عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 04-08-2013, 01:01 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

- ترك الحرام فخرج من جسده المسك
كان هناك شابًا يبيع البز (القماش) ويضعه على ظهره ويطوف بالبيوت ويسمونه (فَرَقْنا) وكان مستقيم الأعضاء جميل الهيئة، من رآه أحبه لما حباه الله من جمال ووسامة زائدة على الآخرين، وفي يوم من الأيام وهو يمر بالشوارع والأزقة والبيوت رافعًا صوته "فرقنا" إذ أبصرته امرأة فنادته فجاء إليها، وأمرته بالدخول إلى داخل البيت وأعجبت به وأحبته حبًا شديدًا، وقالت له: إنني لم أدعوك لأشتري منك.. وإنما دعوتك من أجل محبتي لك ولا يوجد في الدار أحد. ودعته إلى نفسها فذكَّرها بالله وخوَّفها من أليم عقابه.. ولكن دون جدوى؛ فما يزيدها ذلك إلا إصرارًا. وأحب شيء إلى الإنسان ما منعها.. فلما رأته ممتنعًا من الحرام قالت له: إذا لم تفعل ما آمرك به صحتُ في الناس وقلت لهم: دخل داري ويريد أن ينال من عفَّتي. وسوف يصدق الناس كلامي لأنك داخل بيتي. فلما رأى إصرارها على الإثم والعدوان، قال لها: هل تسمحين لي بالدخول إلى الحمام من أجل النظافة. ففرحت بما قال فرحًا شديدًا.. وظنت أنه قد وافق على المطلوب.. فقالت: وكيف لا يا حبيبي وقرة عيني.. إن هذا لشيء عظيم.
ودخل الحمام وجسده يرتعش من الخوف والوقوع في وحل المعصية.. فالنساء حبائل الشيطان وما خلى رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما.. يا إلهي ماذا أعمل دلني يا دليل الحائرين وفجاءة جاءت في ذهنه فكرة فقال: أنا أعلم جيدًا: إن من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله وأعلم: إن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.. ورب شهوة تورث ندمًا إلى آخر العمر، وماذا سأجني من هذه المعصية غير أن الله سيرفع من قلبي نور الإيمان ولذته.. لا.. لا.. لن أفعل الحرام.. ولكن ماذا سأفعل؟ هل أرمي نفسي من النافذة؟ لا أستطيع ذلك.. فإنها مغلقة جدًا ويصعب فتحها.. إذا سألطخ جسدي بهذه القاذورات والأوساخ؛ فعلها إذا رأتني على هذه الحال تركتني وشأني.. وفعلا صمم على ذلك الفعل الذي تتقزز منه النفوس.. مع أنه يخرج من النفوس! ثم بكى وقال: رباه إلهي وسيدي، خوفك جعلني أعمل هذا العمل.. فأخلف علي خير.. وخرج من الحمام فلما رأته صاحت به: اخرج يا مجنون؟ فخرج خائفًا يترقب من الناس وكلامهم وماذا سيقولون عنه.. وأخذ متاعه والناس يضحكون عليه في الشوارع حتى وصل إلى بيته وهناك تنفس الصعداء وخلع ثيابه ودخل الحمام واغتسل غسلا حسنًا ثم ماذا؟ هل يترك الله عبده ووليه هكذا.. لا أيها الأحباب.. فعندما خرج من الحمام عوضه الله شيئًا عظيمًا بقي في جسده حتى فارق الحياة وما بعد الحياة. لقد أعطاه الله سبحانه رائحة عطرية زكية فواحة تخرج من جسده.. يشمها الناس على بعد عدة مترات وأصبح ذلك لقبًا له.. "المسكي"؛ فقد كان المسك يخرج من جسده.. وعوضه الله بدلا من تلك الرائحة التي ذهبت في لحظات رائحة بقيت مدى الوقت.. وعندما مات ووضعوه في قبره كتبوا على قبره: هذا قبر المسكي وقد رأيته.
