عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-19-2014, 08:18 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,212
ورقة مفهوم الثقافة بين الفكرين الغربي والعربي (2)

مفهوم الثقافة بين الفكرين الغربي والعربي (2)
ــــــــــــــــــــــــ

(مصطفى المريط)
ــــــــــــ

25 / 12 / 1435 هــ
19 / 10 / 2014 م
ــــــــــــ




مفهوم الثقافة بين الفكرين الغربي والعربي:
-------------------------

من التباس المفهوم إلى أفق البناء الحضاري (2/3)
----------------------------

مصطفى المريط[1]
--------------

ثانيا: رؤية العلوم الاجتماعية الغربية لمفهوم الثقافة
-------------------------------

*ـ لا يمكن لأي باحث الإدعاء بالإلمام بجميع التعاريف الموضوعة لمفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعية، فقد أورد "كوبير وكلوكهون" في كتابهما الموسوعي: " الثقافة: عرض نقدي للمفاهيم والتعريفات" الذي صدر سنة 1952 ما لا يقل عن 164 تعريفا للثقافة[2]، تراوحت بين السلوك المتعلم والمعرفة المتحصلة من احتكاك الفرد مع المحيط والقيم الواقعية أو المثالية التي يحملها فرد أو جماعة ما. هذا التعدد في التعريفات يدفعنا إلى ضرورة استعراض بعض النماذج والمحطات التاريخية التي نرى بأنها أساسية لفهم خبايا هذا المفهوم المعرفية وجذوره الفلسفية، والدلالات الكامنة التي يحملها وتصبغ استعمالاته اليوم.

1- نموذج عالم الأنثروبولوجيا إدوارد تايلور:

تبين مما سبق بأن مفهوم الثقافة استخدم بدلالات ومعاني مختلفة، إلا أن هناك شبه إجماع بين الدارسين على أن علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية هو المجال المعرفي الأول والأساس الذي نشأت فيه دلالت المفهوم المعاصرة في أوربا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولذلك ندين لعالم الأنثروبولوجيا البريطاني إدوارد تايلور (1832-1917) بأول تعريف للثقافة وضعه في كتابه "الثقافة البدائية" (primitive culture) سنة 1871م؛ إذ سينظر إلى المفهوم من خلال بعدين اجتماعي وفردي في نفس الوقت، فالثقافة ترتبط أولا بالمجتمع الذي يعيش فيه الفرد، وثانيا بملكة الاكتساب والتعلم الإنسانية، وبهذا المعنى فالثقافة تتجاوز الضرورة والحتمية التي تمليهما الوراثة البيولوجية؛ بفضل الارتقاء والتطور الذي ينقل كل إنسان من بدائيته الطبيعية إلى محطة الحضارة والمدنية المكتسبة، والتي تضم جوانبا مركبة تشمل ما هو مادي ورمزي. ولذلك فثقافة الإنسان البدائي هي بقايا المراحل الأولى للتطور الثقافي التي مرت منها ثقافة الشعوب المتحضرة، وهذه الفكرة هي التي دافع عنها تايلور. إن دراسة الثقافة هي دراسة تاريخ تطور الفرد في المجتمع، وهي عملية تاريخية وعقلية لتطور عادات الإنسان وتقاليده من حالتها البسيطة غير المعقدة إلى حالتها المعقدة، فالأكثر تعقيدا.

رغم تعدد تعاريف الثقافة إلا أن أغلبها مستلهم من تعريف تايلور، أو مقتبس منه ومعدل، حتى يتلاءم مع الفرضيات والمواقف النظرية المختلفة لأجيال من الباحثين. وقد مكن ذلك بلا شك من إتاحة فرص كثيرة لهؤلاء كي ينجزوا دراسات وتحليلات جديدة من زوايا أخرى للنظر، تحاول إبراز الأهمية التي يمكن أن تكتسيها عوامل أخرى في فهم ظاهرة الثقافة ودراستها، وهي عوامل يبدو أنه لم يجر الانتباه إليها، خاصة العوامل الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية والتاريخية والنفسية[3].

ورغم ما لهذا التعريف من أهمية فقد واجهته مجموعة من الانتقادات من بينها أنه: وصفي وعام جدا، وأنه لا يأخذ في الاعتبار الطبيعة الدينامية للظاهرة الثقافية؛ كما أنه لا يولي اهتماما كبيرا لطبيعة العلاقات النوعية التي تربط ثقافة معينة ببيئتها، وبالمجموعات البشرية التي تحملها وتنتمي إليها[4]. وهو يحاول أن يحصي بعض المظاهر الإنسانية التي يمكن اعتبارها ثقافية كالمعرفة والعقيدة والفن والأخلاق والعادات، لا يورد أهمها على الإطلاق وهو اللغة، على اعتبار أنها العنصر المؤسس لمنظومة الثقافة بأكملها، إنها العمود الفقري لميلاد ظاهرة الثقافة الإنسانية نفسها، وبها يمكن أن نفسر غياب ظاهرة الثقافة بمعناها البشري الواسع والمعقد عند بقية الأجناس الحية الأخرى. إن هذا المعطى يحتم مشروعية وضع اللغة في طليعة قائمة العناصر المكونة لمفهوم الثقافة البشرية الواردة في هذا التعريف[5].

