عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 02-12-2015, 08:24 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,207
ورقة الصراع الاقتصادي في القدس [6]

الصراع الاقتصادي في القدس [6]
ـــــــــــــــــ

(خباب بن مروان الحمد)
ــــــــــــ

23 / 4 / 1436 هــ
12 / 2 / 2015 م
ـــــــــــ




إنّ أهل القدس يعيشون في حالة اقتصاديّة مُنهارة في وضح النهار؛ فالأرقام تتحدّث عن نتائج كارثية في التردي الاقتصادي من ناحية غلاء الأسعار، وكثرة البطالة، وقلّة الأعمال التي يأخذون عليها أجرة صالحة للعيش بكرامة؛ وهي أشياء تُشعر المحتل بالإذلال كي يخضعوا ويخنعوا لقرارات يهود؛ ليجمعوا عليهم الفقر مع القهر؛ وهذا لن يكون بإذن الله؛ بل سيرتد على اليهود أنفسهم في القريب العاجل.
والأمر ليس بحاجة لإسهاب؛ فتقرير أجنبي صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، فقد وصف ما يجري بالقدس وصفاً لا يُجافي الواقع ولا تعوزه الدقّة في التشخيص؛ إذ قالوا : "الاغتيال الاقتصادي للقدس".



وبإلماحة سريعة حول أخطر ما يجري في القدس حالياً من الجهة الاقتصادية:

1. تُعاني منطقة القدس عموماً وما حول المسجد الأقصى خصوصاً من الضعف الاقتصادي الكبير؛ والتضييق على المحلات التجاريّة، وخنق أي مشروع اقتصادي يقوم بتمويل مشاريع المسجد الأقصى الإنمائية والإحيائيّة، ومن دخل ساحات المسجد الأقصى سيجد معنى التحطيم لكل الآثار وعدم ترميمها وعدم السماح لذلك إلاّ بشق الأنفس؛ فالمسجد الأقصى ومدينة القدس يُستهدف اقتصادها بطريقة مُكلفة وإرهاق أهلها اقتصادياً بتكاليف باهظة في مجال رخص البناء داخل حدود بلدية القدس؛ وهذا يؤدي إلى أن يُدفع غالبيتهم للبناء دون ترخيص؛ مِمّا جعل هذه البيوت عُرضة للهدم والقضم.

2. تحرص سلطات الاحتلال على فك ارتباط الاقتصاد المقدسي باقتصاد السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، وتركه وحيداً، كي يواجه أزماته ويقارع المخططات الهادفة لدفعه إلى الركود التّام، ويلوغ شفا الانهيار.
3. يفرض اليهود الضرائب المُكلفة الباهظة التي تثقل كاهل المواطن المقدسي؛ مِمّا يؤدي لرفع مُعدّلات خط الفقر إلى مستويات غير مسبوقة، مع تدني مستوى دخل المواطن الفلسطيني هناك، وتراجع مستوى قدراته الشرائيّة، مما يسبب خللاً في الدورة الاقتصاديّة للمدينة.

4. يُعاني المقادسة من سوء الوضع الاقتصادي المتعلق بشبكة المياه فالإحصاءات تتحدث أنّ 50 – 60 % من مدينة القدس الشرقيّة خدماتها غير موصولة بقطاع شبكة الصرف الصحي، بل إنّ 50 % من شبكة المياه بحاجة لاستبدال؛ وأنّ اليهود قاموا بالاستياء على 85% من مصادر المياه في القدس!
5. قامت "الجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات" بإصدار إعلان مشترك تحدثت فيه أن 72% من المقدسيين يعيشون تحت خط الفقر بينما لا تتجاوز النسبة بين المغتصبين الصهاينة 17%.
إنّ مِمّا يؤسف له أنَّ "مركز القدس لدراسات المجتمع والدولة" الذي يُديره "دوري غولد،" كبير مستشاري نتنياهو، حيث نشروا ورقة عمل؛ زعم فيها الباحث "بنحاس عنبري" أن الإخوان المسلمين يخططون لتوظيف أحداث القدس في إشعال العالم واعادة الاعتبار للخطاب الإسلامي المتشدد، على أمل أن يفضي الأمر إلى تدشين خلافة إسلامية بقيادتهم، وزعم أنّ إحدى دول الخليج تراجعت عن مساعدة القدس مالياً بدفع 500 مليون دولار لدعم القدس؛ حتّى لا يتمكّن الإخوان المسلمون من استغلال قضيّة الأقصى.
والأخبار تتحدّث أنّ نتنياهو قدّم نداء لحُكّام العرب بأنّ الإخوان خلف أحداث القدس فساعدونا، وأنّهم يُوظّفون أحداث القدس لإشعال العالم!

وكأنّ كل المقدسيين إخواناً مسلمين! وكأنّ اليهود وهم إخوان القردة والخنازير من يستحق الأرض! ويُخشى عليهم من وجود آخر يقضُّ مضاجعهم! فتتخذ قضيّة الإخوان ذريعة لعدم دعم المقادسة في وجه التهويد الصهيوني!وقِبالة ذلك تدعم بعض الأنظمة العربيّة بالمليارات والأسلحة لمواجهة فساد داعش، فيما لم تقم بدعم القدس في وجه التهويد وشراء منازل الفلسطينيين لتثبيتهم فيها؛ بل أدركت فلسطين أنّ كوباني التي لم يسمع بها أحد إلاّ قبل شهرين؛ كانت أكثر قيمة عند حُكّام العرب لتتحرّك لها ملياراتهم؛ فيما يحتل اليهود مدينة القدس منذ خمسين عاماً دون أدنى تحرّك!

· بعد هذه المخاطر: هل بقيت لنا جدليّة السؤال عن جديّة اليهود تجاه هدم الأقصى؟!
لقد استغلّ يهود وقت فورة الثورات العربيّة في الأعوام القليلة الماضية بانشغال الناس في تلك الثورات بقضاياهم الداخلية وتوجّه الأنظار إلى تلك البلاد؛ فقد قاموا بعمليات تمشيط لتخطيط بناء عدّة وحدات سكنية، وهدم عدّة مناطق أثريّة، والبناء على جمع من المناطق المقدسيّة، بمحاولة الأسرلة والتهويد لتلك المدينة وتفريغها من سكانها؛ فيما هم الآن أشدُّ عملاً لذلك بل يرونه واجب الوقت؛ إذ أنّ عدداً من هذه الثورات قد أُحبِطت أو سرقت وعُيّن حُكّام هم أشدّ سوءاً مِمّن سبقهم!

من المقولات التي انتشرت في العقود السابقة أنّ اليهود لا يصنعون الأحداث وإنّما يستغلُّون الأحداث؛ وهذه الكلمة لها قدر كبير من الصحّة خاصّة إن ضُبِطَت بكونهم يُحسنون صناعة الأحداث وقت مواتاة الأحداث لاستغلالها لصنعهم شيئاً يكون في صالحهم؛ ولقد وقف قديماً مؤسس الكيان الصهيوني ورئيس وزراء حكومة الاحتلال بن غوريون، وقال كلمة اشتهرت عنه:"لا قيمة لإسرائيل إذا لم نأخذ القدس، ولا قيمة للقدس إذا لم نأخذ الأقصى، ولا قيمة للأقصى إذا لم نقم ببناء الهيكل"!

إنّ يهود قد قاموابمراحل متدرجة لاحتلال فلسطين على مبدأ:(نريد بطئاً ولكن أكيد المفعول)، لهذا يستغلون الفرص المواتية، ويعقدون صفقات مع الأنظمة الغربيّة والعربيّة، مع قياسهم لمدى حالة الضعف التي تعيشها الأمّة؛فهم يُجيدون فنون التخطيط فقد خطّطوا لاحتلال فلسطين قبل أن يقوموا باحتلالها بستين سنة ومع مجيء السنة النهائيّة لقرب الاحتلال كان اليهود قد أحكموا القبضة وعقدوا الصفقة مع البريطانيين واحتلوا فلسطين.

إنّ منهجيّة التدرج البطيئ في تثبيت الاحتلال الصهيوني وطرد الوجود المقدسي هو الأخطر، وهو الذي سيٌمكّن لهم العمل في التهويد والسيطرة دون صخب أو ضجيج، مع استغلال القرارات الأمميّة فقد صدر قرار 181 وذلك في 29/11/1947م، ونصَّ على تدويل القدس، لتكون منطقة خاضعة لسيطرة دولية، تشرف عليها الأمم المتحدة، فرأها اليهود فرصتهم المواتية؛ ليعتقدوا أنّ التدويل ليس للفلسطييين وليست عاصمة لفلسطين؛ إنّما منطقة يحصل فيها التنازع، وهكذا جرى تقسيم القدس في عام 1948م إلى ثلاثة أقسام: قسم فلسطيني أردني، وقسم غربي، ومنطقة دولية.

ثمّ استغل اليهود انتصارهم في حرب 1967م، ووظفوه لغرض مصادرة القدس وتهويدها، فمنذ اليوم الأول بعد الحرب 1967م، لخص وزير الحرب الإسرائيلي موشيه دايان سياسة إسرائيل في القدس عندما قال: «ها قد عدنا إليك يا أورشليم»، لهذا يعتقدون أنّ القدس ليست مدينة في دولتهم المزعومة، بل إنّ دولتهم كلها مدينة في القدس!!

بعد ذلك أعلنت "إسرائيل" ضم مدينة "القدس الشرقية" إلى "القدس الغربية"، واعتبرتها مدينة موحدة في 28/6/1967م؛ وفي عام 5/8/1980م أعلنت "إسرائيل" أيضاً "أن القدس الموحدة هي عاصمتها الأبدية"، وأخذت بالعمل على تهويد "القدس الشرقية" ببطء وهدوء، وها هُم يهود يحاولون الآن جاهدين استثناء القدس من أي تسويات تنصُّ على إعادتها لما قبل عام 1967م، فلا يزال المتطرفون يواصلون جهودهم لمصادرة القدس، فقد نشرت صحيفة هارتس يوم 20/10/2013م، مسودة قانون جديد في الكنيست تقدم به يعقوب لتسمان من حزب يهودوت هاتوراه، ينص على منع التفاوض على تقسيم القدس في المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وهذا سيمنح اليهود الوقت لانتظار فرصتهم الحقيقيّة لفعل خطّتهم الإجرامية بهدم الأقصى وبناء الهيكل؛ لهذا نجزم بوهم من ظنّ أنّ اليهود يتحدّثون عن هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل فوقه؛ وأنّه ليس إلاّ مُجرّد كلام، واستهلاك الوقت، وأنّهم لو كانوا حريصين على ذلك لفعلوا ذلك منذ أن احتلّوا الأقصى، ويُفسّر ما يحدث أنّه عبارة عن تضخيم إعلامي؛ و مجرد اختبارات ومماحكات ومضايقات ويحشد بعض العبارات الدبلوماسيّة أو الرخوة للعدو اليهودي التي يقولونها في سياق الضغط العالمي الشعبي عليهم خاصّة إن كثرت المظاهرات والاعتصامات؛ فيخرج أحد قادتهم متحدثاً بتهدئة الوضع؛ مع شيء من الغمغمة في الكلام؛ وأنّهم مع حريّة العبادة، وعدم مضايقة أحد في ذلك...
لكنّ الحقيقة غير ذلك تماماً،ويبدو أنّ من اعتاد على كثرة الكلام والهذر، دون تطبيق فعلي في الميدان؛ يظنُّ أنّ الأعداء يفعلون الشيء مثله؛ وأنّه مجرّد كلام لن ينطبق على أرض الواقع..
إنّ حالة التفاؤل الساذج التي يتّسم بها بعض المسلمين، دون أن يكون تفاؤلاً قائماً على عمل مُخطّط لمقاومة العدو، وهي حالة ينتشي بها بعض الناس؛ إذ يرى مقابض اليهود تشتد خنقاً وتضييقاً على القدس وأهله؛ ولا يفعل شيئاً سوى أن يقول: (المستقبل لهذا الدين) أو (نحن على أبواب سقوط دولة يهود) وحين تتحدث الأخبار عن خطط يهود مرّة بعد أخرى على تهويد القدس، أو نيّتهم لهدمه؛ ينتضي قائماً قائلاً: (للبيت ربُّ يحميه) وأنّ المسجد الأقصى يستحيل أن يُهدم، ويحتج بأحاديث ضعيفة و غير صريحة كذلك في عدم هدمه؛ وقٌصارى ما في الأمر أن يُوهم نفسه أنّه إن هُدّ المسجد الأقصى فسيكون وسيكون؛ وستحصل الواقعة الماحقة الكبرى لليهود!
إنّ من المؤلم حقاً إذ نقرأ ونسمع من أفواه من عاش ذلك الوقت وأنّه عقب حرق المسجد الأقصى في الحادي والعشرين من آب/ أغسطس عام 1969، لم يتحرّك المسلمون إلاّ بالضجيج والشعارات فحسب؛ وكانت ليلة حريق الأقصى عند "غولدا مائير" – رئيس وزراء حكومة الاحتلال - بمثابة ليلة رعب حتّى أنّها أخبرت عن نفسها أنّها لم تنم وكانت تتخيل:"كيف أن العرب سيدخلون (إسرائيل) أفواجاً من كل حدب وصوب" لكنها اطمأنت في الصباح التالي، إذ إنه لم يحدث شيء، وحينها قالت "أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء، فهذه أمة نائمة"!
شاهد القول أنّ المخطط اليهودي يقوم بالتحرك خطوة خطوة، وما بين كل خطوة وأخرى يقوم بحس اختباري جديد لأمّة الإسلام؛ وفي هذا يقول البيولوجي الأمريكي (جيمس جاننغ) قبل أكثر من ربع قرن:"كثير من الصهاينة الإسرائيليين يفضًلون المضي في المخطط خطوة..خطوة. فإذا لم ينسفوا المسجد الأقصى فإنّهم يتمنون أن ينظر إليهم كمعتدلين...إنّ بعض قادة إسرائيل يختبرون الأجواء السياسية لبناء الهيكل إلى جانب المسجد. فإذا حققوا ذلك، فإنهم قد يعمدون لاحقاً إلى إزالة الحرم الشريف. إنها لعبة القوة السياسية"[1].
وما قاله البيلوجي الأمريكي من قبلُ عينُ الحقيقة؛ فالدكتور زيرخ فرهافتك- وزير الأديان الصهيوني سنة1967م- يصرّح أمام مؤتمر -عقدوه لدراسة وضع الهيكل- حضره المئات من حاخامات يهود العالم فيقول: "لا يشك أحد أنً الهدف النهائي لنا هو بناء الهيكل. ولكنّ الوقت لم يحن بعد، وعندما يأتي الوقت فلابد من أن يحدث زلزال يهدم المسجد الأقصى ثمّ يتم بناء الهيكل على أنقاضه"[2].
ولستُ في صدد جمع المقولات الكثيرة التي يرطن بها المحتل الصهيوني في حُلمه الذي يسعى لتحقيقه على أرض الواقع لهدم الأقصى وبناء الهيكل فوقه، لكنّهم يقومون حالياً بأشياء خطيرة مؤثّرة في الوعي الشعبوي الصهيوني؛ ففي عام2001م عُرض فلم سنمائي يطرح إمكانية تفجير المسجد الأقصى،وقام ببطولته"آسي دايان"ابن اليهودي"موشيه دايان"الذي خاض حربي 1948م و1967م! ولم يقف الأمر عند ذلك بل أعدّت وزارة خارجية الاحتلال الصهيوني فيديو يظهر فيه نائب وزير الخارجية وهو يسوّق لهدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة،وإقامة الهيكل المزعوم مكانه!!
إنّهم حالياً يسعون سعياً حثيثاً ويقومون قياماً هميماً بصناعة التّكتلات والمنظّمات للسعي لذلك؛ فهنالك أكثر من 23 جماعة دينيَّة وعلمانيَّة صهيونيَّة، مرجعيتها الإيمان بمعتقدات الأساطير التلموديَّة الصهيونيَّة (الكاذبة) تؤمن ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، حتّى أنّهم يستغلُّون القنوات الإعلامية في عدد من الدول الغربيّة لتحريف المفاهيم والتأثير النفسي على أحقيّة يهود ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى؛ ولقد عرض التلفاز الدينماركي فلماً أنتجته قناة bbc؛ وفيه روايات كاذبة أنّ المسجد الأقصى بُني بأحجار الهيكل المزعوم.
لهذا تقوم هذه الجماعات ببثِّ الخطط المناسبة لهدْمِه أو قصْفه، أو إثارة زلازل أرضيَّة مصْطنعة تحته أو حرْقه أو نسْفه، على اختلاف بينهم في الطُّرق والأساليب لهدْمِه، ولكنَّ المقصد الواحد وهو تغْييب وجود هذا المسجد الشريف، أضف إلى ذلك أنَّ هنالك تسع منظَّمات من الجماعات اليهوديَّة الصهيونية الغربيَّة في الخارج مهمَّتها مساندة ومساعدة المنظمات في داخل القدس لتحقيق الهدف من هدم الأقصى!

---------------------------------------------
ينظر الجزء الأول من السلسلة بعنوان: سياسة اليهود في التأمر على الأقصى
ينظر الجزء الثاني من السلسلة بعنوان: التهويد الديني والثقافي في القدس
ينظر الجزء الثالث من السلسلة بعنوان: التهويد السُّكاني الديموغرافي في القدس
ينظر الجزء الرابع من السلسلة بعنوان: التهويد العمراني في القدس
ينظر الجزء الخامس من السلسلة بعنوان: محابة الهوية المسلمة في القدس

--------------------------------------
[1] النبوءة والسياسة: غريس غالسل – دار هايل للطباعة، الخرطوم، الطبعة الأولى 1989م ص110.
[2] كراس مسابقة القدس في خطر- إصدار جمعية الأقصى لرعاية المقدسات الإسلامية –أم الفحم- ص26-27.

-----------------------------------
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59