إنشاء بستان الكستناء
البنية الأساسية: بعد اختيار الموقع المناسب لزراعة
الكستناء من حيث صلاحية الأرض للزرع (بحيث لا تميل إلى التربة الكلسية) كما ذكرنا سابقاً في المتطلبات البيئية من التربة العميقة الجيدة الصرف والغنية بالمعادن والمواد الغذائية، قرب الأرض من طريق زراعية أو يتم شقها لتسيهل الأعمال الزراعية (حراثة، تسميد، شبكة ري، قطاف المحصول) أو تأهيل نبع مياه او إنشاء بركة لتجميع مياه الشتاء (بركة ترابية أو تصنع من الإسمنت).
مواعيد النقب: تنقب الأرض خلال الفترة الممتدة بين شهري آب وأيلول، بعد تدني نسبة الرطوبة في الأرض، وقبل هطول الأمطار لضمان عدم استمرارية النباتات البرية وعدم تكتل التربة في حالة الرطوبة المرتفعة. تنقب الأرض على عمق 90 الى 120 سم، تنظف من الصخور والأحجار الكبيرة الحجم (لانشاء الجدران او للإستفادة منها في أغراض أخرى (كاستخدامها لتحديد الأرض أو بيعها) والنباتات وجذور الاشجار البرية الكبيرة ان وجدت، انشاء الجدران في حال كانت الأرض منحدرة. تحرث الأرض بواسطة الجرار (سكة جنزير) حراثة متوسطة على عمق حوالي 45 سم. تساعد هذه الحراثة على رفع ما تبقى من أحجار متوسطة وصغيرة الحجم وتسوية سطح التربة نوعاً ما، ثم تفرم بواسطة الفرامة (العزاقة) لتكسير وتنعيم وتسوية سطح التربة.
تخطيط الأرض: يتم تقطيع أو تقسيم الأرض إلى خطوط وتحديد موقع الغراس مع الأخذ بالإعتبار المسافة بين الشجرة والأخرى وبين الخط والخط. إن افضل وانسب الأشكال الهندسية لزراعة الاشجار المثمرة بشكل عام هي المثلث والمربع. فإذا كان الشكل المعتمد من قبل المزارع “المربع”، نأخذ نفس المسافة بين الشجرة والاخرى وبين الخط والآخر من 8 الى 10 امتار، في الصنف الاوروبي. اما اذا كان الشكل “المثلث” والمفضل والذي يتسع الى عدد أكبر من الأشجار، تبقى المسافة بين الشجرة والأخرى نفسها بينما تنخفض المسافة بين الخط والآخر الى أقل من ذلك أي من حوالي 6 الى 8 امتار. تحفر الجور في المكان المحدد لها على عمق 50 سم وعرض 50 سم، ويوضع 2 كلغ تقريباً من السماد العضوي المخمر في قاع الحفر بالإضافة الى حوالي 100 غرام من السوبر فوسفات الثلاثي وخلطها مع التراب في قاعها.
غرس الأشجار: تغرس أشجار
الكستناء في الحفر المهيئة على ان تكون مستقيمة ويجب ان تكون منطقة الإلتحام (الإتصال) بين الأصل (المطعم عليه) والمطعوم على مستوى سطح التربة حتى نمنع حدوث انبات فروع من الأصل اذا ما كان مرتفعاً عن سطح التربة، وعدم السماح للطعم من انبات الجذور اذا ما طمرت منطقة الطعم تحت سطح التربة، ويؤدي ذلك الى عدم مقاومتها للأمراض والجفاف وعدم قدرتها على تكوين مجموع جذري كبير.
إنتاجية أشجار الكستناء
تتميز اشجار
الكستناء بغزارة انتاجها، اذ يصل معدل انتاج الشجرة الواحدة متوسطة الحجم الى حوالي 150 كلغ في حالة التلقيح الكامل، وتنخفض الانتاجية كثيراً في الاشجار التي لا تزورها حشرات النحل لعدم تلقيحها.