وهكذا أيها الإنسان المسلم.. الله سبحانه لا يترك عبده الصالح هكذا.. بل يدافع عنه؛ إن الله يدافع عن الذين آمنوا.. الله سبحانه يقول: «ولئن سألني لأعطينه».. فأين السائلين!
- أيها العبد المسلم:
من كل شيء إذا ضيعته عوض




وما من الله إن ضيعته عوض





الله سبحانه يعطي على القليل الكثير؛ فأين الذين يتركون المعاصي ويُقبلون على الله حتى يعوضَهم خيرًا مما أخذ منهم؟!
ألا يستجيبون لنداء الله ونداء رسوله ونداء الفطرة.. يا ليت.
40- رمي من أعلى القلعة أولا وثانيًا فنجا سالمًا
حكى الشريف أبو الحسن محمد بن عمر العلوي ([1]) قال: لما كنت محبوسًا بقلعة خست بنواحي نيسابور من فارس حين حبسني عضد الدولة بها، كان صاحب القلعة الذي أسلمت إليه يؤنسني بالحديث، فحدثني يومًا أن هذه القلعة كانت في يد رجل كان راعيًا بهذه البلاد ثم صار قائدًا واحتوى عليها، فصارت معقلا، وانضم إليه اللصوص، فصار يُغير بهم على النواحي فيخرجون ويقطعون الطريق وينهبون القرى ويفسدون ويعودون إلى القلعة، فلا تمكن فيهم حيلة، إلى أن قصدهم أبو الفضل أبو العميد، وحاصرهم مدة وافتتحها وسلمها إلى عضد الدولة، قال: فكان في محاصرة أبي الفضل لهم ربما نزلوا وحاربوه، فظفر منهم في وقعة كانت بينه وبينهم بنحو خمسين رجلا، فأراد قتلهم قتلة يرهب بها من في القلعة.
قال: وهي على جبل عظيم، حياله بالقرب من جبل آخر وعليه نزل أبو الفضل، فأمر بالأسارى فرمي بهم من رأس الجبل الذي عليه القلعة فيصل الواحد منهم إلى الأرض قطعًا قد قطعته الأضراس الخارجة في الجبل والحجارة، ففعل ذلك بجميعهم حتى بقي غلام بدأ ينبت شعر وجهه، فلما طرح وصل إلى الأرض سالمًا، فلما لحقه مكروه، وقد تقطع حبل كتافه، فقام الغلام يمشي في قيده طالبًا الخلاص، فكبر الديلم وأهل عسكر أبي الفضل استعظاماً للصورة وكيف نجا، وكَبَّرَ أهل القلعة، فاغتاظ أبو الفضل وأمر برد الغلام، فنزل من جاء به فأمر أن يكتف ويرمي ثانية، فسأله من حضر أن يعفو عن الخلاف فلم يفعل، وألحوا عليه فحلف أنه لا بد أن يطرحه ثانية، فأمسكوا عن الكلام، وطرح الغلام، فلما بلغ الأرض قام يمشي سالمًا وارتفع من التكبير والتهليل أضعاف ما ارتفع أولا، فقال الحاضرون هل بعد هذا شيء؟ وسألوه العفو عنه وبكى بعضهم، فاستحى أبو الفضل وعجب، وقال: ردوه آمنًا. فردوه، فأمر بقيوده ففكت وبثياب فطرحت عليه، وقال له: اصدقني عن سريرتك مع الله عز وجل التي نجاك بها هذه النجاة. فقال: ما أعلم لي حالا توجب هذا إلا أني كنت غلامًا أمردًا مع أستاذي فلان الذي هو أحد من قتل الساعة، وكان يخرجني معه فنقطع الطريق ونخيف السبيل ونقتل الأنفس وننهب الأموال، ونهتك الحرم ونفجر بهن، ونأخذ كل ما نجد.. وإذا لم أفعل ما يأمرني به فإنه يؤذيني ويقتلني. فقال له أبو الفضل: هل كنت تصوم وتصلي؟ قال: ما كنت أعرف الصلاة، ولا صمت قط ولا فينا مَن يصوم.
