أوقدتِ في ليلي ضِياءَ الـحُبِّ
فإليكِ يا أُمّاهُ هَمْسَ القُرْبِ
في نَبْضِ قَلْبي، في الجفونِ، حِكايةٌ
مَهْدُ الْـجَنِينِ بِـهَا، ولَفْحُ الشَّيبِ
أوما كتَبْتِ على الأصابِعِ في يَدي،
وأنا الرَّضِيعُ، حُرُوفَ لَفْظَةِ "رَبِّي"؟
وغدا حَنانُكِ شالَ صوفٍ ساكِنًا
في مَنْكِبَـيَّ، إلى دُنُوِّ الــنَّحْـبِ
أمّاهُ، يا قيثارةً أوتارُها
في أضلُعي، واللَّحْنُ آنَسَ دَرْبي
وَصَدَاكِ في جَنَباتِ عُمري كُلِّـــهِ
يَـجْتَابُ أَرْوِقَةَ السُّكونِ العَذْبِ
مِنْ نُورِ تَقواكِ امتَشَقْتُ هُوِيَّـــتي،
وسَلَكْتُ درْبي، مُفْــعَمًا بِالغَيْــبِ
ونسيجُ أحلامي جمَعْتُ خُيوطَهُ
مِنْ دِفْء شَمْسِكِ، وارتَحَلْتُ أُلـَبـِّي
في كُلِّ كَهْفٍ مِنْ حياتي، شَمعةٌ
مِنْ صُنْعِ قَلْبِكِ، لا تُغادِرُ سِرْبي
نَجْواكِ عصفورٌ، يُغرِّدُ في دمي
ويُقيمُ عُشًّا في غُصونِ القلْبِ
صَكُّ الوفاءِ رَهنْـــتُهُ في مُقلَــتي
نِعمَ الوديعةُ، في الـمَقامِ الرَّحْـــبِ
سَأظَلُّ ألتَمِسُ الجِنانَ، بلا وَنًى
في تَينِكَ القَدَمَينِ، أُعلِنُ تَوبي
إنْ ضَلَّ حَرْفٌ مِنْ فَمي، وكَرِهتِـــهِ،
فَلأُعلِنَنَّ على القصائِدِ حَرْبي
أمَّـاهُ، كُوني واحةً لا تَنتَهي،
وارْمي على ثَلْجي حَرارةِ ذَوبِ