الموضوع: أوراق الورد
عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 02-06-2020, 10:54 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي

استمداد فلسفة

وكتب إليها

جاءني كتابك ، بل جئتني أنت في كتابك ، فضممت الصحيفة إلى قلبي ضمة عرفتك فيها من خفقات هذا القلب واضطرابه !وقبلت الكلمات قبلا شعرت من سحرها في نفسي أن هذه الألفاظ قد خرجت من فمك الوردي فجاءت عطرا وحياة وجمالا ونقلت في الكتاب جوا رقيقا نديا كان مطيفا بشفتيك عند كتابتها كأنه نسمة من الفجر حول وردة تتنفس بعطرها الذكي .


كلما قرأت لك شيئا نفذ إلى روحي بالعطر الذي عطرك الله به . كأن الكلام بيننا أثير تسبح فيه مادة نفسينا : ولو كل الجميلات في العالم لفظن كلمة واحدة ثم لفظتها أنت لكنت أنت وحدك القادرة على أن تصنع روح الجمال وروح الحب وروح المرأة في تلك الكلمة لأن روحي لا تعرف الجمال والحب في المرأة إلا فيك .


تريني حين أقرأ كتابتك بين سحرين تظاهرا من ألفاظك ومعانيك فتجدينني كالنائم تخلق الذاكرة في خياله أجسام المعاني المحفوظة لتخرج له من الاسم صاحب الاسم وترد عليه من الحكاية واقعة الحكاية ، وتجرد منه شخصا لا حقيقة له ينطلق في عالم مسحور ليست له حقيقة ويألم النائم ويلذ كأنه من اليقظة لم يزل !


يذكرني هذا بما جادلتك فيه يوما من أن هناك عالما معنويا يخلق مما ننساه ونحن ننتقل إليه أحيانا بالنوم ، وأن هذا تمثيل لمعنى الخلود أو هو بعض أدلته ، إذ لست أرى الموت إلا رجعة الروح إلى عالم أنشئ لها من أعمالهاا في رحمة الله ونقمته ، فنحن على الأرض نبني لأرواحنا في السماء ، ومنا من يبتني لنفسه المدينة العظيمة بخيراته وحسناته ومن يبني لروحه السجن الضيق الوعر بآثامه وجرائمه !!

مالي أراني قد اندفعت إلى ما وراء الحياة ؟ولكن هل الحب إلا روحانية ترجع بنا إلى ما وراء أنفسنا لتضيف بعض المجهول إلى وجودنا ، وتزيد لنا نعيم الدنيا وآلامها ما لا يزيده شيء آخر غير الحب ؟


لو سألتني من هو العاشق لأجبتك إنه لن يكون عاشقا إلا من أحس أنه قذف به في الابتسامات والنظرات بمرة واحدة إلى مهبط السموات فيشعر أن نعيمه أهناأ من نعيم الأرض وأن عذابه أشد من عذابها وكأنه غذ يتنعم لم يصب أسباب النعيم بل أسباب الخلود في الجنة ، وإذ يتألم لم يجد مادة الألم . بل مادة نارية خالدة على قلبه .


كذلك لا يبدأ الحب إلا من آخر الدنيا فهو دائما على طرفها ، ولو نصب ميزان لعاشق من العشاق المتيمين ووضعت كرة الأرض بكنوزها وممالكها في كفة منه ثم وضع حبيبه في الكفة الأخرى لرجحت هذه عنده لأن فيها حبيبه وقلبه ، وبقيت الأخرى كأن لم يكن فيها شيء وإن كان فيها المشرق والمغرب!


وأعجب من هذا أننا نجد من الزهاد والمتنسكين من يقطع دهره كله متعبدا منصرفا عن الدنيا إلى ما بعدها جاعلا لسان حواسه الأرضية دائما سماوي اللغة ثم لا يجد من يقول إنه كالملائكة على حين أن الكلمة الأولى التي يقولها العاشق في وصف حبيبه ساعة يمس قلبه : إنه كالملك وإنه من السماء وإنه قانون من قوانين القدر وإنه الوجود كله مختصرا في نفس إنسانية ، والطبيعة كلها ممثلة في ذات لذات أخرى وإنه مظهر من مظاهر التقديس لا تحيط به إلا معاني الجلال والعبادة فلا يزال القلب يركع أمامه ويسجد !!!


