عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-28-2012, 12:08 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي شبهات حول القرآن الكريم للدكتور محمد عمارة



\\ شبهات حول القرآن الكريم \\


للدكتور محمد عمارة


مقدمة الكتاب

الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين ، و على آله و صحابته أجمعين ، و من اهتدى بهديه إلى يوم الدين .

و بعد . .

فلقد تذكرت ، عندما قرأت الأسئلة العشرة ، التي تدور حول "شبهات" يثيرها خصوم الإسلام ، أو الجاهلون بحقيقته ، إزاء القرآن الكريم . . . تذكرت سنة الله ، التي لا تبديل لها و لا تحويل . . سنة التدافع الفكري بين الحق و الباطل على امتداد التاريخ الإنساني ، عبر الثقافات و الحضارات . .

هذا التدافع الفكري هو السبيل الحافز لتبليغ دعوة الحق ، و إقامة الحجة على صدقها ، و إزالة الشبهات عنها . . و في ذلك أداء للفريضة التي افترضها الله ، سبحانه و تعالى ، على كل الذين أنعم عليهم بنعمة الإسلام .

بل إن هذا التدافع الفكري هو السبيل لتنشيط ملكات و طاقات العقل المسلم ، كي يواكب المستجدات في ميادين هذا التدافع . . فلكل عصر شبهاته ، و لكل مذهب من المذاهب الضالة سهامه التي يصوبها نحو الحق و أهله . . و صدق الله العظيم : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} (الأنعام : 112) .

و المسلمون إذا لم يهتموا بالنظر في الشبهات التي يثيرها الخصوم - المغرضون منهم و الخصوم - حول القرآن و علومه ، و السنة النبوية و علومها ، و الإسلام و حضارته و أمته ، سيصاب عقلهم بالكسل و التبلد ، و ستغلبهم الشبهات الباطلة ، الأمر الذي يزعزع يقينهم الإيماني . . و ذلك فضلاً عن تفريطهم في فريضة إقامة الدين ، و تبليغ دعوته ، و إقامة حجته ، و إزالة الشبهات عن عقائده و شريعته و مبادئه و قيمه . .

و لقد علمنا القرآن الكريم أن هذا التدافع الفكري هو السبيل للتقدم ، و انتصار الحق على الباطل ، و حلول الصلاح محل الفساد {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} (البقرة : 251) ، {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الححج : 40) ، {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (فصلت : 33،34)

كذلك يعلمنا القرآن الكريم ضرورة الاهتمام بما يثيره الآخرون حول الإسلام ، و انظر فيه ، و دفع باطله بالحق الذي نتعلمه من فقه الإسلام . . فالقرآن لم يتجاهل الشبهات التي أثارها المشركون ضده - فضلاَ عن أن يصادرها - و إنما تتبعها ، و ذكرها في سوره و آياته ، و قام بتفنيدها ، حتى ما كان منها متهافتاً . . استوت في ذلك شبهاتا أهل الكتاب - من اليهود و النصارى - مع شبهات المشركين و الدهريين . . لقد كان القرآن الكريم هو الذي يسعى لاستنطاق الخصوم ما لديهم من "علم" أو "أثارة من علم" أو "برهان" على هذا الذي يعتقدون : {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} (الأنعام : 148) ، {السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (الأحقاف : 4) ، {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة : 111) .

بينما كان مذهب المشركين و منهاجهم هو التجاهل و عدم الاستماع و الصد و الصدود عن سماع القرآن . . كانوا يقولون لأتباعهم : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} (فصلت : 26) .

لذلك كله ، كان إقبالي على الإجابة عن هذه الأسئلة العشرة - التي قدمت نماذج متنوعة لما يثار حول القرآن الكريم من شبهات - لوناً من أداء الواجب الجامع بين المهمة العلمية و الرسالة الدينية معاً . .

و أرجو الله ، سبحانه و تعالى ، أن يكون الصواب حليفي في هذه الإجابات . . و ان يجعل الجهد الذي بذلته في ميزان حسناتي ، و ميزان حسنات الذين يفقهون هذه الإجابات على هذه الشبهات . . إنه سبحانه أعظم مسئول و أكرم مجيب .

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه من والاه ..



د. محمد عمارة




shobohat1.jpg
shobohat2.jpg


هذه النسخة عبارة عن كتاب إلكتروني بصيغة تنفيذية exe ولن تحتاج إلى أي برنامج لتشغيلها.

رابط التحميل
الحجم 0.6 MB
http://karkazim.ka.funpic.org/km002.rar

تصميم النسخة الإلكترونية للكتاب

شبكة كن مسلما
www.bemuslim.co.cc

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59