فقال له: ويلك، فما هذا الأمر الذي نجَّاك الله به؟! فهل كنت تتصدق؟ قال: ومن كان يجيئنا حتى نتصدق عليه؟ قال: فَفَكِّرْ، واذْكُرْ شيئًا إن كنتَ فَعَلْتَهُ لله وإن قل.. ففكر الغلام ساعة ثم قال: نعم، سَلَّمَ إليَّ أستاذي منذ سنين رجلاً كان أَسَرَه في بعض الطرقات بعد أن أخذ جميع ما معه وصعد به إلى القلعة، وقال له: اشتر نفسك بمال تستدعيه من بلادك وأهلك وإلا قتلتك. فقال الرجل: ما أملك من الدنيا كلها غير ما أخذته مني. فعذَّبَه أيَّامًا وهو لا يذعن بشيء، ثم جد به يومًا في العذاب جدًا شديدًا فحلف الرجل بالله تعالى وبالطلاق وبأيمان غليظة أنه لا يملك من الدنيا إلا ما أخذه منه، وأنه ليس له في بلده إلا نفقة جعلها لعياله قَدْرُها نفقة شهر، إلى أن يعود إليهم، وأن الصدقة الآن تحل له ولهم.
واستسلم الرجل للموت، فلما وقع في نفس أستاذي أنه صادق قال: انزل به، وامض إلى الموقع الفلاني فاذْبَحْه، وجئني برأسه. فأخذت الرجل وحدرته من القلعة، فلما رآني أَجُرُّه قال لي: إلى أين تمضي بي؟ وأيُّ شيء تريد مني؟ فعرفه ما أمرني به أستاذي، فجعل يبكي بكاء شديدًا ويلطم ويتضرع ويسألني أن لا أفعل، ويناشدني الله عز وجل، وذكر لي أن له بناتاً أطفالاً لا كادَّ لهم وكاسب سواه، وخَوَّفَني بالله عز وجل وما جعل من الجزاء لمن فَرَّجَ عن مسلم كربة من كرب الدنيا، وسألني أن أُطْلِقَه، فأوقع الله تعالى رحمة له في قلبي، فقلت له: إن لم أرجع إليه برأسك قتلني، ولحقك فقتلك. فقال: يا هذا أطلقني أنت، ولا تعد إلى صاحبك إلا بعد ساعة وأعدو أنا فلا يلحقني وإن لحقني كنت أنت قد برأت من دمي وصاحبك لا يقتلك مع محبته لك فتكون قد أجرت فيَّ.. والله لا يضيع أجر من أحسن عملا. فازدادت رحمتي له، فقلت له خذ حجرًا فاضرب به رأسي، حتى يسيل دمي، وأجلس ههنا حتى أعلم أنك قد صرت على فراسخ ثم أعود أنا إلى القلعة. فقال: لا أستحسن أن أكافئك على خلاصي بأن أشجعك، فقلت: لا طريق إلى خلاصك وخلاص نفسي إلا هكذا.
ففعل وتركني وطار عدواً، وجلستُ في موضعي حتى وقع لي أنه صار على فراسخ كثيرة، وجئت إلى أستاذي غريقًا بدمائي. فقال: ما بالك، وأين الرأس؟ فقلت: سلمت إليَّ شيطانًا، لا رجلا، ما هو إلا أن حصل معي في الصحراء حتى صارعني، فطرحني إلى الأرض وشدخني بالحجارة كما ترى، وطار يعدو فغشي علي، فمكثت في موضعي إلى الآن، فلما رقأ دمي ([2]) ورَجَعَتْ قوتي جئتك. فأنزل خلقًا وراءه، فعادوا من غد، وفتشوا فما وقفوا له على أثر.
فإن يكن الله تعالى قد خَلَّصَني لشيء فعلتُه فلهذا..
قال: فجعله أبو الفضل في مرافقيه المقربين منه واصطنعه لنفسه.
41- تَرَكَ الغناءَ فَعَوَّضَه اللهُ الهدايةَ والإيمانَ
الدُّولُ الكافرةُ عمومًا سواء الأوروبية أم الغربية أم الشرقية تعيش في شقاء.. نعم والله هذه هي الحقيقة.. لأن القلب الذي هو ملك الأعضاء.. السعادة والنعيم والعذاب والجحيم فيه.. لا تغتر بنعيمهم؛ فجسومهم في جنة وقلوبهم في نار؛ هذه هي الحقيقة.
ولذلك فإن الإنسان الكافر يعيش في ضيق ونكد؛ كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، أتدري ما هو الضنك يا عبد الله؟ إنَّه العذاب الداخلي، إنَّه الحسرة والضيق والنهاية .. الانتحار.. وهذه الدولة الإسكندنافية لما رأت كثرة الانتحارات قالت: نضع لهم منحرًا ينتحرون فيه؛ حتى نستفيد من دمهم للمرضى والمصابين.. وإليك أيها الأخ المسلم الحبيب قصة شاب ترك بهجة الدنيا وضجيجها ومغرياتها وأقبل قلبه على الله فانشرح وانفسح.
إليك أيها المسلم قصة من ترك الغناء وما يصاحبه من شرب الخمور وارتكاب الفواحش والآثام ورقص الديسكو والمزامير بأنواعها.. إنه الإنسان الذي دخل الإيمان قلبه فوجد فيه الهناء والطمأنينة، وجد فيه الراحة والسكينة، وجد فيه الرِّفْعَةَ والعِزَّةَ، وجد فيه الخير والصلاح والفلاح.. إنها قصة المطرب البريطاني الذي ضربت شهوته الآفات "كات ستيفنز" الذي أصبح اسمه فيما بعد "يوسف إسلام" ها هو يرويها بنفسه وما أجمل حديث النفس عن النفس بصدق.. ها هو يرويها بهذه السطور البليغة التعبير البالغة التأثير فيقول([3]):
ولدتُ في لندن قلب العالم الغربي، ولدت في عصر التلفزيون وارتياد الفضاء ولدت في عصر وصلت في التكنولوجيا إلى القمة في بلد معروف بحضارته في بريطانيا، ترعرعت في هذا المجتمع وتعلمت في مدرسة "كاثوليكية"؛ حيث علمتني المفهوم المسيحي (النصراني) للحياة والعقيدة، وعرفت ما يفترض أن أعرفه عن الله، وعن المسيح عليه السلام والقدر والخير والشر، حدثوني كثيرًا عن الله، وقليلا عن المسيح، وأقل من ذلك عن الروح القدس. كانت الحياة حولي مادية تنصب من كل أجهزة الإعلام، حيث كانوا يعلموننا بأن الغنى هو الثروة الحقيقية والفقر هو الضياع الحقيقي، وأن الأمريكي هو المثل للغني، والعالم الثالث هو المثل للفقر والمجاعة والجهل والضياع!! ولذلك لا بد أن أختار طريق الغنى وأسلك مسلكه، لأعيش حياة سعيدة وأفوز بنعيم الحياة، ولهذا فقد بنيت فلسفة الحياة على ألا علاقة لها بالدين وانتهجت هذه الفلسفة لأدرك سعادة النفس.
وبدأت أنظر إلى وسائل النجاح، وكانت أسهل طريقة أن أشتري (جيتارًا) وأؤلف بعض الأغاني، وألحنها، وأنطلق بين الناس، وهذا ما فعلته بالفعل، باسم (كات ستيفنز) وخلال فترة قصيرة حيث كنت في الثامنة عشرة من عمري، كان لي ثمانية شرائط مسجلة، وبدأت أقدم الكثير من العروض، وأجمع الكثير من المال حتى وصلت إلى القمة!! وعندما كنت في القمة كنت أنظر إلى أسفل خوفًا من السقوط!! وبدأ القلق ينتابني، وبدأت أشرب زجاجة كاملة كل يوم، لأستجمع الشجاعة كي أغني، كنت أشعر أن الناس حولي يلبسون أقنعة ولا أحد يكشف عن وجهه القناع قناع الحقيقة!! كان لا بد من النفاق؛ حتى تبيع وتكسب، وحتى تعيش!!
وشعرت أن هذا ضلال، وبدأت أكره حياتي واعتزلت الناس وأصابني المرض، فنقلت إلى المستشفى مريضًا بالسل، وكانت فترة المستشفى خيرًا لي؛ حيث إنها قادتني إلى التفكير، كان عندي إيمان بالله، ولكن الكنيسة لم تعرِّفني ما هو الإله وعجزت عن إيصال حقيقة هذا الإله الذي تتحدث عنه!! كانت الفكرة غامضة وبدأت أفكر في طريقي إلى حياة جديدة، وكان معي كتب عن العقيدة والشرق، وكنت أبحث عن السلام والحقيقة، وانتابني شعور أن أتجه إلى غاية ما، ولكن لا أدرك كنهها ولا مفهومها.. ولم أقتنع أن أظل جالسًا خالي الذهن؛ بل بدأت أفكر وأبحث عن السعادة التي لم أجدها في الغنى، ولا في الشهرة، ولا في القمة، ولا في الكنيسة، فطرقت باب (البوذية والفلسفة الصينية) فدرستها وظننت أن السعادة هي أن نتنبأ بما يحدث في الغد حتى نتجنب شروره، فصرت قدريًا وآمنت بالنجوم، والتنبؤ بالطالع، ولكني وجدت ذلك كله هراء، ثم انتقلت إلى الشيوعية ظنًا مني أن الخير هو أن نقسم ثروات هذا العالم على كل الناس، ولكني شعرت أن الشيوعية لا تتفق مع الفطرة؛ فالعدل أن تحصل على عائد مجهودك ولا يعود إلى جيب شخص آخر، ثم اتجهت إلى تعاطي العقاقير المهدئة لأقطع هذه السلسلة القاسية من التفكير والحيرة، وبعد فترة أدركت أنه ليست هناك عقيدة تعطيني الإجابة، وتوضح لي الحقيقة التي أبحث عنها، ويئست؛ حيث لم أكن آنذاك أعرف شيئًا عن الإسلام فبقيت على معتقدي وفهمي الأول الذي تعلمته من الكنيسة؛ حيث أيقنت أن هذه المعتقدات هراء، وأن الكنيسة أفضل قليلا منها، عدت إليها ثانية وعكفت من جديد على تأليف الموسيقى وشعرت أنها هي ديني، ولا دين لي سواها!! وحاولت الإخلاص لهذا الدين؛ حيث حاولت إجادة التأليف الموسيقيِّ، وانطلاقًا من الفكر الغربي المستمد من تعاليم الكنيسة الذي يوحي للإنسان أنه قد يكون كاملا كالإله إذا أتقن عمله أو أخلص له وأحبه!!
وفي عام 1975م حدثت المعجزة بعد أن قدم لي شقيقي الأكبر نسخة من القرآن الكريم هدية، وبقيت معي هذه النسخة حتى زرت القدس في فلسطين ومن تلك الزيارة بدأت أهتم بذلك الكتاب الذي أهدانيه أخي، والذي لا أعرف ما بداخله وماذا يتحدث عنه، ثم بحثت عن ترجمة للقرآن الكريم بعد زيارتي للقدس، وكانت المرة الأولى التي أفكر فيها عن الإسلام؛ فالإسلام في نظر الغرب يعتبر عنصريًا عرقيًا، والمسلمون أغراب أجانب؛ سواء كانوا عربًا أو أتراكًا، ووالديَّ كانا من أصل يوناني، واليوناني يكره التركي المسلم؛ لذلك كان من المفروض أن أكره القرآن الذي يدين به الأتراك بدافع الوراثة، ولكني رأيت أن أطلع عليه؛ أي على ترجمته فلا مانع من أن أرى ما فيه، ومن أول وهلة شعرت أن القرآن يبدأ بـ (بسم الله) وليس باسم غير الله، وعبارة بسم الله الرحمن الرحيم كانت مؤثرة في نفسي، ثم تستمر الفاتحة فاتحة الكتاب: (الحمد لله رب العالمين) كل الحمد لله خالق العالمين ورب المخلوقات.
وحتى ذلك الوقت كانت فكرتي ضئيلة على الإله، حيث كانوا يقولون لي: إن الله الواحد مقسم إلى ثلاثة كيف؟ لا أدري.