2- نموذج إميل دوركايم: التصور الوضعي للثقافة

إذا كان مفهوم الثقافة غائبا عمليا في أنثروبولوجيا عالم الاجتماع الفرنسي، وأحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث إميل دوركايم (1858م-1917م)، فإن ذلك لم يمنعه من اقتراح تأويلات للظواهر التي تعينها العلوم الاجتماعية غالبا على أنها ثقافية[6]، والنظر إلى الثقافة باعتبارها ظاهرة اجتماعية ومكون وواقع اجتماعي كشيء (chose) لا حياة ولا حركة في داخله في كتابه "قواعد المنهج السوسيولوجي"[7]، والثقافة بتصوره هذا كظاهرة اجتماعية تحمل مجموعة من الخصائص تجعل منها:

- ظاهرة موضوعية لها وجود خاص خارج شعور الأفراد الذين يلاحظونها ويحسون بها لأنها ليست من صنعهم بل يتلقونها من المجتمع الذي تنشا فيه؛
- ظاهرة ليست وليدة التفكير الذاتي عند الأفراد؛
- ظاهرة مشيئة، وهذه الخاصية هي التي اعتمد عليها دوركايم في تأسيس علم الاجتماع ذلك أنه شبه حقائق العالم الاجتماعي بحقائق العالم الخارجي؛
- شيء خارجي بالنسبة لشعور الأفراد، فالفرد يقبل الظاهرة ويخضع لها ويستسلم كما لو كانت قوة خارجية؛
- لها صفة الإلزام أو القهر، أي تفرض نفسها على شعور وسلوك الفرد؛
- ظاهرة إنسانية تنشأ بنشأة المجتمع الإنساني؛
- تمتاز الظاهرة الاجتماعية بأنها تلقائية أي من صنع المجتمع ومن خلقه؛
- ظاهرة عامة وعمومية الظاهرة ناجمة من صفة القهرية؛
- تمتاز بصفة الترابط بمعنى أن كل ظاهرة اجتماعية مترابطة مع الظاهرة الأخرى[8].
لقد كان هَم إميل دوركايم الأساسي هو العمل على استقلال علم الاجتماع عن باقي العلوم الأخرى، غير أن تصوره الوضعي (positivisme) لدراسة الظواهر الاجتماعية سيدعو بشكل غير مباشر المهتمين بدراسة الثقافة كأبرز ظاهرة اجتماعية والمتأثرين بمنهجه إلى استبعاد معالمها الداخلية أو الروحية وانعكاساتها على سلوك الفرد وتغير المجتمع كما طرحه في أعماله الأولى التي كانت تتسم بأنها مادية. بينما سينحو منحا مثاليا في أعماله اللاحقة، وخاصة في كتابه: الأشكال الأولية للحياة الدينية، مبرزا فيه دور الأفكار الدينية والأخلاق والقيم باعتبارها الحجر الأساس في أي نظام اجتماعي وليست العوامل المادية كتقسيم العمل. فالثقافة هي التي تشكل المجتمع وليس العكس.[9]

إن الرؤية التشييئية التي تبناها دوركايم في أعماله الأولى للواقع الاجتماعي، والمؤمنة بالخضوع للضرورة والحتمية والسلبية ستجعل من كل باحث في الثقافة وتأثيراتها، باحثا في مظاهرها الخارجية المادية فقط وغير مكترث بالجوانب الخفية الروحية والنفسية الفاعلة، ولا شك بأن هذا المنهج المقترح لن يقدم تصورا شاملا كافيا وافيا عن الثقافة كظاهرة اجتماعية تحضر بكل أبعادها المعقدة الفردية والجماعية، المادية والروحية.

3- نموذج ماكس فيبر: نقد التصور الماركسي للثقافة

لا يولي الفكر الماركسي أهمية كبرى للثقافة كعامل مؤثر في سلوكات الأفراد وتغير المجتمع، بل يعطي الأولوية والحسم للعوامل الاقتصادية للدول. فالثقافة مجرد "بنية فوقية" وفرع من فروع " البنية التحتية" أي البنية الاقتصادية والاجتماعية ذات الأساس المادي، ولذلك يطرح ماركس ضرورة دراسة البنية التحتية لفهم المجتمع، وهي تعبر عن نفسها عبر البنية الفوقية. ومن ثم، ينتج عن البنية التحتية بنية فوقية ثقافية ملائمة لها.[10]

إن الثقافة في الأدبيات الماركسية أداة إيديولوجية لممارسة العنف الرمزي تستعملها الطبقة البورجوازية الحاكمة في سيطرتها واخضاعها وصراعها مع الطبقة العمالية، إنها أيضا وسيلة لإعادة إنتاج نفس التراتبية الطبقية، بل أكثر من ذلك نجد عداء واضحا لدى روادها للعناصر الروحية للثقافة كالدين والقيم والعادات وغيرها، والتي تقف كعوائق لتحولات المجتمعات.

