عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 04-19-2018, 07:32 AM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل التاسع عشر
يوميات ملتزمة مستجدة

اختر نصفك التانى بدقة شديدة، اطمئن له جيداً، تأنى فى اختياره، فهو سيعيش معك طوال حياتك بعيوبه قبل مميزاته.
مريم باستغراب:موضوع ايه؟
جلست الأم بجوراها وبهدوء تام تحدثت:فى عريس متقدملك.
مريم بتوتر :ع ع عريس ايه؟
نظرت الأم لعينيها محاولة أن تستشف تأثير الإجابة عليها:مصطفى، مصطفى ابن خالتك.
انتفضت مريم واقفة:ايه مصطفى،طاب ازاى.
نظرت الأم نحوها:زى الناس يا حبيبتى خالتك جيت كلمتنى، وبعدين انتى وقفتى كده ليه اقعدى.
ظلت واقفة مكانها حتى شدتها أمها لتجاورها،ثم ملست على رأسها بحنان:ها يا روما قولتى ايه؟
لاتعلم لما اعتراها الخجل فالموضوع مخجل بالطبع فلم تستطع الرد.
ابتسمت أمها لخجلها:ايه يا روما مالك اتكسفتى كده ليه؟
بخجل شديد ردت مريم:مكسوفة ايه يا ماما بس انا بس مش عارفة اقول ايه؟
ضحكت الأم:ههههههههه ماشى ياست ال مش مكسوفة.
ثم استطردت سائلة:رأيك ايه بقا؟
غزت وجنتى مريم حمرة خفيفة فردت بتوتر بالغ: ما ما ماهو.....أصل ..يعنى... الموضوع ع ع. ثم تنهدت بحيرة:مش عارفة.
بحنو أموى تحدثت:طاب براحة فكرى وادرسى الموضوع واعرفى ان احنا مش هنجبرك على حاجة، بس انا اتمنى أنك توافقى عليه، مصطفى ابن خالتك وعارفينه وهو هيشيلك فى عينه.
ثم أردفت وهى تدير مقبض الباب استعداداً للمغادرة:ده غير انه بيحبك.
غادرت وتركتها فى حيرة وصدمة"بيحبنى ، بيحبنى ازاى يعنى، يا نهارى يا جدعان " ثم ضربت رأسها"ايه ده انا مش فاهمة حاجة ياربى على القلق والحيرة، اوووووووف"
أوشكت مريم على البكاء، تذكرت سارة فحدثتها ثانية
مريم:سااااااااااارة الحقينى.
سارة:ايه يا بنتى خضيتينى مالك؟
مريم:فيه عريس متقدملى، والمصيبة انه ابن خالتى.
سارة:ههههههه طاب اهدى حبة .
مريم:اهدى ايه بس انا مش عارفة اعمل ايه.
سارة:طاب نفكر براحة انتى معترضة ع موضوع الخطوبة دلوقتى.
مريم:لأ عادى احنا فى آخر سنة فعادى يعنى الخطوبة.
سارة:تمام، ابن خالتك بقا متقبلاه ولا كارهاه.
مريم:مش فاهمة متقبلاه ازاى يعنى.
سارة:يعنى مثلا علاقتك بيه كويسة عادى يعنى مش مثلا بتضايقى من وجوده، يعنى فى النهاية متقبلاه، فاهمانى ولا لأ.
مريم:عادى يعنى، قبل اما التزم كنت بعامله عادى .
سارة:تمام كده، انتى بقا مواصفات الزوج التى تتمنيه ايه؟
مريم:يكون قريب من ربنا، بيصلى فى المواعيد، وياسلام بقا لوحافظ القرآن او ع الاقل عايز يحفظ، واوبا لوصوته جميل فى القرآن يااااااه والإنشاد كمان، يكون همه الاول والاخير رضا ربنا،ويخاف ربنا اكتر من الناس ، لايخاف فى الحق لومة لائم، يغض بصره، ملتزم بكثير من الطاعات، وياسلام لو رومانسى بقا،يعملى فرح اسلامى ،ويلتزم بضوابط الخطوبة كلها كلها، يكون حونين ومش قاسى وغشيم و...