وتعتبر ايضاً شجرة الكستناء، بالإضافة لكونها شجرة مثمرة، شجرة خشبية إنتاجية. فخشبها يشبه خشب البلوط غير أنه يختلف عنه بكون الأشعة الخشبية عند
الكستناء تكون رفيعة جداً بدلاً من أن تكون سميكة، لذلك يصلح خشب
الكستناء لصنع الركائز وبعض المنازل والمزارع الصغيرة والبراميل الخشبية التي تستعمل في تخمير الكحول وألواح الخشب المضغوط. يتم زرع
الكستناء أيضاً كشجرة لتشجير الأراضي بشكل أسيجة، أو تُزرع حول الحقول كصادات للرياح، أو تُزرع بشكل مجموعات ضمن الغابات الحرجية نظراً لمقاومتها للحرائق.
الفوائد الغذائية والطبية
تعدّ ثمار
الكستناء مصدراً غذائياً مهماً وهي لا تقل أهمية من حيث القيمة الغذائية عن القمح و الذرة. فقد كانت تسمى “أكل الفقراء” واعتمدت قبل اكتشاف البطاطا وطحين القمح كمصدر اساسي للكربوهيدرات Carbohydrates وكانت تقدم حتى على موائد الملوك. وتتميز
الكستناء عن غيرها من المكسرات بأنها قليلة الدهون، وذات محتوى عال من النشاء وحلوة المذاق، ويمكن تناولها كطبق جانبي بنكهة خفيفة إما مسلوقة أو مشوية، كما كانت تؤكل كحلوى بعد أن تغمر بماء الورد أو بالنبيذ (في ايطاليا) وغالباً ما تتم اضافة
الكستناء الى الحساء او حشوات الطعام والكاتو وتتواجد ثمارها بشكل كبير وطازج في فصل الشتاء، إلا ان هناك أنواعاً مقشرة ومعلّبة على مدار العام.
تحتوي ثمار
الكستناء الطازجة على حوالي 180 سعرة حرارية (800 كج) لكل 100 غرام من الأجزاء الصالحة للأكل، وهذا أقل بكثير من الجوز واللوز والمكسرات الأخرى (التي تحتوي حوالي 650 إلى 700 Kcal بكل 100 غرام). ولا تحتوي
الكستناء على الكوليسترول بل على القليل من الدهون غير المشبعة في معظمها، كما لا تحتوي على الغلوتين (مادة بروتينية موجودة في الدقيق تسبب حساسية لدى بعض الناس). وتتميز منفردة بين مجموعة الجوزيات باحتوائها على 40 ملغ من فيتامين “س” بكل 100 غرام. (عند استهلاكها نيئة)، وهي تحتفظ بـ 60 % من الفيتامين بعد شيّها. ويعود حفظ
الكستناء للفيتامين “س” رغم تعرضها للنار لقشرتها السميكة التي تمنع التقاء لبها بالهواء وبالتالي تأكسدها، وتحوي
الكستناء على ضعف نسبة النشاء التي تحتويها البطاطا وحوالي 8 % من السكريات المختلفة أهمها: السكروز، الغلوكوز، الفركتوز، وكميات قليلة من الرافينوز والستاشيوز.
وتحتوي
الكستناء على نسب لا بأس بها من الأملاح المعدنية كالصوديوم والكالسيوم والكلور والمغنيسيوم والكبريت والبوتاسيوم، وهي في ذلك من أكثر النباتات التي تحتوي على هذه الأملاح. ونظراً لهذه الخاصية فإن
الكستناء تعتبر غذاءً جيداً للأطفال بما تحتويه من العناصر الغذائية الضرورية، كما أن البوتاسيوم يوجد بكمية تعادل ضعف ما يحويه القمح.
وهناك كثيرون يشكون من أن
الكستناء صعبة الهضم، وإنها تسبب لهم الانتفاخ والتجشؤ والغازات.
حقيقة الأمر أن
الكستناء صعبة الهضم فعلاً بسبب احتوائها على النشاء بنسبة عالية جداً. ومن المعروف أن الطبيعة تقدّم لنا النشاء بصورة معقدة، لا نستطيع الإستفادة منها إلا إذا حولناها إلى مواد أقل تعقيداً، وتقوم عادة مادة البتيالين الموجودة في لعاب الإنسان بهذه المهمة، ثم تكمّل العصارات المعوية هضمها. فإذا ما ابتلع المرء
الكستناء قبل أن يمضغها جيداً لسبب أو لآخر، اعترضت عصارات الإمعاء سبيل
الكستناء وشنت عليها هجوماً مركزاً لتفتيتها.
