا تبذلين جهد في التصحيح!"
كانت هذه الكلمة سبب في جعل الدنيا تضيق بي فرغم إني كنت أبذل كل جهدي ولكن كما هو معروف الحفظ على خطأ لا يرفع إلا بعد جهد جهيد،
خرجت من الحلقة إلى دورة المياه -أكرمكم الله- وأنا أبكي.. هل أنسحب؟ أنا لست ملزومة بالدوام في المعهد!! لماذا أُحمل نفسي مالا أستطيعه؟..تساؤلات ووساس كانت لتثنيني عن هذا الطريق لولا أن الله سخر لي زميلة كانت مثل الماء الزلال لحقت بي لتهدئ من روعي وتذكرني بقوله صلى الله عليه وسلم: ((الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجره مرتين)) رواه مسلم



فريق أراسيل الدعوي 🌿

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59