عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-30-2012, 12:09 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي

أما بالنسبة لعبد الرحمان بدوي قسمها إلى ثلاثة وهي :
1-المنهج الإستدلالي ، أو الرياضي " الذي نسير فيه من مبدأ إلى قضايا تنتج عنه بالضرورة دون إلتجاء إلى التجربة ، وهـو منهج العلوم الرياضية خصوصا ".
2- المنهج التجريـبـي .
3-المنهج الاستردادي ، أو المنهج التاريخي .
وأما محمود قاسم فصنفها حسب مجالاتها العلمية إلى أربعة وهي :
1-منهج البحث في الرياضيات .
2-منهج البحث في العلوم الطبيعية .
3-منهج البحث في علم الاجتماع .
4- منهج البحث في التاريخ .
أما الدكتور رشدي فكار فقد صنف المناهج مطلقا إلى ثلاثة هي :
1-المنهج التاريخي : وقد قسمه بدوره إلى قسمين من حيث الاستعمال .
أولا : " المنهج التاريخي كطريقة بحث " ، وهـو الذي يُعنى بالتأريخ للعلوم جميعها ، عبر التساؤلات الثلاثة : كيف نشأ ؟ وكيف تطور ؟ ثم كيف آل ؟
ثانيا : " المنهج التاريخي كقدرة شرح " ،وهذا يخص الدراسات التاريخية ، وقد ميز فيه بين ثلاثة مستويات :
-15-
أ‌- منهج المؤرخ : الذي يعتمد على كيفية الإحتفاظ بالتسلسل والإسترسال للأفعال والأفكار عبر التاريخ ، فهو منهج رصدي .
ب‌- منهج عالم التاريخ : الذي يهدف إلى تصحيح التاريخ وغربلته مما علق به من تغميض المؤرخين وتذوقاتهم وانتماءاتهم .
ج‌- فلسفة التاريخ : التي تُعنى ب " تعليل الواقع والأحداث الصحيحة "
2- المنهج السيسيولوجي : ويختصره في ثلاثة إتجاهات هي :
أ‌- البنيوية الوظيفية .
ب‌- الجدلية المادية .
ت‌- الجدلية الأمبريقية ) الواقعية ( .
3 ـ المنهج التحليلي : وهو يهتم بدراسة العلوم التي تعتمد على قواعد وأنسقة في التحليل .
هذا وقد إقترح الدكتور رشدي فكار هذه المناهج الثلاثة خاصة ، للتطبيق في الإسلاميات وذلك أن المنهج التاريخي كقدرة شرح يمكن أن يُغطي الإطار الحضاري للمجتمع الإسلامي منذ النشأة حتى اليوم ، وأما المنهج السيسيولوجي " خاصة الجدلية الأمبريقية " فهو صالح لدراسة المجتمعات الإسلامية ، وأما
المنهج التحليلي فيستعمل في العلوم الإسلامية القاعدية أو النسقية . ولذلك يمكن إستئناس هذا المنهج أساسا في غالبية العلوم الفقهية والحديثية والتفسيرية وما حول ذلك ، لأنها علوم تحتكم إلى قاعدة قرآنية أو سنة أو نسق في الإجتهاد للأئمة الأربعة .
ولعل هذا الإقتراح الذي قدمه الدكتور رشدي فكار غير جامع ، فثمة بحوث إسلامية قد لا تجد مكانها بين المناهج الثلاثة . فأين نضـع البحوث التحقيقية مثلا ؟ وهي على رأس أولويات البحث العلمي في الدراسات الإسلامية ، فلا
-16-
هي تاريخية بالمفهوم الذي أعطاه للمنهج التاريخي بجميع أقسامه ، ولا هي سوسيولوجية ولا تحليلية بالمفاهيم التي قدمها لأقسام هذه وتلك . وأين نضع البحوث الجمعية والدراسات المقارنة والدراسات التاريخية السكونية . فلا منهج مما قدمه يمكن أن يستوعب مثل هذه البحوث .