ويوصى بتناول
الكستناء لمن يعانون من حالات الهزال (الضعف العام)، حيث أنها تفيد في اعادة بناء أنسجة الجسم. وتعدّ
الكستناء أفضل وسيلة بناء للعضلات لاحتوائها على العناصر الغذائية.
وتفيد
الكستناء ايضاً في علاج تقيح الاسنان والعناية باللثة. وتستخدم اوراق
الكستناء في علاج حالات الحمّى. كما تستخدم في علاج حالات السعال الديكي والتشنجي وحالات التهاب الجهاز التنفسي، بالاضافة الى أن
الكستناء تعمل على إعادة اصلاح الثقوب الميكروبية والتسرب في الأوعية الدموية والعشيرات الدموية، كما انها تعمل على جعل الأوردة الدموية أكثر مرونة وبالتالي تمنع تورمها.
جني الكستناء
تنضج ثمار
الكستناء خلال شهري أيلول وتشرين الأول من كل عام. قبل حلول موعد القطاف، من الأفضل، تنظيف الأرض تحت أشجار
الكستناء من الأعشاب واوراق الأشجار المتساقطة لكي يتم رؤية الثمار بشكل أفضل بعد تساقطها على الأرض. أما طرق القطاف الشائعة فلا زالت يدوية في الغالب. وينصح عدم قطاف الثمار قبل نضجها خاصة بواسطة آلات القطاف التي تعمل على هز الأشجار او الضرب عليها بالمفاريط. ويستدل على مرحلة النضج عند
الكستناء من بدء الثمار بالتساقط وعندما يصبح لون الحاضن الشوكي للثمار بني اللون، ونسبة الثمار البنية من 80 الى 90 % تقريباً. ومن المفضل، عدم ترك الثمار المتساقطة على الأرض لفترة طويلة تجنباً لجفافها. ولا تؤذي الرطوبة الثمار خلافاً لبعض المعتقدات. مثلاً في بعض دول أوروبا، توضع ثمار
الكستناء بعد جمعها من دون الغلاف الشوكي في المياه لمدة أسبوع وذلك قبل حفظها لمراحل التسويق.
حفظ الكستناء
للحفاظ على ثمار
الكستناء طازجة لبضعة أشهر بدون أي تبريد وحسب الطرق التقليدية، يتم نقع ثمار
الكستناء في مياه باردة لحوالي 20 ساعة مباشرة بعد القطاف، ثم توضع في الظل لتنشف من المياه. تنقل من بعدها الى غرف الحفظ حيث يتم وضع طبقة من الرمل الرطب بسماكة 10 سم في قاع الغرفة ثم صف او صفين من ثمار الكستناء، وبالتوالي طبقة اخرى من الرمل ثم
الكستناء مع الحفاظ على سماكة الرمل والثمار على ان لا يزيد ارتفاع الطبقات على 60 سم.
اما الطرق الحديثة التي تحدّ من انتشار الفطريات وخاصة المسببة للإهتراء والتي تمنع فقدان الوزن، فتوضع ثمار
الكستناء في احواض خاصة مغلفة بقطع من البلاستيك الشفاف موصولة على اجهزة تتحكم بجو تلك الاحواض لتعديل الاوكسجين وتخفيضه الى اقل من 5 % ورفع نسبة ثاني اوكسيد الكربون الى اكثر من 15 %، وأفضل درجات الحرارة هي من 1 الى 2 تحت الصفر. هذا بالنسبة للكميات الكبيرة المخصصة للبيع، ولحفظ كمية صغيرة يستطيع المزارع والمستهلك وضع ثمار
الكستناء في اكياس مثقبة (مثل اكياس البصل) في برادات المنازل التي لا تزيد حرارتها على درجتين فوق الصفر.
الأهمية الاقتصادية للكستناء
تعدّ زراعة
الكستناء من الأشجار المثمرة التي تحتل المراتب الاولى من حيث المردود الاقتصادي للمزارع، وهي تساهم في توفير دخل إضافي يساعده على العيش براحة مادية دون تكاليف تذكر. فمثلاً في سويسرا، يمكن لمحصول شجرة واحدة من
الكستناء تأمين معيشة جيدة لشخص واحد خلال موسم الشتاء. أما أبرز ميزات أشجار
الكستناء الاقتصادية فهي: