الكاتب: هلال الجزائري
قيل لكثير أيكما أشعر أنت أم جميل فقال أنا أشعر منه فقيل له كيف تقول هذا وأنت راويته فقا أنا أقول:
هنيئا مريئا غير داء مخامر ......لعزة من أعراضنا ما آستحلت
ويقول هو:
رمى الله في عيني بثينة بالقذى.....وفي الغر من أنيابها بالقوادح
وقصيدة كثير التي منها هذا البيت رائعة إذ يقول:
خليلى هذا ربع عزة فاعـــــــــــقـلا *** قلوصيكمـا ثـم ابكيـا حيـث حلـت
ومساترابا كان قد مس جـــــــــلدها *** وبيتـا وظـلا حيـث باتـت وظلـت
ولا تيأسا أن يمحـوالله عنـــــــكمـا *** ذنوبـا اذا صليتمـا حيـث صلـــت
وما كنت أدري قبل عزة ماالــــبكى *** ولا موجعات القــلـب حتـى تولـت
وقد حلفت جهدا بما نــــــحرت لـه *** قريـش غـداة المـأزميـن وصـلـت
أناديـك ماحـج الحجيـج وكبـــــرت *** بفيفـا غـزال رفقـــة وأهـــــــلـت
وكانت لقطع العهد بينـى وبيــنهـا** * كنـاذرة نــذرا فأوفـت وحـــــــلـت
فقلت لها ياعز كل مصــــــــــيبـة *** اذا وطنـت يومـا لهـا النفـس ذلـت
ولم يلـق انسـان مـن الحـب ميعـة** * تعـم ولا غمـــــاء الا تجـــــــــلـت
كأني أنادي صخرة حين أعرضت *** من الصم لو تمشي بها العصم زلت
صفوحا فما تلقاك الا بخـــــــــيلة *** فمن مـل منهـا ذلـك الوصـل مــلـت
أباحت حمى لم يرعه الناس قبلها *** وحلت تلاعا لم تكـــن قبـل حــــلـت
فليت قلوصي عند عزة قــــــيدت *** بحبـل ضعيـف غـر م،،نهـا فضلـت
وغودر في الحى المقيمين رحلها** * وكـان لهـا بــــاغ سـواي فبـــــلـت
وكنت كذى رجلين رجل صحيحة** * ورجل رمى فيها الزمـان فشـــــلـت
وكنت كذات الظلع لما تحامـــلت *** على ظلعهـا بعـد العـــثـار استقـــلـت
أريد الثواء عندهـا وأظـــــــنهـا *** اذا مـا أطلنـا عندهـا المكـث مـــلـت
فما أنصفت أمـا النسـاء فبغضـت *** الينـا وأمـا بالنـوال فضــــــــــنـت
يكلفها الغيران شتمى وما بـــهـا *** هـو انـي ولكـن للمــــليـك استذلـت
هنيئا مريئا غير داء مخامـــــــر *** لعـزة مـن أعراضنـا مـا استــحلـت
ووالله مـا قاربـت الا تباعــــدت *** بصـرم ولا أكثـــــــرت الا أقـلــــت
فان تكن العتبي فاهلا ومرحـــبا *** وحقـت لهـا العتبـي لديـــــنـا وقلـت
وان تكن الاخري فـــإن وراءنا *** مناوح لو تسـرى بهـا العيــس كلـت
خليلـى ان الحاجبيـة لمحــــــت *** قلوصيكمـا وناقتـى قـــد أكــــــــلـت
فلا يبعـدن وصـل لعـزة أصبحـت** * بعاقبـة أسبابـه قــد تــــــــــــولـت
أسيـئ بنـا أو أحسنـى لاملومـة *** لدينـا ولا مقلــيـة ان ثقــــــــــــلـت
ولكن أميلى واذكري من مـودة *** لنـا خلـة كانـت لديــــــــــك فضـلـت
واني وان صدت لمثن وصـادق *** عليهـا بمـا كانـت اليـــــــنـا أزلــت
فما أنا بالداعى لعـزة بالجــوى *** ولا شامـت ان نعـل عــــــزة زلــت
فلا يحسب الواشـون ان صبابتـى *** بعـزة كانـت غمــــــــرة فتـجلـت
فاسبحت قد أبللت من دنف بها *** كمـا أدنفـت هيمـاء ثــم استــــبلـت
ووالله ثم الله ما حـل قبلهـا *** ولا بعدهـا مـن خلـة حيـــث حـــــــلـت
وما مر من يوم على كيومهـا *** وان عظمـت أيـام أخـرى وجـــــلـت
فاضحت بأعلى شاهق من فؤاده *** فلا القلب يسلاها والا العيـن ملـت
فيا عجبا للقلب كيف اعترافـه *** وللنفـس لمـا وطنـت كـــــيـف ذلـت
وانـي وتهيامـي بعـزة بعدمـا *** تخليـت عمـا بينـنـا وتـــــــــــخـلـت
لكا لمرتجى ظـل الغمامـة كلمـا *** تبـوأ منهـا للمــــــــقيـل اضمحلـت
كأنـي واياهـا سحابـة ممحـل *** رجاهـا فلمـا جاوزتـه اســــــــتهلـت
فان سأل الواشون فيما هجرتها *** فقـل نفـس حـر سليـت فتــسلـت
راجع كتاب ذم الهوى لعبد الرحمان ابن الجوزي