- التصنيف المقترح في إطار العلوم الشرعية :
ونحن ههنا نقترح أن تُصنف مناهج البحث في إطار العلوم الشرعية إلى أربعة مُراعين في ذلك طبيعة الدراسات الإسلامية وخصوصياتها وهـي : المنهج الوصفي ، المنهج التوثيقي ، المنهج الحواري ، ثم المنهج التحليلي ، ولتفصيلها أفردنا كل منهج منها في مبحث مستقل .
المبحث الأول : المنهج الوصفي .
والمنهج الوصفي : عملية تُقدَّم بها المادة العلمية كما هي ، في الواقع إنه عمل تقريري يعرض موضوع البحث عرضا إخباريا بلا تعليل أو تفسير . ولذلك فإنه يكون في نهاية المطاف عبارة عن دليل علمي . فالمنهج الوصفي إذن يقوم على استقراء المواد العلمية التي تخدم إشكالا ما أو قضية ما وعرضها عرضا مرتبا
ترتيبا منهجيا ، وقد يكون الوصف تعبيريا فيسمى " العرض " ، أو يكون رمزيا فيسمى " التكشيف ".
أ‌- العرض : وهو بدوره يمكن أن يصنف إلى نوعين :
أ-1- البحث المرجعي ) الببليوغرافيا ( : وهو يعني إعداد سجل علمي للإنتاج الفكري المكتوب ، سواء كان مخطوطا أو مطبوعا ، وهذا عمل عرفه علماء الإسلام منذ القديم تحت اسم " الفهرست " أو " الثبت " أو " البرنامج ".
وهو عمل ضروري لكل باحث ، سواء كان مبتدئا أو كان من الراسخين .
هذا ويمكن أن نصنف البحث المرجعي إلى أربعة أنواع :

-17-
الأول : المرجعية السردية : وهي التي تقوم على سرد المؤلفات على ترتيب منهجي معين . مع الإقتصار على ذكر المعلومات الظاهرة للكتاب .
الثاني : المرجعية الوصفية : وهي أكثر تفصيلا من الأولى ، فزيادة على المعلومات الظاهرة للكتاب ، نتطرق ههنا إلى مضمونه على الإجمال .
الثالث : المرجعية الموضوعية : وهذه كذلك أكثر تفصيلا من سابقتها ، إذ نركز ههنا في إطار المضمون ، على فكرة معينة أو إشكال معـين أو قضية جزئية . وذلك لخدمة موضوع ما يراد دراسته استقبالا .
الرابع : المرجعية النقدية أو التقويمية : وهنا بالإضافة إلى ما تقوم به في المرجعية الوصفية نعمد إلى تقويم إجمالي للكتاب بذكر مزاياه ونقائصه .
مصادر البحث المرجعي : ومصادر البحث المرجعي هي المعتمدات الأولى التي ينطلق منها الباحث لجمع مرجعيته المقصودة وإعدادها . وهي :
1-فهارس الخزائن والمكتبات العمومية وما شابهها .
2-الفهارس المطبوعة عن الكتب المطبوعة .
3-الفهارس المطبوعة عن المخطوطات .
4-فهارس المرويات والسماعات .
5-كتب الطبقات والوفيات وأشباهها .
6- معاجم المؤلفين : وهي كتب تهتم بذكر العلماء من حيث كونهم صنفوا كتبا ، مع ذكر مصنفاتهم تلك .
7-الدوريات : وهو مجلات فصلية أو سنوية ، تُعرض فيها المرجعيات المختلفة أو المتخصصة .
أ-2- التقرير العلمي : وقد يكون على وجهين :
- الوجه الأول : هو تقديم صورة علمية عما هو واقع ، كوصف مادة علمية ،
-18-
إما بواسطة الإنتخاب ، وذلك أنك تتحدث عن المادة ثم تستشهد لكلامك بنصوص مختارة . وإما بواسطة الإستقراء التام ، وذلك بتقديمها أجمعها في عمل ما .