أتذكرين ما قلته لك ذات مرة وقد رأيت كلبك الصغر الجميل كأنه من تراميه عليك ومن معاني نظراته لك –عاشق يريد أن تفهميه . . فقلت لك : إنني أراه يحبك بقوة أحسبها تحاول أن تقلبه إنسانا يحب . فإن كان هذا الحيوان ولم يزد عن معاني الوفاء والأمانة شيئا ، فليت شعري كيف تصنع هذه القوة في الإنسان وهي فيه أمانة ثم رغبة زائدة عليه ، ووفاء ثم غاية أعلى منه وحب إنساني ذاهب إلى طرفه الإلهي وشيء معلوم ثم شيء مجهول في المعلوم ؟


إنها والله لن تدعه إنسانا ابدا ما دامت لا تدعه في نفسه . آه . آه . !


ما أرى الحب إلا قوة تخرج النفس وتشيعها في الوجود كله أو تدخل الوجود كله إلى النفس وتدعه شائعا فيها ، ولهذا فمهما يبلغ من سعة العالم فإنه لن يمتلئ عند المحب إلا بواحد فقط . هو الذي يحبه .

أعرف هذا منك أيته العزيزة لأني في هذا البعد أراك في كل مكان حتى لكأن هذا الوجود كله ورقة تصوير حساسة مصوبة بآلتها إلى قلبي تلتقط رسمك منه وتلقيه على كل شيء صرفت إليه عيني ، وهذا – ولا ريب- معنى من معاني اللا نهاية فلعل ناموس الحب لم يخلق إلا لترك منه الإنسانية ما يقرب لها الفكرة ما لا ينتهي ، فمادة ****** الممثلة في جسمه لا تفنى بل هي تنصب من عيني محبه على كل شيء وملء كل شيء .

****** محدود بعاشقه فقط . . . وهذا مثال يقرب للعقل كيف يفهم الخلود الذي لا ينتهي لأنه أبدا ممتد مع الخالق الأزلي الذي لا ينتهي ولا يفنى .


عذرا أيتها ******ة فمهما أكتب فلا يزال وراء الكلام ذلك المعنى الدقيق الذي لا يظهره الكلام وذلك المعنى المعجز الذي هو بلاغة فوق البلاغة . ذلك المعنى الجميل هو أنت . . . . .



وألم الحب

اما ألم الحب فذاك حين يأتي على اللحم والدم معنى لو تجسم لكان هو الذي يصهر الحديد في موج من لهب النار ويحطم الصخر في زلزلة من ضربات المعاول . . .

هناك الألم المدمر لا يكابده إلا إنسان كأنما يراد خلقه مرة ثانية فيهدم ويبني أو يزاد تنقيحه فيغير ويحول ..

وأعظمه لأعاظم الحكام والشعراء فهم وحدهم الخارجون دائما عن هندسة الحياة المنسجمة وهم وحدهم الذين يتحول كل شيء في أنفسهم إلى حقيقة عاملة فلا يبرحون في تغيير ومن ثم فلا بد فيهم من هدم . . .

ولا بد لهم من آلام على قياس العظمة تكون لكل منهم كالبراهين عن نفسه أنه غير إله وأنه حين يكون بين حكمتين غنما يكون بين ضربتين . . .

تجد الشاعر العظيم وإنه ليكاد يملأ الكزن ، فلا يضرب بالحب إلا الضربة الداوية تنطبق بها أقطار المشرق والمغرب. . .

وإنه لضغط بالوجود نفسه على بعض الناس ، كضغط الأرض بآلاف الأجيال على بعض الفحم المطمور في أعراقها ليتحول فيكون منه الألماس الكريم المتلألئ !.. ألا ما اهولها قوة في تبيض الأسود بطبيعته ، إلى جوهر النور بطبيعته ، وفي خلق شمس وألماسية وهاجة ، ولكن من ظلمة حالكة انعقدت في التراب . .

وما أهول مثلها من الآلام في مضاعفة الحكيم أو الشاعر بقدر إنسانيتين ، ليتسع لبؤس من الأشقياء وسرورها جميعا ، وليكون على مدرجة بين الخليقة وخالقها وليقى دائما من ضغط الوجود عليه كأنه محصور في عمر ساعة ألم قد جمدت حوله !

أولئك يتأوهون لا بالأنين كغيرهم من الناس ولكن برعد الأرواح يرجف إذ تنفجر بكهربائها ، ويبكون لا بالدموع ، ولكن بسحائب من معانيهم يؤلفها القدر ويراكمها ويضربها فيسوقها لتمطر على ناحية الجدب الإنساني

أولئك يتألمون لا بالألم ولكن بتمزيق في أنفسهم كتمزيق الأرض حين تودع أسرار الزرع ويتوجعون لا بمقدار عمل الواحد منهم بنفسه ولكن بمقدار عمل الدنيا به ، وليسمنهم البائس الحزين الذي نزل به الألم رغما وذلا ، ولكن البائس الجميل الذي اتخذته الحكمة ليبدع الصورة الكلامية من جمال نفسه لجمال الكون شعرا وبيانا وفنا . .

