عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 05-04-2016, 11:48 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

الفصل السابع:
الأدوية العامة
علاج الأمة في خمس([1])


إنما أخرت هذا الفصل لكي تكون عندنا نظرة طبية جيدة، وثقافة طبية ممتازة، وحس طبي متميز. ثم نعود بعدها لنتفكر في عظمة الذي أرسل لنا محمدا r لسعادة الدنيا والآخرة. فنعرف أنه رسول الله حقا وصدقا. إذ كيف لرجل أمي في أمة لا تقرأ ولا تكتب تصبح معلمة للدنيا بأسرها. وحتى القرن الحادي والعشرين أيضا لا يستطيع أن يستغني عنها؛ بل ويرجع الفضل في التقدم لها. بل وكل الشقاوة في الإعراض عن منهج ذلك الدين القويم.وقد وردت عدة روايات عن المصطفى r تشير بوضوح على أن أغلب الشفاء يكون بخمسة أشياء:آية من كتاب الله، أو شربة من عسل، أو شرطة بمحجم، أو الكي ولا أحب أن أكتوي، أو المشي.
1-أما الأول: ( آية من كتاب الله)
فقد فصلته في كتابي خمس حقائق إيمانية؛ فإن لم تجده فراجع كتاب الأذكار للأمام النووي عليه من الله سحائب لرضوان/فصل الأمور العارضات.
وقد يكون العلاج بفهم آي القرآن فقد مرض بعض التابعين فقال:ائتوني بعسل+زيت+ماء فكان شفاؤه وذلك لقوله تعالى عن العسل] فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ[ وعن الزيت] شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ [ النور:35 وعن الماء ] وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً ((قّ:9)
و يقال أن المسلمين في أحد غزواتهم قد شاهدوا الرز ولم يكن لهم فيه معرفة فقالوا: اغمروه بالماء وأوقدوا تحته النار حتى يغلي، وأزيحوا ما يخرج عليه من الزبد ( الرغوة) ففعلوا ذلك وأكلوا ولا يزال ذلك العمل إلى اليوم. فقلت: لعلهم استدلوا بقوله تعالى ] فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ [ (الرعد: 17).
ولذلك فإن الرغوة هي لما يطفو من أشياء زائدة أو ضارة ويجب أن تزال، حتى رغوة القهوة قد سمعت بأنها ضارة، وسمعت بأن الطعام القديم الذي يعاد تسخينه ويتشكل على سطحه الرغوة (الزبد) هو ضار يجب أن لا يستهلكه البشر.
للجن:سورة يس و الصافات تقرآن على ملح الطعام، فلا يذوقه الشيطان ولا حتى وهو في جسم الإنسان، أو بقراءة القرآن كالبقرة وآل عمران لإخراج الجن من البيوت و المصروع، ويس وتبارك والواقعة للأمراض الخطيرة، والواقعة للفاقة والأذكار للمناسبات لقوله تعالى (الإسراء:82)
]وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً[
أو يكون العلاج بالصدقة فقد ذهب شاب للعلاج في روسيا على زمن قوّتها للعلاج من سرطان مؤكد في رأسه ولكن أخته سارعت لحملة تبرع للفقراء والمساكين. والصلاة والدعاء: لقوله r داووا مرضاكم بالصدقة. وحين أرادوا تصويره قبل دخول العملية لم يجدوا للسرطان أثرا، وعندما عاد لسوريا عرف السبب فعاد إلى الله تعالى موقنا بكلام المصطفى r.
ويكون العلاج بالأذكار المسنونة فقد روي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال في قوله بسم الله إنه شفاء من كل داء وعون على كل دواء تفسير القرطبي ج: 9 ص: 370 وعن الفاتحة أنها رقية.
تفسير القرطبي ج: 1 ص: 170: الصلاة سبب للرزق … وشفاء من وجع البطن وغيره روي أبن ماجة عن أبي هريرة t قال هجر النبي صلى الله عليه وسلم فهجرت فصليت ثم جلست فألتفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أشكمت درده (تشتكي بطنك بالفارسية) قلت نعم يا رسول الله قال قم فصل فإن في الصلاة شفاء). وكان r إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.([2])
وقد يكون العلاج بقراءة الفاتحة سبع مرات ثم الصلاة الإبراهيمية أربعا ثم الفاتحة أربعا على المرض مباشرة أو على كأس ماء.
واعلم أن لك عند رؤية الكعبة لأول وهلة دعوة مستجابة، فهل تدعو بشيء دنيوي فانٍ، أم ستدعو لأمة محمد r بالفرج والهداية والنصر المبين.
وفي تفسير القرطبي ج: 1 ص: 107 كان ابن عباس إذا شرب من زمزم قال اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء قال ابن العربي وهذا موجود فيه إلى يوم القيامة لمن صحت نيته وسلمت طويته ولم يكن به مكذبا ولا يشربه مجربا فإن الله مع المتوكلين وهو يفضح المجربين.
وألان هل عندنا يقين على هذه الأدوية الربانية فقد جربها كثيرون بعد أن انقطعت بهم كل السبل، فشفاهم خالق الأسباب بلا أسباب.ومن العجيب أن الإنسان إذا خدرت رجله فعلاجها بذكر أحب الناس إليه وكان بعضهم يذكر الرسول e فتنحل رجله.
2-أما العسل:
فهو متعدد الفوائد ففيه أشياء كثيرة حتى يكاد يجمع كل العقلاء على أن العسل صيدلية كاملة بحد ذاتها. فأنت ترى كتب الطب القديمة تضع لكل مرض وصفة تحتوي على العسل غالبا وذلك للأسباب التالية:
1- فالطبيب إما أن يُضعِف المرض(الجرثومة) أمام المريض فينتصر، والعسل في هذا المجال لا يبارى، ولكن لحد الآن لا يعرف بالضبط الخاصية التي يتم من خلالها قتل العسل للجراثيم.
2-وإما أن يقوم الطبيب بتقوية المريض أمام المرض وهذا موجود في العسل بما لا يجارى؛ فالمواد المفيدة في العسل والمقويات من سكاكر وفيتامينات وأملاح لا تكاد تحصى.
3-وإما أن يغلف المادة بملطف حافظ للمكان كالحرق، وهذه موجودة في العسل، وقد وجد العسل مع الفراعنة وعمره آلاف السنين.
4-وإما أن يزيل الاحتقان ويخفف التشنجات وهذا موجود في العسل. فهاهو شراب سعال يفتخر بأن العسل من مكوناته.
5-أما الحساسية فمنها ما يزيله العسل وهو المطلوب، ومنها ما يزيده فيجب أن لا يتناوله المريض؛ لأننا مأمورون عندئذ بأن نبتعد عنه، فكما أن الصوم جُنة إلا أنه محرم في أيام الأعياد، وكذلك العسل ممنوع عن الأرمد والمصاب بالحمى، وكذلك التمر. وفي العسل فوائد كثيرة لما يكتشف كلها بعد ولكن هناك ملاحظات:-
تعالى أخبرنا أن في العسل شفاء ] ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا[3] شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [ النحل:69) وهذه العبارة لم تنف وجود ضرر للبعض ولكنه أندر من نادر، ولو قال: "الشفاء فيه"لما كان في غيره شفاء.
أنه تعالى قال شراب فالنحلة تجمع الرحيق ثم ترفرف عليه بأجنحتها حتى يتبخر الماء؛ لذلك فإن على من يريد أن يتداوى بشرب العسل(شرباً) أن يحله بالماء ليعود إلى طبيعته.
أما من يريد أن يخلطه بمواد أخرى فيجب أن يكون العسل منزوع الرغوة، وإلا فإن العلاج قد يتعفن؛ لأن الزبد ضار كما مر معنا، وقد ينفع وضع العلاج في مكان بارد كأسفل الثلاجة.
إن كثرة محاولات غش العسل جعلت من الصعب الوثوق بالعلاج به لذا لابد من التناصح والتقوى. ( راجع إن شئت كتابي:خمس موبقات في علم الاقتصاد/فصل الغش مجمع خسائس )،و لقد بينوا فوائد أقراص الشمع الطبيعي، بل لقد عملوا مصائد عند باب الخلية لحبوب اللقاح التي تعلق بأرجل النحلة والتي يقال بأنها مع العسل وشيء من غذاء الملكات علاج للربو لا مثيل له.
