عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-09-2016, 12:01 PM
الصورة الرمزية أيمن أحمد رؤوف القادري
أيمن أحمد رؤوف القادري غير متواجد حالياً
كاتب وأديب قدير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: لبنان
العمر: 57
المشاركات: 316
افتراضي مسافر في كلّ اتـِّجاه (إلى المعلِّم في عيده)



سِرْ واثِقاً في دُروبِ الـمَجْدِ دونَ ونى
فإنَّ ميراثَ أهلِ العِلْمِ كلُّ غِنى
لعلَّ خطوتَكَ الوُثْـقى مُحطِّمةٌ
كِـبْرَ الجهولِ، فـتحيا في القُلوبِ مُنى
أبْـحِرْ على أملٍ، مهما الخِضمُّ رمى
موجَ الفَسادِ، وأفـنى في الـنُّفوسِ سنا
لعلَّ مِـجدافَك الموّارَ يُوصِلُـنا
لشاطِئٍ، فيهِ يَـلْقى الـمُبْحِرُ الـسَّكَنا
حلِّـقْ بكلِّ سماءٍ لا طُيورَ بها
حيثُ الغُـيومُ أعدَّتْ للـنَّدى كَفَـنا
لعلَّ شمْسَكَ تَـجْلو كلَّ مُظْلِمةٍ
وتُـوقِـظُ العَـقْلَ من نَومٍ طغى زمَـنا
في الـبَرِّ، في الـبَحْرِ، في الأجواءِ عاليةً
بالأمسِ، واليومَ، في مُستَـقبَلٍ رُهِــنا
مُعــلِّمَ الـنَّشْءِ، هذا الـنُّورُ تبذُلُــهُ
للـطَّالبينَ، ولا ترجو لهُ ثَـمَنا
***
مُعــلِّمَ الـنَّشْءِ، كم أفنَــيْتَ من عُمُــرٍ
واللَّــيلُ يدفعُـهُ صبحٌ حبا وَهِنا
وكم سكبْتَ على الأوراقِ من مُقَــلٍ
والـدَّاءُ أوشكَ أن يخـتارَها وطَـنا
تُحبِّـرُ اليومَ أوراقًا، على أملٍ
أنْ تُــبهِجَ العينَ أوراقٌ علَتْ فَــنَنا
أما ارتـقَيْتَ الـصُّخُورَ الـصُّـمَّ تغرِسُها
فأينَــعَتْ، والـشَّذا الفـوَّاحُ بعضُ جَنى؟
نـزعتَ أشواكَ جَهلٍ، فالـيدانِ دمٌ
ولا أنـينَ، ولا شكْوى، ولا حزَنا
فاهنأْ بـمـَــــرْتَـبةٍ ليسَ الـمُلوكُ لها
وإنْ تَـجـمَّعَ ما في الـتُّرْبِ قد دُفِنا
***
مُعــلِّمَ الـنَّشْءِ، ضاءَ الحَرْفُ حينَ شدا
بخادِمِ الحَرْفِ، والإبداعُ قد فُـتِنا
إذا الهِدايةُ كانَـتْ فيكَ ماثِلةً
فسِرْ، وأبحِرْ، وحلِّقْ، واهتِفنَّ: أنا!
***

المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59