وكانوا يقولون لي أن إلهنا ليس إله اليهود.. !! أما القرآن الكريم فقد بدأ بعبادة الله الواحد رب العالمين جميعًا، مؤكدًا وحدانية الخالق، فليس له شريك يقتسم معه القوة، وهذا أيضًا مفهوم جديد، ثم كنت أفهم قبل معرفتي بالقرآن الكريم أن هناك مفهوم الملائمة والقوى القادرة على المعجزات، أما الآن فبمفهوم الإسلام، الله وحده هو القادر على كل شيء.
واقترن ذلك بالإيمان باليوم الآخر وأن الحياة الآخرة خالدة فالإنسان ليس كتلة من اللحم تتحول يومًا إلى رماد كما يقول علماء الحياة؛ بل ما نفعله في هذه الحياة يحدد الحالة التي سنكون عليها في الحياة الآخرة، القرآن هو الذي دعاني للإسلام، فأجبت دعوته، أما الكنيسة التي حطمتني وجلبت لي التعاسة والعناء فهي التي أرسلتني لهذا القرآن، عندما عجزت عن الإجابة على تساؤلات النفس والروح.
ولقد لاحظت في القرآن شيئًا غريبًا هو أنه لا يشبه باقي الكتب، ولا يتكون من مقاطع وأوصاف تتوافر في الكتب الدينية التي قرأتها ولم يكن على غلاف القرآن الكريم اسم المؤلف، ولهذا أيقنت بمفهوم الوحي الذي أوحى الله به إلى هذا النبي المرسل، لقد تبين لي الفارق بينه وبين الإنجيل الذي كتب على أيدي مؤلفين مختلفين من قصص متعددة. حاولت أن أبحث عن أخطاء في القرآن الكريم، ولكن لم أجد، كان كله منسجمًا مع فكرة الوحدانية الخالصة وبدأت أعرف ما هو الإسلام.
لم يكن القرآن رسالة واحدة بل وجدت فيه كل أسماء الأنبياء الذين شرفهم وكرمهم الله،@@@ ولم يفرق بين أحد منهم وكان هذا المفهوم منطقيًا فلو أنك آمنت بنبي دون آخر فإنك تكون قد دمرت وحدة الرسالات. ومن ذلك الحين فهمت كيف تسلسلت الرسالات منذ بدء الخليقة وأن الناس على مدى التاريخ كانوا صفين: إما مؤمن، وإما كافر. لقد أجاب القرآن على كل تساؤلاتي وبذلك شعرت بالسعادة سعادة العثور على الحقيقة.
وبعد قراءة القرآن الكريم كله خلال عام كامل، بدأت أطبق الأفكار التي قرأتها فيه فشعرت في ذلك الوقت أنني المسلم الوحيد في العالم. ثم فكرت كيف أكون مسلمًا حقيقيًا؟ فاتجهت إلى مسجد لندن وأشهرت إسلامي، وقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله. حين ذاك أيقنت أن الإسلام الذي اعتنقته رسالة ثقيلة وليس عملا سهلا ينتهي بالنطق بالشهادتين لقد ولدت من جديد! وعرفت إلى أين أسير إخواني من عباد الله المسلمين. ولم أقابل أحدًا منهم قبل ولو قابلت مسلمًا يحاول أن يدعوني للإسلام لرفضت دعوته بسبب أحوال المسلمين المزرية وما تشوهه أجهزة إعلامنا في الغرب، بل حتى أجهزة الإعلام الإسلامية كثيرًا ما تشوه الحقائق الإسلامية كثيرًا ما تقف وتؤيد افتراءات أعداء الإسلام العاجزين عن إصلاح شعوبهم التي تدمرها الآن الأمراض الأخلاقية والاجتماعية وغيرها!!
لقد اتجهت للإسلام من أفضل مصادره وهو القرآن الكريم، ثم بدأت أدرس سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف أنه بسلوكه وسنته علم المسلمين الإسلام، فأدركت الثروة الهائلة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته؛ لقد نسيت الموسيقى، وسأل إخواني: هل أستمر؟ فنصحوني بالتوقف؛ فالموسيقى تشغل عن ذكر الله، وهذا خطر عظيم.