كما أنني قد وجدت جزءا من كتاب يصف فيه ملعقة عسل بعد كل وجبة لأمراض المسالك التنفسية من رشح أو تحسس وجيوب.
كما وصف مزيجا من العسل والخل غرغرة للحلق فكانت نتائج باهرة، كما أوصى بمضغ الشمع الطبيعي لانسداد الأنف.
كما أن العكبر-المادة السوداء التي تسد بها النحلة الشقوق- يدهن بها الصدفية عدة مرات فتشفى بإذن الشافي U.
ولعل في التمر سلوى لمن لا يجد عسلا؛ ذلك؛ لأن تركيب التمر مقارب لتركيب العسل وفي مجمع الزوائد ج: 5 ص: 39 قالr اكرموا عمتكم النخلة فأنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم. وهذا فيه إعجاز نبوي حيث تجد المشابهة في التركيب بين الإنسان والتمر.
ونشرت بعض محطات التلفزيون أن الصوم على التمر فقط والماء لمدة 15 يوما يعالج 17 مرضا منها ضعف الدم مع تخفيف الوزن، وللقولون، والجهاز الهضمي، و للباسور، والبصر، والأعصاب …الخن، ولكن هذا في نظري يحتاج إلى المعادلة الحار(التمر) بالبارد كالقثاء أو الخيار. كما أسلفنا في التسمين.
وإذا أردت المزيد عن العسل فهناك مؤلفات كثيرة عن العسل منها كتاب للشيخ عبد الغني الدقر بن الشيخ علي الدقر ذاك المعلم المربي الفاضل محيي الدين في قلوب الملايين من أبناء الشام وما حولها، وهو تلميذ المحدث الشيخ بدر الدين الحسني صاحب الباع الرفيع في إحياء موات قلوب الأمة واحترام الأئمة فجزاهم الله عنا خير الجزاء وأسكنهم فسيح جنانه.
والعلاج قد يكون بإضافة شيء آخر مع العسل فالسنا والسنوت دواء من كل داء إلا الموت، فقيل السنوت هو العسل، وقيل بل هو عين الجرادة(عشبة).
3-أما الحجامة
إن من المهم جدا جدا جدا صيام ثلاثة أيام في كل شهر([4])،خاصة عندما يكون القمر في قمة الاكتمال، وهذا معروف بصيام الأيام البيض، كما أوصى النبي المصطفى r وبصيام الاثنين والخميس، لما لخصوصية هذه الأيام من فضائل، وعلى الأقل فإنها تنقي الجسم من الفضلات، عدا عن ضبطها لتصرفات الإنسان ومنعه من التهام الكثير من الطعام.
ففي (سنن الترمذي 2053) عن بن عباسt قال r نعم العبد الحجّام يذهب الدم ويخف الصلب ويجلو عن البصر وقال إن رسول الله r حين عرج به ما مر على ملأ من الملائكة إلا قالوا عليك بالحجامة وقال: إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين( أي بعد منتصف الشهر القمري) وقال إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي.
وفي (الترغيب والترهيب 5252) وعن سلمى خادم رسول الله r قالت ما كان أحد يشتكي إلى رسول الله r وجعا في رأسه إلا قال احتجم ولا وجعا في رجليه إلا قال أخضبهما (أي بالحناء).
وأفضل الأيام يوم الاثنين لورود نهيٍ عما سواه عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الحجامة في الرأس شفاء من سبع إذا ما نوى صاحبها من الجنون والجذام والبرص والنعاس ووجع الضرس والصداع وظلمة يجدها في عينيه)المعجم الكبير ج: 11 ص: 29/ 10938 .مع ملاحظة أن حجامة الرأس تحتاج إلى متخصص في ذلك وإلا فإنها قد تضر.
والحجامة تعني إخراج الدم الفاسد من مكان مخصوص وهذا له عدة أسباب: فإذا كان الأمر من زيادة الدم وتحركه خصوصا في حر الصيف فيغني منه سحب الدم، وقد يؤجر المرء عليه إذا كان يقصد إنقاذ حياة مسلم صالح قال الله تعالى عن النفس] وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعا[ المائدة 32
أما إذا كان المطلوب إخراج الدم الفاسد من مكان مخصوص فهذا لا بد من عمل التالي من قِبَل متخصص، بعد تطهير المكان وحلاقة الشعر:
يؤتى بكأس فيوضع به قطعة ورق تحترق ويلصق بالمكان كالظهر، عندئذ تنطفئ النار بسرعة ويبدأ الهواء بالتقلص ويبدأ اللحم بالانجذاب في الكأس ويبقى منجذبا لمدة 3-5 دقائق بعدها يضغط المختص على اللحم الذي بجانب الكأس ليسمح للهواء بالدخول إلى الكأس فترتخي الكأس وتنزل.
بعدها يشطب بلطف المكان بشفرة حادة معقمة ويوضع الكأس من جديد فيبدأ الدم بالخروج من الجسم إلى الكأس ويبقى كالمدة السابقة وينقطع الدم وتسحب الكأس كالمرة الأولى، بعدها يمسح المكان بقطعة قماش نظيفة معقمة ويدهن المكان بالزيت أو الاسبيرتو الطبي قبل الزيت. وبهذه الطريقة تعالج أمراض عديدة منها النزلة الصدرية: حيث يوضع أربع كأسات على الظهر كما سبق.
روما تزم الرجلين: بوضع كاس أو أكثر تحت مكان الألم بقليل بحيث ينزل الدم الفاسد من المكان.
الصدفية: بتشطيب ما تحت الألم: وإذا أردت مزيدا عن الحجامة فعليك بفتح الباري شرح صحيح البخاري وكتاب الأذكار للإمام النووي رحمهم الله تعالى جميعا وأسكنهم جوار حبيبه المصطفىr. أو كتاب الحجامة للرفاعي الأردني الساكن والمعالج في مسجد الأدلبي غرب ناعور.
ولقد كنت أستمع لبرنامج إذاعي يتكلم عن الحجامة فاتصل به أحدهم قائلا: لقد عملت جحامة للمعالجة من ضغط الدم الشرياني فشفيت بحمد الله، وكانت معه صدفية فشفيت أيضا علما بأن لم يدع طبيبا في الشام إلا وراجعه لأجلها دون فائدة! وعندما سمعت هذا الكلام عن فوائد الحجامة الكثيرة ذهبت واحتجمت للأكزمة الموجودة في يدي وقد أعياها الطب عندنا فخفت فعملت حجامة أخرى في الشهر الثاني فشفيت تماما بحمد الله تعالى.
وقال البرنامج إن الدم المأخوذ من الحجامة كان يحتوي على الكريات الحمراء الكهلة والمشوهة والضعيفة، فيا لعظيم فائدة الحجامة، ويا لسعادتنا بهذا الدين العظيم الذي نص فقهاؤه أنه " ما من أمر شرعي إلا وله فائدة دنيوية قبل الأخروية وما نهى الشرع عن شيء إلا وفيه ضرر في الدنيا قبل الآخرة"
ولقد وجدت شخصا معه جهاز يعمل بشفط الهواء ومعه عدة مقاسات تصلح لكل أجزاء الجسم يعالج بالحجامة وطلبت إليه أن يرشدني إلى النشرة التي يعالج بموجبها فأعطاني إياها فوجد مما كتب بها ما يلي:-
"من أقوال الجدات عندنا" كاسات الهواء حكمة بلا دواء" وهو في الصين تقليد غائر في القدم يعود إلى أكثر من 2600 سنة. ويعالج 48مرضاً.
ولي على هذه الوصفة ملاحظات:إذ يجب أن يكون آلة الحجامة ( غالبا الشفرة الحلاقة ) معقمة لئلا تنتقل الجراثيم. والأفضل الحرق للشفرة بالنار أو المسح الجيد بالإسبيرتو أو السافلون أو الفونيك.
كما أننا لا نوافقه على تكرار الحجامة عدة مرات في أقل من شهر بل تكون الحجامة لمرة واحدة مع قراءة الفاتحة والدعاء بالشفاء.
4-أما الكي:
فلا أعرف عنه الكثير وهو يقوم على وضع نبتة تشبه إلى حد كبير القطنة في شكلها وطريقة احتراقها؛ فإذا احترق مكان الألم الذي ينفعه ذلك انتفع بإذن النافع سبحانه.
وقد يوضع في مكان الحرق حبة حمص ليساعد في خروج الصديد كما يوضع على حبة الحمص ورقة عنب (الدالية) ليساعد على خروج الصديد من الحفرة التي عملتها الحمصة في الجسم.
على كل حال فكما قلنا بأن هذا كتاب ثقافة طبية؛ لا لكي يؤخذ منه وصفات طبية ولكن لعلها تقوم هناك لجنة طبية ويساعدها متبرعون لكي يستفيدوا من خبرات السابقين.
وقد تكون عملية الكي بإشعال سيجارة ووضعها قرب المكان المطلوب بحيث تؤثر على الجرثومة ولكن لا تحرق الجسم، وذلك لعلاج بثرة عجز الطب عنها. فالجرثومة تموت في درجة حرارة 40 مئوية.
5-أما المشي:
المستدرك ج: 4 ص: 233/ 7472 عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي هذا حديث صحيح وله شواهد.
وفي سير أعلام النبلاء ج: 5 ص: 52 ينبغي للرجل أن يتعاهد من نفسه ثلاثة أشياء لا يدعها المشي فإن احتاجه وجده وأن لا يدع الأكل فإن أمعاءه تضيق وأن لا يدع الجماع فإن البئر إذا لم تنزع ذهب ماءها قلت يفعل هذه الأشياء باقتصاد ولا سيما الجماع إذا شاخ فتركه أولى.
و المشي هو تمرين الجسم على أداء أعماله بتفوق بالتدريج فكما أن التربية هي: الوصول إلى الكمال بالتدريج "فالمشي كذلك.
فإذا تعود القلب على الحركة بسرعة في أيام الرخاء؛ فهو أقدر على ذلك أيام الشدة، وإذا تعودت الرئة على تلبية حاجات القلب والجسم من الأكسجين فهي أقدر على ذلك في حالة الحرب، وإذا كانت القدمان قادرتان على قطع المسافة في التدريب فهي أقدر على قطعها في الجد.
ولعل الرئة التي لا يمشي صاحبها إلى الصلاة مشيا لعلها تصاب بالتدرن وما أدراك ما التدرن، والقلب يصاب بالترهل وما أدراك ما الترهل.
ولعل العضلات التي لا تتمرن تصاب بالعجز. وينص الأطباء على أن العضو الذي لا يتحرك ويقوم بوظيفته فإنه يهمل بالتدريج ويتعطل.
حتى أن الذي يصاب بشلل في يد يجب أن يحرك الأخرى حتى يتعب. ولقد أصيب صديق لي بدسك فأوصوه بالنوم وعدم الحركة لمدة شهرين، فما شفي من دسكه حتى أصيب بالسعال من قلة المشي. مما يدل على أن الملازم للفراش حتى بعد العملية الجراحية يجب أن يتحرك حركة لا تضر مرضه ولكن تنفع بقية جسمه. وإلا فإن الجلطة والتصلب بانتظاره.
علما بأن هز السيارة أثناء ركوبها لا يكون رياضة ولو أتعب.
ولقد ذكرنا في أثناء هذا الكتاب كثيرا عن فوائد المشي مما يغني عن إعادتها، ولولا الإطالة لكان لابد من مجلد لشرح فوائد المشي وضرر الركون إلى السيارة. علما بأن شغل الأطباء الشاغل في هذه الأيام هي في كيفية إعادة البشرية إلى مسارها الصحيح في ترك الترهل وكثرة التهام الأكل وإعادتهم إلى أحضان الطبيعة. مما يفسر لنا كم هو مظلوم ذلك القرن العشرين حينما وصف بأنه خير القرون. وهو من هذه التهمة براء.
ولقد سمعت في إذاعة لندن الخامسة مساءً يوم 5/5/2002 عن تقريرا مفاده أن السمنة ستحتل المكانة الأولى بدل التدخين في سبب الوفيات؛ لأن أغلب الأمراض لو تمعنا فيها لوجدناها بسبب عدم المشي مما ينتج عنه في الغالب السمنة.
إن عدم الإجهاد للجسم ينقص القدرة على وصول الدم بجدارة إلى كل جزء وخلية من أجزاء الجسم، مما يسبب في إنقاص القدرة على قيام هذا الجزء بواجبه على ما يرام؛ مما يؤدي بدوره إلى إنقاص قدرته على العطاء لبقية الأعضاء وهكذا. وحين يصح لتلك النقطة أن تطلب من القلب إيصال الدم لها بجدارة، فقد تسبب ما يعرف " بالضغط".
بقي أن نقول إن المشي شيء غير الركض؛ لأن الركض فيه إجهاد قد لا يتحمله المرضى بل وكثير من الأصحاء. والمشي بالتدرج مع الإصرار على المتابعة أولى.
وقد عادت كوبا لوضع نصب تذكاري للدراجة الهوائية والتي تجمع بين الحركة السريعة والتوفير والحركة. (راجع إن شئت كتابي خمس موبقات في علم الاقتصاد).
ولعل لنا في السعي بين الصفا والمروة والطواف بالبيت أثناء الحج عبرة في عظمة هذا الدين الحنيف الكامل المتكامل. بل وفي الحديث الذي يحض على المشي وعدم الركوب إلى صلاة الجمعة إعجازين؛ أولهما: في فائدة المشي وثانيهما: في أن أبواب المساجد مهما اتسعت لا يمكن أن تكفي مئات السيارات فيما لو حضر كل مصلٍ مع سيارته.(ومشى ولم يركب )
ويطلق المشي على الاستمشاء وهو الإسهال لأنه يحرك المعدة فلا تفسد بالكسل.
6-المستعجلة:
هناك طريقة تشبه إلى حد كبير في إخراج الأذى من الجسم طريقة الحجامة، فالجسم يحاول الإمساك بالمواد الضارة من الجسم وإخراجها، وقد يكون الإخراج إلى الجلد فيقوم الأذى بالتمركز على الجلد من الخارج وإلحاق الأذى به، لكن ومهما يكن فإنه يكون اقل ضررا من البقاء في الداخل؛ طبعا هذا ليس لكل أنواع أمراض الجلد.
وعلى كل حال فإن المستعجلة قد سميت بذلك لسهولة وسرعة تحضيرها وسرعة حل الإشكال أيضا وقد جربت لعدة أشياء.
طريقة التحضير:طحين يعجن بسكر وزيت ولا يجوز وضع الماء معها إلا أقل من القليل وتوضع على المكان ويعصب عليها من غير تشديد فإن لم يجد فقطعة حلاوة، يمكن وضعهما معاً. وواحدة كل 6-10 ساعات حتى تخرج المادة الفاسدة نهائيا، كالدمامل و القيح (الصديد) وحتى الشوكة .
7-أما الجراحة:
ففي (المستدرك 8250) عن أسماء بنت أبي بكر الصديق y قالت: خرج في عنقي خراج فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال( افتحيه فلا تدعيه يأكل اللحم ويمص الدم)
8-الصوم
وقد يكون العلاج بالصوم لإجبار الجسم على إحراق الفضلات ولحرمان الجرثومة من الطعام بل والماء، ألا ترى كيف يمتنع المريض عن الطعام فطريا، والسبب في ذلك حرمان الجرثومة من الماء والغذاء، و تسهيلا لمرور كريات الدم البيضاء والراصات إلى مكان الألم(راجع إن شئت كتابي بر الوالدين بعد الزواج/ فصل جريمة الخمر)
والصوم بحد ذاته علاج لكثير من الأمراض خاصة الجلدية منها، كما أنه يقوي الإرادة على مقارعة الخصوم،خاصة النفس(( أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك)) إن كل لقمة تأكلها بعد الهضم تعتبر وجبة كاملة؛ فالسيجارة وجبة، وكاس الشاي وجبة، وحبة الحلوى وجبة…وكل وجبة تحتاج إلى هرمونات ونزول مادة هاضمة وفرز وأنزيمات وتمثيل وخزن …الخ
فانظر إلى قيمة الصيام فقط من هذه الزاوية لترى كم هي نعمة الله على المسلمين في صيامهم الذي يمتنعون فيه عن تناول أي نوع من أنواع الطعام، فكيف إذا ضممنا إلية الصلاة، والصفاء، والتعاون، والصدقة، وصلة الأرحام، وقيام الليل، وقراءة القرآن، والانضباط، والتوحد في لحظة الإفطار ولحظة الإمساك..الخ.
إن من وسائل الدفاع في الجسم سحب ذرة الماء وحرمان الجرثومة منها …ولعل البوتاسيوم الذي في العسل يقوم بهذه المهمة؛ فانظر إلى قيمة الصيام من هذه الناحية أيضا لأنه يقوم بذلك، وكثير من الأمراض الجلدية يساعد الصيام في علاجها. مصداق قوله r(صوموا تصحوا).
لكن احذر من تناول البوتاسيوم لوحده لأنه لابد من توازنه مع المواد الأخرى في الدم..وهذا ما يقدر عليه الطعام الطبيعي دون غيره.
بما أن أفضل وسيلة للقضاء على الذباب لا بالمبيدات ولكن بالنظافة؛ وبما أن الذباب لا يطير غالباً إلا في النهار، وبما أن الصائم المتمسك بآداب الصيام لا يترك فضلات الطعام خلفه؛ لذلك فإن شهر الصوم يعتبر بحق شهر القضاء على الذباب.
ولقد كنا نصوم في الأيام الطويلة شديدة الحر، وكان الأعجب صيام الحصادين بالمناجل، وصبرهم على ذلك، وكانوا يستعينون بأكل الخبز العويص ( غير المختمر) وشرب الشنينة (اللبن المخفف بالماء المضاف إليه الملح ) وهذا التركيب عجيب كون اللبن مغذٍ والملح يحتفظ بالماء. والعويص جيد؛ لأن هضمه يتأخر.
وقد يكون التخلص من المرض بالإسهال أو شرب المسهلات، كما ذكرنا ذلك سابقا.
9-الماء
الصائم يفطر على التمر فإن لم يجد فالماء ؛فإنه طهور(( إذا وجدتم التمر فأفطروا عليه فإن لم تجدوا التمر فالماء فإن الماء طهور)) ( سنن النسائي الكبرى3314)، هكذا أخبر النبي r أن الماء طهور، فكانت الوصفة كالتالي لجميع الأمراض:
شرب لتر من الماء (أربع كاسات كبيرة) على الريق وقبل الطعام بأربعين دقيقة ثم تتناول الطعام ولا تتناول بعده شيئا لمدة ساعة، وتفعل هكذا في الغداء والعشاء لمدة ثلاثة أيام . وبعدها تفعل هذا فقط كل يوم صباحا . وهذه تجربة كتبت عنها الصحف وذكروا أنها علاج لكل داء حتى السرطان. وصديقي جربها مع زوجته فاستغنت عن الأنسولين التي كانت تستعمله للسكري. وحقا فإن الماء طهور لأنه يدخل على المعدة ثم ينتقل إلى الدم ثم إلى الكليتين ثم إلى المثانة، فيعمل بذلك دورة غسيل للجسم كله.
10- وصفة الشيخ لكل الأمراض:20 غرام لكل من:
1-حرمل 2-فيجل 3-رشاد 4-مربطارخ 5-قيصوم 6-قزحة (الحبة = حبة البركة) 7-بعيثران 8-صبرة (حلوة) 9-مريمية 10-شومر 11-خردل 12-يانسون 13-حلبة 14-بابونج 15-قشر بلوط 16-بزر كتان 17-جاوى 18-عود هندي (قسط بحري أو عادي)19-كزبرة 20-زعتر
التعليمات: تطحن الأعشاب ناعما وتنخل، ثم تخلط مع كيلو ونصف زيت زيتون أصلي، ويغلى الجميع على النار لمرة واحدة، (ويمكن في المرات القادمة أن يسخن) وبعد أن يفتر يدهن الجسم من الرقبة إلى القدم. مرة صباحا (بعد طلوع الشمس ) ومرة مساء (قبل الغروب) لمدة سبعة أيام متتالية، وفي اليوم الثامن يوقف الدهن ويغتسل ويرتاح 24 ساعة ويكرر بعد أسبوع إذا لزم الأمر. والله تعالى هو وحده الشافي.
ملاحظات
1-يمكن الاستغناء عن بعض هذه المواد لعدم توفرها، و يمكن أن يضاف قريص وحاصلبان وورق صنوبر وورق زيتون وطيون والجلد يأخذ حاجته
2-الأفضل عدم الاستحمام أثناء الدهن.
