عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-20-2012, 12:21 PM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
افتراضي

ثانيا: آثار المضمون الذي يُقدم من خلال هذه الوسائل:
لا يخفى أن هذه الوسائل وما يتطور عنها وظفها الغرب، كما وظفها كثير من الفاسدين في مجتمعاتنا، لتحقيق مآربهم الخبيثة في التغريب، للسيطرة على الأجيال القادمة وتذويب هويتها، وحققوا في ذلك تقدمًا عظيمًا، ومما زاد الطين بلةً غيابُ أو ضعف الرقابة الفعالة، سواء على مستوى الهيئات الرسمية أو على مستوى الآباء والأمهات في الأسرة، والإهمال في تحمل المسؤولية الدينية والتربوية والثقافية، فأصبحت الكلمة الأولى والأخيرة في التربية لمن يسيطر على توجيه تلك الوسائل، ويضع لها المضمون الذي يُبث من خلالها، وتُركت تلك الوسائل المعاصرة وحدها لكي تشكل العقول، وتغرس العادات والتقاليد، وتؤصل الثقافات، وتصوغ المفهومات التربوية والاجتماعية بحسب رغبة مالكيها والقائمين عليها وتوجهاتهم الفكرية.

ونتاج التربية الواقعة تحت سيطرة هذه الوسائل المسخرة لتغريب مجتمعاتنا المسلمة لن يكون إلا الفساد والانحلال والفوضى الأخلاقية والاجتماعية، وهذه بعض نماذج تمثل هذا النتاج:

1 - (نموذج الهوس بأهل المجون):

قال رب أسرة من مدمني التلفزيون: \"إن اللهجة اللبنانية يجب أن تكون هي اللغة العربية الأم\"، لهوس ذلك الرجل ببعض ماجنات الغناء.

2 - (نموذج ستار أكاديمي وسوبر ستار ومباشرة على الهواء):

إذ تُفاجأ بمقدار المتابعات الكبيرة لهذا النوع من البرامج الفاسدة، والذي يثبتها ويدل عليها الكم الهائل من المكالمات التي يجريها الجمهور لترشيح نجمتهم أو نجمهم المفضل في تلك البرامج الساقطة، إضافة إلى الرسائل التي تظهر على الشاشة، وتحتوي على عبارات فاضحة هي في الوقت نفسه مصدر دخل عظيم لهذه القنوات.

3 - (نموذج الولع بأرقام المحمول المميزة):

إذ تقام في بعض دول الخليج مزادات يتنافس فيها الأثرياء لشراء أرقام هواتف جوال مميزة، وعلى سبيل المثال فقد تم بيع رقم خط لهاتف جوال في مزاد علني تم تنظيمه في الدوحة بمبلغ عشرة ملايين ريال قطري بما يعادل 2.754 مليون دولار، بعد مزايدة حامية عليه بين 8 من الأثرياء.

4 - (نموذج الإقبال على المواقع المنحرفة):

في دراسة للدكتور عبد العزيز كابلي -من كلية المعلمين بالمدينة- ذكر أن 50% من استخدام الشباب للمقاهي العنكبوتية هو من أجل أمور منافية للأخلاق والقيم. فكيف ستتخيل شباب الأمة في المستقبل وهم قد ترعرعوا على إسفاف التلفاز، وفضائح الدش، وإباحيات الإنترنت، وأنغام (السيديهات) والكاسيت، وغراميات المحمول!.

وهناك آثار اجتماعية أخرى:

1 - غلبة الطابع المادي على تفكير الأبناء، فمطالبهم المادية لا تنتهي ولا يجد فيهم الآباء تلك الحالة من الرضا التي كانت لدى الآباء أنفسهم وهم في هذه المراحل العمرية، فالمتطلبات المادية مع كثرتها في أيديهم لا تسعدهم، بل عيونهم على ما ليس لديهم، فإذا أدركوه تطلعوا إلى غيره وهكذا!!

2 - سيطرة الأبناء على الآباء على عكس ما ينبغي أن تكون عليه الحال، فقد درس عالم النفس \"إدوارد ليتن\" هذه الظاهرة على الآباء في أمريكا، وقرر أننا نعيش في عصر يحكمه الأبناء، فبدلاً من أن يوجه الآباء أبناءهم، فإن الأبناء هم الذين يوجهون سلوك آبائهم، فهم الذين يختارون البيت، ويشيرون بمكان قضاء العطلة، وإذا دخلوا متجرًا مضى كل طفل إلى ما يعجبه، وما على الأب إلا أن يفتح حافظته ويدفع!
[عدنان السبيعي، من أجل أطفالنا، الطبعة الثالثة - مؤسسة الرسالة - بيروت - 1404هـ صـ 70].

3 - روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني المستوى العلمي لكثير من الأبناء.

4 - ما يسمى بصراع الأجيال ويقصد به اتساع البون بين تفكير الأبناء وتفكير الآباء، وعزوف الأبناء في كثير من الأحيان عن الاستفادة من خبرات جيل الكبار؛ إذ ينظرون إلى خبراتهم على أنها لم تعد ذات قيمة في هذا العصر الذي نعيش فيه.

5 - ما يعرف بالغزو الفكري والثقافي المتمثل فيما يشاهده الأبناء ويستمعون إليه عبر وسائل الإعلام المختلفة من عقائد وأفكار وقيم ربما لا تكون في كثير من الأحيان متفقة مع عقائد وأفكار وقيم مجتمعاتنا.

__________________


رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59