- الوجه الثاني : وهو تقديم صورة علمية عما هو متوقع : ويدخل تحته كل التقارير العلمية التي تقدم لتسجيل الرسائل والأطروحات الجامعية .
ب‌- التكشيف : أو الفهرسة .
وهو عمل وصفي يهدف إلى وضع دليل يتوصل بواسطته إلى مختلف المعلومات المذكورة في كتاب أو أكثر ، فيسمى كشافا أو فهرسا .
وقد ذهب الدكتور عبد الهادي الفضلي إلى التمييز بين نوعين من الفهارس :
- الأول فهرس خاص : وهو الذي يتضمن العناوين العامة لموضوعات الكتاب ، من أبواب وفصول وأمثالها . وقد يُفصل أكثر فَتُذكر فيه جزئيات الأبواب والفصول فيسميه " الفهرس التفصيلي ".
- الثاني فهرس عام : وهو المشتمل على عدة فهارس تتضمن كل المعلومات الواردة في الكتاب المفهرس من أعلام وكتب وغيرها ويسمى هذا " الفهرس التحليلي "
هذا ويمكن أن نتحدث ههنا عن كشاف من نوع آخر وهو :
- الكشاف الموضوعي للعلوم الشرعية : وهو مشروع علمي يهدف إلى وضع دليل معجمي للموضوعات المدروسة لدى القدماء لتقريبها ما أمكن إلى الباحثين والمفكرين المعاصرين . والفرق بين " التقرير العلمي " و " التكشيف ". هو أن الأول يقوم على وصف المادة الموضوعية أو إستخراج النصوص وتصنيفها . بينما الثاني يكتفي بسرد أرقام الصفحات التي وردت بها المعلومات المكشفة ، إستقراء مع تصنيفها كذلك فهو وصف يقوم على الرموز لا على التعبير .
-19-

المبحث الثاني : المنهج التوثيقي :
وهو طريقة بحث تهدف إلى تقديم حقائق التراث ، جمعا أو تحقيقا أو تأريخا .
فالملاحظ من خلال التعريف أن المنهج التوثيقي يجمع بين ثلاثة معان ، بعضها يخدم البعض الآخر . وتفصيلها كما يلي :
أ‌- الجمع : ونعني به جمع أطراف أو أجزاء جسم علمي ما ، متناثرة في أحشاء التراث ، وإعادة تركيبها تركيبا علميا متناسقا .
وأهم خطوات طريقة الجمع هي كالتالي :
أولا : الإستقراء التام للمادة في مظانها : وذلك بتتبع جميع المصادر التي ذكرت الكتاب المفقود أو الكتاب أو صنفت في نفس المجال العلمي ، أو تطرقت إلى بعض قضاياه ، بدأ بعصر المؤلف حتى عصر الباحث .
ثانيا : التوثيق : لا بد قبل توثيق المادة من تصنيفها أو تكميل تصنيفها ذلك أن
الجمع الإستقرائي عادة ما يكون عملا مصنفا للمادة، ونقصد بالتصنيف ههنا توزيع المادة العلمية وتجزيئها حسب مقاصدها الجزئية . ولا بد في التوثيق من الإستفادة من منهج المحدثين في النقد ومنهج الأصوليين في التعديل والترجيح ، وعليه فإن ضوابطه العامة يمكن أن تكون كما يلي :
أ-1- دراسة أسانيد المرويات : متى كان لها أسانيد ، ومحاولة قياسها بضوابط الحديث الصحيح التي هي : إتصال السند بنقل العدل الضابط عن مثله من غير شذوذ أو علة ، حتى يتبين ما هو صحيح النسبة إلى المؤلف وما هو حسنها أو ضعيفها .
أ-2- دراسة متون المرويات : لمعرفة مقاصدها ، وينبني على ذلك زيادة تأكد من نسبتها صحة أو ضعفا .
