عتاب شامي
ــــــ
(د. محمود مفلح)
ــــــــ
3 / 8 / 1436 هــ
21 / 5 / 2015 م
ــــــــ
أراك خليًّا والتوابيت تصهل *** ألا ترعوي مما تراه وتخجل؟
وكيف تطيق النوم والقصف هادرٌ *** وتلك البراميل اللعينة تهطل؟
وكيف تصلي مطمئنًا وخاشعًا *** وأصوات آلاف الثكالى تزلزل
وتقرأ آيات الكتاب مرتّلًا *** وفي الضفة الأخرى قبور ترُتَّل
فمن أي ماء أنت من أي طينة *** وكيف يمرّ الخطب بل كيف يسهل؟
جرائم تهتز الجبال لهولها *** وينفطر القلب الحديد ويذهل
فلا بأس إن طارت هناك رؤوسهم *** وغابت عن الأنظار أيدٍ وأرجل!
ولا بأس إن أمسى الصبّي ممزقًا *** وقبل قليل كان في البيت يحجل!
ولا بأس إن ديست كرامة أمة *** ونعلم أن الذكر فيها منزل
ولا بأس أن عشنا على جرح شامنا ** وفي كل يوم قصة ومسلسل؟!
ونحن على ما نحن دفّ ومزهر *** ورقص عروبيّ ولحم متلتل
ولو أننا صحنا عليهم ألا اخجلوا *** وكفوا لما أزروا بهم وتغولوا
فما قيمة المليار والحق ضائع *** وما قيمة الإنسان ما دام يركل
وما قيمة الإنسان إن كان مهملًا *** على كل باب موصد يتسول؟
حرام على كل النساء رجالهم *** إذا لَم يصدوا البغي أو يتدّخلوا
وإني أرى شعبًا مهيضًا جناحُه *** ثقيلًا ولكن المصائب أثقل
إذا اشتد كربٌ راح يصفق كفّه *** وإن ماجت الأهوال راح يحوقل!
وقد يلعن الأعداء لعنًا مدمرًا *** ويقصفهم بالشعر حتى يولولوا
ولكنه شعب جريح مكبل *** وما يفعل الشعب الجريحُ المكبل؟!
لك الله يا أم الشهادة فاصبري *** فإنّ خيوط الفجر لابد تغزل
-----------------------------------