ونتيجة لهذا التحليل فثقافة الطبقة المهيمنة هي دوما الثقافة المهيمنة، والتي لا تكتسب تفوقها من ذاتها أو أن لها قوة انتشار تأتيها من "جوهرها" الخاص وتجعل منها قوة مهيمنة على الثقافات الأخرى"طبيعيا"، بل يرتبط هذا التفوق بالقوة الاجتماعية النسبية الخاصة التي تسندها. إن الحديث عن ثقافة مهيمنة وثقافة مهيمن عليها ضرب من المجاز، إذ إن ما يوجد، واقعا، هي جماعات اجتماعية تربط بينها علاقات هيمنة وتبعية[11].

وعلى عكس هذا التصور سيتبنى ماكس فيبر (1864م-1920م) أحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث موقفا يشدد على ما للعوامل الثقافية من تأثير في تغيرات المجتمعات وتحولاتها. فالقيم الدينية البروتستانتية هي عوامل أساسية أدت في اعتقاده إلى ظهور الرأسمالية المعاصرة كظاهرة اقتصادية في المجتمعات الغربية[12]، ولذلك فالسلوكات المادية التي تتخذها طبقة المقاولين الرأسماليين ليست قابلة للفهم ما لم نأخذ بعين الاعتبار تصورهم للعالم ونسق القيم لديهم. وإذا كانت هذه الطبقة قد ظهرت بداية في الغرب فليس في ذلك مصادفة لأن انبثاقها يعود - حسب رأي فيبر- إلى سلسلة من التغيرات الثقافية المتصلة بميلاد البروتستانتية[13]، وهي الحقيقة التي غفل عنها ماركس بسبب هوسه بالعوامل المادية. إن الظاهرة الثقافية كالعقيدة الدينية يمكن لها أن تكون بحد ذاتها عاملا مهما في تحفيز التطور الاقتصادي والمادي.[14]

ونتيجة لذلك أصبح الفكر السوسيولوجي الفيبري يعرف بعلم الاجتماع الفهمي؛ أي ذلك الفكر السوسيولوجي الذي تتجاوز رؤيته المنظور الماركسي الاقتصادي المادي في تفسيره للرأسمالية وغيرها من الظواهر الاجتماعية، والتي لا تكون الأفكار والقيم والتصورات، بالنسبة إليها، إلا انعكاسا أو بنية فوقية لوضعيات اقتصادية معينة[15]. إن علم الاجتماع الفهمي يسعى إلى محاولة فهم خبايا العوامل الثقافية ومدى تأثيرها في خلق الدوافع والحوافز عند أفراد المجتمع الذي تتأثر حتما مسيرته بها.[16]

وهكذا يبدو ماكس فيبر أكثر تحررا من المادية والوضعية الضيقتين لفهم وتفسير سلوكات الأفراد والظواهر الاجتماعية وحركية المجتمعات البشرية، إلا أن علم الاجتماع الغربي المعاصر بقي متأثرا أكثر بالتراث السوسيولوجي الكلاسيكي لكل من دوركايم وماركس بالنسبة للاهتمام بدراسة الثقافة[17]. وهذا ما يجرنا إلى الانفتاح على الأطروحات النقدية الغربية والبدائل المقترحة التي سعت وتسعى إلى استكشاف الجوانب الخفية من الثقافة، وتحاول إعادة الاعتبار إليها عند كل محاولة تأسيس إبستيمولوجية لهذا المفهوم المركب والمعقد.

4- نماذج نقدية غربية:

أ- النظرية النقدية للثقافة لمدرسة فرانكفورت

كان رواد مدرسة فرانكفورت من بين المفكرين الأوائل الذين اهتموا بدراسة وتحليل الشؤون الثقافية المستجدة في القرن العشرين مع ظهور وسائل اتصال جديدة كالمذياع والسينما وما ترتب عنه من زيادة إنتاج السلع الثقافية. وترتبط النظرية النقدية بمدرسة فرانكفورت التي تأسست سنة 1923م بمعهد الأبحاث الاجتماعية بذات المدينة الألمانية، وقد هاجر روادها إلى جنيف سنة 1933م مع وصول النازيين للحكم في ألمانيا، ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية إبان الحرب العالمية الثانية، قبل أن تعود مجددا إلى ألمانيا في بداية الخمسينيات.

ويميز الباحثون في النظرية النقدية بين ثلاث مراحل أساسية قطعتها النظرية النقدية في تطورها: الأولى خلال فترة الريادة من الثلاثينيات إلى أواخر السبعينيات، وهي فترة الجيل الأول كهوركايمر، وماركوز، وأدورنو، وفروم...، والثانية خلال فترة التجديد من بداية السبعينيات إلى سنوات الثمانينات من القرن الماضي، وهي فترة الجيل الثاني كيورجين هابرماس، وكارل أوتو آبل، وألبرشت فيلمر...، أما المرحلة الثالثة فيمثلها أكسل هونيث بشكل أساسي، وهو رائد الجيل الثالث ومدير معهد الدراسات الاجتماعية بفرانكفورت[18]. إلا أن النظرية النقدية الجديدة لم تفقد اهتمامها الخاص بفلسفة العلوم الاجتماعية، ونقد الايدولوجيا.

وتهدف النظرية النقدية حسب هوركايمر إلى تحقيق مهام ثلاث:

أولها، الكشف في كل نظرية عن المصلحة الاجتماعية التي ولدتها وحددتها. وهنا يتوجه هوركايمر، كما فعل ماركس، إلى تحقيق الانفصال عن المثالية الألمانية، ومناقشتها في ضوء المصالح الاجتماعية التي أنتجتها.

والمهمة الثانية للنظرية النقدية عنده، هي أن تظل هذه النظرية على وعي بكونها لا تمثل مذهبا خارج التطور الاجتماعي التاريخي، أي أنها لا تطرح نفسها باعتبارها مبدأ إطلاقيا، أو أنها تعكس أي مبدأ إطلاقي خارج صيرورة الواقع، والمقياس الوحيد الذي تلتزم به هو كونها تعكس مصلحة الأغلبية الاجتماعية في تنظيم علاقات الإنتاج بما يحقق تطابق العقل مع الواقع، وتطابق مصلحة الفرد مع مصلحة الجماعة.

أما المهمة الثالثة، فهي التصدي لمختلف الأشكال اللامعقولة التي حاولت المصالح الطبقية السائدة أن تلبسها للعقل، وأن تؤسس اليقين بها على اعتبار أنها هي التي تجسد العقل، في حين أن هذه الأشكال من العقلانية المزيفة ليست سوى أدوات لاستخدام العقل في تدعيم النظم الاجتماعية القائمة، وهو ما دعاه هوركايمر بالعقل الأداتي[19]، أي أن رؤية العالم في المجتمعات الصناعية الحديثة تتم بوصفه أداة ووسيلة لتحقيق غايات ذات بعد مادي استهلاكي، في حين يتم إغفال والتغاضي عن جوانبه الإنسانية الروحية والجمالية، فالغابة مثلا، يتم النظر إليها كخزان لصناعة الورق وليست جمالا.

كما ركزت النظرية النقدية من جهة أخرى على أدوات ووسائل السيطرة العقلية والذهنية كمفتاح لنجاح الرأسمالية، فبالنسبة إليها هناك ثلاث ملامح توجه الثقافة الرأسمالية في وظيفة محددة لهذه الوسائل وهي:

" أولا: طريقة التفكير تسمى السبب الأدائي أو الوسيلي والذي تم وصفه من طرف جرايب سنة 1948م على أن طريقة النظر للعالم الذي يبرر سيطرة الأفراد على بعضهم البعض، وسيطرة النظام على تخدير(تغييب) الأفراد.

ثانيا: دور الإعلام أو الثقافة الشعبية في عمليات التفكير للأفراد، ومن ثم تحويلهم إلى عدم القدرة على نقد المجتمع الذي يعيشون فيه. ولهذا سينتبه رواد فرانكفوت إلى دور ثقافة الإعلام باعتبارها نظام آخر من الأدوات الخاصة بالهيمنة.

ثالثا: سيطرة وانتشار نمط معين من الشخصية الذي لا يقبل فقط السيطرة أو الهيمنة، ولكنه كذلك يرغب بنشاط بها."[20]

وتأسيسا على ما سبق، تبدو النظرية النقدية أساسا كنظرية نقدية للمجتمع الرأسمالي الاستهلاكي بنزعته العلمية والعقلانية المغالية، وإيديولوجياته المهيمنة، كما أن جذورها الماركسية جعلتها تعتمد على المادية التاريخية، بمنحها دورا أساسيا للإنسان في صنع التاريخ والتغيير المجتمعي، بتسليح الطبقة العاملة (البروليتاريا) بفكر نقدي تغييري، ووعي طبقي تنويري، والنهوض بالثقافة بمختلف تجلياتها، والاهتمام بالفرد كمركز للفكر والعمل، والعناية بشكل من الأشكال بعلم نفس الفرد والتحليل السيكولوجي. لذلك سيدعو فلاسفة مدرسة فرانكفورت إلى تجاوز الوضعية، التي ادعت الموضوعية والحياد، وإمكانيات دراسة المجتمع بنفس الأساليب والطرق والخطوات المنهجية التي تدرس بها العلوم الطبيعية[21].