أ-3- حيث تتعدد النصوص المروية في المعنى الواحد وتتفق في معناها الإجمالي ،
-20-
فإنه يُقدَّم النص المسند على غير المسند ، وإذا كانت جميعها مسندة قُدم الأصح سندا ، وإذا استوت قيمتها في هذا ، قُدم الأقدم مصدرا ، وإذا اتفقت مصدرا ، قُدم نص الراوي الأقرب إلى المؤلف كتلميذه ، فإن لم يكن تلميذه فالذي عاصـره ، وإن لم يكن فالذي بعده مباشرة وهكذا .
أ-4- وفي حال تعارض النصوص ، تراعى مرجحات أخرى تختلف باختلاف المجالات العلمية في الدراسات الإسلامية .
ثالثا إعادة التركيب : فإذا استوت المادة إستقراء وتوثيقا أمكن حينئذ إعادة تركيبها ، أي بناؤها على الشكل الذي كانت عليه في أصلها . وإعادة التركيب
غير التصنيف ، ذلك أن هذا الأخير إنما يُعنى بتوزيع المادة حسب مقاصدها أو غير ذلك بضم الأشباه والنظائر بعضها إلى بعض . أما إعادة التركيب فهي أعلى من ذلك وأدق ، لأنها تعنى بنظم المادة في النسق العلمي أو الهيكل العلمي الذي وضعت فيه .
ب-التحقيق : وهو الصورة الثانية للمنهج التوثيقي ، ويقصد به : بذل غاية الوسع والجهد لإخراج النص التراثي مطابقا لحقيقة أصله نسبة ومتنا مع حل مشكلته وكشف مبهماته . والتحقيق بهذا المعنى ليس علما مستحدثا ، وليس وليد المنهجية الغربية كما قد يظن ، ولكن انتقل إلى أوروبا كما انتقل كثير من المناهج الإسلامية ، وإنما المستحدث فيه هو الجانب المتعلق بالنشر والطباعة .
وفيما يلي شروط وضوابط عامة للتحقيق ، نختصرها فيما يلي :
- أما بالنسبة لما يتعلق بالمحقق فيشترط فيه ما يلي :
1- أن يكون عالما بعلوم العربية ، نحوها وصرفها وفقهها ، وهذا شرط ضروري لمن يحقق نصوص التراث الإسلامي العربي .

-21-
2- أن يكون عالما بأمهات المصادر التراثية الكبرى التي تعتبر مظان لكثير من
التحقيقات على اختلاف أنواعها .
3-أن يكون على علم بالخطوط العربية وتطورها التاريخي وطرائق النسخ القديمة والأدوات المستعملة للكتابة .
4- أن يكون عالما بقواعد وأصول التحقيق والنشر .
5- أن يكون مختصا بالمجال العلمي الذي هو موضوع المخطوط ، فلا يعقل أن يقوم عالم بالعربية بتحقيق مخطوط في الحديث أو العكس . ذلك أن لكل علم رجاله .
وأما بالنسبة لما يتعلق بالمخطوط المراد تحقيقه فلابد مما يلي :
1-ألا يكون قد حقق من قبل تحقيقا علميا .
2-أن يكون المخطوط ذا قيمة علمية.
مراحل التحقيق :
لتحقيق المخطوط تحقيقا علميا ، لابد من إنجاز ذلك عبر ثلاث مراحل هي :
أولا : جمع النسخ : أي جمع نسخ المخطوط سواء الموجودة منها في العالم الإسلامي أو الغربي ، وذلك بالرجوع إلى فهارس المخطوطات في العالم .
ثانيا : تعيين النسخة المعتمدة أو النسخة الأم ، والنسخ المساعدة . فأما المعتمد فهي التي سوف تُنقل عنها النسخة المسودة . أما المساعدة فهي التي سوف تعتمد في التصحيح والتصويب .
ثالثا : ضبط الكتاب وذلك بتوثيق نسبته إلى مؤلفه ، وتحقيق عنوانه ، وتحقيق الاسم الكامل للمؤلف ، حتى لا يشتبه مع غيره ، ثم تحقيق المتن .
ج- التأريخ :
أما استعمال ) المنهج التوثيقي ( بمعنى التأريخ ، فيقصد به الوظيفة الإستردادية

-22-
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59