في موضع تقع الشرارة لتنطفئ ، وقد تنطفئ قبل وقوعها . . . وفي موضع آخر تقع وكأنها ولدت ثمة لتحيا وتكبر . . .فإذا هي من بعد نار تعمل أعمالها . . .وكذلك الألم ومن يتألمون . . . "وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة "

ومن قسوة القدر على الشاعر العظيم أن لا يجعل حبه حبا خالق الوحي إلا في امرأة على قدر تألهه عظة وسخرية .

يقول عنها : ما أحوجني إلى معجزة نبي تحول الحجر الذي في ضلوعها إلى القلب . . . وتقول هي عنه :ما أحوجني إلى بعض الملائكة والشياطين ليكشف لي سر نفسه المخبوءة تحت مكان الصبر في قلبه !

ويعيشان في الحب كما يعيش اثنان في قصة . . . وضعها مؤلف خيالي فأحكم عقدتها . . .وتخاصم سعادة كل منهما سعادة الآخر ويعملان كما يعمل الغني الشحيح . يفقد الحياة لينال الدنيا . ثم إذا سأت ذلك المسكين الأعظم : ما لذة هذا الحب الأليم اللهفان ؟ قال لك لذته أنه حب . . .

هي حينئذ كل العذوبة السيالة في روحه وهي بذاتها كل الاقذاء التي ألقيت في ينبوع نفسه ، وآلامها ميلاد حقيقي لمعانيه ، ولذاتها أكفان حقيقية لموتى هذه المعاني إذا أريد لها الموت ، وكلما يضع الآلام والأوجاع فيه يضع منها النور في كلماته !

من كونها هي في قلبه يشعر أن الكون فيه ، حتى ليقول في وحيه للجبال الراسية على أعضاد الأرض : آلمتني يا أعضائي . . .

وتقي في حياته ألوان عينيها وخديها وثغرها ألوانا وألوانا ، فإذا حياة فنية مزخرفة منقوشة بأبدع وأجمل مما في الطبيعة ورياضها وألوانها .

ولاتصالها بموضع السر من روحه تشعر السر العجيب سر الحب الذي يحير العاشق حين تفتنه من يهواها فيحسب كأن الجنس كله مستحيل وأمكنت واحدة ، أو كأن الجنس كله ممكن واستحالت واحدة .فكأنه لا جنس بل واحدة فقط

وتتصرف به في دلالها وهواها تارة وضدها ، فيراها حينا كما ينظر طفل إلى سكرة ، وحينا كما ينظر المريض إلى مقبرة

وإذا هي أنفقت أهلكت بلذة .... وإذا هي امتنعت أنفقت بألم . . . داء لا يدري أنى ي}تى له

يارحمة للمحب الذي يتوجع بآلامه وحقائقها ثم بمعانيها في روحه وأمانيه ثم بالصبر عليهما :ثلاثة آلام في ألم واحد.

ويا آلام الحب ، أنت ثقيلة ثقيلة ، لأنك نظام التراب في روحانيتي !

ويا آلام الحب أنت جميلة جميلة لأنك إشراق السر الأعلى في نفسي.

ويا آلام الحب أنت حبيبة ولو أنك آلام ....بل حبيبة لأنك آلام ...