إن استبعاد البعد الإنساني والتأملي والأخلاقي في كل عملية دراسة أو بحث جعلت مفكري فرانكفورت يعتقدون بأن التراث الوضعي يميل للنظر إلى البشر باعتبارهم كائنات لا قوة لها في مواجهة المجتمع، وهو ما يتضح لدى دوركايم الذي يؤكد أن الفرد يجد نفسه في مواجهة المجتمع كقوة أسمى منه عليه أن ينحني أمامها، أو ما يؤكد عليه ماكس فيبر حين يرى أن الفرد في المجتمعات البيروقراطية، رأسمالية أم اشتراكية، ليس إلا ترسا في آلة كبيرة. وعلى العكس من ذلك ترى النظرية النقدية أن ذلك ناتج عن العمق الداخلي للإنسان، ومن ثم، تؤكد هذه النظرية على العلاقة الجدلية بين الفرد والمجتمع، كذوات مستقلة غير خاضعة، تعكس جوانب الحقيقة الكلية[22].

وبشكل عام، فقد هاجم مفكرو مدرسة فرانكفورت سعي الوضعية إلى تحقيق المعرفة العلمية، وتكميم الحقائق، بما يؤدي إلى ضياع المعنى الجوهري للظواهر الاجتماعية. وأنه ارتباطا بذلك، فقد أدى تمثل الوضعية لنموذج العلم الطبيعي في علم الاجتماع إلى فصل المعرفة عن بعدها الأخلاقي، وهو ما يعني استبعاد الموقف الأخلاقي للباحث، عن طريق الادعاء بأن علم الاجتماع هو علم متحرر من القيمة، وهو ما يعني أيضا أن هذا العلم يمكن أن يكون أداتيا بالنسبة للقوى الاجتماعية المتسلطة، أو هو وسيلة للتحكم والهيمنة كما حدث في الرأسمالية المتقدمة[23].

كما أتت النظرية النقدية أيضا كرد فعل على النظريات النقدية للعقل المثالي كما عند كانط وهيجل، بالاعتماد على القراءة الماركسية الجدلية، والاستعانة بالمادية التاريخية. كما وقفت إزاء النظريات البورجوازية التي مارست صنوفا من السلطة الفكرية، ورفضت الفصل بين النظرية والممارسة، بعد أن كانت النظرية في المثالية الألمانية هي المفضلة.

يمكن مما سبق أن نتحدث عن ثلاثة عناصر مترابطة قامت عليها مدرسة فرانكفورت وهي:

- "النقد المعرفي والمنهجي للوضعية، أو للنزعة العلمية المغالية عموما في العلوم الاجتماعية؛

- وموقف نقدي بإزاء التأثير الإيديولوجي للعلم والتكنولوجيا، باعتبارهما عاملين هامين في خلق شكل تكنوقراطي بيروقراطي جديد للتسلط؛

- واهتمام خاص بصناعة الثقافة، أو عموما بالأوجه الثقافية للتسلط[24]".

وتعزى فكرة صناعة الثقافي إلى هوركهايمر وأدورنو في مقال لهما نشر سنة 1972م تحت عنوان "صناعة الثقافة- التنوير كخداع للجماهير"[25]، حيث نبها إلى مخاطر العولمة ومحاولات التنميط والجمهرة وإدماج التسلية على مستقبل الثقافة. فالثقافة باعتبارها صناعية عملية احتكارية للحياة الثقافية، أخرجت بقوتها المادية والإدارية الأشكال الثقافية الأخرى والإنتاج الثقافي مثل الثقافات الفولكلورية الأصيلة من الصورة[26]. وتبعا لهذا فدور وقيمة الثقافة أصبح محددا في مدى إشباع رغبة الجمهور بسلع استهلاكية وإعلام ترفيهي فقط.

ولعل هذه الوضعية المقلقة هي دفعت هربرت ماركوز (توفي سنة 1979م) إلى تبني نظرية الإنسان ذو البعد الواحد كأساس اجتماعي لتحليل واقع المجتمعات الصناعية الحديثة. ويورد جورج طرابيشي في تقديمه لترجمة كتاب هربرت ماركيوز: " الإنسان ذو البعد الواحد" الصادر سنة 1964م تعريفا للثقافة من هذا المنظور باعتبارها ثنائية البعد تعمل على التمييز بين الواقع، وبين ما كان يمكن أن يكونه هذا الواقع. بيد أن الطاقة الهائلة التي تملكها وسائل الاتصال الجماهيري في المجتمعات التكنولوجية في سبيلها إلى التخفيف من حدة التنافس بين الواقع الثقافي والواقع الاجتماعي عن طريق دمج قيم الأول بالثاني وإعادة توزيعها على نطاق واسع وتجاري[27].

