ديوان حماسة أبي تمام
المنســــــــــــوب
لأبي العلاء المعري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
256ـ وقال العُدَيْلُ بنُ الفَرْخِ العِجْلِيُّ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ ألا يَا اسْلَمِي ذَاتَ الدَّمَالِيْجُ والعِقْدِ*وَذَاتَ الثَّنَايَا الغُرِّ والفَاحِم الجَعْدِ
2ـ وَذَاتَ اللِّثَاثِ الحُوِّ والعارِضِ الَّذِي*به أبْرَقَتْ عَمْداً بأبْيَضَ كالشُّهْدِ
3ـ كَأنَّ ثَنَايَاهَا اغْتَبَقْنَ مُـدَامَـةً *** ثَوَتْ حِجَجاً في رَأْسِ ذِي قُنَّةِ فَرْدِ
4ـ جَرَى بِفِراقِ العَامِرِيَّةِ غُـدْوَةً *** شَـوَاحِجُ طَير ما تُعِيْدُ وَمَا تُبْدِي
5ـ إذا ما نَفَقْنَ قُلْتُ هَذَا فِراقُهَا *** وَإن هُنَّ لم يَنْفَقْنَ سَكَّنَ من وَجْدِي
6ـ لَعَلَّ الَّذِي قَادَ النَّـوَى أن يَرُدَّهَا *** إلَيْنَـا فَقَدْ يُدْنَى البَعِيْدُ مِنَ البَعْدِ
7ـ وَعَلَّ النَّوى في الدَّارِ يَجْمَعُ بَيْنَنَا * وَهَلْ يُجْمَعُ الشَّيئان وَيْحَكِ في غِمَدِ
8ـ وَكَيْفَ نَرَجِّيْهَا وقد حَالَ دُوْنَهَا *** نُمَيْرٌ وَأجْبَالٌ تَعَرَّضْنَ مِن نَجْدِ
9ـ لَعَمْرِي لَقَدْ مَرَّتْ بِيَ الطَّيْرُ آنِفاً**بِمَا لَم يَكُنْ إذ مَرَّت الطَّيْرُ مِن بُدِّ
10ـ ظَلِلْتُ أُسَاقي المَوْتَ إِخْوَتِي الأُلَى*أبُوْهُمْ أبي عِنْدَ المُزَاحَةِ والجِدِّ
11ـ كِلانا يُنَادِي يا نِزَارُ وَبَيْنَنَا ** قَنَا مِن قَنَا الخَطِّيِّ أو مِن قَنَا الهِنْدِ
12ـ قُرُومٌ تَسامَى من نِزَار عَلَيْهِم**مُضَاعَفَةٌ مِن نَسْجِ داوودَ والسُّغْدِ
13ـ إذَا مَا حَمَلْنَا حَمْلَةً ثَبَتُوا لَنَا *** بِمُرْهَفَةٍ تُذْرِي السَّوَاعِدَ مِن صُعْدِ
14ـ وإنْ نَحْنُ نَازَلْنَاهُم بِصَوَارِمٍ**رَدَوْا في سَرَابِيْلِ الحَدِيْدِ كَمَا نَرْدِي
15ـ كَفَى حَزَناً ألا أزالَ أرَى القَنَا * يَمُجُّ نَجِيْعاً مِن ذِرَاعِي ومن عَضْدِي
16ـ لَعَمْرِي لَئِنْ رُمْتُ الخُرُوجَ عَلَيْهِم * بِقَيْسٍ عَلَى قَيْسٍ وَعَوْفٍ عَلَى سَعْدِ
17ـ وَضَيَّعْتُ عَمْراً والرِّبَابَ وَدَارِماً * وَعَمْرو بنُ أُدِّ كَيْفَ أصْبِرُ عَنْ أُدِّ
18ـ وَكُنْتُ كَمِهْرِيقِ الَّذِي في سِقَائِه *** لِرَقْراقِ آلٍ فَوْقَ رَابِيَةٍ صَلْدِ
19ـ كَمُرْضِعَةٍ أولادَ أُخْرَى وَضَيَّعَتْ * بني بَطْنِها هذا الضَّلالُ عَن القَصْدِ
20ـ فَأُوصِيْكُما يا ابْنَيْ نِزارٍ فَتَابِعَا * وَصِيَّةَ مُصْفِي النُّصْحِ والصِّدْقَ والوُدِّ
21ـ فلا تَعْلَمَنَّ الحَرْبَ في الهَامِ هَامَتِي * وَلا تَرْمِيا بالنَّبْلِ وَيْحَكُمَا بَعْدِي
22ـ أما تَرْهَبَانِ النارَ في ابْنَيْ أبيكُمَا**وَلا تَرجُوَانِ الله في جَنَّةِ الخُلْدِ
23ـ فَمَا تُرْبُ أثْرَى لو جَمَعَتْ تُرابَهَا*بأكثَرَ من حَيَّي نِزَارٍ على العَدِّ
24ـ هُمَا كَنَفا الأرضِ اللَّذَا لَو تَزَعْزَعَا * تَزَعْزَعَ ما بَيْنَ الجَنُوبِ إلى السُّدِّ
25ـ وإنِّي وإنْ عَادَيْتُهُمْ وَجَفَوتُهُمْ *** لَتَأْلَمُ مِمَّا عَضَّ أكْبَـادَهُم كَِبْدِي
26ـ لأنَّ أبي عِنْدَ الـحِـفَـاظِ أبُوْهُمُ *** وَخَـالُـهُمُ خَالِي وَجَـدُّهُمُ جَـدِّي
27ـ رِماحُهُم في الطُّولِ رِمَـاحِنَـا *** وَهُمْ مِثْلُنَا قَدَّ السُّيُورِ مِن الجِلْدِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|