شجرات الشتاء

يممتهن اليوم فإذا هن ذابلات عليهن الضحى عريانا وكن من ورقهن في حلل الظل ، وفيهن انكسار ذي العارية وكان يتجمل بعاريته ثم ردها فما يتوارى إلا من الأعين التي كان يتعرض لها من قبل ، ويحس أنه أصبح لحنا من خطأ فاحش في لغة النعمة واليسار ، لا يكاد يظهر نفسه إلا قيل له : يا غلطة تحتاج إلى من يصححها ...
ورأيتهن واقفات في مثل ذلك الحزن النسائي الغرامي الذي يخلط المرارة في حلاوة المرأة الجميلة فتبدي عن عاطفة مسكينة لا يصورها لك إلا أن ...أن تتخيل جزع لؤلؤة تخسى أن تتحول إلى حصاة ..
ذليلات ذليلات كأنهن مطلقات الربيع ....
****
وقالت لي صديقة منهن : لقد كنت في جانب منا ، أفمنحرف أنت إلى الجانب الآخر ؟ وكان لك فينا من رأي الحب ما يكسونا مع كسوتنا ، أفيكون لك من رأي البغض ما يجردنا مع تجردنا ؟ أم ستقول : طاووس انسل ريشه الجميل فرده القبح دجاجة ، وشجرة سلبت زينتها فعادت كأن لم يخلقها الله ولكن أقانها نجار . . .أم انت رادنا إلى المسخ فمجر علينا حكم الرجل على المرأة ، متى قبحت في عينه قبحت في قلبه إذ لا يطلب إلا معنى فيها تحت الرونق لمعنى فيه تحت الدم ، فإذا هي لم تعد من إيمانه . . .كفى ذلك وحده أن يجعلها من كفره ...
أظالمني أنت فتعرف لي ذلا بعد عوة ، وتصف لي خضوعا بعد كبرياء ، ولا تضع بإزائي في ميزان قلبك إلا المعاني الثقيلة التي تلقيها تزن بها ما تكره لكي تمتلأ نفسك منه بغضا وكراهة ؟
*****
كلا يا صديقتي ! إنما تتحولين لأجد منك معنى جديدا في نفسي . فكأنك تخرجين مني رجلا في الربيع ورجلا في الشتاء ، وكأني أعرف بك كيف أتحول في بعض معاني الحياة من نسيم إلى عاصفة ، أنت ك******ة المخلصة التي تبالغ في إصفاء الود ، فتمتنع وتهجر لتهب محبها الفكر في جمالها كما وهبته النعمة بجمالها ، فيصيب اللذة ومعناها ، ثم يجد الشوق الذي يضاعف معناها ، فإني رأيت الذي لا يفكر في معاني الجمال حين يمتنع ويبعد لا يدرك كل معانيه حين يمكن ويدنو. *** ومن امتلأ مِن فقد السرور ، كان حقيقا أن يكون هو الذي يمتلئ من وجوده ، فاللذة لذة واحدة بنفسها ، ولكنها تتعدد بموقعها وبحالتها بمقدار فهمها وبقوة الشوق إليها ، وما أشبه النفس في هذا المعنى بقصر العروس ، إن لم تتقدم العروس معانيها فتزين القصر وتزخرفه وتكسوه وتجعل في كل مكان منه جمالا يومئ إليها وزينة تشاكلها وحسنا يتمها أو يفسر منها –لم تكن العروس على القصر إلا أرملة .
كلا يا شجراتي ، فلست ظالما فأجري عليكن حكم المرأة في شتاء حبها ، فإن المرأة متى بردت . . .ظهرت كالسحب الثقيلة المطبة بأرجائها السوداء : لها في سمائها لون الوحل قبل أن تستوحل بها الأرض . . . . وبها من الظلمة ملء ليل طويل يموت فيه النهار الطالع وشمسه معا . . .ويكلح بها وجه الحب ويبرد ويظلم لتكون في بلائها مادة إنسانية تقع منها صاعقة . . .
آه لو أن شجرة لم تحمل كل أغصانها إلا من قشور الثمر المطروحة في الطريق ، لكانت هذه المرأة أسخف منها ، ولو أن شجرة حين أورقت لم تورق من جذعها إلى بواسقها وأعاليها إلا بأجنحة الذباب . . .ليتقذر صاحبها .لأشبهتها هذه المرأة !! كلا يا شجراتي ، فقد ذهب ربيعي مثلكن ولم يكن ربيعا في قلبي ، فسأقضي شتائي وأنتظر أنا وجذوري ، إنه عهد ليس أشقى منه لوعة ولا أسعد منه ذكرى إذا جعلنا نحن إلى حياة ليست في حياتنا ، بل ذهبت عنا بحبيب نأى أو حبيب هجر.
***
عجبا!ماذا يحدث في الحياة من هنات وهنات ؟ تمرض الشجرة فصلا من سنتها وتشرف على الموت فصلا آخر ثم يطير فيها لهب الشمس فإذا هي تغلي بالشعاعا وعليها ضبابة خضراء من غليان ألوان الشمس في جوفها ، فليس من جمال إلا وبعض مادته في أصلها من القبح كما ترى ، يظهر لك في الطبيعة الجميلة ، لأنها عدوة التصنع ، ويخفى في النساء الجميلات ، لأنهمن عدوات الطبع ، حتى أجمل ما في المرأة ا لجميلة ، لا تراه بعيدا من أقبح ما فيها حتى دلال المرأة التي تحبها ، فهو بعينه لو حققت ، هو معنى ظريف رقيق من . . من . . وقاحتها . . .
****
أين الجزء المسكر في الكأس إلا مع غير المسكر فيها ؟ وأين المرأة الجميلة إلا مع مكروهاتها يغرك منها ما يغر ؟


لهفي لأشجار المحبة مر فصل ربيعها

جد الهوى في عرسها ليجد في تقطيعها

كل الفتوق لها الرقاع ترم من تصديعها

وإذا تمزقت المحبة حرت في ترقيعها ....!
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59