إن العقلانية التكنولوجية التي تسم هذه المجتمعات في طريقها إلى تصفية العناصر المعارضة والمتعالية في الثقافة، وتحويلها إلى ثقافة ذات بعد واحد تشبع حاجات زائفة، فنجاح هذه المجتمعات أو اخفاقاتها تضعف ثقافتها الرفيعة وتدحضها[28]، إن هذه العناصر التي تشكل بعدا آخر للثقافة الرفيعة هي في طريقها إلى الزوال في عصر العولمة الثقافية، عبر تشويه قيمها الجمالية والفكرية والأخلاقية وتحويلها إلى قيم مادية مصنعة، فالآثار الأدبية والفنية باتت أشبه بسلعة تجارية، فهي تباع أو تريح أو تهيج[29]، وهكذا أمست موسيقى الروح مثلا موسيقى تجارية[30]. فتصفية الثقافة الثنائية البعد لا تتم عن طريق نفي القيم الثقافية، بل تتم عن طريق دمجها بالنظام القائم، وعن طريق إعادة إنتاجها وتوزيعها على نطاق واسع. إن هذه القيم هي في الواقع أدوات للتلاحم الاجتماعي. وعظمة الفن الحر والأدب الحر ومُثُل المذهب الإنساني وأفراح الفرد وأتراحه وتحقيق الشخصية الإنسانية تشكل جميعها عناصر هامة في التنافس بين الشرق والغرب[31].

غير أن يورجين هابرماس مجدد مدرسة فرانكفورت، وممثل النظرية النقدية في مرحلة ما بعد الحداثة، سيولي أهمية قصوى لمفهوم الاتصال أو التواصل أو العقل التواصلي فقد أعاد للقيم والمعايير الاجتماعية أهميتها، وتبنى الكفاءة الأخلاقية كمضمون للاتصال الاجتماعي، وعلى أسبقية اللغة، وأولويتها على العمل، وكرس مزيدا من الاهتمام لتحليل الهياكل الاقتصادية والسياسية، فيما نجد، على العكس، إشارات ضئيلة في أعماله لصناعة الثقافة[32].

وهكذا ستبتعد النظرية النقدية في مراحلها الأخيرة عن الماركسية التي انطلقت منها في بداياتها، بل أعلنت هذه النظرية فشلها عندما اعترف روادها بذلك صراحة، فهربرت ماركوز أقر بأن النظرية النقدية لا تملك مفاهيم تسمح بتخطي الفاصل بين الحاضر والمستقبل، ولا تمنح الوعود جزافا، فهي لم تنجح حتى الآن وظلت سلبية[33]، وحينما اعتبر هابرماس بأن نظرية ما بعد الحداثة حالة مرضية، بسبب اختلال التوازن بين القيم المادية والقيم المعنوية، فترتب عن ذلك أن تحولت عقلانية التنوير إلى حالة مرضية مأساوية، وتلك هي الحالة التي يصف بها تصور فرانسوا ليوتار وجان بودريارد لما بعد الحداثة.[34]

ب- توماس ستيرنز إليوت والدين كمحدد أساسي للثقافة

رغم ارتباط اسم ت.س. إليوت (1888م-1965م) بالشعر والنقد الأدبي، إلا أن هذا المفكر الإنجليزي الحاصل على جائزة نوبل للآداب سنة 1948م استطاع أن يضع بصمته المتميزة في تاريخ تطور مفهوم الثقافة، بتأليفه في السنة ذاتها لكتابه (Notes Towards the Definition of Culture)، والذي ترجمه شكري محمد عياد سنة 2010م تحت عنوان: "ملاحظات نحو تعريف الثقافة".

يوضح لنا المترجم وجهة نظر إليوت فى اتخاذه هذا العنوان "ملاحظات نحو تعريف الثقافة" عندما يطرح سؤاله: هل هناك شروط ثابتة إذا تخلفت، فليس لنا أن نتوقع قيام ثقافة راقية؟ إن "ت. س. إليوت لا يعدنا بنظرية حول مفهوم الثقافة، أو القوى الثقافية، والعوامل الثقافية، ولكنه يكشف لنا عن أسباب نمو الثقافة وتدهورها، فشروط قيام شيء ما لا تستتبع بالضرورة قيام هذا الشيء، ويشير المترجم إلى أن اختيار "إليوت" للفظة "ملاحظات" فى هذا العنوان يدل على جملة أشياء:

"الأولى: أن الثقافة في نظره ليست نتاجا حتميا لقوى أو عوامل؛

الثانية: أنه لا يحاول أن يقدم حلولا لمشكلات ثقافية قائمة فعلا، بل يحاول أن يرسم صورة للثقافة الراقية كما يتصورها؛

الثالثة: على أنه يقصد إلى نقد أفكار معينة عن الثقافة، لا تلتئم مع هذه الصورة، أو لا تراعى تلك الشروط"[35].

