عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-27-2012, 01:43 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي مظاهر واتجاهات التغير الاجتماعي وبعض المتغيرات المرتبطة بها في المجتمعات الحضرية بالمملكة العربية ا


مظاهر واتجاهات التغير الاجتماعي وبعض المتغيرات المرتبطة بها في المجتمعات الحضرية بالمملكة العربية السعودية


لتحميل الدراسة اضغط هنا




مظاهر واتجاهات التغير الاجتماعي وبعض المتغيرات المرتبطة بها في ...


/////////////////



إسماعيل خليل كتبخانة د. محمد عثمان الأمين نوري
أستاذ علم الاجتماع أستاذ مشارك بقسم الاجتماع
بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية
جامعة الملك عبدالعزيز جامعة الملك عبدالعزيز
مركز النشر العلمي
جامعة الملك عبدالعزيز
جــــدة
بسم الله الرحمن الرحيم

المحتويات
الموضوع
الصفحة
تقديم .................................................. ............
شكر وتقدير .................................................. ...
المستخلص باللغة العربية ..........................................
4
مقدمة .................................................. ...........
6
موضوع الدراسة ..................................................
* التصور النظري لمفهومات وفروض الدراسة ..................
أول : التصور النظري لمفهومات الدراسة ....................
ثانياً : فروض الدراسة ............................................
- المرتكزات النظرية لأهم المتغيرات المستقلة .............
* الإجراءات المنهجية .................................
- نوع الدراسة ومنهج البحث .................................
- مجتمع الدراسة والعينة ................................
- أداة جمع البيانات ....................................
- صدق المقياس ......................................
- ثبات المقياس .............................................
- جمع البيانات ...........................................
- معالجة البيانات بعد جمعها .........................
- تحليل البيانات ......................................
735
· الفعالية ...........................................
· الفعالية كمتغير تابع .........................
· الفعالية كمتغير مستقل ..........................
· الطموح التعليمي .................................
· الطموح المهني ...............................
· المشاركة ...................................
· استخدام وسائل الاتصال الجماهيري ...........
· الشعور بالوطنية .....................
· الالتزام بالعشيرة ................................
· حجم الأسرة ...........................
· النتائج النهائية .........................................
أولاً : الفعالية ......................................
ثانياً : الالتزام بالعشيرة .......................
ثالثاً : الطموح التعليمي .................................
رابعاً : الطموح المهني ..........................
خامساً : المشاركة ...................................
سادساً : استخدام وسائل الإعلام الحديثة ................
سابعاً : الوطنية والمواطنة ..............................
ثامناً : حجم الأسرة .....................................
المراجع : .................................................. ..
- المراجع العربية ........................................
- المراجع الإنجليزية ...................................

الملاحق : ............................................


المستخلص باللغة الإنجليزية .....................................


مستخلص
هدف هذه الدراسة هو قياس مستوى التغير الاجتماعي الذي تشهده المجتمعات الحضرية والعوامل المرتبطة . وقد استخدم البحث منهج المسح الاجتماعي لدراسة بعض المجتمعات الحضرية في المجتمع السعودي للنظر في مستوى فعالية الحضريين وتوجهاتهم نحو الالتزام بالعشيرة وطموحهم المهني ومدى استعدادهم للمشاركة في الأنشطة العامة ، ومستوى استخدامهم للوسائط الإعلامية ، وشعورهم بالولاء للوطن والوطنية ، وطبيعة قناعاتهم بالحجم الأمثل للأسرة.
أما فيما يتعلق بالفعالية فقد توصلت الدراسة إلى أن معظم الحضريين موقنون بأن السمو والرفعة قرين القدرات الفردية والمثابرة، وأن مستوى فاعليتهم يتأثر إيجابيا بالمستوى التعليمي والتعرض لوسائل الإعلام وسلبيا بالعمر. كما توصلت الدراسة إلى أن المظاهر الغالبة في الالتزام بالعشيرة تتمثل في محاباة الأقارب في الاختيار للوظائف والحرص على مجاورتهم في المسكن؛ وأنها ترتبط طرديا بالمفاخرة بخلفية الجذور القبلية وبالعمر، وسلبيا بمستوى الذهنية التمدنية والمستوى التعليمي والفعالية والتعرض لوسائل الإعلام ، ولخبرات جديدة وحجم المدينة. كما كشفت الدراسة أن الأعلى تمدنا ذهنيا والأكثر تعرضا لوسائل الإعلام ولخبرات جديدة والأعلى تعليما وفعالية ومهنة كانوا الأكثر تفضيلاً للمهن الحرفية ذات المردود المادي الأعلى ، والمكانة الاجتماعية الأدنى على المهن الإدارية والمكتبية ذات المردود المالي الأدنى والمكانة الاجتماعية الأعلى. كما كشفت الدراسة عن ضعف واضح في مشاركة الحضريين في الأنشطة العامة، وأن المشاركة ترتبط إيجابيا بالذهنية التمدنية والمستوى التعليمي والتعرض لوسائل الإعلام، وسلبيا بالعمر.كما كشفت الدراسة عن تدن نسبي في استخدام الوسائط الإعلامية العالمية؛ وان استخدامها يرتبط إيجابيا بمستوى الذهنية التمدنية والمستوى التعليمي وحجم المدينة ودرجة الفعالية، وسلبيا بالعمر. كما توصلت الدراسة إلى أن الشعور بالوطنية يرتبط إيجابيا بدرجة الذهنية التمدنية والمستوى التعليمي وحجم المدينة ومستوى استخدام وسائل الإعلام ومستوى الفعالية وسلبيا بالحرص على محاباة الأقارب في الاختيار للوظائف ومجاورتهم سكنيا. كما كشفت الدراسة عن مطامح الكثيرين لذرية كثيرة؛ وان سلوكهم الإنجابي يرتبط إيجابيا بالعمر وسلبياً بالذهنية التمدنية والمستوى التعليمي، وحجم المدينة ، ومستوى استخدام وسائل الإعلام ، والفعالية.
















ABSTRACT : The aim of this study is to assess the degree of social change urban communities have experienced, as well as the variables associated with that change. Using social survey method, the study focuses on some Saudi Arabian urban communities to asses urbanites' efficacies, their attitudes towards kinship obligations, occupational aspirations, the extent of their readiness to participate in public activities, their use of mass media, loyalty to citizenship and their ideal family size.
With respect to their efficacy, it is found that most urbanites believe that high status is reached through individual ability and effort; and that efficacy is positively influenced by the level of education , exposure to mass media; and negatively related to age. Moreover, It is found that strong ties with kin has been greatly manifested in favoring relatives in job selection and in clinging to reside close to them; and that it is positively associated with age and with being highly proud of tribal roots; and negatively related to modernity, educational level, efficacy, exposure to mass media, and city size. The study disclosed that those highly modernized, more exposed to mass media and to new experiences, highly efficient and employed in prestigious jobs prefer low prestigious high income vocational jobs to high prestigious but low income clerical and administrative jobs. The study revealed that urbanites' participation in public activities is very week; and that it is positively associated with modernity, educational level, city size and the use of mass media; and inversely to age. Furthermore, the study showed a relatively low use of international mass media , the use of which is positively related to the degree of modernity, level of education, city size, the degree of efficacy but negatively related to age. Besides, the study reveals that loyalty to citizenship relates positively to the degree of modernity, educational level, city size, level of the use of mass media and the degree of efficacy; but inversely related to favoring relatives in job selection and clinging to keep residence close to kinship. In addition, the study found that most urbanites aspire for having many children; and that their reproduction behavior is positively associated with age and inversely related to modernity, city size, use of mass media and efficacy.

















مقدمة
أهداف الدراسة وأهميتها
يرمي هذا البحث إلى جعل بؤرة اهتمام الباحثين في الدراسات التنموية تتجه صوب الفرد العادي The common man عوضا عن النخبة Elites. منذ زمن بعيد هيمن المنظور الاقتصادي البحت على الدراسات التنموية في الدول الأقل نمواً حيث جعل جل الاهتمام يوظّف في مناحي رفع مستوى الناتج القومي Growth national product (GNP) وانزوى الاهتمام بالجوانب الأخرى.
لقد أدركت معظم الدول النامية اليوم القيمة الكبرى لبناء المؤسسات كمتطلبات لا غني عنها لترسيخ التنمية المستدامة ، ولا ينتقص هذا من أهمية عملية بناء أفراد المجتمع الذي يمثل الجانب الأكثر أهمية في عملية التنمية، ومن ثم لا يمكن تصور اجتياز الدول النامية الصعوبات المختلفة إلى عالم العصرية والتمدن إلا إذا غدا أفرادها متمدنين . وهذا من شأنه أن يرمي بظلاله على إمكانية توافر قطاعات اقتصادية منتجة حقا أو بناء مؤسسات إدارية أو سياسية أو اقتصادية ذات فعالية ما لم تكن البنية البشرية لهذه المؤسسات ممن يتمتعون بتأهيل معقول من التمدن.
لن تثمر جهود الدول في عملية التغيير إلا إذا تغيرت قناعات مواطنيها ليغدوا مواكبين لخطوات التغيير ، فالدولة العصرية في حاجة ماسة لمواطنين يشاركون بفعالية في شؤون المجتمع الكلي العامة ؛ يقيّمون الأشياء بمعايير موضوعية عامة ، خاضعين لسلطان المجتمع الكبير، غير منزوين ، ولا منعزلين في محيط مجتمعاتهم وجماعاتهم العشائرية.
لا ترجع الصعوبات التي تعاني منها الدول النامية - في الأساس - إلى عجزها عن استيراد وإدخال التقنية الحديثة في قطاعاتها المختلفة . (فهذه التقنيات يمكن ***ها إلى هذه الدول ولكن لاضمان لنجاحها) . فالآليات والأجهزة الحديثة إضافة للنظم الاقتصادية والإدارية والتعليمية والفنية والثقافية الحديثة بل والجامعات الأجنبية - كفروع لجامعاتها الأم - يمكن استيرادها من دول العالم المتقدمة صناعيا وغرسها في الدول النامية بصورة مماثلة للأصل ، ولكن لا ضمان لنجاحها إذا كان النمط الثقافي ونمط الشخصية السائدان في هذه الدولة غير متوائمين مع هذه المستحدثات .
وإذا أخذنا بمضمون المصطلح الاقتصادي في تعريف النمو الاقتصادي والتمدن الذي يتمثل في معدل مساهمة الفرد في الناتــج القومي Gross National Product per capital فإن المعدل المنشود إذا تم تحقيقه في الدول النامية لاضمان لاستمراريته في ظل عدم توفر النمط الثقافي ونمط الشخصية المتوائمين مع التغير والتنمية . وبذلك فإن توفرها ليس ترفا إنما ضرورة؛ فهي من مقتضيات التنمية وشروط نجاح المؤسسات الحديثة .
وقد خرجت بعض النظريات التي خاضت في دراسة مكونات الشخصية بتعميمات مفادها أن سمات الشخصية يتم تشكيلها في باكورة حياة الفرد ، وعليه فإن الفرص تبدو قاتمة من هذا المنطلق النفس اجتماعي في إعادة تغيير اتجاهات الناس وتحويلها من الذهنية التقليدية إلى الذهنية التمدنية إذا شبّو عن الطوق وبلغوا سن الرشد Adulthood. وانطلاقا من هذه النظرية فإن ما يبذل من جهد لإعلاء معدل التمدن بين أفراد المجتمع ينبغي أن يوظّف بصفة أساسية على الأطفال اليفّع في المراحل الدراسية الأولى فقط. بيد أن هناك من الدلائل العديدة ما يضعف هذه النظرية حيث تبين أن استعداد الفرد للتغير لا يخبو بعد اجتيازه مرحلة الطفولة ، إذ اتضح الآن أن العوامل التي تؤثر على الفرد في مرحلة حياته المبكرة وتترك بصماتها عليه مثل المستوى التعليمي للأب ومكان إقامته الأصلية لا تزيد أهميتها في صياغة شخصيته من العوامل اللاحقة مثل التعليم ، والمهنة ، ووسائل الإعلام ، واكتساب خبرات جديدة وغيرها .

موضوع الدراسة
يهدف هذا البحث إلى وصف وتحليل بعض مظاهر واتجاهات التغير الاجتماعي والتمدن في المجتمعات الحضرية في المجتمع السعودي ، بغية الكشف عن العوامل المؤثرة في حدوثها، والتعرف على القيم الاجتماعية التي تقاوم التغير وتلك التي تأثرت إلى حد ما والتي طرأ عليها تغير جوهري، والاتجاه الذي يسلكه مسار التغير.
ومن بين هذه المظاهر تركز هذه الدراسة على تسليط الضوء على فعالية الحضريين وتوجهاتهم نحو الالتزام بالعشيرة وطموحهم المهني ومدى استعدادهم للمشاركة في الأنشطة العامة ومستوى استخدامهم للوسائط الإعلاميةوشعورهمبالولاء للوطن وطبيعة قناعاتهم بالحجم الأمثل للأسرة .



تمهيد
الدراسات السابقة
لا ريب في أن المجتمعات النامية ارتقت مدارج لا بأس بها في سلم النمو بمثابرة حكوماتها على العمل على رفع مستوى رفاهية وكفاية شعوبها من خلال ما تنفذه من خطط لتنمية مرحلية اجتماعية واقتصادية . وتندرج هذه الجهود تحت مسمى التغير المقصود .
إضافة لهذا العامل هناك قوى وعوامل أخرى تعمل بطريقة تلقائية في إذكاء وتعبيد السبل وتنقية الأجواء الملائمة للإسراع بخطى التغيير ، منها العامل التقني الذي ينضوي تحت منظومته كل المستحدثات والابتكارات المستجدة في مناحي الحياة المختلفة سواء في القطاع الزراعي أو الصناعي، أو التعليمي ، أو الصحي ، أو الإعلامي ، أو الترويحي ، أو الاتصالي وحتى الأجهزة المنزلية وما ينتج عنها من تغيرات اجتماعية وثقافية تنداح آثارها إلى كافة أرجاء المجتمع الأمر الذي يؤثر على وظائف المجتمع وبنائه الاجتماعي والأيكلوجي .
ومن العوامل التي لا يغفل تأثيرها في عملية التغيير العامل الأيكلوجي. وقد رسخ في الأذهان بأن تأثيره بطيء ، وذلك لأن التغيرات المناخية تأخذ أزمانا طويلة لحدوثها ، ولكن مع ارتفاع الكثافة السكانية على وجه الأرض فإن أي تغيير للمناخ مثل شح الأمطار يتسبب في الجفاف والتصحر ، مما يجعل الحياة مستحيلة في الكثير من المناطق التي كانت مأهولة بالسكان، مما يستدعي النزوح إلى مناطق أخرى خاصة إلى المناطق الحضرية أو مناطق ري دائمة وما يستتبعه من تغيير في القيم والأعراف والتقاليد والعادات وتغيير في سبل كسب العيش بحدوث تغيير في التركيبة المهنية للسكان من مهن تقليدية كالزراعة التقليدية والرعي إلى مهن حضرية كالعمل بالتجارة الهامشية أو العمل بالمصانع أو في قطاع الخدمات ، مما يستدعي التكيف النفسي مع قيم وعرف وتقاليد المهن الجديدة .
أما العامل الإعلامي بوسائطه المتعددة والمتنوعة ( إذاعة ، وتلفاز بقنواته الفضائية ، وصحف ، وشبكة عنكبوتية Internet) فهي تبث أفكارا وأساليب حياة وأنماط معيشية وأعراف وتقاليد بصورة جذابة وبرسائل ومضامين منتقاة ومدروسة تنداح آثارها على المجتمعات النامية خاصة الحضرية منها مما يستدعي تنافسها وتصارعها وتفاعلها مع الأفكار والطرق التقليدية القديمة مفضيا لتكوين مزيج جديد يحل محل ما كان سائداً في الماضي وصولاً في نهاية المطاف إلى التغير الاجتماعي (يونس 1978م) .
ونتطرق هنا لآراء بعض المنظرين في آليات وعوامل التغير الاجتماعي ومن بينهم أوجست كومت الذي لخص العوامل المؤثرة في التغيير لثلاثة عوامل رئيسة :
