عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 06-24-2014, 02:25 PM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,212
ورقة المونية...وخرافة توحيد الأديان

المونية...وخرافة توحيد الأديان*
ــــــــــــــ

26 / 8 / 1435 هــ
24 / 6 / 2014 م
ـــــــــــ



لم يكن العداء للإسلام عبر التاريخ على نمط وشكل واحد, وإنما تنوعت ألوانه وأشكاله تبعا للزمان والمكان, فبينما كان على شكل الحروب والمعارك العسكرية في البداية وحتى نهاية الحروب الصليبية, أصبح بالمؤامرات والخديعة والمكر حتى إضعاف الرجل المريض والقضاء عليه وإزالة آخر مظهر للوحدة الإسلامية من خلال هدم الخلافة العثمانية.

وإذا كانت مرحلة الحرب العسكرية على بلاد المسلمين شديدة وخطيرة, فإن الحرب الفكرية والثقافية والأخلاقية والعقائدية على الإسلام وثوابته ومبادئه وأحكامه أشد ضراوة وأكثر خطورة, نظرا لكثرة التيارات الفكرية الهدامة التي اجتاحت العالم الإسلامي أثناء هدم الخلافة العثمانية وبعدها, والتي تزداد ضراوة يوما بعد يوم.

وتكمن خطورة هذه الأفكار بأنها لم تعد تعلن صراحة عن أهدافها وحقائقها, بل تضمر ذلك وتخفيه, لتظهر الشعارات الرنانة والأهداف الطنانة - كالإنسانية والعدالة والحرية وحقوق الإنسان - وغير ذلك من القيم الكبيرة الفارغة المضمون, والتي تستميل شباب المسلمين ومثقفيهم, فضلا عن عامة الناس فيهم.

ومن تلك التيارات الفكرية الهدامة, والمعتقدات المخالفة لتعاليم الإسلام وثوابته, والتي تدثرت بدثار الوحدة والإنسانية: حركة سون ميونج مون التوحيدية "المونية" , فما هي المونية؟؟ ومن هو مؤسسها ؟؟ وما هي أبرز أفكارها ؟؟ وما هي حقيقتها وجوهر أهدافها ؟؟

التعريف

المونية: حركة مشبوهة تدعو إلى توحيد الأديان وصهرها في بوتقة واحدة بهدف إلغاء الفوارق الدينية بين الناس لينصهروا جميعا في بوتقة (سون ميونج مون) الكوري الذي ظهر بنبوة جديدة في هذا العصر الحديث.

المؤسس وأبرز الشخصيات

1- القس "سون ميونج مون" : مؤسس هذه الحركة, ولد في كوريا الجنوبية سنة 1920، اعتنق النصرانية وترقى فيها حتى صار قسا، وادعى بعد ذلك أنه نبي وأن الله أرسله لإنقاذ العالمين!!

كما ادعى "مون" أنه لما كان في السادسة عشرة من عمره ظهر له عيسى بن مريم عليه السلام، واجتمع به، وأخبره أن الله اختاره ليكون رسول هذا الزمان، لينشر السلام على هذه الأرض، وأنه سيكون المسيح الثاني، وأن دعوته موجهة لأصحاب الديانات الثلاث اليهودية والنصرانية والإسلام, وأن كل مسلم أو يهودي أو نصراني مأمور بالإيمان به واتباعه، وأن الله جمع له رسولنا محمداً صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين فآمنوا به وبايعوه وأمروا المسلمين بالإيمان به.

وادعى أيضا أنه على اتصال بالمسيح عليه الصلاة والسلام منذ عام 1936م, وأنه منذ بلوغه السادسة والعشرين من عمره بدأ يدرس حياة الأنبياء والقادة الروحيين, مثل موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، ومثل بوذا وكرشنا، ويطلع على تعاليم الأديان السماوية والوضعية كاليهودية والنصرانية والإسلام وكذلك البوذية والهندوسية.

أسس حركته الدينية عام 1954م في كوريا الجنوبية, وانتقل إلى الولايات المتحدة في عام 1973م, وعقد صلات عدة مع كبار الشخصيات هناك, واستطاع أتباعه إخرجه من السجن الفيدرالي بعد عام ونصف بتهمة تهربه من الضرائب, وذلك بعد أن صوروا سجنه على أنه اضطهاد في سبيل المعتقد الديني الذي يحمله.