ومن أجل إدراك مفهوم الثقافة وضع إليوت شروطا ثلاثة إذا ما تحققت، تم بها تحقيق الثقافة بالضرورة وهي:

أولا: البناء العضوي، ويرى أنه يساعد على الانتقال الوراثي للثقافة داخل ثقافة ومجتمع معينين، باستمرار الطبقات الاجتماعية؛

ثانيا: القابيلة للتحليل: ويرى وجوب أن تكون الثقافة (من وجهة النظر الجغرافية) قابلة للتحليل إلى ثقافات محلية (البعد الإقليمي للثقافة)؛

ثالثا: التوازن بين الوحدة والتنوع في الدين، ويرى أن هذا الشرط مهم لأنه في الكثير من الثقافات لا يمكن إغفال أو تهميش عامل الدين، إذ لا يمكن أن تظهر ثقافة أو تنمو إلا وهي متصلة بدين: ومن هنا تبدو الثقافة نتيجة من نتائج الدين، أو الدين نتيجة من نتائج الثقافة، طبقا لوجهة نظر الناظر[36].

ويعزو مايكل ديننغ هذه الفكرة الحداثية للثقافة إلى أزمة التفكير الديني التي مرت منها أوروبا، والمعارك بين الكنيسة والطوائف المنشقة. فالبنسبة إليه، فهم إليوت الثقافة في ضوء الجدل التاريخي بين الهيلينية والعبرانية، الموروث الكلاسيكي والوحي التوراتي، ولذلك فقد تخيل الثقافة ككل مثالي يشمل الرابط الاجتماعي المتمثل في جدالاته المذهبية، وهنا يمكن أن نقع في خطأين، إما أن ننظر إلى الدين والثقافة باعتبارهما متماهيين، أو نرى علاقة بين الدين والثقافة، ولذلك سينتهي الأمر بإليوت لحل الأحجية إلى مجاز مفاده: الثقافة هي تَجَسُد الدين[37]، وهذا الأمر يمكن تلمسه بشكل جلي في الفصل الرابع: "الوحدة والتنوع: الفرقة والنحلة" من كتاب إليوت السابق ذكره.

ولعل الخطأ الذي وقع فيه كل من حاول تعريف مفهوم الثقافة حسب إليوت هو الفصل بين هذه المعاني الثلاثة، فتايلور استخدم المعنى الأول العام والأنثروبولوجي بمعزل عن المعنيين الآخرين، ولذلك وجب أن ننظر إلى المجتمعات المعاصرة التي بلغت درجة عالية من النمو بهذه الزوايا الثلاثة، وعند هذه النقطة تدخل الأنثروبولوجيا في علم الاجتماع[38].

ومن هذا المنظور فالحديث عن الفرد الكامل الثقافة هو محض خيال، والبحث عن الثقافة لا يجب أن يكون في الفرد أو جماعة من الأفراد المستقلين بل في نطاق أوسع هو المجتمع ككل؛ فالسلوك المهذب بدون تعليم أو فكر أو حساسية للفنون يجنح بالمرء إلى آلية مجردة، وأن العلم بدون سلوك مهذب أو حساسية إنما هو حذلقة، وأن القدرة الفكرية مجردة من الصفات الأكثر إنسانية لا تستحق الإعجاب إلا كما يستحقه ذكاء طفل معجزة في لعب الشطرنج، وأن الفنون بدون إطار فكري زيف وخواء[39].

خاتمة مرحلية

نستنتج مما سبق بأن مفهوم الثقافة في سياقه الغربي تأثر بالمراحل التي قطعها الفكر الغربي عموما، وخاصة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، لذلك تعددت دلالاته ومجالاته وحدوده ومفارقاته وتجاذباته: بين الفردي والجماعي، المادي والرمزي، الفطري والمكتسب، ومن إنكار الدين والقيم كمحددات أساسية للثقافة في التصورات الوضعية إلى النقد الداخلي والاعتراف المحتشم بضرورة استحضار الدين باعتباره أساس الثقافة وروحها، وليس جانبا خفيا رمزيا يفلت من كل عملية تحديد في بعض التصورات النقدية اللاحقة والنموذج المتميز للإنجليزي ت. س. إليوت.

إن تعدد التعريفات الغربية المقدمة سابقا لمفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعية والإنسانية وتضاربها وتناقضها أحيانا يعطينا مشروعية إعادة النظر فيه ومساءلته من جديد، ويدفعنا بالمقابل إلى الانفتاح على مقاربات أخرى ستحاول النظر إلى الثقافة من زوايا حضارية أخرى مغايرة تنفتح على مجالات أخرى تم تهميشها أو تقزيم دورها في الفكر الغربي، وهو ما سنعرض له في الجزء الثالث من هذه الدراسة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] باحث مغربي، يعد أطروحة دكتوراه حول التحولات الثقافية في مجتمع الإعلام.

[2] Kroeber, A. L.; Kluckhohn, Clyde, Culture: a critical review of concepts and definitions, Papers. Pea**** Museum of Archaeology & Ethnology, Harvard University, Vol 47(1), 1952.