3-لمن لا يحفظ الرقية أن تكتب له على ورقات ويشرب عنها ويحمل بعضها ويضع في الزيت نسخة ثالثة.( راجع إن شئت كتابي خمس حقائق إيمانية /فصل الأذكار)
4- الرقية تكون بالفاتحة والإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي وآخر أربع آيات من سورة الحشر و ( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) وآيات الشفاء التي على الغلاف، ثم تقول أو تكتب اللهم اشف فلانا بن
5- يكون المسح خفيفا جدا بعد التحريك في كل مرة والانتظار قليلا ويمكن للإنسان أن يلبس ثيابا خاصة لمدة المسح كون الزيت لا يخرج بسهولة.
6-في اليوم الثالث أو الرابع تبدأ البثور(حبوب خفيفة كالحساسية اللطيفة) بالخروج على الجلد ( وهذا هو المرض) وفي اليوم الخامس وما بعده تبدأ تخف. فإذا لم يظهر ذلك على الجلد دل على عدم الاستفادة أو عدم وجود مرض. و على كل حال يستمر الدهن للنهاية.
7-فإذا قارب الزيت على الانتهاء يمكن أن يوضع مع الأعشاب في قطعة قماش ويترك لكي يتصفى فلا يهدر منه شيء.

[1] 16-قال القدماء:الطب خمسة أنواع:
1- الإلهي:كما في صحيح البخاري ج: 3 ص: 1192حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال r أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي أتاني رجلان فقعد أحدهما ثم رأسي والآخر ثم رجلي فقال أحدهما للآخر..الخ
2- الهي نبوي: وهو الدعاء مجمع الزوائد ج: 10 ص: 180: وعن ميمونة بنت أبي عسيب مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة من جرش أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعير فنادت يا عائشة اعينيني بدعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم تسكنني أو تطمنني قالت لها ضعي يدك اليمنى على بطنك فامسحيه وقولي بسم الله اللهم داوني بدوائك واشفني بشفائك وأغنني بفضلك عمن سواك واحدر عني أذاك قالت ربيعة فدعوت به فوجدته جيدا.
3- النبوي: مثل ماورد في سنن البيهقي الكبرى ج: 9 ص: 346:سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم بماذا تستمشين قلت بالشبرم قال حار قالت ثم قلت استمشيت بالسنا قال إن كان في شيء شفاء من الموت لكان في السنا.
4- العربي: وهو مأخوذ عن الأنبياء أو الأولياء أو التجارب.
5- طب الأطباء والصيدليات: فمنها ما هو مأخوذ عن من قلنا ومنه تجارب. وقد يكون أغلبها سموم بمقادير قليلة؛ لذا يكون أغلبها مراً للتحذير من تناوله بالفطرة

[2] وسبب تكلمهr بالفارسية أن المسلمين بدءوا بتعلم اللغات ليكونوا دعاة إلى الله تعالى في مشارق الأرض ومغاربها فلا بد من ممارسة ذلك في الحياة اليومية فكان محادثه لأبي هريرة كذلك.
وتعلم لغة القوم له مزايا كثيرة فهي تختصر الوقت ولا يدخلها تزوير المترجم، ولا اطلاعه على الأسرار، ومن تعلم لغة قوم أمن مكرهم. كما أنه لا يحتاج في كل ذهاب وإياب أن يأخذ معه مترجم.


[3] أثبت العلم المتقدم أن للنحلة بطوناً وليس بطنا واحداً. فمن الذي أخبر محمداً r.كما دلت دراسة في مجلة ألمانية: على أن العسل مقاوم للغرغرينا.بل يعيد الخلايا الميتة إلى طبيعتها.

([4]) تقول بعض الدراسات:أن القمر عند الامتلاء يؤثر على الدورة الدموية، ويسبب الجلطة عند الرجال ففي الصيام فائدة كبرى. علما بأن الأحاديث النبوية أفادت عن الحجامة (أو سحب الدم) بأنها تكون بعد منتصف الشهر القمري، أما النساء فإنهن يصبن بالعادة الشهرية فتكون لهن كالحجامة للرجال، ولذلك فأغلب النساء لا يصبن بالجلطة إلا بعد سن اليأس.
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59