ابتدر كومت نظريته بالعامل الأول المتمثل في الحاجات الإنسانية التي لا تكف عن التنوع والتعدد ، فهو يرى أن للناس حاجات متراتبة ، كلما بلغ الإنسان مرتبة واستوفى ما بها إشباعا كلما صبا إلى أخرى أعلى درجة ولكن بلوغها يتطلب مثابرة واجتهادا أكبر . وعليه كلما علت وسمت الحاجات كلما تلاهثت الأنفاس سعيا حثيثا لإشباعها بالكد والعمل ، وكلما تسارع بالتالي خطا التغيير في المجتمع .
أما العامل الثاني فيتمثل في تأثير نبض تعاقب الأجيال على مسيرة التطور الاجتماعي . حيث يؤكد كومت أن فئات السن الكبرى أكثر ميلاً نحو التعلق بالقيم المحافظة التقليدية بينما يرنو الشباب للإبداع والتجديد. ومن ثم فإنه كلما زادت نسبة مشاركة الشباب في مواقع القرار والسلطة كلما تسارعت وتيرة التغيير في المجتمع.
أما العامل الثالث فيتصل بالعامل السكاني ، حيث يرى كومت أن ارتفاع حجم الكثافة السكانية يعني تزايد وتنوع الحاجات المختلفة ، الأمر الذي يستلزم إحداث تغيير في قوى ووسائل الإنتاج لتلبية حاجات الأعداد المتزايدة lauer ,1977 ; Robertson , 1981)) .
وفيما يتعلق بالعلاقة بين التغير الثقافي والتغير الاجتماعي ، يمكن القول أن الثقافة حسب التعريف التايلوري الكلاسيكي يعني الكل المركب المعقد الذي يتضمن العقائد والأخلاق والعادات والعرف والقانون والمعرفة والفن وكل المقتنيات والمخترعات التقنية التي يتوارثها الأجيال ويكتسبونها بفضل كونهم أعضاء في المجتمع (مدبولي1979 ص 17).
وعليه فإن هذا المدلول أعم وأشمل من مفهوم التغير الاجتماعي الذي يتضمن الإطار المعنوي والفكري دون الإطار المادي في حين يشمل التغير الثقافي جوانب الحياة بشقيها المعنوي والمادي ، ومن هنا يمكن أن نقرر أن التغيير الثقافي يتضمن بالضرورة التغيير الاجتماعي .
وفي هذا المضمار يميّز الباحثون بين التغيير في الجانب المادي والجانب اللامادي للثقافة من حيث الفارق الزمني في حدوثها. ويرجع بنا هذا إلى عصر نظرية أجبرن عن التخلف الثقافي والذي قصد من طرحه تبيان أسبقية الجانب المادي على الجانب اللامادي في خطا التغيير .
يرى أجبرن في هذا السياق أنه عندما يتغير جزء ثقافي (الجانب المادي : الاكتشاف والاختراع ) يحدث في الغالب تباطؤ في التغيير في العناصر الثقافية المعتمدة عليه ( الجانب المعنوي Cultural Lag ) قد يستمر لفترة زمنية طويلة. تسمي تلك الفترة بفترة عدم التأقلم Maladjustment وعندئذ يحق أن نصف تلك الفترة بمرحلة الثقافة اللامتوائمة ( يونس ، الفاروق، 1978م ، ص 413-414 ، وحجازي ، محمد فؤاد ، 1978م ص 225 أنظر أيضا Ogburn , 1964 الأمر الذي يستدعي إحداث تغييرات في الأخير ليتواكب مع ما حدث من تغيير في الأول.
ويتصل بالبعد الثقافي في التغير الاجتماعي عملية الانتشار الثقافي والذي يعني انتشار السمات الحضارية وانتقالها من المجتمع الحضري إلى الريفي والبدوي عبر وسائط اللغة والأدب، والإذاعة ، والتلفاز ، والصحافة وما إلى ذلك من الوسائط غير المباشرة ، إضافة إلى وسائلها المباشرة المتمثلة في الاحتكاك المباشر بين الأشخاص والجماعات نتيجة للانتقال من وإلى المناطق الحضرية والريفية عبر الهجرات الدائمة أو المؤقتة (حجازي، محمد فؤاد ، 1978م ص 19 ).
