عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-12-2013, 02:49 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي أهم مبادئ الاسلامية في نظرية الربح في المحاسبة


المسلم المعاصر، بيروت، عدد 22، جمادى الأولى – رجب، 1400 هـ / أبريل – يونيو، 1980م، ص 93 – 124
- By د.شوقي اسماعيل شحاته
الاسلامية المحاسبة transp.gif الاسلامية المحاسبة transp.gif الاسلامية المحاسبة transp.gif





من الطبيعي أن النظرية الإسلامية المحاسبية في رأس المال ترتكز على مفهوم المال المتقوم وتدور حول التفكير في أعيان عناصر الميزانية من حيث المفهوم الطبيعي العيني لها ومن حيث التغيرات التي تأخذ مكانها في تاريخين معينين لمعرفة قيمة الملكية Proprietorship ومعرفة المالية ومن الطبيعي أن يدور التفكير في الربح من حيث التغيرات والتقلبات في القيمة ومقارنة المركز المالي في تاريخين معينين وأن ترتكز فكرة الربح على النمو والزيادة في القيمة فيتحدد الربح بالقدر النامي في المال وبالزيادة على رأس المال.


وفي هذا يقول الإمام الآلوسي (1) - الربح تحصيل الزيادة على رأس المال وشاع في الفضل عليه. ويقال ربح فلان في تجارته أي استشف فيها وأصاب الربح، وكذلك يسمى الشف. ويقول الإمام النسفى(2) - الربح الفضل على رأس المال. ويقول الإمام الزمخشري (3) -الربح الفضل على رأس المال ولذلك سمى الشف من قولك أشف بعض ولده على بعض إذا فضله. ولهذا على هذا شف (والشف من الأضداد يطلق على الزيادة-النقصان) وقال ابن خلدون: (4) الربح هو القدر النامي في المال ويتكلم الفقهاء على الربح دائما كنوع من النماء وفرع للمال.

وعلى هذا يكون الإطار العام للربح في الفقه الاسلامي المحاسبي هو إطار النماء. ولما كان النماء-كما بينا عند الكلام على مفهوم نماء العين عند المالكية- ثلاثة أنواع: ربح وغلة وفائدة. فكل ربح يكون نماء وليس كل نماء يكون ربحا -وقد عرفنا أن الفائدة هي النماء أو الزيادة التي تتعلق بعروض القنية والغلة هي ما يتجدد من عروض التجارة بلا بيع لرقاب تلك العروض كثمر النخل المشتري للتجارة قبل بيع رقابه وإيجار الدار أو عروض التجارة المشتراة بقصد الربح والتجارة قبل بيعها وكالصوف واللبن المتجدد من الغنم المشتراة للتجارة قبل بيعها.


ومن ثم فإن الزيادة والنماء في رأس المال من عروض التجارة -من زيادة قيمة النماء بها أو تغير الأسعار ربح. أما الزيادة في رأس المال من عروض القنية فلا توصف بالربح بل توصف بوصف آخر خاص هو الفائدة وعلى هذا فإن الأرباح التي تعرف بالأرباح الرأسمالية لا توصف في الفقه الاسلامي المحاسبي بوصف الربح بل هي نوع آخر من أنواع النماء خلاف الربح يعرف بالفائدة. وكذلك لا توصف في الفقه الاسلامي المحاسبي الأرباح التي تعرف بالارباح الإيرادية العرضية بوصف الربح بل توصف هذه الزيادة بوصف آخر هو الغلة. وأن هذا التمييز بين مفاهيم الربح والغلة والفائدة وإطلاق اسم خاص مستقل على كل مفهوم من أنواع النماء الثلاثة يفصل تفصيلا أنواع النماء والزيادة في رأس المال. ويتعين عند إعداد حسابات النتيجة السنوية التمييز بين هذه الأنواع الثلاثة من النماء لما في ذلك من الأهمية من الناحيتين المحاسبية والضرائبية، إذ أن معالجة الأرباح الرأسمالية والأرباح الإيرادية العرضية لأغراض المحاسبة العامة والمحاسبة الإدارية تختلف كما هو معروف عن معالجة الأرباح الإيرادية كما أن معالجتها لأغراض ضريبة الزكاة-والضرائب عموما – قد تختلف أيضا، وقد أجمع الفقهاء على أن الغلة والفائدة يستقبل بهما حول خاص بهما من يوم حصولهما (؟؟؟ النصوص غير واضحة) ، أما الربح فقد اختلف العلماء في_______ أصل المال أو استئناف حول خاص به. وقد اخترنا ضم الربح لحول رأس المال وتبعية له على أساس أن ربح المال إنما هو راجع إلى أصله وكامن فيه وعلى أساس أن الربح نماء جار في الحول تابع لأصله في الملك فكان مضموما إليه في الحول ويكون الحول قد حال على الربح تبعا. (5)



الربح والنتائج:
والربح في التجارة كالتوالد والتناسل في الماشية التي تزداد للدر والنسل. وكما أن الماشية معدة للدر والنسل فإن عروض التجارة وكذا النقود معدة للربح. وإذا كان الربح والنتاج كلاهما نماء إلا أنهما يفترقان من حيث أن الربح -كما يقول ابن رشد (6) ليس بمتولد عن المال بنفسه كغذاء للماشية وإنما يحصل لصاحب المال من بائعه بمبايعته إياه ولو شاء لم يبايعه، وكما جاء في حاشية عميرة- (7) الفرق بين الربح والنتاج أن النتاج من عين الأمهات والربح إنما هو مكتسب بحسن التصرف. وقد قدمنا أن النماء في التجارة إنما حصل بالتقليب –كما قال ابن قدامة-(8) وان النماء –كما قال-السرخسى- (9) مطلوب بالتصرف. وعلى هذا فإن اطلاق تسمية "نتاج الأسهم" (10) على أرباح الأسهم الموزعة – الكوبونات- جانب الصواب ويجب العدول عنه.


المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59