لقد رأيت شبابًا يهجرون أهلهم، ويعيشون في جو الأغاني والموسيقى، وهذا لا يرضاه الإسلام الذي يحث على بناء الرجال.
هذه قصة المغني البريطاني المشهور، كان ستيفنز (يوسف إسلام) الذي رفض الشهرة والملايين لأنه وجد ما يبحث عنه منذ أمد بعيد؛ ألا وهو الحق والهداية التي هي سبب للسعادة الأبدية دنيا وأخرى، فعوضه الله الإيمان الذي لا يعادله شيء.. نعم والله.. حياة بدون إيمان جحيم لا يطاق.. وعوَّضه أيضًا محبته سبحانه وتعالى له؛ فالله يحب المؤمنين والمتقين والمحسنين؛ عوضه محبة السماء والأرض له.. عوضه الذكر الحسن بين عباده المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها.
الخاتمة:
هذا ما يسَّر الله سبحانه كتابته فله الحمد في الأولى والآخرة.. وأسأله سبحانه أن ينفعني به وينفع به العباد ويجعل له القبول في السماء والأرض، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم.. إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الفهرس الموضوعي
المقدمة5
1- سليمان عليه السلام ذبح الخيل لله فعوضهالله ريحًا تجري حيث شاء10
2- تجاوز عن المعسرين فجاوز الله عنه11
3- ترك فاحشة الزنا فعُوِّض بملك وامرأة حلال. 11
4- حبست الشمس من أجل جهاده لله. 14
5- عاقبة التقوى. 15
6- عاقبة الاسترجاع والصبر. 17
7- تَرَكَ تَعَلُّمَ السِّحر فكان مشعل هداية للآخرين. 18
8- ترك فاحشة الزنا خوفًا من الله فأجرى الله على يديه معجزة21
9- جزاء الصدق والأمانة22
10- من فوض أمره لله كفاه24
11- ذهب البردُ بزرعها فعُوِّضَتْ خيرًا لصبرها25
12- تركها لله ففرج الله عنه26
13-17- فيمن ترك محبوبه حرامًا فذل له حلالا، أو أعاضه الله خيرًا منه27
18- ترك معصية الله فمات من ليلته فغفر الله له32
19- أصبح من أهل الجنة لتركه المعصية32
20- ألقى نفسه حتى لا يرتكب المعصيةفعوضه الله خيرًا33
21- رد لله مائة دينار فعوضه ألفًا34
22- ترك الكفر ودخل الجنة ولم يسجد لله سجدة36
23- يترك سرقة الباذنجانة فيرزق امرأة37
24- ترك الخيانة فجاءه الخير في أوانه39
25- ترك الكذب فقبل في الوظيفة41
26- ترك الرشوة ففتح عليه باب رزق. 42
27- بركة التقوى مع الغافلين. 44
28- لصٌّ حَوَّلَه الإسلام إلى شهيد46
29- ترك الحسد فكان من أهل الجنة49
30- الموعد في جنات النعيم50
31- الصفقة الرابحة52
32- الرأي والصرف مجانًا53
33- درس في الإيثار54
34- أعطَى درهمًا فوهب الله له مائة وعشرين ألفًا55
35- جزاء الطاعة57
36- جزاء الصبر. 57
37- السخاء نقاء59
38- الانتقال من المحنة إلى المنحة بسبب الصدق. 60
39- ترك الحرام فخرج من جسده المسك. 66
40- رمي من أعلى القلعة أولا وثانيًا فنجا سالمًا69
41- تَرَكَ الغناءَ فَعَوَّضَه اللهُ الهدايةَ والإيمانَ. 72
الفهرس الموضوعي. 80



([1])توفي سنة (390) كان المقدم على الطالبين مع ثروة وغنى وجاه وكان العوام يطيعونه واعتقل بعد ذلك ودخل السجن ثم بعد فترة خرج المنتظم (7/211).

([2])جف وانقطع.

([3])المجلة العربية العدد (104).
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59