احتل منصب الرئيس للمجلس العالمي للأديان, وحاول أن يكون قريبا من الأحداث المهمة, إذ كان له ولطائفته دور مهم في الوقوف إلى جانب الرئيس "ريتشارد نيكسون" في فضيحة "ووترجيت", كما أنهم كانوا نشيطين في حماية برنامج الرئيس ريغان وسياسته في أمريكا الوسطى.

توفي "مون" في 3 سبتمبر عام 2012م عن عمر يناهز 92 عاما ودفن في كوريا الجنوبية مسقط رأسه.

2- شانج هوان كواك: شغل منصب مساعد رئيس المجلس العالمي للأديان، وهو أكبر معاوني مون، وقد أعلن في بيانه الذي ألقاه في المؤتمر المنعقد بتركيا سنة 1985م عن نبوة "مون" وأنه يتلقى الوحي من السماء.

3- اليهودي فرانك كوفمان: يقيم في نيويورك ويتبع "مون" ويعمل في مؤسسته، وقد ناشد علماء المسلمين في مؤتمر تركيا أن يتفهموا موقف الأديان الأخرى مثل اليهودية والبوذية والهندوكية.

4- دكتور يوسف كلارك: قس كاثوليكي من مساعدي "مون", وهو عضو مجلس إدارة المجلس العالمي للأديان، كان ممثل المجلس في مؤتمر تركيا.

أهم الأفكار

1- ادعى "مون" النبوة وزعم أن المسيح عليه السلام بشره بأنه "المسيح الثاني" حسب زعمه, وأنه على اتصال بعيسى ابن مريم عليه السلام, وأنه يتلقى الوحي من السماء كما أسلفنا.

2- يزعم "مون" في إعلان تم نشره يوم 4 يوليو 2002 في صحيفة «واشنطن تايمز» التي يملكها: بأن لديه أحاديث مقدسة منقولة عن الرب والأنبياء النبي محمد وعيسى المسيح والنبي موسى (عليهم الصلاة والسلام) يشهدون فيها بأن مون هو «ابن الرب» الحقيقي.

3- يزعم "مون" أن الإله قد رمى بالمسيحية جانبا وأبدلها برسالة جديدة هي رسالة توحيد الأديان الداعي إليها, وهذا ما ينشره ويقوله للنصارى.

4- شعار "المونية" وهدفه المعلن والظاهر هو: السعي من أجل توحيد الأديان على اختلاف أنواعها, بينما الحقيقة غير ذلك تماما.

5- الهدف الرئيسي المعلن لحركة "مون" هو العمل من أجل توحيد العالم تحت راية إله واحد, بحيث تضمحل من هذا العالم كل الحواجز والعوائق الكنسية والسياسية والوطنية والقومية والاجتماعية" وهي دعوة قد ينخدع بها بعض المسلمين معتقدين أنها دعوة لتوحيد الله, وهي غير ذلك حقيقة.

6- يزعمون أن رسالة آدم الأساسية أن يخلق الأسرة الكاملة في الأرض، وهذه المهمة لم تتحقق نتيجة لعمل الشيطان، ويزعمون أن عيسى هو من خلق آدم وفشل في أمر الزواج, لكن فشله ليس كاملا إذ أحيا الجانب الروحي للإنسان، وقد ظل جسد الإنسان مستعبداً للشيطان ولا بد تجديده، وهذا يستلزم آدماً ثالثاً بالاتحاد مع زوجة مثالية يمكن لتحقيق هدف إنجاب الإنسان الكامل.

7- يزعمون أن التاريخ والأحداث متكررة ومقدرة سلفا وفقاً لدراسة رسومات بيانية قاموا بها، ويقولون: إن هناك أمثلة متكررة من البشر قد اختيروا ليصيروا آباء كاملين، لكن الشيطان قد اعترض سبيلهم فلم ينجحوا، وقد وجدت هذه الأسر المثالية على مر التاريخ الإنساني في فترات متقطعة على مدى أربعمائة عام سلفت.

