من يوقف معاناة
السوريين ؟؟*
ــــــــــــــ
5 / 11 / 1435 هــ
31 / 8 / 2014 م
ـــــــــــ
يوما بعد يوم تزداد معاناة
السوريين في ظل تجاهل المجتمع الدولي المتعمد عن وضح حد لمأساتهم , ويوما بعد يوم تتعمق جراح أهل السنة في هذا البلد الذي ما زال يرزح تحت حكم النصيرية منذ أكثر من أربعة عقود .
لقد مر ما يقرب من أربع سنوات على الحرب التي يشنها النظام النصيري على الشعب السوري المسلم , الذي لم تكن تهمته سوى مطالبته بحقوقه المشروعة , بمشاركة صفوية فعلية كثيفة , وبغطاء صهيوني وغربي واضح , الأمر الذي يؤكد عدم جدية الدول الغربية - التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان - في حل الأزمة السورية , فالأرقام التي تتحدث عنها الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية عن أعداد اللاجئين والنازحيين التي تتضاعف كل عام , كانت كفيلة لتحريك المجتمع الدولي لو كان يريد التحرك .
فقد أعلنت الأمم المتحدة بالأمس ، أن عدد اللاجئين
السوريين الذين فروا من بلادهم هربا من النزاع فيها ، تخطى ثلاثة ملايين بينهم مليون خلال عام 2013 وحده .
وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيان أن "أزمة اللاجئين
السوريين المتفاقمة تخطت رقماً قياسياً جديداً قدره ثلاثة ملايين لاجئ" , مشيرة إلى أن هذا العدد لا يشمل مئات آلاف
السوريين الذين فروا من البلاد لكنهم لم يسجلوا على لوائح اللاجئين .
وقد ذكرت المنظمة الأممية أن هناك عددا كبيرا أيضاً من اللاجئين في دول مثل لبنان غير مسجلين ، إما لأنهم دخلوا بطريقة غير شرعية، أو بسبب ولادات حصلت أيضاً في البلد المضيف ولم تسجل.
وقالت المفوضية : إن عدد اللاجئين
السوريين المسجلين كان يبلغ مليوني شخص قبل أقل من سنة ، مشيرة إلى تقارير حول ظروف "مزرية داخل البلاد" لتفسير هذا الارتفاع الكبير في عدد اللاجئين، وإلى "مدن سكانها مطوقون وجائعون ويستهدف فيها المدنيون أو يقتلون بشكل عشوائي" .
وإلى جانب اللاجئين ، أشارت المنظمة الأممية إلى أن أعمال العنف أدت إلى نزوح أكثر من 5 .6 مليون نسمة داخل البلاد ، مما يعني أن نحو 50% من
السوريين اضطروا لمغادرة منازلهم , أكثر من نصفهم من الأطفال .
وأشارت المفوضية العليا إلى "عدد متزايد من العائلات التي تصل إلى (دول مجاورة) في حالة صدمة وتعب وخوف وبدون أي مدخرات"، مشيرة إلى أن غالبيتهم فارون منذ سنة أو أكثر , ويتنقلون من قرية إلى أخرى قبل أن يتخذوا قرار مغادرة البلاد ، الذي يعتبر خيارهم وملاذهم الأخير .
وقال مدير المفوضية "انطونيو غوتيريس" : "إن الأزمة السورية أصبحت ، أكبر حالة طوارئ إنسانية في حقبتنا , والقضية الإنسانية الأكثر إلحاحا في عصرنا ، ومع ذلك فشل العالم في توفير احتياجات اللاجئين والدول التي تستضيفهم".
وأضاف أن المساعدات "كانت سخية لكن الحقيقة المحزنة هي أننا لا نزال غير قادرين على تلبية الطلب" , وقد وجمع مانحون 1 .4 مليار دولار لمساعدة المتضررين من هذا النزاع، وحسب المفوضية فإنه لا يزال ينقصها ملياري دولار إضافية بحلول نهاية السنة .
وأمام هذه المعاناة المستمرة منذ سنوات , وإزاء هذه الأرقام المخيفة والمرعبة لأعداد اللاجئين والنازحين
السوريين , وأمام التجاهل الدولي الغربي المتعمد لإيجاد حل جذري لهذه المأساة المتفاقمة , حيث يقتصر دورها على الكلام والتنديد والوعود الكاذبة ...الخ .
يتساءل المسلم الغيور على دينه , والحريص على مؤازرة ونصرة أخيه المسلم : أين هو دور الدول العربية الإسلامية السنية أمام هذا الواقع السوري المزري ؟؟ سواء في الضغط على العالم لإيجاد حل جذري لأزمتهم , أو من خلال تغطية العجز لتلبية احتياجات هؤلاء اللاجئين والنازحيين , سواء من خلال منظات إغائية إسلامية , أو على أقل تقدير بدعم المنظمات التي ترعى شؤونهم على أرض الواقع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــ