لم يظن طالب الثانوية الأمريكي تايلر بارني (17 عاماً)، أن يقوده بحثه حول سبب بطء هاتف أخيه مقارنة بهاتفه، إلى اكتشاف سر دفين وكبير لعملاق التكنولوجيا الأمريكي "آبل"، خبأته الشركة في ثنايا التحديثات الجديدة لأنظمة التشغيل التي تعمل بها هواتفها القديمة؛ لدفع المستخدمين إلى شراء هواتف الشركة الجديدة بحسب ما خلُصَ له "بارني".


ونشر طالب الثانوية الأمريكي أبحاثه مع الأدلة على صفحات التواصل الاجتماعي، مطالباً في الوقت ذاته برفع دعاوى قضائية تطالب بالحق الشخصي لجميع مالكي هواتف "آبل" القديمة، وإصدار تحديثات جديدة تعوض المتضررين عن البطء الذي لحق بأجهزتهم، وهو ما استجابت له "آبل" في نهاية المطاف، بعد أن دوِّلت هذه المطالبات إلى خارج الولايات المتحدة، مع إعلانها عن خفض سعر بطارياتها بنحو 50 دولاراً أمريكياً، على المستوى العالمي.






وتمكّن "بارني" وهو طالب في ثانوية "جبل جولييت" في ولاية "تينيسي" الأمريكية، من أجراء أبحاث على عدة هواتف "آيفون"، وقياس سرعات هذه الأجهزة، وتحديد الأمر البرمجي في الأنظمة الحديثة الذي تسبب ببطء الجهاز، أو تعرضه لإعادة التشغيل، في حين أوضح "بارني" لشبكة "أن بي سي نيوز" الأمريكية أنه أجرى أبحاثه بداية على هاتف "Iphone 6S".


بدورها تقدمت "آبل" بخالص أسفها واعتذارها لمحبيها، معللة إجراءها هذا كأحد الإجراءات الوقائية لحماية الجهاز بعد أن تصل البطارية إلى حد معين من الاستهلاك، غير أن اعتذار "آبل" تمت مواجهته بعاصفة أكبر من الدعاوى، بعد أن اعترفت الشركة بالأمر، ومنها ما طالبت به الجهات المعنية في باريس؛ حيث تقدم المستخدمون بدعاوى تعويض، مع مطالبة الشركة بتوضيح مثل هكذا إجراءات مسبقاً، مع أهمية وضع خيار يتم تفعيله من عدمه ضمن النظام.





وقال بارني لشبكة الأخبار الأمريكية "أن بي سي نيوز"، إنه وجد خلال أبحاثه أن انخفاض الأداء مرتبط بمستوى الطاقة التي تملكها بطاريات "ليثيوم أيون"، وذلك من خلال خوارزمية داخل النظام تعمل على إنشاء هذا الرابط بين البطارية ونظام التشغيل.




وفتحت أبحاث بارني الباب أمام العديد من الباحثين الذين قاموا بالتجارب ذاتها، التي أوصلتهم لنفس النتائج، والتي بينت التلاعب الذي مارسته الشركة بحسب وصف المستخدمين، الذين طالبوا الشركة بتعويضات مختلفة، وصلت في باريس إلى حد مطالبة "آبل" بمشاركتها بنسبة ما قيمته 5% من أرباح الشركة السنوية.

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)