سارة:معذرة على المقاطعة يا مريم انا لوسبتك تكملى مش هنخلص.
مريم:هههههههه انتى بتقولى فيها، انا فعلا لسه فيه مواصفات وكلام كتير عنه.
سارة:لأ كفايه كده نرجع لمرجوعنا،ابن خالتك بقا فيه مواصفات من دى، او على الاقل ملتزم.
مريم:صراحة لأ، بدليل أنه اخر زيارة لجدى كان عايز يسلم عليا ويتكلم معايا عادى.
سارة:ولا عنده استعداد انه يلتزم.
مريم:وانا اعرف منين.
سارة:خلاص انتى تصلى الاستخارة وتمشى فى الموضوع وتعملى رؤية شرعيه، ومن خلالها هتعرفى اذا كان مستعد ولا لأ.
مريم:مش عارفة بقا. طاب افرض بقا مش عنده استعداد، ده غير انى عايزة حد اعلى منى علشان يشدنى مش يكون اقل واضعف معاه، انا لسه فى البداية.
سارة:احنا كلنا محتاجين ال يساعدنا وده بتبقى وظيفة الصحبة او الزوج، احنا هنديله فرصة علشان منظلمهوش، رغم انى مش بفضل انك تاخدى حد مش ملتزم،بس عسى انه يقرب من ربنا وتكونى انتى احد الاسباب، شوفى كميه الحسنات بقا.
مريم:مش عارفة الموضوع محير جدا.
سارة:ادعى ربنا انه يهديكى للقرار الصحيح وييسر لك امورك، وان شاء الله خير.
مريم:طاب وضحيلى بقا صلاة الاستخارة.
مريم:الاستخارة: ان تصلى ركعتين دون الفريضة وبعدها تحمدى الله وتصلى على النبى ثم تقولى الدعاء ده"اللهم إنى استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من علمك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا اعلم وأنت علام الغيوب اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر( ) خير لى فى دينى ومعاشى وعاقبة أمرى فاقدره لى ويسره لى ثم بارك لى فيه اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ( )شر لى فى دينى ومعاشى وعاقبة أمرى فاصرفه عنى واصرفنى عنه واقدر لى الخير حيث كان ثم ارضنى به"
ثم تسيرى فى الأمر ال انت بتستخيرى ربك فيه لو فيه تيسير يبقى تمام، ولو مش من نصيبك هتلاقى فيه عوائق، لكن حكاية انك تحلمى مش حقيقة.
مريم:تمام تمام.
سارة:صلى بقا قبل ماتنامى وان شاء الله ربنا هييسرلك الاحوال.
مريم:اللهم آمين يارب.
أنهت حوارها مع سارة ثم صلت الاستخارة، وقرأت اذكار ماقبل النوم ، ونامت بعد أن تيقنت أن اختيار الله سيكون الأصلح لها.
.....................................
فى اليوم التالى حدثها أبيها بشأن الخطبة ثانية، وطلب منها أن لاتدخل أمر القرابة فى الموافقة أو الرفض، فلابد أن يكون قرارها نابع من داخلها، وفعلا ً أراحها هذا الحديث كثيراً، فهى كانت خائفة إن رفضت أن تتأثر العلاقة بخالتها.
صلت استخارة كثيراً ثم مر أكثر من ثلاثة أيام، وعندما سألها أبيها عن رأيها، أعلنت عن رغبتها فى الحديث مع مصطفى أولا ً فى رؤية شرعية ثم بعدها ستقرر.
وقد كان لها ما أرادت، حيث بعد يومين كان مصطفى يقبع فى صالة بيتهم مع والدها، بينما هى فى غرفتها تراجع الأسئلة التى أعدتها له للمرة التى لاتعرف عددها، غاية فى التوتر والخجل والحياء والخوف والجبن والحيرة،مشاعر كثيرة تغزوها لاتعرف ماذا تحدد حالتها الآن؟
.............................
دخل محمود غرفتها ليجدها ممسكة بوريقة صغيرة بيدها تقرأ منها ،ثم تخفيها لتقرأها ثانية معتمدة على الذاكرة التى التقطت ماقرأته، وكأنها تذاكر ثم تتأكد من إيجادتها من الحفظ.