التنظيم الداخلي للحركة

يتبع حركة المونية طريقة خبيثة لضم أعضاء جدد لحركتهم, حيث يدعونه أولا إلى وجبة طعام ثم يدعونه للاشتراك في رحلة نهاية الأسبوع, كما أنهم يمنعون الأفراد الجدد من التحدث بين بعضهم البعض, وعليهم الانتظار حتى اللقاء الآخر في نهاية الأسبوع.

يمضي المدعو عدة أسابيع مع معلمه، وقد يجعلونه بعد ذلك في مسكن واحد مع أعضاء جدد آخرين ليلقنوهم جميعا العقيدة الجديدة, مع التركيز على تقديس وتمجيد شخصية "مون", والتأكيد على ضرورة التنكر لعقيدة أهاليهم ومجتمعاتهم.

وإذا ما اكتشف العضو زيف وكذب هذه الحركة وحاول الفرار منهم, فإن ذلك قد يكون من الصعوبة بمكان لعدة أمور: أولها بسبب الانفصال عن عائلته فلا يستطيع العودة إليها بعد أن ناصبها العداء بسبب معتقده الجديد الذي يخالف معتقدها, كما أن غسيل دماغُه في تلك الفترة وسيطرتهم عليه روحيا من خلال خداعه بالوعود السماوية الكاذبة يلعب دورا في صعوبة اكتشاف زيفهم, ناهيك عن أن أفراد عصابة مون سيتابعونه ويطاردونه حتى يعود إلى حظيرتهم من جديد إن تركهم أو فر منهم.

المؤتمرات التي عقدها "مون"

عقد "مون" عددا من المؤتمرات سعيا وراء تحقيق أهدافه، ومن أبرز هذه المؤتمرات:

* مؤتمر توحيد اليهود في سويسرا.

* مؤتمر اتحاد العالم المسيحي في إيطاليا.

* مؤتمر البوذيين في اليابان.

* مؤتمر الهندوكية في سيريلانكا.

* مؤتمر اتحاد العالم الإسلامي: الذي تم عقده في تركيا قرب اسطنبول , وذلك في الفترة من 19 - 22 سبتمبر 1985م ، وقد تعاونت معهم كلية الإلهيات بجامعة مرمرة بهدف إنجاح المؤتمر.

وقد كان للأفكاره التي بثت في هذا المؤتمر خطرا كبيرا, فقد صور أتباع مون المشاركون في المؤتمر الخلافات بين الأديان على أنها لا تعدو أن تكون شبيهة بتلك الخلافات الفقهية الموجودة بين المذاهب الإسلامية ذاتها، ولا شك أن هذا محض افتراء، إذ إن الخلاف بين الأديان خلاف عقائدي قبل كل شيء، في حين أن الخلاف بين المذاهب الفقهية ليس أكثر من خلاف داخلي اجتهادي في الفروع دون الأصول.

حقيقة المونية وفضائح مؤسسها

كشفت صحيفة البيان الإماراتية الكثير من الحقائق والفضائح عن هذه الحركة ومؤسسها , ونشرت في 15 يناير 2003 تقريرا عن القس "جيونج مون" موضحة أن كنيسة التوحيد التي يترأسها والتي تعرف عموما بـ «مونيز» هي واحدة من أهم مصادر "الفساد والشذوذ في الولايات المتحدة اليوم"، وأنه حظي بالتأييد نتيجة مواقفه المعادية للشيوعية آنذاك.

وقالت الصحيفة: إن طائفة "مون" تقوم عن طريق "منظمات ومؤسسات واجهة بشراء ذمم سياسيين أميركيين وقادة دينيين وقادة بعض الحركات المدنية باستخدام مليارات الدولارات سنويا من الأموال المغسولة في الخارج والتي يأتي جزء مهم منها بالتأكيد من تجارة المخدرات العالمية".

وذكرت الصحيفة أن هذه الأموال هي مقابل "خدمات جنسية يقدمها جيش من الفتيات من كوريا الجنوبية واليابان بعد أن تم غسل أدمغتهن عبر الممارسات الباطنية الجنسية الشاذة لطائفة القس مون".

وأضافت الصحيفة : "تعتبر مجموعة "مون" أحد أهم مصادر تمويل قادة اليمين المسيحي المتطرف, الذين يريدون استفزاز المسلمين عن طريق التعرض لدين الإسلام ونبي المسلمين محمد صلى الله عليه وسلم في سبيل خلق «صراع حضارات», بالإضافة إلى تمويل حملات قادة الجناح الليكودي الفاشي في إسرائيل".

وقالت: إن القس "سون ميونج مون" تم انتقاؤه في منتصف الخمسينيات من قبل عملاء المخابرات الأميركية والكورية الجنوبية اليمينيين المتطرفين الذين رشحوه لأنه كان صاحب سجل طويل من السوابق بجرائم جنسية وأخلاقية أوصلته إلى السجن في كل من كوريا الشمالية والجنوبية.

وحول النظريات «الدينية» للقس مون، ذكرت الصحيفة أنها "شيطانية صرفة"، حيث يعتبر القس مون نفسه في العديد من الكتابات المنشورة «الأب الحقيقي» الذي اختاره الرب لإكمال المهمة التي فشل يسوع المسيح في تنفيذها، لأن المسيح صلب قبل أن يتمكن من الزواج وإنجاب عنصر جديد من البشر الخارقين النقيين من الإثم الأصلي.

وحسب الصحيفة فإن الزيجات الجماعية السيئة الصيت التي تنظمها طائفة مون تعتبر بداية إنتاج هذا العنصر الخارق، حيث يلعب مون وزوجته السيدة مون دور الأبوين الحقيقيين لعقيدة العنصر الخارق التي تأتي مباشرة من كتب نيتشه وهتلر.

الإنتشار وأماكن النفوذ

تنتشر الحركة بشكل كبير في جنوب ووسط أمريكا, إذ لهم علاقات قوية مع كبار السياسيين في تشيلي وأرجواي والأرجنتين وهندوراس وبوليفيا, و لهم مركز وكنيسة اسمها "الكنيسة التوحيدية" في إيرلندا.

سمحت لهم حكومة سيول بإقامة كنيسة لهم خارج العاصمة, كما أن لهم استثمارات في جنوب كوريا.

يتغلغل أعضاء الحركة في الجناح الأيمن للحزب الجمهوري بالولايات المتحدة الأمريكية, كما أنهم يشكلون الجناح الأيمن للدكتاتورية في أمريكا الجنوبية.

يمتلك زعيمهم عدة عقارات في العالم وشركات ومطاعم وأراض ومحلات لبيع المجوهرات وشركة للنشر تسمى (Paragon House) كما أسس جريدة الواشنطن تايمز التي يوزع منها 75 ألف نسخة في اليابان ونيويورك وأرجواي وقبرص ولديه فندق نيويوركر في مانهاتن.

الفتاوى الإسلامية التي صدرت بحق الحركة

حذر مجلس الفتوى الأعلى في فلسطين في بيان أصدره الثلاثاء 14-6-2005م من التعامل مع المدعو ميونج مون الملقب بـ "المسيح الثاني" المزعوم، وأتباعه ممن يسمون أنفسهم بـ "سفراء السلام".

وقال المجلس: إن "ميونج" شأنه شأن من سبق أو سيتبع من أدعياء النبوة الدجالين الذين سرعان ما يذوبون ويبقى الإسلام عظيماً محفوظاً من التغيير والتبديل والتحريف من هذا وأمثاله.

وأفتى المجلس بأن كتاب "الإنجيل الجديد" المزعوم، هو من صنع يد الدجال ميونج وهو باطل وفاسد، ولا يجوز قراءته أو تداوله أو بيعه أو شراؤه أو اقتناؤه، وشدد على أن زيارة هذا "النبي المزعوم" إلى فلسطين تحت مسمى "سفراء السلام" ولقائه شخصيات إسلامية ودينية وسياسية، يأتي من باب الخداع والتضليل.

وأكد المجلس، عدم جواز اللقاءات مع هذه الفئة الضالة وزعيمها أو تقديم أي نوع من أنواع التسهيلات أو أي شكل من أشكال التعاون أو التواصل مع هذه الجماعة وزعيمها.

ـــــــــــــــ

أهم مراجع التقرير

الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة

صحيفة البيان الإماراتية

صحيفة الواشنطن بوست

بعض المواقع الإلكترونية التي تتحدث عن "مون" وحركته "المونية"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــ
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59