وعند الحديث عن التغيير الثقافي لابد من التطرق لوسائط الانتشار الثقافي، حيث تهب رياحها من مناطق الضغط المرتفع (دول العالم المتقدمة صناعيا ومن ثم إعلاميا) إلى مناطق الضغط المنخفض (المتمثلة في الدول النامية بدءا بالمناطق الحضرية الكبرى بها ومنها للمناطق الحضرية الصغرى والمناطق الريفية ) عبر وسائط اللغة والأدب ، والإذاعة ، والتلفاز والصحف، والشبكة العنكبوتية Internet ، وما إلى ذلك من الوسائط غير المباشرة إضافة إلى الوسائل المباشرة المتمثلة في الاحتكاك المباشر بين الأفراد والجماعات عبر الانتقال بين المناطق الحضرية وبينها وبين الريفية في هجرات ذات طبيعة مؤقتة أو دائمة (حجازي ، محمد فؤاد ، 1978م) .
ولا يمكن بالطبع تجاوز تالكوت بارسونز الذي خاض في تفسير ظاهرة التغيير ضمن نظريته المعقدة عن الفعل الاجتماعي فالتغير عنده يتم نتيجة لطرائق المجتمع في استجاباته لتحديات المشكلات التي بها في مختلف مستويات الأنساق حسب ترتيبها .
فالقيم الثقافية (الأيدولوجيا والأفكار والعقائد) هي التي تضبط وتحدد مدارج واتجاهات التغيير. (Parsons , 1977) حيث يرى بارسونز أن قيادة القيم لمسيرة التغير تنبعث بداية من النسق الثقافي Cultural System الذي يقوم أهم أنساقه الفرعية بمهام ***** النسق الكليPattern Maintenance لمقابلة مشاكل التصدع الذي قد ينجم عن مشاكل التغير، نزولا إلى نسق المجتمع Society System الذي يضم في طياته الأنساق الفرعية التالية لمقابلة متطلباته الأساسية : نسق الأسرة الذي من وظائفه الأساسية الاضطلاع بمهمة توفير التضامن والتماسك الاجتماعي لأفراد المجتمع Integration, فالنسق السياسي الذي يعتبر آلية النسق الكلي للوصول إلى أهدافه وغاياته Goal Attainment , والنسق الاقتصادي الذي يقع على عاتقه مهمة استغلال البيئة وتكيف المجتمع مع البيئة الخارجية باستثمار مواردها Adaptation . ومنها لنسق الشخصية Personality System وهبوطا إلى داخل الإنسان ككائن حي Organism System.
ومن ثم فإن بارسونز يرى أن الحاجات للتكيف ينبغي أن تحل عند الصعود إلى أعلى سلم التدرج ، بدءا من الحاجة إلى الطعام واللبس في أسفل درجات السلم (الإنسان ككائن حي Organism System) متنقلا عبر نسق الشخصية Personality System ومنها إلى نسق المجتمع Society System , وأخيرا النسق الثقافي Cultural System الذي يعتلي قمة الهرم. ولربط هذه المنظومة بمفهوم التغير فإن بارسونز يرى أن أي مستوى من مستويات التدرج الهرمي تبرز مشكلات جمّة . فالتغير ينجم عن عملية حل مشكلة من المشكلات في مستوى معين من مستويات التدرج الهرمي للتكيف مع الظروف المحيطة ، ثم ينتقل إلى المستوى الذي يليه . وفي هذا السياق يؤمن بارسونز بأن نمو وتطور المجتمعات بمثابة ارتقاء قدراتها في التحكم والسيطرة على بيئاتها (Parsons ,1977 ).
من جهة أخرى يرى مور Moore أن التغير الاجتماعي في عالم اليوم غدا أكبر قدراً وأكثر عمومية عما كان عليه الحال قبلها راسماً شكل التغير المعاصر على النحو التالي :
1- بالنسبة لأي مجتمع أو ثقافة فإن التغير السريع أصبح واقعا يعايشه الناس بصورة متكررة دائمة.
2- التغير لا يعتبر ظاهرة مؤقتة أو منعزلة بل يحدث في سلسلة متلاحقة الحلقات بدلا من كونه عمليات مؤقتة تتبعها فترات كمون


الدراسة كاملة



المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59