[3] في الثقافة والخطاب عن حرب الثقافات، حوار الهويات الوطنية في زمن العولمة، عبد الرزاق الدواي، ص. 23-24.

[4] تلاقي الثقافات والعلاقات الدولية، جان فريمون، مجلة الفكر العربي المعاصر، العدد 29، 1984م، ص.85، ذكر في: نفس المرجع السابق، ص. 23.

[5] الثقافة بين تأصيل الرؤية الإسلامية واغتراب منظور العلوم الاجتماعية، محمود الذاودي، دار الكتاب الجديد المتحدة، الطبعة الأولى، بيروت، 2006م، ص. 45.

[6] مفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعية، دنيس كوش، ترجمة منير السعيداني، المنظمة العربية للترجمة، الطبعة الأولى، بيروت، مارس 2007م، ص.49.

[7] Emile Durkheim, les règles de la méthode sociologique, PUF/ Quadrige, Paris, 1981, P.15.

[8] رواد الفكر الاجتماعي، إحسان محمد الحسن، دار الحكمة للطباعة والنشر، بغداد، العراق، 1999م، ص. 227-229.

[9] مدخل إلى سوسيولوجيا الثقافة، دفيد إنغليز وجون هيوسون، ترجمة لما نصير، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ط1، بيروت، 2013م، ص.56.

[10] نفس المرجع السابق، ص. 41.

[11] مفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعية، دنيس كوش، ترجمة منير السعيداني، ص. 121.

[12] الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية، ماكس فيبر، ترجمة محمد علي مقلد، مركز الإنماء القومي، بيروت، بدون تاريخ، ص.198.

[13] مفهوم الثقافة في العلوم الاجتماعية، دنيس كوش، ترجمة منير السعيداني، ص.135.

[14] مدخل إلى سوسيولوجيا الثقافة، دفيد إنغليز وجون هيوسون، ترجمة لما نصير، ص. 50.

[15] نفس المرجع السابق، ص. 138.

[16] الثقافة بين تأصيل الرؤية الإسلامية واغتراب منظور العلوم الاجتماعية، محمود الذاودي، ص. 258.

[17] نفس المرجع السابق، ص. 258.

[18] النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت: من ماكس هوركهايمر إلى أكسل هونيث، كمال مونير، الدار العربية للعلوم ناشرون، لبنان، الطبعة الأولى، 2010، ص. 10.

[19] مدرسة فرانكفورت، توم بوتومور، ترجمة: سعد هجرس، دار أويا، الطبعة الثانية، طرابلس، ليبيا، 2004م، ص.

206-207.

[20] النظريات الاجتماعية والممارسة البحثية، فيليب جونز، ترجمة محمد ياسر الخواجه، مصر العربية للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى، 2010م، ص. 119.

[21] النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت: من ماكس هوركهايمر إلى أكسل هونيث، كمال مونير، ص. 44-45.

[22] مدرسة فرانكفورت، توم بوتومور، ترجمة: سعد هجرس، ص.213.

[23] نفس المرجع السابق، ص. 212-213.

[24] مدرسة فرانكفورت، توم بوتومور، ترجمة: سعد هجرس، ص. 100-101.

[25] Horkheimer, M. and The. Adorno, Dialectic of Enti- ghtement, Herder and Herder, N.Y, 1972, pp. 120-167.

[26] مدخل إلى سوسيولوجيا الثقافة، دفيد إنغليز وجون هيوسون، ترجمة لما نصير، ص. 73.

[27] الإنسان ذو البعد الواحد، هربرت ماركوز، ترجمة جورج طرابيشي، دار الآداب، الطبعة الثالثة، بيروتـ، 1988م، ص. 15.

[28] نفس المرجع السابق، ص. 91.

[29] نفس المرجع السابق، ص. 100.

[30] نفس المرجع السابق، ص. 93.

[31] نفس المرجع السابق، ص.92.

[32] مدرسة فرانكفورت، توم بوتومور، ترجمة: سعد هجرس، ص. 125.

[33] الإنسان ذو البعد الواحد، هربرت ماركوز، ترجمة جورج طرابيشي، ص. 268.

[34] نفس المرجع السابق، ص. 162-163.

[35] ملاحظات نحو تعريف الثقافة، توماس ستيرنز إليوت، ترجمة شكري محمد عياد، المركز القومي للترجمة، سلسلة ميراث الترجمة، عدد 1623، القاهرة، 2010م، ص.7.

[36]نفس المرجع السابق، ص. 19-20.

[37] الثقافة في عصر العوالم الثلاثة، مايكل ديننغ، ترجمة أسامة الغزولي، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، سلسلة عالم المعرفة، عدد 401، الكويت، يونيو 2013، ص.107-108.

[38] ملاحظات نحو تعريف الثقافة، توماس ستيرنز إليوت، ترجمة شكري محمد عياد، ص.26.

[39] نفس المرجع السابق، ص. 27.



_________________________________
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59