عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 04-15-2018, 07:09 AM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل السادس عشر
يوميات ملتزمة مستجدة


من يحبك سيشدك شداً نحو طريق الله ،حتى تتمزق أوتارك ،فمع صحبتك الصالحة ،هذا يشد من أزرك وذاك يساندك إن باغتك السقوط ،صحبتك نارك او جنتك ،فاختر لنفسك صاحبا معيناً عله يوم القيامة يسأل عنك "الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين".

اتخذت مريم طريقها نحو جامعتها، متخذة غض البصر سلاحها والاستغفار رفيقها، حتى وصلت الى المدرج وقد كان ماكان مثل كل يوم ثم استأذنت رفيقاتها لتحضر شيئاً من المطعم إذا بمنى تناديها وبمنتهى السخرية:شيخة مريم.
انتبهت لها هى وهدى وبحنق لم تستطع أن تخفيه ابتسامتها المصطنعة:أزيكم يابنات عاملين ايه؟
قاطعت منى هدى التى همت بالرد عليها:مقولتليش وصلتى لفين انتى و ال. ههههههه الأخوة.
بحدة شديدة ردت مريم:اخوة ايه ووصلت لايه، وضحى كلامك ياهدى.
هدى بهمس مستفز لها:ايه ده يا مريم هتنكرى، اومال خومار ايه ال لابساه وعاملالى شيخة وكل حبة فى الجامع، ما مؤكد بقيتى تبع الاخوة والاخوات، وأكيد فيه نشاطات، الا انتى شغالة فى ايه دلوقت؟
زفرت مريم بضيق ،ثم تمتمت بالاستغفار، وبهدوء تام ردت:بصى يا هدى انا لافايقة ليكى ولا كلامك انا ماشية علشان ورايا محاضرة.
آوقفتها هدى بهزة من يدها:جرى ايه هو انا مش بكلمك، متسبنيش وتمشى اومال عاملالى فيها شيخة ازاى ولا انتى نسيتى اصلك يااختى؟
وعلى صوتها المرتفع تجمع عدد من الطلبة بالقرب منهم، فحاولت هدى تهدئة الموقف فهمست لها:جرى ايه يا منى انتى بتتكلمى كده ليه الطلبة جات على صوتك.
تابعت هى بصوت مرتفع:ليه وانا بتكلم غلط ولا ايه ولا هى هتنسى ماضيها.
لم تتمالك مريم أعصابها:انتى مجنونة يابنتى ايه ال انتى بتقوليه ده؟
منى بحقد دفين:مجنونة ال بذكرك بماضيكى ده احنا حتى دفنينه سوا يا يا ...شيخة مريم ههههههه.
على تلك الكلمة غشيت عيناها بعض الدموع التى جاهدت فى إخفائها: شكرا جدا يا هدى شكرا جدا ياصحبتى على الكلام الجميل ده.
ثم تركتهم وغادرت الجامعة بأكملها.
هدى: أنتى ازاى كده حرام عليكى يعنى انتى ممكن ف اليوم من الايام تعملى فيا كده مش عارفة اقولك ايه بجد سلام يامنى.
..............................
عادت إلى البيت لاتستطيع أن ترى أمامها من كثرة تجمع الدموع فى مقلتيها ، دخلت غرفتها ثم انفجرت فى بكاء حاد.
قلقت سارة عليها عندما تأخرت وهاتفتها اكثر من كرة لكنها لم ترد، حتى لم تظهر باقى اليوم.
وعندما عادت للبيت أعادت الإتصال بها، لكن لم تكن النتيجة أفضل من ذى قبل.
لزمت غرفتها طوال اليوم ، كلماتها هذه أنهكتها حد التأثر ، لم تذهب اليوم التالى إلى الجامعة مما أقلق سارة وبقية رفيقاتها ،فقررت الذهاب إليها بعد محاضرات اليوم ،بعدما هاتفت نور وعلمت منها عنوان منزلهم.
...........................
سارةبقلق: ايه يا روما انا بقالى كتير قاعدة معاكى من غير ما تقوليلى كلمة واحة ثم ملست على رأسها بحنان:مالك ياحبيبتى فيكى ايه طاب حد ضايقك؟
التفت لها مريم بدموع غزيرة:هو الناس مش بتسامح ليه وتتسى ده ربنا بيغفر وينسى.
سارة:علشان ده ربنا يا حبيبتى اعظم وأجل وأكرم، لكن هما ناس .
مريم ببكاء:بس أنا تعبت ،كلامهم بيوجع اوى ،تعبت من كتر ما بخلى اعصابى باردة وانا من جوه بغلى، تعبت من كتركلامهم ال بيأذى لدرجة تخلى الواحد يطفش، استحملت كتير اوى وشلت تريقتهم فى قلبى لغاية مبقتش قادره استحمل، هم ليه مبيرحموش ليه مش كل واحد فى حاله، مزهقوش من كتر الكلام، تخيلى صاحبتى ال عاشت معايا أطول منكم بتقول هتنيى ماضيكى، اااااااه يا سارة انا تعبت، تعبت اوى.
شدتها سارة لحضنها حتى أشبعت رغبتها بالبكاء ثم مررت يدها على شعيراتها:"ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين"
"واصبر على مايقولون واهجرهم هجراً جميلا"
ربنا اعلم بأن فيه فئة بتأذى فئة أخرى، الافضل ليكى تهجريهم هجرا جميلا، لامنك سبتيهم خالص وخاصمتيهم ولامنك ماشية معاهم وكلامهم بيأذيكى، وخليكى قوية مش من كلمتين تتهزى، افتكرى حبيبك النبى محمد(صلى الله عليه وسلم) ازاى المشركين كانوا بيأذوه قولا وفعلا، لكن حبيبى رسول الله استحمل كتير وهاجر من بلده، افتكرى ان الدنيا فانية ومش دايمة لحد وفى جنة وفى نار يعنى مش مستاهلة نضايق من حد، نضفى قلبك من انك تشيلى منهم وربنا هيكرمك من فضله ويجزيكى خير، واعرفى ان لازم يكون فيه بلاء من ربنا، وحطى فى نيتك الصبر على البلاء، وحطى الكلمتين دول قدام عينيكى طوبى للغرباء، طوبى للغرباء تهون عليكى كل صعب.
ثم استطردت بمزاح:ولا انتى ايه رأيك ياذات العيون البنية.
ابتسمت مريم:ربنا يحفظك ليا دومتى سندى بكلامك البلسم ده.
سارة بمزاح:دومتى ولا فيتا. ههههههههاى كم انا ظريفة.
مريم وقد تبدلت حالتها:لا ظريفة و لطيفة فعلا، يلا الله يكون فى عونه.
سارة بفخر وتكبر مصطنع:يابنتى ده هياخد حتة سكر.
مريم وهى تهز رأسها:لأ من ناحية سكر فأنتى سكر فعلا حتى هتوفريله سكر التموين.هههههههه.
سارة بغيظ:يلا يا باردة.
ثم تابعت بتذكر : من حقا الواد حذيفة بيسلم عليكى بيقولى ،ثارة ثارة ثلميلى على تانت العثولة ال اعطتنى الثوكولاته.
مريم:هههههههه ده هو ال عسولة.
دخلت نور على صوت ضحكاتهم حاملة أكواب من العصير فرفعت حاجبها الأيمن فى تعجب:ده كنت لسه نازلة اشتريلك بكرتين مناديل تكملى بيهم عياط.
ثم التفتت لسارة:ايه ياسارة عملتها ايه؟
سارة بعدما وضعت قدماً فوق قدم:يا بنتى ده انا سارة.
نور بمزاح:ال هو زى برسيل كده مع سارة مفيش مستحيل.
سارة:يييييييييي وحشة وحشة.
مريم:هههههههههههه.
...........................
جلست سارة مع مريم ونور ثم استأذنت للإنصراف ، أوصلتها مريم ونور ناحية باب المنزل، وإذا بهم يتفاجئان بمن هبط فجأة على رؤوسهن مفتعلاً ثورة صاخبة من السعادة والفرحة:نووووووور ،روووووووما.
والتفت لمن نظرت فى الأرض خجلاً، ليشهق فى صدمة ثم يتراجع فى خجل:أنا آسف والله مكنتش أعرف ان حد موجود.
همست نور بأذنه:بتحط نفسك فى مواقف بايخة.
حاولت مريم إضفاء بعض المرح لمداركة هذا الموقف السخيالموقف السخيف:لأ عادى يا عومنا مفيش حاجة.
ثم سارت بجوار سارة حتى انصرفت الأخرى لتعود مرة ثانية لتجد أخيها يظهر الضيق على وجهه فجلست بجواره:عادى يا عم محصلش حاجة.
محمود بضيق:ده أنا شكلى كان وحش قوى، الناس دلوقت تقول عليا ايه؟

مريم:هههههههه ناس مين يا حاج ، انت مكبر الموضوع كده ليه.
نور:بصراحة ياحودة شكلك كان ووووووحش ههههههه.
لكزها محمود:ده انتى عيلة باردة.
مريم وهى تغمز بعينيها:بس ايه ياعم الفرحة ال كانت بتنط من عينك دى.
محمود وقد تذكر سبب فرحته:يااااااه الحمد لله، لاقيت البنت ال هتقدملها، فاكرة ال كلمتلك عنها.
مريم بسعادة:الله مباااااارك يا حودة.
نور:ايه ضاه محمود هيخطب لولولولولوى عقبال كل السناجل يارب.
مريم:ههههه البت اتهبلت.ف:لأ

يتبع
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59