ـ كان خصوم الأنبياء يُشغلون المسامع بالكلام المجمل المزخرف في بيان حق صدق قولهم ، وبالقدح المجمل أكثر من المفصل في حق مخالفيهم ، فيتهمون الرسل ب***** والكذب والجنون والسَّفَه دون تدقيق في حقائق ما يدعون إليه ووزنه بالميزان السالم من الشائبة .
ـ ومن انشغل بالظواهر لم يستطع أن يفصل في الأمور التي تدل القرائن على كذبها ، وليس لديه دليل مادي في ذلك محسوس .
ـ وكثيراً ما يتناول العقل الليبرالي الظواهر المادية بالتحليل ويجتهد في ذلك ، ولكن عند تناوله الظواهر غير المادية كالنصوص الإلهية يتناولها بضعف شديد ؛ لأنه غير مكترِثٍ بتناولها إلا لإقناع الخصم؛ لأنها لا تعنيه في ثبات أفكاره أو تغييرها ، وقد تكون نفسه هي خَصمَه فيتصارع مع البقية الباقية من إيمانه الفطري في قلبه ، فهو يُريد الطمأنينة من صراع نفسه وصراع النفوس الأُخرى معها فيأخذ في انتقاء ما يريد من النصوص الشرعية الموهمة المشبهة لأنها تؤيد هواه الفكري ، ويتغافل عن نصوص أخرى بيِّنة مُحكَمة مُفصَّلة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) العقلية اللَّيبرالية ـ عبد العزيز بن مرزوق الطريفي ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
|