محمود بتعجب:ايه يا روما انتى ليه محسسانى انك داخلة امتحان ماتهدى حبة.
مريم بزفرة مليئة بالخوف والتوتر:اوووووووووف ياربى، استغفر
مريم بزفرة مليئة بالخوف والتوتر:اوووووووووف ياربى، استغفر الله، استغفر الله، ما أنت مش حاسس بيا.
ثم صاحت به:وبعدين إنت ايه ال جابك غرفتى اطلع بره وسيبنى فى حالى.
محمود رافعاً أحد حاجبيه:ياسلام، يلا يااختى مصطفى قاعد بره بقاله نص ساعة مينفعش ده كله يفضل قاعد.
ارتعشت مريم من كثرة التوتر والخجل وقالت وقد أوشكت على البكاء:أنا خايفة اووووووى.
اقترب منها محمود ثم ضمها لصدرها مربتاً على ظهرها تربيتات عده علها تهدأ قليلاً:اهدى يا رورو حبة، انتى هتفضلى قاعدة عادى وهو مش اول مره يجى عندنا وتقعدى معاه.
خرجت مريم من حضنه وقد هدأت قليلا ً بعد فعلته تلك:بس المرة دى مش جاى كابن خالة، لأ ده جاى كعريس، الموضوع كله مربك اصلا.
محمود:انتى بس حاولى تسيطرى على نفسك، اقعدى عادى وحاولى تبقى واثقة من نفسك، واساليه فى كل ال نفسك فيه، وبصيله كتير.
مريم بخجل:اومال فين غض البصر ياعم؟
محمود:عادى يا حبيبتى يجوز فى الرؤية الشرعية، إن الخاطب ينظر للمخطوبة حتى يرتضيها، وكذلك نفس الشئ للمخطوبة.
مريم:حاضر خلاص، بس بالله عليك خليك قاعد معايا.
محمود:لأ ان هبقا قريب منكوا بس،علشان تاخدى راحتك فى الكلام ومتتكسفيش منى الموضوع مش محتاج ربكة.
فى تلك الحين دخلت نور مصفقة بيدها بصوت لايصل إلا لهما:بسم الله الرحمن الرحيم وهنبدأ الليلة، ترارارارارار تراراراارار، عريسنا الزين كحيل العين وعروسته حلوة وجميلة ترارارارارا ترارارارارا.
محمود:هههههههههههههههههه.
مريم وهى تكز على أسنانها:يلا يا رزلة.
نور:ههههههه الله يسامحك، ده أنا حتى فرحنالك يا اوختى يا حبيبتى.
وهمت أن تصدر (زغرودة) حتى أوقفها محمود واضعاً يده على فمها:بس هتفضحينا، الراجل يقول علينا مصدقنا.
نور:هههههههه ياعم بقولك فرحانة فرحانة فرحااااااانة، اغنيها.
مريم بغضب خفيف:لأ يا اختى كفاية عليا الاغنية ال اتحفتينى بيها وانتى داخلة.
همت أن ترد عليها لولا دخول أمهم التى تحدثت لمريم:يلا يا مريم علش..... ثم شهقت واضعة يدها على صدرها حينما انتبهت لهيئة مريم:ايه ده يا مريم ال انتى لابساه ده، بذمتك فيه واحدة تخرج لحد متقدملها كده.
رد محمود هو:ماله يا ماما لبسها ماهى بتخرج بكده ع طول.
الأم:بس مينفعش تخرج كده.
ثم التفتت لمريم:غيرى هدومك دى، البسى طرحة وحطى اى حاجة على وشك هطفشيه.
كتمت مريم غيظها وحاولت أن تبدو طبيعية:مينفعش يا ماما ده لبسى ال بلبسه،ومش هاجى اغيره علشان عريس او غيره، ثم إن مصطفى عارف انى بلبس كده وهو جاى على اساس كده، ان مكنتش عاجباه، هيلاقى الف واحدة بتلبس شيك وبتحط مكياج.
ردت أمها بحنق:دايما ردودك جاهزة كده، طاب يلا مينفعش يفضل كتير مستنى سيادتك.
عادت مريم للتوتر ثانية:ح ح ح حاضر.

يتبع
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59